عرض مشاركة واحدة
قديم 25-12-12, 07:01 AM   #1
أم عبد الرحمن مصطفى
مسئولة فريق العمل الفني
افتراضي لقاء: كيف بدأتِ مشوار طلب العلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لقاء بعنوان: كيف بدأتِ مشوار طلب العلم
بقلم: أم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت

~~^~~ ~~^~~ ~~^~~
المستضيفة:
سهرتنا مميزة وفي مكان مميز لا يخلو من الفائدة والاستفادة ألا وهو مجلسنا مجلس طالبات العلم
وبما أن المكان مميز كان لا بد لنا من اختيار أخت لنا في الله نلتمس منها ومن مشاركاتها بأنها طالبة علم مجتهدة ولا نزكيها على الله
وتواجدها الطيب، زادنا طمع أن تكون معنا في هذه السهرة الطيبة وتنهل علينا بما لديها من فوائد
كلنا نرحب بضيفتنا الحبيبة ~ أم العبادلة ~

!!!!!! !!!!!! !!!!!!
الضيفة:
حياكن الله وبياكن وجعل الجنة مثواكن
يشرفني وجودي بينكن وأن أكون ضيفة في سهرتكن الجميلة باحدى الأماكن المحببة الى قلبي مجلس طالبات العلم

وأسأل الله عز وجل أن يكون وجودي بينكن ذو نفع وفائدة وأن يكون حجة لي لا علي أمام الله عز وجل

~~^~~ ~~^~~ ~~^~~
المستضيفة:

ضيفتنا ستكون معنا لمدة 45 دقيقة فحياكِ الله، وهذا سؤال ضيافة لكِ يا حبيبة
طالب العلم يمر بمراحل عديدة في حياته العلمية ومرحلة الشباب هي اهم مرحلة في حياة الانسان
كلمينا عن هذه المرحلة في حياتكِ لتكون مرجع لجميع اخواتنا الحبيبات كمرحلة مهمة من مراحل طلب العلم وهل واجهتك فيها أي معوقات؟

!!!!!! !!!!!! !!!!!!

الضيفة:

بالفعل مرحلة الشباب من أهم مراحل الحياة شرط أن يكون الشخص على التزام بالشرع ليبدأ الطلب
أما لو كان غير ملتزم فلا تهم تلك المرحلة بقدر ما يهم أن يبدأ بالوقوف على الطريق الصحيح
ولله الحمد كانت تلك المرحلة بالنسبة لي هي مرحلة لبدء الإلتزام ولبدء طلب العلم في نفس الوقت
وسأتطرق إلى بعض المواقف المتفرقة والتي مررت بها وكان لها تأثير كبير علي
فلعل احداكن تجد فيها ما ينفعها ويعينها على تخطيها إذا ما واجهت احدى تلك العقبات.
كنت في تلك المرحلة مثل الكثير من الفتيات - هداهن الله للحق - غير ملتزمة وبالكاد أصلي، حيث كنت أجمع الصلوات وأقضيها كلها في نهاية اليوم قبل نومي
حتى انتهيت من العام الاول بالجامعة بمصر وقرر والدي أن يهاجر بنا للخارج للمرة الثانية
وفي الخارج دخلت الجامعة وذات مرة استوقفتني بعض الاخوات للتعرف علي والترحيب بي (كوني محجبة) وأخبروني عن المصلى لكني لم اهتم بالذهاب
ثم تقابلت مع بعضهن مرة أخرى وطلبن مني مرافقتهن للمصلى فذهبت على استحياء وفوجئت بوجود الكثير من المسلمات تبارك الله لكنني بقيت على حالي لا اذهب للمصلى الا نادرا
وفي يوم من الايام استوقفتني احدى الأخوات الأعجميات وكانت غاضبة مني وقالت - جزاها الله عني كل خير -: لماذا لا تأتين المصلى؟ أنت عربية وتفهمين القرآن ومن المفترض أن تعلمينا وتكوني قدوة لنا
وأغلظت علي في القول وكم أثرت في كلماتها وشعرت باحراج شديد وبدأت بالذهاب بانتظام للمصلى
لم اكن اعلم شيء عن الاسلام يزيد عن ما يعلمه عوام المسلمين
تعرفت على كثير من الطلبة والطالبات الغير مسلمين وكنت اقضي جلَّ وقتي معهم وفوجئت انهم يعلمون عن الاسلام اكثر مني
اتذكر تلك الفتاة البوذية وكيف انها أخبرتني بحبهم للحم الحلال وشرحت لي كيف يقوم المسلمين بالذبح والفوائد العلمية والصحية للذبح بتلك الطريقة
وأتذكر فتاة أخرى نصرانية كانت تنتقد لباس الفتيات العاري في الصيف وقد أثنت كثيرا على لباس المسلمات الفضفاض وكيف انه يتسبب في وجود دورة هوائية (في الفراغ الذي بين اللبس والجسم) تعمل على تخفيف حدة الحر
وفي خلال تلك الفترة كنت ارى واسمع وأمر بمواقف كثيرة ومن المواقف التي أثرت في كثيرا
كنت انا وأخت صومالية - مثلي في درجة الالتزام - ندرس معا بعض المواد بالجامعة
وفي يوم من الايام دخل قاعة المحاضرات طالب شكله واضح أنه أعجمي ولكن لباسه عربي )ثوب طويل وشيء يربطه حول رأسه) وقد كان شكله جدا مميز وملفت
وعلمنا فيما بعد أنه مسلم حديث الاسلام وقد انضم حديثا للجامعة، لكن ليس هذا ما أثر فينا
ما أثر فينا اننا لاحظنا انه دائما يغادر القاعة في وقت معين مهما كانت أهمية المادة المشروحة وعلمنا بعد ذلك انه كان يرحل ليصلي الصلاة جماعة في وقتها
وكم شعرنا بحقارة أنفسنا وقتها
فهذا مسلم جديد تعلم أهمية الصلاة وعظم الله حق تعظيمه وسارع في تلبية نداءه ونحن مسلمات من أبوين مسلمين نلبي النداء اذا تفرغنا ولا نعظم الله حق تعظيمه
وكان لهذا الموقف ولذلك الشخص الفضل الكبير بعد الله عز وجل في التزامنا بالصلاة في وقتها
بعد فترة وجدت نفسي اشعر بملل وفراغ شديد فبدأت أقضي معظم وقتي بالمصلى وحدي وكانت توجد مكتبة هناك تحتوي على كتب مبعثرة فذهبت لأنظمها ووجدت من ضمن ما فيها نسخة مختصرة من كتاب صحيح البخاري
كنت قد سمعت عنه من قبل ولكنها المرة الأولى التي أراه فيها
فتركت ما بيدي وبدأت أتصفحه من باب الفضول، كان في البداية جميل وقد بدأ بباب الوحي ثم الإيمان ومع الاستمرار في تصفح باقي الأبواب بدأت أقرأ الأحاديث وأشعر باضطراب ورفض تام لما فيها وأردد
معقول الرسول قال هذا؟ لا لا لا أكيد هناك خطأ
معقول الرسول يتكلم بجرأة في أمور كهذه؟ لا لا لا أكيد هذا الكتاب تم التعديل عليه
وسبحان الله رغم أني كنت رافضة تماما لما أقرأه إلا أن الله أراد من فوق سبع سماوات أن استمر في قراءته حتى شعرت بأن السكينة بدأت تنزل على قلبي رويدا رويدا
وكلما استمريت في قراءته كلما تزايد الاطمئنان في قلبي حتى تقبلته وكانت تلك هي بدايتي مع الإلتزام
كنت أحب الاشتراك بالأنشطة المتنوعة ولكني لم اجد بالجامعة ما يناسبني خصوصا اني اهوى الرسم ورسوماتهم كانت جدا بذيلة ومليئة بذوات الأرواح والتي لم أكن على علم بحكمها الشرعي لكني لم أتقن رسمها منذ صغري
فانضممت للجماعة الاسلامية بالجامعة ومنهم تعرفت على المحاضرات والحلقات التي تلقى في أنحاء المدينة وكذلك تعرفت على المراكز الاسلامية والتي حاولت المواظبة على حضورها بانتظام لتكون معينا لي على الغربة
لكن مع مرور الوقت وجدت أن بداخلي عطش شديد للمعرفة والعلم الشرعي لا يرويه تلك المحاضرات التي تتركز على القصص والرقائق
حتى حلقات القرآن والتي كنت أحلق فيها إلى عالم آخر من الروحانية والإيمان، لم تعد تروي عطشي الشديد
كنت كثيرا ما اسمع عن كلمتين "العقيدة والتوحيد" واشعر بأهميتهم لكنني لا اعرف معناهم
كنت كثيرا ما اسمع عن كتب مثل الاصول الثلاثة واشعر بأهميتها لكني كنت أخاف الاطلاع عليها خشية أن تكون جدا معقدة
طيب ماذا افعل؟ لابد أن اتعلم
سألت كثيرا ممن حولي وتواصلت مع العديد من الشيوخ لأطلب منهم تعليمي ولم أوفق
فواحد منهم سألني عما لدي من كتب وطلب مني قراءتها وأن أسأله فيما يشكل علي (وما كان ذلك الا لخوفه من ان يتم تصنيفه تبعا لجماعة معينة)
والاخر اعتذر لانشغاله واعدا ان يقوم بعمل دورة لدراسة العقيدة واخباري بها عند بدئها وقد نفذ وعده لكن في مادة غير العقيدة
وأخت أخرى كانت تعطي دروس عقيدة ورغبتُ بالذهاب اليها لكن سبحان الله كان دائما ما يحدث شيء ولا اوفق بالذهاب
كنتُ في حال يرثى لها لعدم توفيقي في تعلم العقيدة والعلم الشرعي وكنت أبكي ليل نهار وأدعوا الله كثيرا في صلاتي
اللهم علمني القرآن وفقهني في الدين
وما جعل الأمر صعب على نفسي أني لم أجد من يفهمني
أتذكر ذلك اليوم الذي كنت فيه منهارة من البكاء بسبب فتور أصابني في قراءة القرآن وحفظه ثم أتت الوالدة -حفظها الله وعلمها ما يحب - ورأتني على حالي وأصابها الخوف من أن أكون أصبت بمكروه
وأصرت أن تعرف ما بي ولما أخبرتها عن سبب بكائي ضحكت وقالت: ظننت أن الأمر شديد، يا بنيتي لا تكلفي نفسك فوق طاقتك والله أعلم بك وهو غفور رحيم
فزاد حزني أكثر، فكل من حولي كانوا يروني متشددة مع ان الله يعلم بأني كنت جاهلة لشرع الله ومتساهلة ومقصرة جداااااا في حقه
وبعدها قلت لا أمل لي هنا لابد من السفر للمدينة المنورة، فهناك جامعة المدينة للعلوم الشرعية
وبالفعل حاولت الذهاب للاقامة مع خالي هناك ولكن كل محاولاتي للسفر بائت بالفشل سواء كانت للزيارة أو العمرة أو العمل أو الدراسة
ولم أملك غير الالحاح في الدعاء بأن يرزقني الله السفر والعيش بمدينة نبيه لآخر العمر
وقد كنت كالغريق الذي يبحث عن أي قشة ليتعلق بها لدرجة اني وافقت على الزواج من شخص ليس فيه اي شيء من الصفات التي كنت أتمناها،
وافقت فقط لأنه يعمل بالمدينة المنورة وكنت أخدع نفسي قائلة، سنتعلم هناك سويا ورجعت إلى مصر لاتمام الزواج والحمدلله الذي لم يوفقني في تلك الزيجة
وأتذكر أن احدى الأخوات الأعجميات هاتفتني بعد انتهاء الخطوبة وكنت في حالة حزن شديدة
وتكلمت معي كثيرا - جزاها الله عني كل خير - وقالت:
ان الله الذي ترغبي في عبادته بالمدينة المنورة هو نفسه الله الذي تعبديه في مدينتك التي تقيمي بها وهو الله المتواجد معنا بعلمه في كل مكان
من يرغب في طلب العلم الشرعي وعبادة ربه حق عبادته فيمكنه ذلك في أي مكان طالما لديه الرغبة والهمة لذلك
فهدأت نفسي قليلا وأفقت من الهم الذي كنت فيه وحمدت الله على حالي وبعدها بحوالي شهرين تقدم لي زوجي وكان به كل ما اتمناه من مواصفات وأهمها أنه طالب للعلم الشرعي
فقلت الحمدلله ها قد جاء العلم بنفسه إلي ولن أتركه حتى أتعلم منه كل شيء ولكن هيهات

~~^~~ ~~^~~ ~~^~~

المستضيفة:
ما شاء الله اللهم بارك
معلوم أن الزواج سنة الحياة قال الله تعالى { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (21) سورة الروم
فكيف استمريت في طلب العلم وهل واجهتك معوقات أخرى؟

!!!!!! !!!!!! !!!!!!

الضيفة:
عندما علم زوجي - بعد الزواج - بحكايتي، بدأ جزاه الله عني خيرا بتعليمي
بدأنا بدراسة احدى كتب العقيدة وهو كتاب "الشريعة للآجري" بالإضافة إلى حفظ القرآن
وأثناء دراستي لم أكن أملك غير ترديد:
سبحان الله، هل هذه هي العقيدة؟
لقد كانت جدا سهلة وبسيطة وليست معقدة كما ظننت سبحان الله
وكانت بها من الإجابات الشافية على الكثير من الأسئلة التي كانت دائما تراودني الحمدلله
قطعنا شوطا كبيرا بالكتاب ثم توقفنا لظروف عائلية وانشغل زوجي بعدها ثم رزق بعقد عمل وسافر
وبقيت وحدي مع طفلي الصغير البالغ من العمر 4 أيام
ولم اجد شيء افعله غير حفظ كتاب الله
فانضممت لمنتدى أخوات طريق الإسلام وبدأت بالتسميع كتابة في ساحة تحفيظ القرآن الكريم
ولانعدام الصحبة الصالحة وكوني وحيدة بعيدة عن أهلي وزوجي فقد فقدت الهمة وفتنت بأخلاقيات الرفقة المحيطة بي وتغير حالي
رجع زوجي ليأخذنا معه وبمجرد وصولونا للسعودية شعرت وكأني بدأت بداية جديدة مع نفسي فها أنا ببلد الحرمين
وهناك قررت الاشتراك باحدى دور التحفيظ بالرياض وانضممت لدورة اعداد المعلمات ليكون الحصيلة حفظ وتفسير وتجويد
لكنني لم استمر بالدار كثيرا فالجو كان غير مناسب لي نهائيا وقد صادفت العديد من المواقف الغير طيبة
منها اصرار المعلمة وكذلك ادارة الدار بان ألبس مثلهن حيث كنَّ يأتين للدار وكأنهن ذاهبات لعرض أزياء (مكياج - تسريحة الشعر - اللبس) وانا كنت ارفض ذلك واظل بجلبابي وحجابي، رافعة فقط نقابي عن وجهي (مع التنويه أن تلك الدار لم تلتزم بشروط اللباس الساتر المفروضة عليهم من الادارة العامة)
وكذلك غضبت مني المعلمة ذات مرة لاني هاتفتها ولم ارد على زوجها وكانت رافضة لمبدأ عدم تحدث النساء مع الرجال وتقول طالما لا تخضعي بالقول فما المشكلة من التحدث معه
وغيره من المواقف
ووقتها كنت حامل بطفلي الثاني فقررت المكوث بالبيت بنية القرار سائلة الله أن يعوضني خيرا منها
وبالفعل عوضني الله الخير الكثير حيث وفقنا الله بالاشتراك بالانترنت والتعرف على مشرفتي ومعلمتي الحبيبة رحيل الغد والتي قامت بدورها بمساعدتي في التعرف على الكثير من مواقع تحفيظ القرآن والعلم الشرعي على الانترنت
ووقتها قررت ان اعتمد على نفسي وأن اسير على نهج جديد
فقد كنت دوما الوم زوجي انه السبب في حالي لانشغاله عني وعدم تعليمي العلم الشرعي
وقد كان ذلك خطأ فادح، فالعلم متوفر في كل مكان ولو عندي رغبة حقيقية لطلب العلم فعلي بالتعلم بنفسي بدون لوم من حولي على تقصيري وفتوري وجهلي

~~^~~ ~~^~~ ~~^~~
~ يتبع



توقيع أم عبد الرحمن مصطفى
دخول متقطع ... دعواتكن لي
مدونتي ... صدقتي الجارية بعد مماتي


أم عبد الرحمن مصطفى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس