عرض مشاركة واحدة
قديم 28-08-12, 12:26 AM   #1
احلام فلسطين
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 23-01-2012
المشاركات: 52
احلام فلسطين is on a distinguished road
افتراضي ماذا بعد رمضان؟ للدكتور حازم شومان



ماذا بعد رمضان؟
للدكتور حازم شومان
http://www.4cyc.com/play-V3dDgAWk2n0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وكفا, وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى. اللهم لك الحمد كله, ولك الملك كله, وبيدك الخير كله, وإليك يُرجع الأمر كله. لبيك يا ربنا وسعديك والخير كله في يديك, والشر ليس إليك, أنا بك وإليك. تباركت وتعاليت. أستغفرك وأتوب إليك.
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
ثم .. أما بعد:
عذراً إخواني في الله, حدثت بعض الحوادث في الطريق وتأخرنا في الطريق إلى مدينة الإنتاج, من المنصورة إلى مدينة الإنتاج. عندما تتأخر في الطريق إلى أي مشوار من مشاوير الدنيا ليست مشكلة, فالموضوع سيُلحق هذه المرة أو الأسبوع القادم. لكن عندما تتأخر في طريقك إلى الله هذه هي المشكلة, هذه هي الكارثة, هذه هي المصيبة يا إخواني في الله.
نحن لسه خارجين من رمضان ويسيطر على الجو الآن مع آلام الأمة العظيمة التي نعيشها من حرق المصحف في أمريكا, من شتم السيدة عائشة من الشيعة في انجلترا وفي غيرها من الأماكن. مع آلام الأمة يهيمن الآن جو "ماذا بعد رمضان؟" هنعمل إيه بعد رمضان, كل عام ندخل رمضان نعلو قليلاً, وبعد رمضان ننزل هذا القليل ثانية كما كان قبل رمضان. يأتي رمضان الذي يليه نعلو ثانية وبعده ننزل ثانية. وفي رمضان الذي يليه نعلو ثانية وبعده ننزل ثانية. لو استطعت أن تحافظ على ما أنت كنت عليه في رمضان, لو طلعت من رمضان بمكاسب وطلعت فيها ولم تنزل رمضان القادم ستزيد, ورمضان التالي ستزيد أكثر. نحن لا نريد نظل نصعد وننزل يا إخواني, نريد أن نزيد زيادة حقيقية, نريد أن نستفيد استفادة حقيقية. المفروض أننا نخرج من رمضان صفحة بيضاء, المفروض أنك الآن صفحة بيضاء, بماذا سوف تملأها؟ بماذا سوف تملأ هذه الصفحة البيضاء؟
المفروض بعد كل الصيام والقيام والجهد لله في رمضان, تكون خارج من رمضان طاهر بإذن الله, بماذا سوف تملأ هذه الصفحة؟ ماذا سوف تفعل؟ هل ستلوثها مرة أخرى بالمعاصي؟
إخواني في الله.. قضية ماذا سنفعل بعد رمضان؟ المفروض كل واحد مننا خارج من رمضان المفروض أنك خارج نظرتك متغيرة, ترى كل شيء صح, المفروض أنك خارج "ستة على ستة", نظرك وبصيرتك ستة على ستة, تري كل شيء مضبوط وواضح, لم تعد مثل قبل رمضان الدنيا شاداك, والشهوات عمياك, أحلام الدنيا تنسيك أحلام الآخرة, مشاكل الدنيا طاغية على مشاكل الآخرة, المفروض أنك خارج ترى كل شيء صح.
كنت أريد أن أسمي هذا الدرس "ستة على ستة" بموجب أن المفروض أننا جميعاً خارجين ليس بصرنا, بل بصيرتنا "ستة على ستة", نعرف ماذا سنعمل, كيف سنشتغل, نرى كل شيء كما قال ربنا: (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) ق 22.
نريد أن نصل لهذه المرحلة قبل يوم القيامة, نصل لها بعد رمضان, (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) يرى الدنيا على حجمها الحقيقي, يرى الأسباب على حجمها الحقيقي, يرى نعم ربنا على حجمها الحقيقي, وطبعاً لن تستطيع أن تقدرها قدرها, ترى احتياجك لربنا على حجمه الحقيقي, نريد أن نرى كل شيء صح إخواني في الله. المفروض علاقتنا بالله لا تكون علاقة موسمية, لا ينفع أن تكون علاقتنا بربنا في رمضان وبعد هذا إن شاء الله نلتقي مع طاعة الله في رمضان القادم, نلتقي مع الاجتهاد في رمضان القادم, كيف تكون علاقتك برينا علاقة موسمية؟!
المفروض أننا خارجين من رمضان حبك لربنا زايد, وخوفك من ربنا زايد, رجائك في رحمة ربنا زايد, ارتباطك بالقرءان زايد. المفروض أن رمضان علمنا أنه ليس هناك يأس. أننا نقدر يا جماعة. أكبر درس خرجنا بهِ من رمضان أنك أنتي تقدري وأنك أنت تقدر. لو أحضرنا الأمة وقولنا لهم صوموا 30 يوم, قوموا 30 ليلة, اختموا القرءان, تصدقوا, اعملوا كل أنواع البر, يقولوا لا يمكن سنقدر.
رمضان أثبت أن الأمة تقدر, وما حدث في رمضان المفروض يكون صورة الأمة على طول يا إخواني. ما حدث في رمضان .. في رمضان الأمة تكون أمة, الأمة لأول مرة تكون أمة, الكل خايف على بعضه, الكل يفطر بعضه, الكل يأكل بعضه, الكل يعزم بعضه, الكل يبر بعضه, الكل واقف جنب بعضه يصلي لله في العبادات الجماعية في رمضان. رمضان الأمة فيه بتكون أمة يا إخواني, لازم علشان ننتصر لازم علشان نرد فيه رد حقيقي على أعداء الله حالة رمضان تكون هي الحالة العامة للأمة, لسه هناك أفاق كثيرة نريد أن نصل لها, آفاق كثير نريد أن نطلع لها, آفاق كثير يا إخواني في الله.
ماذا بعد رمضان؟ (وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) الأحزاب 23.
كيف لا نبدل؟ كيف لا نغير؟ كيف لا ننحرف؟ كيف كما كنا مستقيمين في رمضان نستقيم بعد رمضان. آية الاستقامة (وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).
تريد أن تثبت بعد رمضان؟ تريدي أن تستقيمي على طريق ربنا في رمضان وفي غير رمضان؟ نريد أن نحقق مقام الاستقامة؟ ماذا نفعل؟ ما هي النصائح التي لابد أن نعملها بعد رمضان لكي نظل مستمرين على الطريق؟
أول شيء.. لن تثبت إلا بالله, ليس بنفسك أو قرار أو عزيمة أو إرادة, كل هذا بالله. الآية التي أعيش معها من أمس, وأمشي في الشارع أرددها بيني وبين نفسي, وفي الصلاة, أي آية الواحد عايش معاها
(لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ)
وأن الفتح في الدعوة بيدي الله, وأن الفتح في الإيمان والعبادة بيد الله, وأن الفتح في نصر الأمة بيد الله
( وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)) الحديد 29.
كلها من الله سبحانه وتعالى, قال تعالى: (وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ) الإسراء 74.
إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم احتاج أن ربنا يثبته, إذا نحن محتاجين إيه؟ إذا كان رمز الثبات في الأمة, إذا كان أعظم جبل في الأمة عليه الصلاة والسلام في الثبات, إذا كان ربنا قال له: (وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ) الإسراء 74.
وإحنا لو ربنا لم يثبتنا هنعمل إيه؟ هيحصل مننا إيه؟ لابد يا إخواني أن نستعين بالله, ونسأل الله الثبات, وإلا ليس هناك ثبات إلا بالله سبحانه وتعالى.

النصيحة الثانية:
لكي لا يحدث انهيار إيماني وتعبدي بعد رمضان اوعى تُحبط بعد رمضان, اوعي تُحبطي بعد رمضان, يعني إيه؟ أنت تكلم الذي عصى ربنا في رمضان وتقول له لا تُحبط رمضان ضاع عليك؟ لا هذا سيأتي كلام معاه.
إذاً أنت تكلم من؟ أتكلم المُحبط لأن رمضان انتهى, يا جماعة هناك أناس قلوبهم معلقه برمضان, لو رمضان انتهى يعتقد أنه ليس هناك أمل أن يكون إنسان كويس. مثل واحد مُعلق بالكعبة يظن أنه إن لم يذهب للحج هذا العام أو يعتمر خلاص لن يزيد إيمانه وصلته بالله لن تكون كويسة. يا جماعة لما أبو بكر الصديق لما رسول الله صلى الله عليه وسلم مات قام سيدنا أبو بكر, قام ذلك العمود.. عمود الأمة, جبل الأمة أبو بكر الصديق رضي الله عنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وتلى آية من كتاب الله, قال لهم: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْۚ) آل عمران 144.
وما رمضان إلا نفحة من نفحات رضا الله قد خلت من قبلها النفحات وسيأتي من بعدها نفحات, أفإن انتهى رمضان انقلبتم على أعقابكم. يا أمة رسول الله.. أفئن انقُضيّ رمضان انقلبتم على أعقابكم.
يا إخواني.. خزائن رحمة ربنا ما زالت ملأه. يا إخواني.. العتق من النار ما زالت الفرص له موجودة. يا إخواني .. عفو ربنا وكرم ربنا لا يزال مفتوح.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو في كل زمان وكل مكان وكل وقت فاعفو عني. خزائن عطاءات ربنا ما زالت ملأه, خزائن نفحات ربنا. مثل ما قال الرسول عليه الصلاة والسلام وصف ربه فقال: "..سحاء الليل والنهار.."
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري- المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7411
خلاصة حكم المحدث: [صحيح] .
ماذا تعني سحاء؟ السيل الساحية التي تجرف, السيل الساحية التي من قوتها تفرق ما بين الشيء وبعضه, كأنها تفلق الأشياء. "سحاء الليل والنهار" أي أن يمين الرحمن العطاءات نازله منها فيضانات ولله المثل الأعلى. أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض, تخيلوا إخواني عطاءات ربنا, عطاءات ربنا لا تتوقف, ولا تنتهي. لا نيأس من رحمة ربنا. اوعى تُحبط بعد رمضان.

احلام فلسطين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس