عرض مشاركة واحدة
قديم 12-10-13, 12:42 PM   #8
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي


إذًا ، بعد هذه المُقدِّمةِ السريعة ، تذكَّر الأشياءَ التالية :
أنَّكَ أنتَ المسئول الأول عن تربية أُسرتِكَ وإسعادِها ، لا المدرسة ، ولا الحلقة ، ولا جيرانك ، ولا إمام المسجد ، ولا المُؤذِّن ، ولا مُدَرِّس الحلقة ، كُلُّ هؤلاءِ يُشكِّلون نِسبةً قليلةً جدًا ؛ لأنَّ هذا الولد الذي سيدخل المدرسة وعُمُرُه سِتُّ سنواتٍ ، سِتُّ سنواتٍ بين يديك ، ماذا عمِلَت له ؟
إذًا أنتَ المسئولُ الأول ، وأنتَ الذي ستقِفُ بين يَدَي اللهِ تعالى بهذا الأمر .
أيضًا مِن الأشياء : أنَّ بينكَ وبين أن تبدأ حاجِزًا وَهمِيًّا لا حقيقةَ له ، كُلّ أعمالِنا .
أيضًا مِن الأشياءِ : أنَّ ولدكَ امتدادٌ لَكَ . كُلَّما حَرصَتَ عليه ، كُلَّما جاءكَ خيرٌ بإذن الله ؛ نُورٌ في القبر ، ودُعاءٌ لَك ، ويُلبِسُكَ تاجًا يومَ القيامة ، إلى غير ذلك ...
التربيةُ تُشكِّلُ 90 % في حياتِكَ .. تذكَّر هذا الموضوع .
والرعايةُ مِن أكلٍ ومَشربٍ وملبس وغير ذلك تُشكِّلُ 10 % فقط .
أيضًا مِن الأشياءِ السريعة : أبناؤنا كالاسفِنجة ، يتصرَّفونَ ويتشرَّبون تصرُّفاتِنا بدِقَّةٍ عالية .
دائِمًا تذكَّر أنَّ سلوكَ أولادِنا صورةٌ طِبقَ الأصلِ لسلوكِنا الشَّخصيّ ؛ والِدٌ عَصَبِيٌّ أولادٌ عَصَبِيُّون ، والِدٌ هادِئٌ وأُمٌّ هادِئة – هذا في الغالِب – هناك نوعٌ من الهدوءِ أيضًا في داخل البيت .
دعونا نضِربُ على هذا المِثال : ماذا يفهم أبناؤنا من بعض التَّصَرُّفاتِ التي نعملُها نحنُ في داخل البيت ؟ عندما نتكلَّمُ ، أو نتكلَّمُ ونُناقِشُ ونصرُخ ونُعلِي أصواتنا ، فإنَّ الولَدَ يقول : أُحِبُّ أن أكونَ فظًّا غليظَ القلبِ مِثلَ والدي .
عندما ننتقِدُ أبناءَنا ونُقلِّل مِن شأنِهم ، سيقولُ الولَد : لن أُبادِرَ ؛ لأنَّهم ينتقِدوني ويحرموني .
عندما يرى الولَدُ والِدَه وهو يقرأ الكُتبَ ويهتَمُّ بها ، تجِدُ أنَّ حُبَّ القراءةِ والتَّعَلُّم تنتقِلُ إليه بإذن الله تعالى .
أُسرةٌ حريصةٌ فِعلاً على القراءة ، تجِدُ أنَّها تنتقلُ إلى الأبناء .
الاعتذارُ إذا أخطأ ؛ إذا أخطأ الوالِدُ على ولَدِه واعتذرَ له ، يتعلَّمُ الولَدُ مُباشرةً التَّواضُعَ والعدل .
البيتُ مليءٌ بالانتقاد ، الولَدُ كثيرُ التَّسَخُّط .
جَوٌّ مِن العَداءِ في المنزل ، يصيرُ الولَدُ عُدوانِيًّا .
جَوٌّ مِن القلق في البيت ، هناك خوف .
هناك غَيْرةٌ في البيت ، يُوجَدُ الحَسَد .
وهكـذا .
هناك أمانٌ في داخل البيت ، تُوجَدُ الثِّقَة .
هناك عَدلٌ في داخل البيت ، ومُمارسةٌ مِن قِبَل الوالِد ، سيُوجَدُ الإنصافُ أيضًا .
إلى غير ذلك مِن الأشياء .
الذي نُريدُه مِن هذا الكلام كلِّه – إخواني الكِرام – أنَّ تصرُّفاتِنا تحت المِجهر في البيت ، ولا تَظُنَّ أولادَكَ أغبياء ، وإنْ شِئتَ مِصداقًا لهذا الكلام : اعمل استبانةً يومًا مِن الأيام لتقييم البيت ، وأعطِه للأولاد :
ما رأيُكَ في البيت ؟
ما رأيُكَ في كذا وكذا وكذا وكذا ؟
وسترى كيف عينُهم دقيقةً فِعلاً على والِدَيْهِم .




توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس