عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-07, 08:04 PM   #4
أم هشام
نفع الله بك الأمة
افتراضي

خامسا:خطوات السير في درس القواعد:

بقي بعد ذلك أن نعرض المقترحات التي يمكن أن نهتدي بها في درس القواعد.
1-يجب البدء بمشكلة:

وهذا يتصل بما سبق أن ذكرناه عن إتاحة فرص الكلام والكتابة للتلاميذ.فدروس التعير ممكن أن تكون نقطة بداية طيبة للفت أنظار التلاميذ إلى ما يقعون فيه من أخطاء وضرورة العناية بتصحيحها،ثم نبين لهم أن ذلك سيكون في حصة القواعد التالية:
ويمكن أن يخلق المدرس في حصة القواعد الموقف التعبير الذي يرغبهم في دراسة القاعدة على نحو ما ذكرناه في درس الاستفهام، وكذلك يمكن أن يستغل قطعة من قطع المطالعة لابتعاث الرغبة فيهم لفهم أسلوب من الأساليب أو طريقة صياغة نوع معين من الجمل.ثم يقودهم بعد ذلك إلى صياغة القواعد بأنفسهم،ثم مقارنتها بالقواعد التي في الكتاب،بل أنه إذا أفلس خياله يمكن أن يستغل الكتاب الذي في أيديهم كنقطة ابتداء،فيكلفهم قراءته وفهمه،وشرحه والسير في تطبيقاته،وفي هذه الحالة ينبغي أن يعني بجعل التلاميذ يتقبلون دراسة الكتاب على انه مشكلة تستحق منهم الالتفات والعناية.
وهذه الطريقة قد تكون مجدية مع التلاميذ في الفرق المتقدمة.
2-معاونة التلميذ على حل المشكلة:بعد أن يدرك التلاميذ المشكلة ويأخذوا في السعي لحلها

ينبغي على المعلم أن يعاونهم على إدراك العلاقة بين حل المشكلة وقاعدة معينة من قواعد النحو.وفي هذه الحالة ينبغي أن يعنى أولاً: بالناحية التعبيرية،أي بالعلاقة بين المعنى والأسلوب،وبعد مناقشة هذه الأساليب،بحيث يفهم التلاميذ القاعدة دون تعرض للمصطلحات.ويأتي دور المصطلحات سواء في التحليل أو في ذكر القاعدة؛ليتوج الخبرة كلها ويلخصها.

3-كثرة التمرين:

على المدرس في هذه الخطوة أن يعني عناية فائقة بقطع التمرينات العملية على القاعدة بجميع نقطها.ولقد ذكرنا وصفا للتمرينات؛لتلفت المدرس إلى ضرورة أن تكون هذه التمرينات ممثلة للموقف الطبيعية التي تطهر فيها هذه القواعد في الحياة،فتبدو عناصر فعالة في مواقف التعبير.

4-العلاج الفردي:

يجب أن يركز المدرس على الصعوبات الفردية،ويمكن أن يقوم المدرس بوضع اختبارات في نواحي القواعد المختلفة ويجريها على التلاميذ.وبتحليل نتائج هذه الاختبارات يستطيع أن يكشف أهم الأخطاء التي يقع فيها التلاميذ،فيجعلها موضوعا لدراسته أصلا،أو يعيد تدريسها إذا كان الاختبار للكشف عن إتقان التلاميذ لقاعدة معينة وبعد معرفة هذه الأخطاء يزود المدرس التلاميذ بما يحتاجون إليه أفرادا وجماعات بالتمرينات اللازمة.وفي كل ذلك ينبغي أن يساعد المدرس التلاميذ على معرفة أخطائهم،وما أحرزه من تقدم في سبيل التغلب عليها.فليس هناك ما يولد الثقة بالنفس مثل الشعور بالنجاح،والثقة تعود فتدفع إلى بذل الجهد فالنجاح.

5-عرض المصطلحات:

سبق لن تحدثنا عن الوقت الذي ينبغي أن نعرض فيه المصطلحات،وضرورة مجيئها بعد أن يفهم التلاميذ التركيب وعلاقته بالمعنى،ويجب هنا أن نشير إلى شيئين :الأول: أن هذه المصطلحات ليست إلا طريقة أصحاب الفن في فهم الظاهرة التي يقوم فنهم بدراستها.أنها فهم معين للظاهرة.وعلى هذا ينبغي أن نتخلص من القداسة التي نخلعها على هذه المصطلحات أنها تختصر كثيرا من الكلام في وصف الظاهرة؛ولذا ينبغي أن نتناول المصطلحات دائما بهذه الروح،فنعرفها بعد أن يكون التلاميذ قد تكون لديهم الأساس الصالح لها. والشيء الثاني:أن قدرة التلاميذ على استيعاب المصطلحات محدودة؛لذا ينبغي الاختصار على أهمها،وبخاصة إذا أدركنا أن التلميذ مطالب بمعرفة مصطلحات أخرى في الأدب والبلاغة،وفي الجغرافيا والكيمياء.


سادسا:أنشطة للممارسة النحوية:

هناك مجموعة أنشطة يمكن أن تساعد في تحقيق الأهداف ،منها الألعاب اللغوية،والتدريب الشفهي الجمعي بالبطاقات أو بغير البطاقات،ثم المساءلات الشفوية عب سرد أنواع التطبيقات وتفصيل ذلك كما يلي:
الألعاب اللغوية:

لعبة التغمية:والغاية منها تمرين الأطفال على الاستفهام(بمن)،وان الجواب عنها يكون بتعيين المسئول عنه،وعلى استعمال بعض الأفعال مع الفاعل والمفعول به،وتجري هذه اللعبة بالطريقة الآتية:
يغمى احد التلاميذ،ويقف حوله الباقون من زملائه،ثم يكلف المدرس احد التلاميذ لمس إذن التلميذ المغمى أو انفه أو يده،ثم يوجه التلاميذ إلى سؤال المغمى بما يأتي:
من لمس إذنك؟ومن لمس انفك؟أو من لمس يدك؟فإذا أجاب:لمس إذني عادل مثلا،وكانت الإجابة صحيحة،حل محله التلميذ السائل،وان اخطأ بقي مغمى إلى أن يصيب.
وتستمر اللعبة على هذا النحو بطريق التعاقب بين التلاميذ،ويحسن بعد التدريب على الفعل(لمس)مثلا أن يغير بفعل آخر،وهكذا مع التنويع في الأسئلة تبعا لتغير الأفعال.
لعبة أنا وأنت:وترمي هذه اللعبة إلى تمرين التلاميذ على طريقة الاستفهام بماذا،والجواب بالتعيين،وعلى استعمال الأفعال،وبعض الضمائر،والمفعول،
في جمل قصيرة.
وطريقتها:أن يقف التلاميذ صفين متقابلين،ثم تبدأ اللعبة بأن يسأل التلميذ الأول من الصف الأول مثلا التلميذ الذي أمامه بالصف الثاني بقوله:أن اشتريت قلما،وأنت ماذا اشتريت؟فيجيب المسئول:أنا اشتريت كراسة،
ثم يسأل غيره على هذا النحو،والمخطئ أو البطيء يخرج من الصف،وتكرر اللعبة في الحصة الواحدة عدة مرات،وفي كل مرة يغير الفعل.
لعبة الصندوق:والغاية منها التمرين التلاميذ على الاستفهام بكم،
وطريقتها:أن يعد مقدار ما من الفول أو البندق أو النقود،ويوضع في صندوق أو كيس مثلا،يحمله رئيس اللعبة،ثم يقف التلاميذ صفين متقابلين،
ويتقدم حامل الصندوق أو الكيس من التلميذ الأول بالصف الأول،ويطلب منه أن يأخذ من الصندوق أو الكيس بندقتين أو أكثر بصوت خفيض لا يسمعه التلاميذ،ويأمره أن يخفي ما أخذه بقبضه يده،ثم يسأل هذا التلميذ زميله المقابل له في الصف الثاني،كم بندقة في يدي؟فإن أصاب انتقل الصندوق إليه،فيأخذ منه بعض البندق مثلا،ثم يسأل التلميذ المجاور للذي سأله أولا،والمخطئ يخرج من اللعبة،ويظل الصندوق ينتقل،والسؤال مستمرا إلى نهاية الصفين.
دور المدرس في التوجيه هذه الألعاب:
-يشرح اللعبة التي يختارها،فبين كيف تجري،وما الذي يفعله كل تلميذ في أثناء ذلك.
-يدون على السبورة بعض الأسئلة والأجوبة الصحيحة،التي ينطبق بها الأطفال وهم يقومون باللعبة،فإذا كانت اللعبة التي تجري لعبة(أنا وأنت)مثلا.كتب على السبورة ما يأتي:
ماذا اشتريت؟ اشتريت قلما.
وأنت ماذا اشتريت؟ اشتريت كراسة.
على أن تكون الكتابة بالخط الواضح،مع الضبط بالشكل.
-يراعى المدرس تمرين الأطفال على النطق بالأسئلة والأجوبة عدة مرات؛ حتى يثبت في أذهانهم الاستعمال اللغوي الصحيح للجمل والكلمات العربية.
-ولا مانع من أن تظل الأسئلة والأجوبة على السبورة؛حتى يفيد منها المخطئون،أو الموشكون على الخطأ في أثناء اللعبة.ولابد أن يكون إشراف المدرس كاملا؛إذ عليه أن يعين الأطفال على تصحيح أخطائهم،وتنويع عباراتهم.
-أمثلة الألعاب اللغوية أيضا للتدريب على الاستفهام بهل أو الهمزة،وما يتبع ذلك من الجواب بالإثبات أو النفي:يقوم الأطفال باللعبة الآتية:
يخرج رئيس اللعبة احد الأطفال من الفصل،ويعرض على نصف التلاميذ شيئا أو يسر إليهم اسم شيء من الأشياء(بحيث لا يعرف الباقون ذلك)ثم يدخل الطفل الفصل،ويطلب إليه رئيس اللعبة أن يميز الذين رأوا الشيء من الذين لم يروه بطريق الإشارة إلى كل طفل وسؤاله:هل رأيت ما عرضه الرئيس؟(مستعملا الهمزة أو هل)فيجب كل تلميذ رأى:نعم رأيت ..ويجيب كل تلميذ لم ير:لا،ما رأيت..أو:لا،لم أر-وتستمر المساءلة.حتى يخرج أفراد المجموعة التي رأت فيقفوا صفا،ويقف الباقون صفا آخر أمامهم.ويبدأ التلاميذ الذين لم يروا بسؤال الذين رأوا،كل تلميذ يسأل الذي أمامه على النحو الآتي:
هل هو حيوان؟الجواب:لا ليس حيوانا أو :ما هو حيوان
أهو نبات؟الجواب:لا،ليس نباتا أو:ما هو نبات
هل هو جماد؟الجواب:نعم،هو جماد
أهو ساعة؟الجواب:ليس ساعة
ويستمر السؤال والجواب حتى يصل تلميذ إلى معرفة الشيء الذي كان معروضا فيتولى هو رئاسة اللعبة،وإعادتها من جديد.
وللتدريب على استعمال كم الاستفهامية،يقوم التلاميذ باللعبة الآتية:
يوضع قليل من البندق أو حب الفول في كيس يحمله رئيس اللعبة.ويقف التلاميذ في دائرة، ويقف حامل الكيس في وسطها،ثم يبدأ بتلميذ ويكلفه اخذ قبضة صغيرة مما في الكيس ويسأل من يجاوره:كم بندقة في يدي؟فان أصاب المجيب انتقل الكيس إليه،وتزعم هو العمل،وان أخطا خرج من الدائرة،وهكذا حتى تحدث تصفية.
وتعديل يسير في هذه يجعلها صالحة للتدريب على المفرد والمثنى بان يكلف الطفل ألا يأخذ من الكيس إلا بندقة أو بندقتين،ويسأل:كم بندقة في يدي؟فيجاب في يدك بندقة،أو:في يدك بندقتان،أو يسال:كم بندقة أخذت؟فيجاب:أخذت بندقة،أو:أخذت بندقتين.
وإذا لم تتيسر الألعاب التي تجتمع فيها عناصر اللعب ومميزاته حل مكانها تدريب لغوي في صورة تشبه اللعب عنصراه الأساسيان:السرعة في الإجابة وصحة الضبط،فللتدريب على المفعول به مثلا:يقف التلاميذ في دائرة،ويبدأ تلميذ بسؤال من يجاوره:أنا اشتريت كذا،وأنت ماذا اشتريت؟فيجيب:أنا اشتريت كذا،ثم يسرع هذا فيسأل من يجاوره:وأنت ماذا اشتريت؟وهكذا.
والذي يبطئ أو يخطئ في الضبط يخرج من الدائرة،وهكذا حتى تحدث تصفية.ويلاحظ ألا يقتصر في التدريب على استعمال فعل واحد،بل حين يعاد التدريب بعد التصفية الأولى يغير الفعل مثل.أنا أكلت كذا،وأنت ماذا أكلت ؟أنا قرأت كذا،وأنت ماذا قرأت؟
وطبيعي أن يقبل الأطفال على مثل هذه الألعاب،فأكثرها شبيه بما يلعبونه من تلقاء أنفسهم في المنزل أو فناء المدرسة،وكل مافي الأمر أنهم يستبدلون باللغة العامية لغة صحيحة مضبوطة،وسيشعرون بعد قليل أن هذه اللغة التي يتكلفونها بادئ الأمر قد صارت طبيعية على ألسنتهم.



توقيع أم هشام
من العجائب ، أن البركات التي تنزل على العلم ، تنزل على المجتهد حتى الذي اجتهد في تقليب صفحات الكتاب !!

******************************************
إذا حدّثت ففتش ، وإذا كتبت فقمِّش
******************************************
أم هشام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس