[عائشة جمعة]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أسأل الله أن يصلح حال جارتك مع زوجها وابنها وأن يرزقها الحكمة والصبر في التعامل معهما .
أختي الفاضلة
تلجأ بعض الأمهات إلى العنف مع الأزواج والأولاد لأسباب عديدة ، منها أن تكون عصبية المزاج ، أو يكون عندها مرض نفسي يقتضي الراحة عند إيذاء الآخرين ، ومنها أن تكون قد تربت على هذه الطريقة فما عرفت سواها ، وتظن أنها على حق فيما تفعل ، ولم يتسن لها نصيحة ممن حولها أو أنها لم تلحظ طريقة في التعامل أنجح مما تقوم به ، ولم تنظر نظرة مستقبيلية إلى ما تؤول إليه مثل هذه المعاملة السيئة على ولدها وعليها وعلى المجتمع .
ولعل دورك مع جاراتك في مساندة هذه الجارة وتخليص ابنها من عنفها يتلخص فيما يلي :

1_ الدعاء لها ولعائلتها مع تحري أوقات الإجابة بأن يصلح حالهم ويجعل الوئام مآلهم والرحمة تكتنفهم والرفق يرافقهم .

2_ لا بد من زيارة هذه الجارة واختلاطها بالآخرين لتكتسب مما عندهن من خلال أحاديثهن ومعاملتهن مع الأبناء والأزواج ، وجعلها تتكلم وتفصح عما في نفسها .

3_ من المفيد الإتيان بأخصائية اجتماعية وعمل دورة للجارات وتكون تلك الجارة معهن في التعامل مع الأزواج والأولاد ومعرفة خصائص المراحل العمرية التي يمر بها الأبناء لتعرف كيف تتعامل مع ابنها .

4_ من المفيد التذكير بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تحض على الصبر والرفق واللين في التعامل وأهمية ذلك في ديننا الحنيف ، وبيان ثواب حسن الخلق

5_ لا تخشين من مخالطتها وقلن لها كلمة حق دون جرح أو إيذاء لمشاعرها ، ويفضل أن تقوم بهذا من تستطيع التقرب منها وتجعلها تستأنس بها وبحديثها .

وكلمة أخيرة أوجهها إلى كل من يلجأ إلى العنف مع أولاده أو مع من حوله :

إن العنف لا يولد إلا عنفاً فهل تتحمل في كبر سنها أن يعنفها ابنها ، أم هل ترضى أن يصبح ابنها انسحابياً من المجتمع يخشى أفراده ويخضع لأوامرهم دون تفكير خوفاً من بطشهم ، أم هل ترضى أن تصدر إلى المجتمع فرداً يتعامل بالعنف ويعاقبه المجتمع على ذلك العنف ؟ أم هل يرضيها أن يهرب ولدها من البيت نتيجة القسوة التي يلاقيها كما يفعل الكثير من المعنفين ؟