عرض مشاركة واحدة
قديم 27-10-18, 11:23 PM   #87
حسناء محمد
ما كان لله يبقى
| المديرة العامة |
افتراضي

فصل في: القبر*
(1-6)
يتبع: أسباب لعذاب القبر



هناك أخرى أسباب لعذاب القبر جاءت في حديث طويل, رواه البخاري من حديث سمرة بن جندب, في قصة رؤيا النَّبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- مع الملَكين, فرأى أنواعاً من عذاب القبر, وذكر له الملكان سبب كل عذاب رآه, ومن ذلك:

5- هجر القرآن الكريم, ورفضه.
6- النوم عن الصلاة المكتوبة.
ويدلّ على ذلك: ما جاء في حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه- قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قول الملكين: «أَمَّا الَّذِي يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ, فَإِنَّهُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفِضُهُ, وَيَنَامُ عَنْ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ»(1).
قال ابن حجر -رحمه الله-: "ويحتمل أن يكون التعذيب على مجموع الأمرين: ترك القراءة, وترك العمل"(2).

7- الكذب.
ويدلّ على ذلك: ما جاء في حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه- قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قول الملكين: «وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ, وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ, وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ, فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ تَبْلُغُ الْآفَاقَ»(3).
قال ابن حجر -رحمه الله-: "وإنما استحق التعذيب لِمَا ينشأ عن تلك الكذبة من المفاسد, وهو فيها مختار غير مكره, ولا مُلجأ, قال ابن هبيرة: لمَّا كان الكاذب يساعد أنفه وعينه ولسانه على الكذب بترويج باطله وقعت المشاركة بينهم في العقوبة"(4).

8- الزِّنـا.
ويدلّ على ذلك: ما جاء في حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه- قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قول الملكين: «وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ، فَإِنَّهُمْ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي» وفي أول الحديث قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ,... فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ» قَالَ: «فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ, وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ»(5).
قال ابن حجر -رحمه الله-: "مناسبة العري لهم؛ لاستحقاقهم أن يفضحوا؛ لأن عادتهم أن يستتروا في الخلوة, فعوقبوا بالهتك, والحكمة في إتيان العذاب من تحتهم كون جنايتهم من أعضائهم السفلى"(6).

9- أكل الرِّبـا.
ويدلّ على ذلك: ما جاء في حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه- قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في قول الملكين: «وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ, وَيُلْقَمُ الْحَجَرَ؛ فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا»(7).
قال ابن حجر -رحمه الله-: "قال ابن هبيرة: إنما عوقب آكل الربا بسباحته في النهر الأحمر, وإلقامه الحجارة؛ لأن أصل الربا يجري في الذهب, والذهب أحمر, وأمَّا إلقام المَلَك له الحجر فإنه إشارة إلى أنه لا يغني عنه شيئا, وكذلك الرِّبا فإن صاحبه يتخيل أن ماله يزداد والله من ورائه يمَحَقُه"(8).
وقد ذكر ابن القيِّم -رحمه الله- أسباب عذاب القبر, و الأسباب المنجّية منه, فانظر كتابه: (الروح) للاستزادة.


-------
(1) رواه البخاري برقم (1386).
(2) انظر: فتح الباري المجلد الثاني عشر باب تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح.
(3) رواه البخاري برقم (1386).
(4) انظر: فتح الباري الموضع السابق.
(5) رواه البخاري برقم (1386).
(6) انظر: فتح الباري الموضع السابق.
(7) رواه البخاري برقم (1386).
(8) انظر: فتح الباري الموضع السابق.



[hr]#960387[/hr]
*بتصرف يسير من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
[hr]#960387[/hr]

اذكري سببا من أسباب عذاب القبر، مع الدليل.



توقيع حسناء محمد
عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عِصمةُ أمري، وأصلح لي دُنياي التي فيها مَعاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها مَعادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموتَ راحةً لي من كل شر). صحيح مسلم 2720
حسناء محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس