عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-07, 06:54 PM   #2
أم هشام
نفع الله بك الأمة
w

والصبر حبس النفس عن الجزع , واللسان عن التشكي . والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب ونحوهما .
ويقال : صبر ,يصبر , صبرًا , وصبر نفسه وصبّرها
.

والصبر في الشرع :

حبس النفس عن فعل شيء أراده الله , أو عن فعل شيء نهى الله عنه , فهو صبر على شيء أمر به الله وصبر عن شيء نهى الله عنه جعل الله فيه الأجر العظيم لمن أراد به وجهه , وكافأ أهل الجنة لأنهم صبروا ابتغاء وجه ربهم .
هذا الصبر في الشرع .


تعريف الصوم :
الصوم في اللغة
:

الحبس والمنع والإمساك

وفي الشرع ماذا نقول ياترى ؟!
الإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات بنية الصيام , لكن الأولى أن أقول : قد أمتنع عن الطعام والشراب في هذا التوقيت لكن لا أقصد التعبد لله , قد أمتنع لكني لاأقصد أني أنوي بذلك صيام الفرض قد أمتنع لعدم وجود الطعام والشراب , فلابد أن أسبق هذا التعريف بقولي: التعبد لله , لأن المقصد من الصوم عزيزاتي الذي نخشى أن نجعله قسيم لشيء آخر من الدنيا .
لابد أن نجعله خالصًا لله تعالى , لاأصوم لكي أعمل تخفيف للوزن مثلا لا أصوم لكي أعمل حمية مثلا , لا إنما أصوم لله سبحانه وتعالى , لذلك الذي لايستطيع الصوم فهو من أهل الأعذار وإن كان لا يرجى برؤه فعليه الإطعام , وإن كان يستطيع قضاؤه فليقضه قبل حلول رمضان القادم.
فالمقصد من التعبد هو التذلل لله سبحانه وتعالى .
تعددت العبادات يا عزيزاتي والمقصد واحد هو الذل والتعبد لله سبحانه وتعالى ,
لابد أن نعرف حينما اختلطت الأمور وحينما أصبح هناك إشراك في النية والإرادة والقصد , قد تصوم صائمة لالأجل الله بل قد تصوم كما قلنا إما لعمل حمية وماإلى ذلك , ومن أجل ذلك وُضع احتراز وهو التعبد لله , أنا أصوم بنية التعبد والتذلل لله , والله سبحانه وتعالى عدد في مواسم الطاعات , فتأتي المواسم بين الحين والأخرى لماذا؟!
لنتقرب إلى الله سبحانه وتعالى .
تغفل النفوس فمن رحمة الله بعباده أن يوقظها , هذا ياعبدي مجال للطاعة والثواب والتجارة , تقرب بالأعمال الصالحة والحسنات فأهبك إياها .


فنحن لابد أن نجعل ضابط للصوم :

هو التعبد لله , التذلل لله سبحانه وتعالى .

إذًا الصوم في الشرع :::

هو التعبد لله سبحانه وتعالى بالإمساك عن الطعام والشراب من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس .

الصبر في القرآن :

ورد في مواضع , علق القرآن الفلاح عليه " ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوالله لعلكم تفلحون " فعلّق الفلاح بمجموع هذه الأمور .
ونهى عما يضاد هذه الأمور فقال : " فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم " , كما قال " ولا تهنوا ولا تحزنوا ".
كذلك فإنه سبحانه وتعالى أخبر عن مضاعفة الأجر للصابرين , فقال " أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا " .
وإذا كانت الأعمال لها أجر محدود معلوم فإن الصبر لا حد لأجره فقال " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ".
نحن نصبر في رمضان على أشياء كثيرة , نصبر على ملذات البطن وعلى ملذات الفرج وعلى ملذات الأهواء وعلى ملذات النظر , وعلى ملذات الجوارح كلها .
نصبر كذلك على أذى الناس , نصبر على كل ملهيات الدنيا , نصبر على الطاعة.
كيف نصبر على الطاعة ؟!
أكيد الشيطان وقتها يكون حريص , وإن كانت الشياطين صفدت من إبليس وغيره من كبار الشياطين , لكن هناك تظهر نفوسنا , النفس الأمارة بالسوء , في رمضان تكشف الحقائق فمن لم تروضها من ذي قبل في الشهور السابقة تجد نفسها في رمضان , هل هي نفس طيبة أم غير طيبة , نسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن نحسن العمل في رمضان , وأن يرينا من أنفسنا خيرا .


أهمية الصبر ومنزلته:
ماأهمية الصبر ومنزلته ؟!


نعم المنزلة هي منزلة الصبر ! ونعم الخلق هو خلق الصبر ! ونعم أهله هم أهل الصبر ! فالصبر طريق الجنة " أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب " .

عناية القرآن بالصبر :

والعناية بالصبر في القرآن الكريم كبيرة جدا , دليل على أهميته , دليل على أنه خلق عظيم.
لا تيأسن وإن طالت مطالبة ..... إذا استعنت بصبر أن ترى الفرج
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ...... ومدمن القرع للأبواب أن يلج
وقل من جد في أمر يحاوله ...... واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
والصبر سبب لدخول الجنة , وسبب للنجاة من النار , فالجنة حفت بالمكاره والنار حفت بالشهوات , فكيف تدخل الجنة بدون صبر على المكاره ؟!
وكيف تقي نفسك النار بدون صبر عن الشهوات ؟!
قد نبه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على المعنى اللطيف في هذا الحديث :
علمنا أنه لا طريق للجنة إلا عبر المكاره لأنه قال حفت من جميع الجهات , فإذا ماركبت المكاره لا تدخل الجنة , والمكاره : هو ماتكرهه النفس من المجاهدة اللازمة لأداء العبادات مثل صلاة الفجر , والوضوء في البرد , والصبر على المصائب وغير ذلك , فلايمكن دخول الجنة إلا باختراق المكاره ولا يمكن اختراقها إلا بالصبر , وأما النار فإنها حفت بالشهوات , ولايمكن منع النفس من الدخول في النار إلا إذا صبر عن المعاصي وامتنع عن المعصية وحبس نفسه عن ذلك , فهذه إذًا فضائل هذا الخلق الكريم .


طيب لو سألت سؤال: ماحكم الصبر ؟!

واجب بدليل ماذا لأن الحكم لايؤتى إلا من الشرع .
نعم عوّدي نفسك أن لاتاتي بحكم إلا معه دليل حتى تعلّمي غيرك أنك لم تأتي بالحكم من عند نفسك , إنما من عند الله أو من عند رسوله .


مالدليل ياأهل القرآن !؟

نعم " اصبروا وصابروا و...", " واصبر كما صبر .."
ماوجه دلالة هذه الأيات على الوجوب ؟!
أريد من الآية تعلق الصبر ياللغة ؟!
نعم من الأمر لأن الأمر يقتضي الوجوب.
ولكن نريد أن نأخذ الحكم حكما شاملا ..

أ

أصل الصبر واجب , الصبر من حيث الجملة واجب والله أمر به " واستعينوا بالصبر والصلاة "
ونهى عن ضده " ولا تستعجل لهم " " فلا تولوهم الأدبار ولا تبطلوا أعمالكم "
ورتب عليه خيري الدنيا والآخرة , لكن عندما نأتي إلى التفصيل :
فالصبر منه ماهو صبر واجب : يأثم الإنسان إذا لم يصبر , ومنه ماهو مستحب .
فهو واجب في الواجبات وواجب عن المحرمات, ومستحب عن المكروهات .
وإذا صبر عن المستحب ولم يفعله فصبره مكروه.
ومما يدل على أن الصبر قد لايكون لازما قول الله تعالى :"وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين "
فماحكم الصبر الآن هنا في هذه الآية ؟؟
مستحب , نحن مخيرون في هذه الآية بين أن نعاقب من عاقبنا أو أن نعفو عنه.
مثال :
• واحدة ظلمتك . فماالحكم الشرعي هنا ؟
يجوز لك القصاص في أن تقتصي منها بمثل ماظلمتك ... أما ماحكم الصبر هنا ؟ مستحب والأفضل هنا أن يعفو الإنسان .
• فإذا قلت ماحكم الصبر على صلاة الفجر ؟
واجب
• ما حكم الصبر عند المصيبة لمنع النفس عن النياحة ؟
واجب
• ماحكم الصبر عن الانتقام من الذي أساء إليك ؟
مستحب
فالصبر منه ماهو مستحب ومنه ما هو واجب
والصبر جاء بصيغة المفاعلة في القرآن ..فقال " وصابروا "
والمصابرة تكون بين طرفين , لأنها من أوزان المفاعلة , معنى المفاعلة : لابد أن يكون هناك فاعلان , تفاعل مع شخصين .
أقول شارك حينما أقول :شارك , مايعقل أن يكون هناك شخص واحد , معنى أن هناك محمد وزيد , فالمصابرة لا بد أن تكون بين شخصين .
إذًا :إيمانا منا أننا نختاط ببعضنا , وإيمانا منا أننا نعمل الشيء فلابد أن نصبر , وهذه عادة لاتكون إلا بين شخصين ( المفاعلة ) .
فمعنى ذلك أن هناك مغالبات بين المسلم والعدو , وأننا لابد أن نصابر أنفسنا على باطلهم , وعلى. فلابد أن نرابط على الطاعة وأن نعادي العدو أكبر عدو لنا ألا وهو الشيطان فنحن نغفل أنه عدولنا , لذلك نغفل ونزِل ونخطئ , لذلك نعصي الله في أشهره الحرم , في بيته الحرام , في أوقاته المحرمة .
ما سبب الغفلة ؟؟ .. حينها يبتعد تفكيرنا عن من هو العدو .. الشيطان هو عدو لنا بحق العداوة على أقل تقدير صبرنا عن المعصية , هذه سنة الله في العباد أن يعصوا , والناجي هومن أطاع الله واستغفر واستبدل السيئة بالحسنة .


أنواع الصبر :


1- صبر بدني :
أ) اختياري: مثل تعاطي الأعمال الشاقة.
ب) اضطراري: مثل الصبر على ألم الضرب.
2- صبر نفسي :
أ ) اختياري : مثل : صبر النفس عن مالا يحسن شرعا كالمكروه مثلا
ب) اضطراري : مثل : صبر النفس عن فقد المحبوب بحيث لو لم تصبر هذا الصبر لوقعت في النياحة أو لطم الخدود وشق الجيوب ونحو ذلك .
• معنى الآية من تفسير السعدي " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن "
(((أي‏:‏ الصوم المفروض عليكم‏,‏ هو شهر رمضان‏,‏ الشهر العظيم‏,‏ الذي قد حصل لكم فيه من الله الفضل العظيم، وهو القرآن الكريم‏,‏ المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية‏,‏ وتبيين الحق بأوضح بيان‏,‏ والفرقان بين الحق والباطل‏,‏ والهدى والضلال‏,‏ وأهل السعادة وأهل الشقاوة‏.‏
فحقيق بشهر‏,‏ هذا فضله‏,‏ وهذا إحسان الله عليكم فيه‏,‏ أن يكون موسما للعباد مفروضا فيه الصيام‏.)))))
بما أنا ياعزياتي لرمضان هذا الفضل العظيم فحقيق بنا أن نحسن فيه , ومانحن إلا وقت قليل وسينقضي , لكن الله المستعان الشيطان توعد لأغوينهم أجمعين فلابد أن نعقل وأن نتحدى هذا الشيطان بأن لا ندع فرصة حتى أن نفكر في غير الله .
قال الشيخ :
فلما قرره‏,‏ وبين فضيلته‏,‏ وحكمة الله تعالى في تخصيصه قال‏:‏ ‏{‏فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ‏}‏ هذا فيه تعيين الصيام على القادر الصحيح الحاضر‏.‏
ولما كان النسخ للتخيير‏,‏ بين الصيام والفداء خاصة‏,‏ أعاد الرخصة للمريض والمسافر‏,‏ لئلا يتوهم أن الرخصة أيضًا منسوخة ‏[‏فقال‏]‏ ‏{‏يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ‏}‏ أي‏:‏ يريد الله تعالى أن ييسر عليكم الطرق الموصلة إلى رضوانه أعظم تيسير‏,‏ ويسهلها أشد تسهيل، ولهذا كان جميع ما أمر الله به عباده في غاية السهولة في أصله‏.‏
وإذا حصلت بعض العوارض الموجبة لثقله‏,‏ سهَّله تسهيلا آخر‏,‏ إما بإسقاطه‏,‏ أو تخفيفه بأنواع التخفيفات‏.‏
وهذه جملة لا يمكن تفصيلها‏,‏ لأن تفاصيلها‏,‏ جميع الشرعيات‏,‏ ويدخل فيها جميع الرخص والتخفيفات‏.‏
{‏وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ‏}‏ وهذا ـ والله أعلم ـ لئلا يتوهم متوهم‏,‏ أن صيام رمضان‏,‏ يحصل المقصود منه ببعضه‏,‏ دفع هذا الوهم بالأمر بتكميل عدته، ويشكر الله ‏[‏تعالى‏]‏ عند إتمامه على توفيقه وتسهيله وتبيينه لعباده‏,‏ وبالتكبير عند انقضائه‏,‏ ويدخل في ذلك التكبير عند رؤية هلال شوال إلى فراغ خطبة العيد‏.‏
هذا والله أعلم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



توقيع أم هشام
من العجائب ، أن البركات التي تنزل على العلم ، تنزل على المجتهد حتى الذي اجتهد في تقليب صفحات الكتاب !!

******************************************
إذا حدّثت ففتش ، وإذا كتبت فقمِّش
******************************************
أم هشام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس