عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-14, 11:22 AM   #2
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

بابُ الحَثِّ على الذِّكـرِ
- - - - - - - - -

قال اللهُ تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا الأحزاب/41-42 .

وقال سُبحانه : ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ البقرة/152 .

وقال جل شأنه : ﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ الأعراف/205 .

وقال جل ذِكْرُهُ : ﴿ اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ العنكبوت/45 .

وقال - سُبحانه وتعالى - لنبيه زكريا (1) - عليه السلام - بعد أن طلب من الله أن يجعل له آيةً ، قال تعالى : ﴿ آَيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ آل عمران/41 .

وقد سأل موسى - عليه السلام - رَبَّه أن يجعل له وزيرًا من أهله لِيُعان على الذكر والتسبيح .
قال تعالى حكايةً عن موسى :
﴿ وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي
* هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا طه/28 –35 .

وقال سُبحانه : ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا الأحزاب/21 .

قال تعالى : ﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا الأحزاب/35 .

وقال سُبحانه وتعالى : ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآَبٍ الرعد/28 –29 (2) .


______________________________

(1) قال تعالى : ﴿ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ * وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ الأنعام/85-90 .

(2) قال ابن القيم – رحمه الله - ( التفسير القيم / ص323 ) عند هذه الآية : الطمأنينة سكون القلب إلى الشيء وعدم اضطرابه وقلقه ، ومنه الأثر المعروف ( الصدق طمأنينة ، والكذب ريبة ) أي : الصدق يطمئن إليه قلبُ السامع ، ويجد عنده سكونًا إليه , والكذب يُوجب اضطرابًا وارتيابًا ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : (( البِرُّ ما اطمأن إليه القلب )) أي : سكن إليه وزال اضطرابه وقلقه , وفي ذكر الله هاهُنا قولان : أحدهما : أنه ذِكرُ العبد رَبَّه فإنه يطمئن إليه قلبه ويسكن ، فإذا اضطرب القلبُ وقلق فليس له ما يطمئن به سوى ذكر الله .. ثم اختلف أصحاب هذا القول فيه , فمنهم مَن قال : هذا في الحلف واليمين , إذا حلف المؤمن على شيء سكنت قلوب المؤمنين إليه واطمأنت. ويُروَى هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما . ومنهم مَن قال : بل هو ذِكرُ العبد رَبَّه بينه وبينه , يسكن إليه قلبُه ويطمئن .

والقول الثاني : إن ذكر الله هاهُنا القرآن , وهو ذكره الذي أنزله على رسوله به طمأنينة قلوب المؤمنين , فإن القلب لا يطمئن إلَّا بالإيمان واليقين , ولا سبيل إلى حصول الإيمان واليقين إلَّا من القرآن , فإن سكون القلب وطمأنينته من يقينه واضطرابه وقلقه من شكه , والقرآن هو المحصل لليقين الدافع للشكوك والظنون والأوهام , فلا تطمئن قلوب المؤمنين إلَّا به , وهذا القول هو المختار . وكذلك القولان أيضًا في قوله تعالى ﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ الزخرف/36 , والصحيح أن ذكره الذي أنزله على رسوله وهو كتابه مَن أعرض عنه قيَّضَ اللهُ له شيطانًا يُضِلُّه ويَصُدُّه عن السبيل , وهو يَحسبُ أنه على هُدى .

وكذلك القولان أيضًا في قوله تعالى : ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى طه/124 , والصحيح أنه ذكره الذي أنزله على رسوله وهو كتابه , ولهذا يقول المُعرِض عنه : ﴿ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى طه/125–126 .

وأما تأويل مَن تأوَّلَه على الحلف ففي غاية البعد عن المقصود ؛ فإن ذكر الله بالحلف يجري على لسان الصادق والكاذب والبَرِّ والفاجر , والمؤمنون تطمئن قلوبُهم إلى الصادق وإن لم يحلف , ولا تطمئن قلوبهم إلى مَن يرتابون منه ولو حلف . وجعل الله الطمأنينة في قلوب المؤمنين ونفوسهم ، وجعل الغبطة والمدحة والبشارة بدخول الجنة لأهل الطمأنينة (فطُوبى لهم وحسن مآب ).
وعزاه إلى مدارج السالكين أيضًا جـ 2 صـ 283 ( أي : المعلق ) .




توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس