عرض مشاركة واحدة
قديم 26-03-15, 12:30 AM   #4
صوفيا محمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني 1 |
افتراضي


[frame="10 10"]✿الدرس الثالث ✿
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
تكلم المصنف- رحمه الله- في المرة الماضية ومازال في" أدب الطالب مع نفسه" على:
الأدب الأول في قوله: " العلم عبادة".
والأدب الثاني: " كن على جادة السلف الصالح".
والأدب الثالث: الزم خشية الله.
والأدب الرابع: دوام المراقبة.
والأدب الخامس: خفض الجناح ونبذ الخيلاء والكبرياء.
قال في الأدب السادس: القناعة والزهادة.
القناعة: الرضا بما قسم الله لك من قليل أو كثير ، ولذلك يسمون الراضي قانعاً، والزهادة مصدر مثل الزهد . والزهادة والزهد واحد لكن بعضهم فرَّق بينهما فقال: الزهد في الدين والزهادة أعم من ذلك فتكون في الدنيا . يعني ليس تعبداً ويكون في الدين وسيأتي بيانه بعد قليل..
قال المصنف- رحمه الله- : (اقنع بما آتاك الله عز وجل وتحل بالزهد، واعلم أن حقيقته الزهد بالحرام، والكف عن المشتبهات وعن التطلُّع إلى ما في أيدي الناس؛ فكن معتدلاً في معاشك بما لا يشينك، ولا ترد مواطن الذلة والهون(.

قوله "الكفّ عن المشتبهات " قال بعدها: "فكن معتدلا في معاشك " يعني الزهد في الحقيقة عمل قلبي كمافسره السلف ..
انتبه السلف يقولون: الزهد بين كلمتين في القرآن ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم( لايحزن ولاييأس على مامضى ولايفرح بالآتي..
الإمام أحمد رحمه الله يقول:" الزهد قصر الأمل واليأس ممافي أيدي الناس" فهو في الحقيقة لا تعلق له بالظاهر.لا تستطيع أن تشهد لأحد بالزهد ؛فقد يكون الإنسان غنياً ذا مال وهو من الزاهدين ككبار الصحابة ؛عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين ، والعكس صحيح قد يكون المرء قليل المال لكن قلبه متعلق بالدنيا متشوِّف لمافي أيدي الناس، فهذا من أهل الدنيا ولو كان فقيراً !! فالزهد عمل قلبي. وقد نقل الخلال عن الإمام أحمد- رحمه الله- أنه سُئل عن الزاهد؛ قيل له: هل للمرء أن يكون زاهداً ومعه ألف دينار من الذهب ؟ هذا المبلغ كبير جداً ! فقال الإمــام أحمد : نعم ،إذا لم يفرح إذا زاد ت ولم يحزن إذا نقصت. حتى قال بعض العلماء:
لايُتصور الزهد ممن لامال له ولاجاه ! هذا القول ضعيف فالإنسان قد يكون زاهداً ولو لامال له ولاجاه لكن المقصود أن الزهد عمل قلبيّ
يعني لايتشوَّف العبد للدنيا ولاتكون الدنيا همه مستحوذةً على فكره..
قال واعلم أنّ حقيقته الزهد بالحرام ،و الكفّ عن المشتبهات وعن التطلع إلى ما في أيدي الناس ( هذا تعريف الزهد ،وذكر المصنف له ثلاثة أركان:
الزهد بالحرام: يعني ترك الحرام ، بل أشدّ من ذلك وهو ترك الميل إلى الحرام.
الركن الثاني: قال الكف عن المشتبهات وعن التطلع إلى مافي أيدي الناس ..
ماهي المشتبهات؟ فيه كلام كثير لأهل العلم ذكرها ابن حجر في الفتح؛ كثير منها لايسلم من الاعتراض لكن أجود ماوقفت عليه في تعريف المشتبهات أن يقال فيه الآتي:
يقال في المشتبهات هو: ما خفي حكمه .
والذي يخفى حكمه له صورتان:
1- ماخفي حكمه على العامي: ومثل العامي هذا يجب أن يقف وأن يجتنبه حتى يسأل أهل العلم عن حكمه .
قد يقول قائل: لماذا لانُعمِل قاعدة" الأصل الحل" ويكون هذا الأمر حلالاً حتى يتبين خلافه ؟ !
الجواب: هذه القاعدة " الأصل هو الحِلّ" في حق من أعمل الأدلة وأراد الترجيح، وأما الذي لا يعلم حكمه لجهل فهذا لابدّ أن يسأل لأنه قد يكون محكوماً عليه من قبل الشارع حكماً صريحاً بيّناً ولكنه جهل هذا الحكم لتقصير وتفريط فلابدّ أن يسأل ليكون على بصيرة ..
2 - الصورة الثانية من المشتبهات في حق أهل العلم : والمشتبه في حق أهل العلم ماتعارضت فيه الأدلة ولم يتبين له فيه لقوة الأدلة وتعارضها فهؤلاء يتوقفون في المسألة ويزهدون فيها ولايقعون فيها لأنها من المشتبهات..
الركن الثالث: الكف عن التطلع إلى ما في أيدي الناس: وهذا في ظاهره يدل على أن المقصود به القناعة وهو كذلك ظاهر السياق قال (الكف عن المشتبهات وعن التطلع إلى ما في أيدي الناس ) وأورده في باب القناعة ، لكن قد يقال أراد بذلك أيضا أن لا يشابههم ولا يميل إلى مشابهة الناس العوام يعني ممن يشتغل بالدنيا وفضول المباح لأن هذا هو الزهد ؛ الزهد ترك الفضول، فضول المباحات وأما الاقتصار على المعنى الأول إذا قلنا أن المقصود "الكف عن المشتبهات "فقط أن يكون قانعاً هذا يعني تعريف الورع ، ولهذا يقولون مرتبة الزهد أعلى من مرتبة الورع. قاله ابن تيمية رحمه الله وبيَّن ذلك فقال رحمه الله : "الزهد المشروع ترك ما لا ينفع في الدار الآخرة" .وهو فضول المباح .هناك أشياء مباحة ليست محرمة لكن لاتنفع في الآخرة فتركها زهد لأنه لايستعان بها على طاعة الله . وقال:" الورع المشروع ترك ما قد يضر في الدار الآخرة" إذن هو أقل مرتبة لا يترك المباحات إنمايترك مايضر في الآخرة وهو المحرمات والشبهات التي لايستلزم تركها ترك مافعله أرجح منها ، هذه عبارة ابن تيمية رحمه الله وتأمل دقة عبارة الإمام ولولاضيق الوقت لتكلمنا في تدبر هذه العبارة العظيمة ..
قال المصنف- رحمه الله- : ( فكن معتدلاً في معاشك بما لا يشينك ولاتَــرِدْ مواطن الذلة والهون ) هذا بيان واحتراز من المصنف ليدفع توهمًا فاسداً؛ فبعدما أوصى بالقناعة والزهادة بيَّن الحدّ المطلوب لئلا يزيد العبد ويغلو فيقع فيما يشينه، فيُقصِّر في حق من يعوله ومن يعاشره ويلبس مثلا مايزدريه في أعين الناس وألا يكون غريب الشكل والمنظر .لذلك يقول العلماء: هناك فرق بين التواضع والذلة ،فالتواضع : تذلل لأجل الله؛ فلايظلم الخلق ولايتكبر عليهم . وأما الذ ليل:فهو من يهين نفسه لنيل شهواتها ولينال حظًا من الدنيا، ففرق بينهما. ولهذا جاء في وصف سفيان الثوري رحمه الله قال: وكان شديد التواضع في غير ذل. وسيأتي مزيد من البيان بعد قليل .
خلاصة هذا الأدب: أن طالب العلم والمسلم لاينشغل قلبًا وقالبًا بالدنيا بل يجعل مقصده الله والدار الآخرة؛ فيترك راحة الدنيا لماذا ؟ طلبا لراحة الآخرة ..يترك راحة الدنيا طلبا لراحة الآخرة..
قال- رحمه الله- : ) التحلي برونق العلم(
الرونق: بمعنى حسن الشيء ، فقوله" التحلي برونق العلم" يعني بحسن وجمال العلم ..
قال رحمه الله - : )رونق العلم هو حسن السمت والهدي الصالح بدوام السكينة والوقار والخشوع والتواضع(
الهدي: يعني السمت، لما قال "بحسن السمت" : يعني حسن الهيئة، والهدي: يعني الطريقة والمسلك..
قال : ) بدوام السكينة والوقار والخشوع والتواضع(
وقد شرحنا هذه الألفاظ في الدرس السابق .
قال: )فقد كان السلف كما قال ابن سيرين رحمه الله يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم. (
إذاً المصنف -رحمه الله -يُنبه إلى مسألة "الأدب قبل الطلب" مسألة مشهورة عند السلف وعند العلماء كانوا يتعلمون الأدب قبل العلم ولذلك كانوا يقولون : كاد الأدب أن يكون ثلثي العلم. لأن طالب العلم إذا لم يتحلَّ بالأدب كانقد وقع في منكرينشنيعين:
**الأول: لم يعمل بالعلم، لأن من أهم مقاصد العلم العمل ومن لم يلزم الأدب لم يعمل بعلمه ..
**الثاني: قالوا يُنَفِّرِ الناس وينفُر الناس منه ومن هذا العلم؛ فلا يقبلون ما عنده ولا يُقبِلون على العلم ، وهذه مفاسد عظيمة..
قال -رحمه الله - : ) فيــا طالب العلم تجنَّب اللعب والعبث والتبذُّل في المجالس بالضحك والقهقهة وكثرة التــنادر)
قوله "تجنب اللعب والعبث والتبذل" اللعب معروف معناه والعبث قريب منه لكنهم يقولون العبث ليس لصاحبه الإرادة ولا لذة يعني لا لذة له فيها. هكذا يفرق بعضهم بين اللعب والعبث. والتبذل: بمعنى الامتهان في المجالس ، يمتهن نفسه بالضحك والقهقهة .
قال" وكثرة التنادر" التنادر يعني الإتيان بالنوادر والغرائب في الحديث أو في الفعل كذلك..
قال- رحمه الله- : ) فإن المزاح والضحك يضع من القدر، ويزيل المروءة، ويوغر الصدر، ويجلب الشر(.
ذكر آفات اللعب والعبث و التبذل وكثرة الضحك
ذكر منهاأربع آفات :
أولًا : يضع من القدر، و من وزنه وحرمته ووقاره والمسلم مطالب بأن يصون نفسه من الرذائل وسفاسف الأمور كما سيأتي .
الأمرالثاني: يزيل المروءة. المروءة لها عدة تعاريف من أوضحها قول الدرديري- رحمه الله- "المروءة كمال النفس بصونها عما يوجب ذمها" نفس كاملة يصونها عما يوجب ذمها..
ويعرِّفها جد ابن تيمية المجد بأنه " استعمال ما يجمِّله ويزينه واجتناب مايدنِّسه ويشينه"فكثرة الضحك والعبث يزيل مروءة الإنسان..
الأمرالثالث: الذي ذكره من آفات اللعب والعبث قال يوغر الصدر يعني يملؤه غيظًا وغضبًا ، وهذا أمر مجرب ومشاهد؛ فكثرة الضحك والمزاح يوغر صدور الجالسين على هذا الذي يضحك كثيرا ويأتي بوساوس وشرور ، لذلك قال ويجلب الشر،كالخصام وسوء الظن وغير ذلك من الآفات فعلى المسلم أن يجتنبها ..
قال -رحمه الله - )وقد قيل: «من أكثر من شيء عرف به») يعني من أكثر من اللعب عُرف باللعب، ومن أكثر من العبادة عُرف بالعبادة وهكذا ، تقرؤون في كتب التراجم: " وفلان كان من أهل الصلاة" أو يقولون: " فلان كان من أهل الصلاح" لماذا ؟ لأنه أكثر منها فعُرِف بها.
وليس معنى هذا الذين معه أو في زمانه لا يصلون ....لا... ،لكنه اشتُهر وعرف بهذا؛ أكثر من الصلاة فعُرف واشتُهر بالصلاة ..
قال- رحمه الله- : )وقال عمر من تزين بما ليس فيه شانه الله ( يعني يُشينه الله فيخرج ما في باطنه. وهنا سؤال لماذا يُشينه الله ؟
قالوا: لأنه يُظهر خلاف ما يُبطن فعاقبه الله بنقيض قصده ؛ فكما أنّ المخلص يعجل الله له البشرى في الدنيا بثناء الناس عليه كذلك الذي يتزين بما ليس فيه يعجل لهذا المتزين شيئاًمن العقوبة ذكر هذا المعنى ابن القيم- رحمه الله- .
قال المصنف : (تحلّ بالمروءة )
المروءة: مضى معنا أنّ له عدة تعريفات من أسهلها قول الدرديري- رحمه الله- " كمال النفس بصونها عما يوجب ذمها " ويعرِّفها المجد أبو البركات جد تقي الدين ابن تيمية في كتابه "المحرر"- كتاب حنبلي فقهي- يقول: " استعمال ما يُجمله ويُزينه واجتناب ما يُدنسه ويشينه".
وسيعرفها المصنف بقوله : (المروءة فعل ما يجمِّل الإنسان ويزينه عند الناس، واجتناب ما يقبحه ويشينه) هذا قريب من تعريف المجد ابن تيمية .
قال: ( فعليك بها وما يحمل إليها من مكارم الأخلاق وطلاقة الوجه، وإفشاء السلام وتحمل الناس وغير ذلك) هذه كلها من كمال النفس ومن صونها عما يذمها .
قال : ( وابتعد عن خوارمها في طبع أو عمل )
الخوارم ، الخرم: في الأصل بمعنى الثقب والقطع من خرم الشيء إذا انشق ، فمعنى قوله "خوارم المروءة" يعني مايبتر ويقطع وينقص المروءة، هذا هو المقصود .
قال : ( وابتعد عن خوارمها في طبع أو عمل من حرفة مهينة )
الحرفة بمعنى الكسب العمل الذي يكتسب به، هناك أعمال مشينة لا يليق بطالب العلم أن يعمل فيها لأن فيها ماينقص المروءة وقد كتب فيها العلماء وألَّفوا فيها ومن أجمعها كتاب معاصر للشيخ مشهور بن حسن آل سلمان – حفظه الله - عنوانه "المروءة وخوارمها" جمع فيها بعض الحرف وهي تختلف باختلاف الزمان والمكان وأعراف الناس وأماكنهم وكتب فيها قواعد جيدة ..
قال- رحمه الله- : (من حرفة مهينة، أو صفة رديئة؛ كالعجب والرياء، واحتقار الآخرين، وغشيان مواطن الريب والتهم، فرحم الله امرئً كفِّ الغيبة عن نفسه. (
المسلم مطالب بالاستبراء لدينه وعرضه كماجاء في "الصحيح" " ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه" ، قال العلماء يجتنب كل ما يعاب عليه عند أهل الصلاح ولا يضع نفسه موضع التهمة والريبة. تعرفون القصة مرّ رجلان بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف مع زوجته صفية فأسرعا ، لمارآه أسرعا فقال صلى الله عليه وسلم "على رسلكما إنها صفية" استبرأ صلى الله عليه وسلم لعرضه. وقال العلماء: هذا شفقة عليهما حتى لا يقعا في سوء الظن ويلعب بهما الشيطان وفي آخر الحديث قال: "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ".
وهنا مسألة قد يقول قائل كيف يطلب العبد السلامة من الناس وينظر إليهم ويترك المشتبهات ومواطن الريبة لأجل الناس ألا ينافي هذا قصد وجه الله في الأعمال؟قد يقول قائل هذا الكلام.
الجواب منأوجه:
أولاً: هذا الاستبراء مما طلبه الشارع وهو من المروءة والحياء،وقد جاء في الحديث: " أن الحياء من الإيمان" فما تقوم به من هذا الاستبراء أمر من الشارع نفسه.
الأمرالثاني: إعانة الناس على قطع سبل الوساوس وسوء الظن مطلب شرعي فإن وقوعهم فيك بسبب مجيئك لمواطن الريبة يجلب لهم الآثام ويوقعهم في المعاصي من غيبة ونميمة وغيرها.
الأمرالثالث: إذا تكلم الناس فيك جرَّ ذلك ردود فعل أخرى وأشغلك فيما لاينفع، ولهذا كله قطع الشارع هذا الطريق من أوله وأمرنا بترك وتجنب مواطن الريبة وأن ندفع التهم عن أنفسنا باجتناب مواطنها وأماكنها ومواقعها وهذا كله مالم يكن في هذا الاستبراء معصية لله ؛ وأما ما فيه معصية لله فلا يُرتكب ولا يُنظر فيه لأي مخلوق، وإنما المقصود فيما قد يُشتبه على الناظر فهذا يُجتنب فيما يُشتبه على الناظر أو السامع مما ليس حراما و لا معصية .
قال المصنف- رحمه الله- : (التمتع بخصال الرجولة(
الخصال : بمعنى الأخلاق .
قال : (كالشجاعة، وشدة البأس في الحق( يعني القوة والعزيمة في الحق قولًا وعملًا.
قال : (وشدة البأس في الحق ومكارم الأخلاق، والبذل في سبيل المعروف من مال أو جاه أو علم( البذل بمعنى العطاء مع طيب نفس و"سبيل المعروف" يعني به وجوه الخير وطرق المعروف ، والمعروف ماعرفه الشارع .
قال : "من مال أو جاه أو علم" إذن البذل يشمل المال وكذلك الجاه وكذلك العلم وله صور كثيرة لولا ضيق الوقت لتدارسناها
قال : (واحذر نواقضها من ضعف الجأش، وقلة الصبر، وضعف المكارم؛ فإنها تهضم العلم وتقطع اللسان عن قول الحق(.
" واحذر نواقضها" يعني مفسداتها.
" من ضعف الجأش" ضعف الجأش يعني ضعف النفس والقلب، والجأش يطلق ويُراد به النفس والصدر والقلب ، يقولون رابط الجأش يعني رابط النفس ساكن القلب ثابت ..
قال- رحمه الله- (واحذر نواقضها من ضعف الجأش، وقلة الصبر، وضعف المكارم؛ فإنها تهضم العلم وتقطع اللسان عن قول الحق(.
أما "هضم العلم" فيعني به نقصان قدره ونزول منزلته، وكلامه هذا صحيح -رحمه الله- فمن اتصف بضعف الجأش وقلة الصبر وضعف المكارم؛ قلَّت قيمته ،وقيمة ما يحمله من علم ، وطالب العلم صورة للشرع والإسلام ، وهذه الصفات : ضعف الجأش والمكارم تجعله خائفًا يهاب كلمة الحق. لأن كلمة الحق تُغضب أهل الباطل، فإذا لم يكن شجاعًا هاب كلمة الحق وسكت ، وهذا الوصف لا يشمل من سكت حكمة ومراعاة لمصالح أخرى أكبر تعود بالخير على الإسلام والمسلمين
والكلام على هذا يطول ونقف عند هذا الحد والله تعالى أعلم..
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين


[/frame]
الملفات المرفقة
نوع الملف: docx تفريغ الدرس الثالث من الحلية.docx‏ (169.6 كيلوبايت, المشاهدات 480)



توقيع صوفيا محمد
اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة

التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة سالم ; 01-04-15 الساعة 12:30 AM
صوفيا محمد غير متواجد حالياً