عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-07, 08:43 PM   #4
أم هشام
نفع الله بك الأمة
افتراضي حرف الباء

الباء حرف مختص بالاسم، ملازم لعمل الجر.

وهي ضربان زائدة، وغير زائدة.فأما غير الزائدة فقد ذكر النحويون لها معانٍ كثيرة منها:
الأول: الإلصاق: وهو أصل معانيها. فهذا أصله. قيل: وهو معنى لا يفارقها.
والإلصاق ضربان: حقيقي نحو: أمسكت الحبل بيدي. قال ابن جني: أي: ألصقتها به. ومجازي، نحو: مررت بزيد. قال الزمخشري: المعنى: التصق مروري بموضع يقرب منه. قلت: وذكر ابن مالك أن الباء في نحو: مررت بزيد، بمعنى على، بدليل "وإنكم لتمرون عليهم". وحكاه عن الأخفش.

الثاني: التعدية: وباء التعدية هي القائمة مقام الهمزة، في إيصال معنى اللازم إلى المفعول به. نحو "ذهب الله بنورهم"، و "لذهب بسمعهم".

الثالث: الاستعانة: وباء الاستعانة هي الداخلة على آلة الفعل. نحو: كتبت بالقلم، وضربت بالسيف. ومنه في أشهر الوجهين "بسم الله الرحمن الرحيم".

الرابع: التعليل: قال ابن مالك: هي التي تصلح غالباً في موضعها اللام. كقوله تعالى "إنكم ظلمتم أنفسكم، باتخاذكم العجل"، "فبظلم، من الذين هادوا، حرمنا"، "فكلا أخذنا بذنبه". واحتزر بقوله غالباً من قول العرب: غضبت لفلان، إذا غضبت من أجله وهو حي. وغضبت به، إذا غضبت من أجله وهو ميت.
ولم يذكر الأكثرون باء التعليل، استغناء بباء السببية، لأن التعليل والسبب عندهم واحد. ولذلك مثلوا باء السببية بهذه المثل التي مثل بها ابن مالك للتعليل.

الخامس: المصاحبة: ولها علامتان: إحداهما أن يحسن في موضعها مع. والأخرى أن يغني عنها وعن مصحوبها الحال، كقوله تعالى "قد جاءكم الرسول بالحق" أي: مع الحق، أو محقاً. و "يا نوح اهبط بسلام" أي: مع سلام، أو مسلماً عليك. ولصلاحية وقوع الحال موقعها، سماها كثير من النحويين باء الحال.
السادس: الظرفية: وعلامتها أن يحسن في موضعها في. نحو "ولقد نصركم الله ببدر"، "وإنكم لتمرون عليهم مصبحين، وبالليل". وهي كثيرة في الكلام.

السابع: البدل: وعلامتها أن يحسن في موضعها بدل. كقول الحماسي:
فليت لي، بهم قوماً، إذا ركبوا شنوا الإغارة، فرساناً، وركبانإ
وفي الحديث ما يسرني بها حمر النعم أي: بدلها.
الثامن: المقابلة: قال ابن مالك: هي الباء الداخلة على الأثمان والأعواض. نحو: اشتريت الفرس بألف، وكافأت الإحسان بضعف. وقد تسمى باء العوض.

التاسع: المجاوزة: وعبر بعضهم عن هذا بموافقة عن. وذلك كثير بعد السؤال. نحو "فاسأل به خبيراً"، و "سأل سائل بعذاب واقع". وقال علقمة:
فإن تسألوني، بالنساء، فإنني خبير، بأدواء النساء، طبيب

العاشر: الاستعلاء: وعبر بعضهم عنه بموافقة على. وذكروا لذلك أمثلة منها قوله تعالى "ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار" أي: على قنطار، كما قال "هل آمنكم عليه". ومنها "وإذا مروا بهم" أي: عليهم، كما قال "وإنكم لتمرون عليهم".

الحادي عشر: التبعيض: وعبر بعضهم عن هذا بموافقة من، يعني التبعيضية، وفي هذا المعنى خلاف، وممن ذكره الأصمعي، والفارسي في التذكرة. ونقل عن الكوفيين، وقال به القتبي وابن مالك. واستدلوا على ذلك بقوله تعالى "يشرب بها عباد الله" أي: منها. وقول الشاعر:
شربن بماء البحر، ثم ترفعت متى لجج، خضر، لهن نئيج



توقيع أم هشام
من العجائب ، أن البركات التي تنزل على العلم ، تنزل على المجتهد حتى الذي اجتهد في تقليب صفحات الكتاب !!

******************************************
إذا حدّثت ففتش ، وإذا كتبت فقمِّش
******************************************
أم هشام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس