عرض مشاركة واحدة
قديم 22-12-13, 09:45 PM   #3
أسماء حموا الطاهر علي
| طالبة في المستوى الثاني1 |
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص الدرس الثالث :
قال : " عليه حسن السمت والهدي الصالح ..." . كيف يكون ذلك ؟
يعني: حينما ينظر إلى لطالب العلم يرى أثر وبركة العلم عليه ليس أنه يتصنع مثل هذا الأمر ولكن بالتزامه بآثار وسنن النبي صلى الله عليه وسلم ،تطبيقه لسنن وقوفه عند الأمور التي يعني لا تنبغي يعرف عند أكله في طريقة أكله حتى الأمور التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم من داوم السكينة والوقار والخشوع والتواضع بمعنى أنه يكون وقورا في مشيته لا يكون أهوج يكون حكيما وغير متعجل مثلا في آرائه وفي أقواله لماذا ؟ لان باطنه يغذي هذا الظاهر.
فقد كان السلف رحمهم الله كما قال : ابن سيرين رحمه الله : " يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم " ولذلك كان عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه لما ينقلون عنه حاله أنه كان أشبه الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنظر إلى التطبيق العملي أو ما يسمى برونق العلم كان أشبه الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم من دخوله إلى المسجد إلى دخوله إلى بيته يرون كل حركاته وهديه وسمته كأنهم يرون النبي صلى الله عليه وسلم
المقصود بجلوس عند المشايخ : يتلقى هذا الإنسان رونق العلم والهدي و السمت والهدي الصالح .
فالحلية يكون حسن السمت ملتزم بهدي الصالح ويكون عنده سكينة ووقار حتى في حركاته .
ما الذي ينقض هذه الحلية التحلي برونق العلم ؟
ينقضها : كأنه يقلك : تجنب اللعب والعبث والتبذل، مما يدل على أن الإنسان ماعنده وقار ولا سكينة إنه يلعب مثلا تجدينه يلعب بقلمه يعبث بالقلم إنما بيصدر صوت القلم أو يفتحه ويغلقه مثلا أو أنه يرسم به فينشغل عن الدرس مثلا أوأنه يعبث بشماغه أو طاقيته أو ثوبه أو جيبه أو أصابعه مشغول عن الدرس أو ينظر في ساعته أو يظهر في المجلس أنه يكثر من الضحك والقهقهة و يظهر الطرفة والتندر والمزاح هذا لاشك يضع من قدر طالب العلم ويزيل من مروءته
وقال عمر رضي الله عنه : " من تزين بما ليس فيه شانه الله " يعني أن الإنسان يحتاج أن يكون صادق في هذا المجلس ومخلص لله عز وجل ولا يتكلف أمور ليس فيه في الحقيقة ، إلا إذا كان يربي نفسه عليها يتكلف الخلق الحسن يتكلف التواضع في بداية الأمر كل هذه الأمور يحتاج أن يتكلفها.
لكن ما الذي يفصل بين هذا التكلف وبين الرياء ؟
النية والمقصد .
يعني الشخص الآن قاعد يدرب نفسه ويجاهد نفسه في أن يتدرب على كيف يكون متواضع فيبدأ يطبق كيف يحلم على الصغير وكيف يتحمل مثلا الجاهل وكيف يقبل الفقير، فهو الآن يدرب نفسه كل هذا يريد الأجر الذي عند الله عز وجل خالصة النية لله ، وشخص آخر يتكلف حتى يقال ما شاء الله عليه هذا شخص متواضع فلا شك هذا أن العمل هو واحد هو نفسه ، ولكن الذي فرق بين هذا وذاك : النية الخالصة لله عز وجل .
إذن : المقصود برونق العلم : حسن السمت والهدي الصالح.
وقلنا كيف الإنسان يتحلى برونق العلم في إن يظهر تطبيقه لآثار أو سنة النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا فيرى عليه السكينة والوقار و الخشوع والتواضع ويرى صدقه وإحسانه للخلق كل هذه تطبيق لسنن النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا ويتجنب العبث واللعب والمزاح والتبذل في المجالس في الأمور التي لا تنبغي من الضحك و كثرة المزاح .
1.8 : التحلي بالمروءة :
المروءةأصدق تعريف لها كما ذكر الشيخ : " فعل ما يجمل الإنسان ويزينه عند الناس و إجتناب ما يقبحه ويشينه " و هذا أجمع تعريف.
لو أردنا أن نختصر التعريف هذا نقول هو: " كرم الخلق " كرم أخلاق الإنسان
فهذه المروءة قلنا فعل ما يجمل الإنسان فالإنسان يسعى إلى أن يكون كريم الأخلاق يساعد الآخرين يغيث الملهوف يفرج الكروبات يرحم الصغير يرحم الكبير لا يتطاول على الآخرين يكون طلق الوجه يتبسم يفشي السلام يسأل عن حاجات الناس . هذه كانت في النبي صلى الله عليه وسلم لما قالت: " أنك تصل الرحم و تغيث الملهوف.." كانت تقول هذه من صفاته . هذا يدل على أنه تحلي بالمروءة .
عكس المروءة : خورام المروءة
أمور تدل على مروءة الإنسان :
1/ من المروءة أن الإنسان ما يقطع الكلام على الآخرين وهم يتكلمون .
2/ من المروءة ما يسكت الآخرين حتى يتكلم هو .
3/ من المروءة مثلا لو وقفت هذا المشهد ترينه كثيرا في باص أو في مكان آخر يكون رجل كبير أو إمرأة يكون جالس في الكرسي ولا يقوم من أجل هذه المرأة أو ما يقوم من أجل هذا الرجل الكبير قاعد ومطمئن على نفسه علشان هو حظي بالكرسي قبل الجميع ، الكرسي من حقه .
أن يأتي بالأمور المخالفة التي تشين عند الناس مثل : كأن يرفع صوته وعتاد الناس في هذا المكان ما يرفع الصوت
فبعض العلماء عدوا من خوارم المروءة على طالب العلم مثلا أنه يأكل في الطريق هو مباح ولكن كونه طالب العلم ما يرون أنه يأكل في الطريق ، والمروءة عموما تماشي العُرف ، فعُرفْ المحدثين كانوا بعضهم يشدد في أخذ الحديث .
1.9 : "التمتع بخصال الرجولة"
"كالشجاعة وشدة الباس في الحق ومكارم الاخلاق والبذل في سبيل المعروف من مال أو جاه أو علم واحذر نواقضها من ضعف الجاش وقلة الصبر وضعف المكارم فإنها تهضم العلم وتقطع اللسان عن قول الحق"
العلم يُكسب طالب العلم قوة في قلبه وصلابة لأن المبادئ التي يتبناها أو الأمور التي يؤمن بها ويعتقدها تقوي قلبه وتقوي اليقين في قلبه وتقوي ثقته في هذا الدينوبهذا المنهج
وايضاً تجدين عنده شدة باس ليس المقصود بها القسوة على الناس لكن شدة باسه في الحق وفي إظهار الحق يعني الإنسان في مواطن ينبغي أن يكون شديد البأس قوي لا يكون ضعيفاً متخاذلاً هذه صفات طالب العلم التي ينبغي أن تكون فيه ولا يكون في موقف يُرى فيه ضعفُ العلم وضعفُ الحق في هذا الموطن ويخرس طالب العلم عن الحق مع أنه قادر على بيانه قادر على إنكاره وقادر على توضيح الحق وقادر على عدم كتمان الحق
ومن خصال طالب العلم العظيمة إلى جانب الشجاعة وشدة البأس عند قول الحق وعدم كتمانه عنده أيضاً بذله في سبيل المعروف ماله وجاهه وعلمه لا يكون متخاذلاً أيضاً كل ما يوصل إلى الخير تجدينه يبذله وقته،وماله ويساعد في الدعوة وإعانة الناس وفي المعنى العام نقول" راعي فزعة"أي كل من أراده يجده لأن هذه صفات تدل على أن هذا الشخص يُعتمد عليه والناس يقصدونه في حاجاتهم أو الأشياء التى تعرض لهم هذا يريد كذا ..وهذا يريد كذا...
يبذل جاهه وعلمه ووقته
وهنا بدأ الشيخ بالتحذير من النواقض لهذه الصفات خصال الرجولة (الشجاعة وشدة البأس في الحق ومكارم الأخلاق والبذل في سبيل المعروف) هذه كلها لا بد أن تكون من صفات طالب العلم ويحذر من نواقضها
اي لا يكون ضعيف الجأش جباناً متهاوناً قليل الصبر ويخاف ان يهرب الناس عنه ويستوحش لانه لا يريد أن يقول كلام ينبذونه بسببه .لا بد للانسان ان يختبره الله عزوجل بل دائماً عليك قول الحق بحكمة لكن لا تتنازلين عن بيان الحق أو تمييعه.
ولا يكون ضعيف في مكارم الأخلاق أي ما عنده بذل للمال أو الجاه أو العلم أو صور المعروف التي يبذلها للخلق.
1.10 : "هجر الترف أو الترفه" :
يقول " لا تُكثر من التنعم والرفاهية فإن البذاذة من الإيمان" ، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" إياكم وزي العجم وتمعددوا واخشوشنوا "فالحلية في الظاهر كاللباس عنوان على إنتماء الشخص " و فيه إرشاد لطلاب العلم إلى مسألة معينة أن طالب العلم عليه ألا يتنعم ولا يترفه كثيراً
ذكر في الاثر "البذاذة من الإيمان" و" إياكم وزي العجم وتمعددوا واخشوشنوا"
تمعددوا نسبة لمعد بن عدنان كان يُوصي أو يسلك هذا السبيل في الخشونة في العيش . وقوله فإن النعم لا تدوم فهذا كلام عمربن الخطاب رضي الله عنه فكأنه يدُلنا على أمر هام أن هذه الرفاهية لها مفاسد وآثار سيئة على الإنسان لذلك حذر من التنعم لطالب العلم فضلا على المسلم وكلهم في هذا القارب لان الإنسان إذا ترفّه وتنعّم سيكون هناك أمور سيئة في النتائج.
مفاسد التنعم والرفاهية؟
- مضيعة للوقت
- الضعف البدني و عدم تحمل الصعاب :لأن الإنسان إذا تعود على الرفاهية في الغالب أنه يورثه تخنث الطباع يصبح لين خصوصا الرجل إذا كان في رفاهية يقضى على طباع القوة والتحمل والرجولة والجلد وكذلك المرأة ، انظري للاجيال الآن من كثر الترفه لا يتحملون حر ولا برد ولا جوع ولا أي مسؤولية لأنهم لم يتعودوا أن يتركوا هذا التنعم.
- هجر الشكر والحمد: الإنسان إذا ترفه ربما تعميه النعم عن الشكر والحمد لربه.
-الافتتان:الإنسان إذا توسع في هذه المباحات وإن كانت ليست حرام فإنها تعمي القلب وتجعله يتعلق بالدنيا ويحبها ويفتتن بها.
-ضياع الوقت: لإن الإنسان سيُحصّل هذه الأمور ويسعى لها ويطلبها.
-التعلق بالدنيا.
- عدم الصبرإذا تغير الحال سيصيبه ردة فعل عنيفة انظري إلى من يتمسكون بالدنيا بايديهم ما عودوا أنفسهم على الحال الآخر تجدينه إذا فقد هذه الأمور ربما انتحر وربما ظهرت طباع سيئة او حصل طلاق بين الزوجين لأنهم ما تربوا وما تعودوا على أن اليوم موجود وغداً غير موجود وأن لا يُعطي الإنسان نفسه كل ما تريد
- تنسي الآخرة وعدم التفكر فيها
ورد عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- أنه رأى أحد أبنائه أو أحد من الناس يشتري لحما ثم بعد كم يوم رائه يشتري لحما فسأله: ما هذا؟ قال :لحم قال: ولِم؟ قال: اشتهيته. فقال عمر: أوكلما اشتهيت اشتريت!
فيقول ((خذ من اللباس ما يزينك ولا يشينك واجعل ملبسك وكيفية لبسك يلتقيان مع شرف ما تحمله من العلم الشرعي.))
أحياناً تجدين في مجتمع النساء طالبة علم حافظة لكتاب الله عزوجل مثلاً تلبس بلوزة شفافة وذراعيها وصدرها والنحر والظهر ظاهرة او تنورة فيها بطانه يكشف ما تحتها من الفخذ والسيقان فهل هذا زي طالبة علم!
فأين لبس الصحابيات وحرصهم إمرأةعمياءاسماء بنت ابي بكر رضي الله عنهما – اُهدي إليها قماش تلمسه وتقول لا حاجة لي به فإن هذا يصف " امرأة كبيرة عجوز تقول هذا كيف نحن الشابات ! لعل هنا من تعتبر صغيرة في العشرينيات وربما دونه كيف ترضى لنفسها بهذا الأمر بحجة أننا نساء هذا يدل على أنها لبست من لا يخشى الله أو لبست من يتهاون لهذي الضوابط التي تدل على تطبيقه للسنة وحرصه على الضوابط الشرعية في اللباس.
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: أحب إليّ أن أنظر القاريء أبيض الثياب ، وكان الإمام أحمد يلبس الأبيض والإمام مالك يلبس الأبيض لحضور مجلس العلم رحمهما الله تعالى كل ذلك لشرف العلم.
أنا أذكر إن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ما كان عنده يمكن إلا ثياب قليلة ولا يشترى من هذا الجديد هذا يذكره عنه طلبته وسبحان الله لكنه كان أبيض الثياب وطيب الرائحة ولا تجدين منه إلا الشئ الحسن فجمع بين هجر الترفه وبين إيش ؟حسن الملبس والمظهر وهذا ينبغى لطالب العلم.
1.11 : -الإعراض عن مجالس اللغو :

((ابتعد عن مجالس اللغو التي لا فائدة فيها، واعلم أنها تهتك أستار الأدب، فإن فعلت ذلك فإن جنايتك على العلم وأهله عظيمة ()

((صن نفسك أيها الطالب من اللغط والهيشات؛ لأنها تشتمل على السبِّ والشتم وغير ذلك من الأخلاق القبيحة، وهذا ينافي أدب الطلب ((
طالب العلم لابد أيضاً يراعى المجالس التى يذهب إليها والله عز وجل نهى " وإذا رأيت الذين يخوضون فى آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا فى حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين

فجعل هؤلاء الذين يجلسون فى مجالس اللغو والعلماء قسموا مجالس اللغو إلى قسمين :

1- لغو لا فائدة منه

2- لغو بباطل : إذا كان مجلس باطل فهذا لا يجوز أن يحضره المسلم أصلاً.

الشيخ السعدى رحمة الله عليه كان إذا حضر مثل هذه المجالس يعنى زار مثلاً ناس ولا حضر مناسبة ولا كان فيه أعياد وذهب وزار واجتمعوا الناس يكون من عوام الناس فى الغالب وعادة كلام عامة الناس لا يقدرون للوقت وقت العالم ولا يقدرون ولا يعنى يهتمون فى الموضوع الذى يختارونه وإذا عرفوا إنه مثلاً من أهل قريتهم أو بلدتهم فى الغالب يعنى إن تحفظوا إلى قدر معين يتحفظون فكان الشيخ رحمة الله عليه حتى يعنى لا يجعل المجلس يكون بلا فائدة كله كلام فى الدنيا فكان يجعل طلابه يثيرون الأسئلة فى المجلس فإذا أثاروا الأسئلة فى المجلس أخذ يجيب وتكون هذه الأسئلة يعنى جلها فى أمور معاشهم كأن فى أمور الزراعة أمور فى زكاة الزراعة أمور فى بعض الأحوال فى الأمور الإجتماعية فى أمور كل هذه الأمور أمور معاشهم حتى يمتلأ المجلس بالخير الكثير

مفاسد هذه المجالس :
المفاسد ؟

-ضياع الوقت

– نشر البغضاء والكره بين المسلمين غيبة وأحياناً بهتان وأحياناً قذف

– تسقط مروءة الإنسان وتذهب نور وجهه

– نعم إثارة الحساسيات والمشكلات كم من مجالس هذه الطويلة يعنى تنقلب على أصحابها

– وقوع فى المحرمات كالغيبة والإثم بكله نعم – تراكم الذنوب

– كثرة اللغو الخلطة هذه والبقاء زمناً طويلاً

-كثرة الكلام تقسى القلب من مقسيات القلب

–وقوع الإنسان فى إنه يتكلم فيما لايعنيه" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه "

–من كثر كلامه كثر لغطه ومن كثر لغطه كثر غلطه
أيضاً من صور أو من الأمور التى يتحلى بها طالب العلم أن يعرض عن الهيشات أو الأمور اللى فيها لغط المكان الذى يعلو فيه اللغط والهوشات كما يقولون أو الخصومات أو علو الصوت يعنى تقوم فيه معركة الباطل مثل الأسواق يعنى الأماكن التى تعرفين مثلاً هذا المجلس تعرفين إن الناس تعلو أصواتهم وممكن يصير خصومة وممن يصير مزاح ثقيل وممكن ابتعدى عن هذا المجلس
1.12 : التحلي بالرفق :

الرفق ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ((أن الرفق ما كان في شئ إلا زانه وما نزع من شئ إلا شانه)) وكان يوصي عائشة رضى الله عنها لما قالت عليكم السام والزام واللعنة يعنى قال عليك بالرفق فإن الرفق ما كان فى شئ إلا زانه ومانزع من شئ إلا شانه
فكيف يكون الإنسان رفيق ؟ يكون فى كل شئ رفيق يكون فى كلامه رفيقاً يكون فى تصرفاته وأفعاله حركات بدنه يكون رفيق يعنى ما يكون مثلاً يطرق الباب بقوة أحياناً
فطالب العلم إذا رأى فى نفسه غلظة وجفاء فى الطبع عليه أن يدعو الله عز وجل إنه يرزقه هذا الخلق لأنه إذا حُرم الإنسان الرفق واللين كان من المحرومين حقيقة لأن الأبواب ستُغلق في وجهه ولذلك يقولون " الكلام اللين يغلب الحق البين " أحياناً الإنسان يقول كلام باطل ولأنه كلامه لين يصل إلي قلوب الناس رغم إنه كلام باطل وشخص يقول كلام حق لكنه لان كلامه غليظ وجافي يلفظ الناس قوله ويرفضونه
لو أراد طالب العلم اكتساب خلق الرفق ماذا يفعل ؟
الدعاء "اللهم اهدني لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدى لأحسنها إلا أنت واصرف عنى سيئها فإنه لا يصرف عنى سيئها إلا أنت" الأمر إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم والصبر بالتصبر
فإذن هذه كثير من الأخلاق ممكن يكتسبها الإنسان ممكن يكتسبها بالدعاء وهذا أعلي مطلب
والأمر الثاني التصنع نعم التصنع مخلصاً نيته لله عز وجل


والقراءة في سير السلف لإنه لما يري هذه النماذج لان قلبه ويبدأ يطبق
مثل هذه الصفات.
1.13 : التأمل :
يقول (عليكبالتأني والتريث في كلامك وأفعالك وتأمل عند التكلم بماذا تتكلم وماهي عائدته وتأمل عند المذاكرة المناظرة كيف تختار القالب المناسب للمعنى المراد وكذا عند السؤال سؤال السائل كيف سؤاله على وجهه حتى لايحتمل وجهين وأيضا تأمل كذلك عند الجواب. ))

الان المقصود بالتامل قال : التأني وعدم الاستعجال والتريث

والتأمل يعني أن طالب العلم يتريث لايستعجل يفكر في الشئ الذي يسمعه أو سيقوله أو يقرأه لأن التأمل سيتناول جوانب كثيرة لكن معنى هذا التأمل أن طالب العلم في جملة أمره أن يتأني لايكون عجولا يتريث يتروى حتى لاتكون فيه الصفة المعاكسة وهي العجلة إذن لايكون عجولا لانه سيقع في امور سيئة .

إذن ماهي الامور التي يتأملها طالب العلم ؟

يتأمل اولاً الكلمات لما يتكلم لازم يخرجه في قالب حسن للسامع لايقول أي كلام يفكر في الكلمة التى سيقولها لأنه محاسب عليها من الله عز وجل وأيضا قد يتعدى بها على الخلق فلابد ان يتامل قبل ان يقول الكلمة

يتأمل ايضا في افعاله وفي الرد اذا أراد أن يرد على غيره يتأمل في انه يعطي الكلمة المرادة الموصلة للمعنى فلايرد باى كلام ويتعجل في رده يكون حكيما في رده

وايضا يتأمل في حكمه على الاخرين وفي حكمه على الاشياء يتريث ويتأمل حتى يحكم عليها حكما صوابا

وايضا يتامل في الكلام المسموع أو المقروء في كتابه فقد يحتمل الكلام المقروء أكثر من معنى فيتريث فيما يقرأه ويسمعه

1.14 : الثبات والتثبت :

يقول(عليك بالصبر والثبات في التلقي لاتمل ولاتضجر واصو الساعات في الطلب على الاشياخ وعليك بالتثبت فيما يصل اليك من اخبار وفيما يصدر عنك من احكام )
مالمقصود بالثبات والتثبت ؟

الثبات : الصبر والمصابرة.

المقصود بالثبات :يصبر ويتصبر ويثبت على منهجه وعلى إراداته للحق وكذلك طالب العلم يثبت في التلقي لايكون كالمنبت (لا أرضا قطع ولاظهرا أبقى)
ثم اوصاه بوصية فقال (اطوي الساعات الطوال في الطلب مع الاشياخ .))علمه أن هذا الطريق يحتاج إلى ساعات ولذلك ماذقنا شيء من طلب العلم كل هذا لعب ولما نقرأفي سير الصالحين ونرى بعض المجالس التي تعقد للعلم نجدهم يوصلون الليل بالنهار أويحضرون اكثر من مجلس في اليوم أرى نفسي أنسانه مدعيه أين العلم الذي أطلبه

فلا شك ان العلم يحصل في الساعات الطوال في الطلب على الاشياخ وهذا يحتاج الى صبر .

والتثبت فيما ينقل من اخبار .

وهو التحقق والتاكد فيما يصل اليه.
فطالب العلم عليه الايستعجل ولايقبل اي شئ يسمعه أوينقل اليهمن اخبار يقبله لابد له من التحقق من الخبر ويتاكد من هو ناقل الخبر ومدى صحة هذا الخبر .

مافائدة الثبات ؟

يحصل العلم ويأصله فالصابرون فقط هم من يحصلون العلم الصابرون فالعلماء الكبار لم يكونوا علماء بين عشية وضحاها إنما قضوا الليال الطوال في العلم والتحصيل وربما حرموا كثيرا من النوم والطعام والشراب من اجل تحصيل العلم.

فيكون بذلك طالب العلم علمه قوي راسخ يثبت على منهجه يأصل العلم ويتنقل في مراحل العلم حتى يصل الى غايته ويكون سبب في العمل به.

مافائدة التثبت؟

يكون الانسان يلتزم بالحق والصدق وحتى لايشارك في احكام خاطئة وحتى لايشارك في نشر الشائعات ولان هذا من الكذب (وكفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ماسمع)

فنقل الكذبة كذب فيحافظ على صحة المعلومة وما يظلم الناس ولا ينقل الشائعات ولا يكن من الكذابين مثل هذه الأمور تنتفي عنه صفة العجلة كونه ثابت فالبتثبت يحرر صحة المعلوة ولايظلم الناس بما ينقل من شائعاتولايكون من الكذابين وتنفى عنه صفة العجلة.





توقيع أسماء حموا الطاهر علي
قال ابنُ المبارك لأَِصْحَابِ الحَدِيثِ:«أَنْتُمْ إلى قَلِيلٍ مِن الأَدَبِ أَحْوَجُ مِنْكُمْ إِلَى كثيرٍ مِنَ العِلْمِ»«تاريخ دمشق»(32/445)
أسماء حموا الطاهر علي غير متواجد حالياً