عرض مشاركة واحدة
قديم 31-01-13, 09:42 PM   #6
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

((يا أبا ذر لا تدعن من المعروف شيئاً إلا فعلته، فإن لم تقدر عليه ))
ما المعروف الذي هو الحد الأدنى ويقبله الله منك، قال: كلم الناس وأنت طليق الوجه، ابتسامتك صدقة، طلاقة وجهك صدقة لين كلامك صدقة تبسمك في وجه أخيك صدقة، وإذا طبخت مرقا فأكثر من مائها واغترف لجيرانك منها، أطعم الطعام، الق الناس بوجه طلق، وأطعم الطعام.
أيا الإخوة الكرام:
تسعون حديثاً في كتب الحديث تبدأ بكلمة يا أبا ذر، اخترت لكم هذه الأحاديث.

((يا أبا ذر كن للعمل بالتقوى، أشد اهتماماً منك بالعمل ))
ليست العبرة بالعمل، أن تتحرك، أن تنجز، العبرة أن تعمل في طاعة الله، العبرة أن تعمل ضمن منهج الله، العبرة أن تعمل عملاً يرضي الله العبرة أن توقع خطواتك على طريق الحق، الأول تحرك، والثاني تقدم، وفرق كبير بين التحرك العشوائي، وبين التقدم نحو الهدف الواضح.

((يا أبا ذر كن للعمل بالتقوى، أشد اهتماماً منك بالعلم ))
﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً (23)﴾
[سورة الفرقان]
العبرة ليست بحجم العمل بل بانضواء العمل تحت منهج الله العبرة أن تعمل عملاً يرضي الله، وأن أعمل صالحاً ترضاه، ورضاء الله قيد لهذا العمل، ما كل عمل يرضي الله، ما كل حركة كبيرة ترضي الله ما كل إنجاز ضخم في رأيك يرضي الله، لابد من أن يكون عملك وفق منهج الله وفق الكتاب والسنة، وفق الأمر والنهي، وفق افعل ولا تفعل، الحركة العشوائية، الكبيرة، الضخمة، هذه يوم القيامة تكون هباءً منثوراً.

((يا أبا ذر، كن للعمل منك بالتقوى أشد اهتماماً منك بالعمل، يا أبا ذر إن المؤمن الصادق يرى ذنبه كأنه تحت صخرة، يخاف أن تقع عليه..))
هذه من علامة الإيمان، كلما كبر عليك الذنب، فأنت مؤمن ورب الكعبة وكلما صغر الذنب في عينيك.. ماذا فعلنا ؟.. ماذا فعلنا.. الله غفور رحيم.

((يا أبا ذر، إن المؤمن يرى ذنبه كأنه صخرة يخاف أن تقع عليه، وإن الكافر يرى ذنبه، ذباب يمر على أنفه.))
هذا مقياس من مقاييس الإيمان.

((يا أبا ذر، لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظم من عصيت.))
لا تنظر إلى صغر الذنب، ولكن انظر على من اجترأت..

((يا أبا ذر، لا يكون الرجل من المتقين، حتى يحاسب نفسه، أشد من محاسبة الشريك لشريكه، فيعلم من أين مطعمه، ومن أين مشربه، ومن أين ملبسه، أمن حل أم من حرام..))
والله كلام ما بعده كلام، نصائح ما بعدها نصائح، حكم ما بعدها حكم..



توقيع مروة عاشور

إذا انحدرت في مستنقع التنازلات في دينك
فلا تتهجم على الثابتين بأنهم متشددون . .
بل أبصر موضع قدميك
لتعرف أنك تخوض في الوحل
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس