خواطري في العام الهجري الجديد
كلما أطل علينا هلال شهر محرم استقبلنا سنة هجرية جديدة ووقفنا حيالها وقفة تأمل وتصميم على العمل
وقفة تبصرنا بواقعنا ، وتدفعنا إلى مستقبل أفضل وحياة أمثل لأمة جعلها الله خير الأمم ، وحمّلها مشعل النور والحضارة
مشعل الإسلام فبهديه تأمر بالعروف وتنهى عن المنكر وخصها بهذا التاريخ الهجري ، وربط أهلة الأشهر الهجرية بالعبادة لنعلم أن عمل الأيام والليالي مرفوع إلى السماء ، ولنسعى في طلعة كل هلال إلى التأكد من وجود الأمن والإيمان والسلامة والإسلام في واقعنا .
فنحن أمة أحبها قائدها الأول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وزيادة في شرف تلك الأمة بُعث منها وإليها ثم إلى العالمين رحمة ونور يقين ، باذلاً ما في وسعه ، راحلاً عن مسقط رأسه تاركاً مكة الحبيبة لأجل المحبوب الذي تهون في سبيله كل الأحبة مطارداً من الكفار ، مستتراً في الظلام مصطحباً الصّديق ، مؤمناً بأن الله سيسلمه ، ويغيّر ما في نفسه من حزن فراق الديار لتستجيب للمكان الجديد ، ولينطلق في دعوة الناس إلى الإسلام سائلاً الله عز وجل ألا يهلك أبناء أمته وألا يستأصل شأفتهم ، فأعطاه الله تلك البشارة ، وبشره بأنهم يوم القيامة سيأتون غراً محجلين من أثر الوضوء على شرط أن يسيروا على نهجه ، ولا يحدثوا بعده شيئاً في عقيدتهم وعبادتهم .....إن أمة الإسلام تعلم أن ما نزل بها من نوازل قدر من الله لتؤوب إليه وتفيء إلى ظلاله ، أمة تعلم أن عذاب الله غير مأمون ، وأن استجلاب الرحمة والخير إنما يكون بتقواه .......أمة جمعها غفير ، وتاريخها طويل أصيل ، ولديها نهج يخوّلها أن تكون القدوة ، وتوقن أن البقاء للأصلح والأنفع والأقوى .
المصدر: شبكة مشكاة