عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-09, 08:25 AM   #3
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon144 تابع الشريط الاول ..........

نزول القرآن



نزل القرآن أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر في رمضان، قال الله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر:1) (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ(3)فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ(4) (الدخان:3-4) . (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)(البقرة: الآية 185) .


وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم أول ما نزل عليه أربعين سنة على المشهور عند أهل العلم ، وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما وعطاء وسعيد بن المسيِّبوغيرهم . وهذه السِّن هي التي يكون بها بلوغ الرشد وكمال العقل وتمام الإدراك .


والذي نزل بالقرآن من عند الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، جبريل أحد الملائكة المقربين الكرام ، قال الله تعالى عن القرآن: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ(193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ(194)بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ(195) (الشعراء:192- 195) .


وقد كان لجبريل عليه السلام من الصفات الحميدة العظيمة ، من الكرم والقوة والقرب من الله تعالى والمكانة والاحترام بين الملائكة والأمانة والحسن والطهارة ؛ ما جعله أهلاً لأن يكون رسول الله تعالى بوحيه إلى رسله قال الله تعالى : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ "(19)ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِين(21ٍ) (التكوير:19- 21) . وقال : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى(5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى(6)وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى(7) (لنجم:5-7) .


وقال : (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل:102) وقد بين الله تعالى لنا أوصاف جبريل الذي نزل بالقرآن من عنده وتدل على عظم القرآن وعنايته تعالى فإنه لا يرسل من كان عظيما إلا بالأمور العظيمة.



2- أول ما نزل من القرآن



أول ما نزل من القرآن على وجه الإطلاق قطعا ً الآيات الخمس الأولي من سورة العلق، وهي قوله تعالى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1) خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ(3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ(4) عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5) (العلق:1- 5) . ثم فتر الوحي مدة ، ثم نزلت الآيات الخمس الأولى من سورة المدثر ، وهي قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّر (1) قُمْ فَأَنْذِرْ(2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ(3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ(4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ(5) (المدثر:1-5) . ففي ((الصحيحين)) : صحيح البخاري ومسلم (2) . عن عائشة رضي الله عنها في بدء الوحي قالت : حتى جاءه الحق ٌّ ، وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فقال اقرأ ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما أنا بقارئ ( يعني لست أعرف القراءة ) فذكر الحديث ، وفيه ثم قال:(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق(1)َ) إلى قوله:(عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5)) (العلق:1- 5). وفيهما(3) عن جابر رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث عن فترة الوحي : ( بينا أنا أمشي إذ سمعت صوتاً من السماء .... ) فذكر الحديث ، وفيه ، فأنزل الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّر (1) قُمْ فَأَنْذِرْ(2) إلى ( وَالرُّجْزَ فَاهْجُر(5ْ) (المدثر:1-5) .


وثمت آيات يقال فيها : أول ما نزل، والمراد أول ما نزل باعتبار شيء معين ، فتكون أولية مقيدة مثل : حديث جابر رضي الله عنه في ((الصحيحين ))(4) . إن أبا سلمة بن عبد الرحمن سأله: أي القرآن أنزل أول؟ قال جابر:(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) (المدثر:1) قال أبو سلمة : أنبئت أنه


(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1) فقال جابر : لا أخبرك إلا بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( جاورت في حراء فلما قضيت جواري هبطت ...) فذكر الحديث وفيه : ( فأتيت خديجة فقلت : دثروني ، وصبوا علي ماء بارداً ، وأنزل علي : (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) (المدثر:1) إلى قوله :(وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) (المدثر:1-5) ).


فهذه الأولية التي ذكرها جابر رضي الله عنه باعتبار أول ما نزل بعد فترة الوحي ، أو أول ما نزل في شأن الرسالة ؛ لأن ما نزل من سورة اقرأ ثبتت به نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وما نزل من سورة المدثر ثبتت به الرسالة في قوله ( قُمْ فَأَنْذِرْ) (المدثر:2)


ولهذا قال أهل العلم : إن النبي صلى الله عليه وسلم نبئ ب(اقْرَأْ) (العلق:1) وأرسل ب الْمُدَّثِّرُ) (المدثر:1)



شرح الشيخ :


هناك بعض الاحاديث يقول اول ما نزل غير ما ذكرناه , فما الجواب ؟


ان نقول هذه اولية نسبية باعتبار شي معين , فمثلا اول ما نزل :


ياأيها المدثر ... كيف يمكن هذا ونحن نقول ان اول ما نزل : إقرأ ؟ لا بد من الجواب ,


قالوا ثمة آيات يقال فيها : أول ما نزل، والمراد أول ما نزل باعتبار شيء معين.


قد يكون أول مانزل : -( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين )- [البقرة/278]


يريد اول ما نزل من آيات الربا ....


اول ما نزل في المحرمات في النكاح : * حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم ...*


فتكون أولية مقيدة مثل : حديث جابر رضي الله عنه في ((الصحيحين ))(4) . إن أبا سلمة بن عبد الرحمن سأله: أي القرآن أنزل أول؟ قال جابر:(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) (المدثر:1) قال أبو سلمة : أنبئت أنه


(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1) فقال جابر : لا أخبرك إلا بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( جاورت في حراء فلما قضيت جواري هبطت ...) فذكر الحديث وفيه : ( فأتيت خديجة فقلت : دثروني ، وصبوا علي ماء بارداً ، وأنزل علي : (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) (المدثر:1) إلى قوله :(وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) (المدثر:1-5) ).


وجه الاستدلال :أنه قال جاورت في الحراء , فلما قضيت جواري هبطت فأتيت خديجة ....


وهذا ظاهره ان المدثر هي اول ما نزل , لكن يقول الأولية التي ذكرها جابر رضي الله عنه باعتبار أول ما نزل بعد فترة الوحي ، أو أول ما نزل في شأن الرسالة, لان الوحي لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم انقطع فترة , يقول بعضهم انه انقطع ثلاث سنوات , وقال بعضهم دون ذلك , والحكمة من هذا ليشتد شوق النبي صلى الله عليه وسلم الى تطلع الوحي ونزوله , وكان أمره كذلك , حتى كان يخرج الى غار حراء ويمتد بصره الى السماء يترقب ان ينزل عليه الوحي .


فنقول : اول ما نزل عليه بعد فترة الوحي هو المدثر , او اول ما نزل في شأن الرسالة , لان فيه تصريح *قم فأنذر * وهذه الرسالة .لأن ما نزل من سورة اقرأ ثبتت به نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وما نزل من سورة المدثر ثبتت به الرسالة في قوله ( قُمْ فَأَنْذِرْ) (المدثر:2)


ولهذا قال أهل العلم : إن النبي صلى الله عليه وسلم نبئ بإقرأ وأرسل بالمدثر



ثم نقول :


3- نزول القرآن ابتدائي وسببي


ينقسم نزول القران إلى قسمين :


الأول : ابتدائي : وهو ما لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه ، وهو غالب آيات القران،يعني الذي ليس له سبب


ومنه قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ) (التوبة:75)


الآيات , فإنها نزلت ابتداء في بيان حال بعض المنافقين ، وأما ما اشتهر من أنها نزلت في ثعلبة ابن حاطب في قصة طويلة ، ذكرها كثير من المفسرين ، وروجها كثير من الوعاظ ، فضعيف لا صحة له .


يعني اشارة الى ان هذه لبقصة غير صحيحة , لانه من ذكر انه جاء الى رسول الله ورده ثم جاء الى ابي بكر ورده ثم جاء عمرا ورده ... هذا غير صحيح , لانه من تاب , تاب الله عليه ,حتى المنافقون ,


قال الله تعالى :


* ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا * الا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله واخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين *


فالتوبة مقبولة من كل انسان , ومن اي ذنب



القسم الثاني : سببي : وهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه . والسبب :


أ‌ إما سؤال يجيب الله عنه : مثل (يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ) (البقرة: الآية 189) .


هذا واضح انه سبب يقتضيه , الصحابة يسألون الرسول عليه الصلاة والسلام , عن الأهلة , لماذا خلقها الله عز وجل , فقال الله له : قل هي مواقيت للناس في معاملاتهم : يقول مثلا هذا عليه دين الى كذا , وما أشبه وذلك ...


وكذلك مواقيت الحج : يعني الحج أشهر معلومات .


وما اشتهر من ان الصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الاهلة لماذا تبدو صغيرة ثم تكبر فأجاب الله بفائدتها , دون سبب نقصان الهلال وزيادته , فهذا لا صحة له , وأهل البلاغة يدّعون هذا , ويقولون ان اجابتهم بغير ما سألوا من أسلوب الحكيم , وليس كذلك , الصحيح ان الصحابة سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الاهلة ما سببها , فأجابهم الله عز وجل


والله الموفق .


ومثله قوله تعالى : -( في الدنيا والآخرة ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم )- [البقرة/220]


وايضا : -( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )- [البقرة/222]


وأيضا :


-( يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم )- [البقرة/215]




ب‌- أو حادثة وقعت تحتاج إلى بيان وتحذير مثل : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ






وَنَلْعَبُ)(التوبة: الآية 65) الآيتين نزلتا في رجل من المنافقين قال في غزوة تبوك في مجلس






: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ، ولا أكذب ألسنا ، ولا أجبن عند اللقاء ، يعني






رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل






القرآن فجاء الرجل يعتذر النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبه ( أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ






تَسْتَهْزِئُونَ)(التوبة: الآية 65) (6).





ج- أو فعل واقع يحتاج إلى معرفة حكمه مثل :(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا






وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (المجادلة:1)






شرح الشيخ :






ب‌ أو حادثة وقعت تحتاج إلى بيان وتحذيرفيتحدث الله عنهم مثل





: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ)(التوبة: الآية 65) الآيتين





الخطاب هنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم والغيبة تعود على المنافقين , هؤلاء






المنافقون اجتمعوا في مجلس , ومجالس المنافقون تكون فيها استهزاء برسول الله صلى الله






عليه وسلم او بالصحابة او ما اشبه ذلك ... فكان رجل من المنافقين قال في غزوة تبوك في






مجلس : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء(( يريد الرسول عليه الصلاة والسلام )) أرغب بطونا((






يعني أوسع وهو كناية عن كثرة الاكل وكذب المنافقون وصدق رسول الله صلى الله عليه






وسلم لان النبي صلى الله عليه وسلم كان أحيانا يعصب الحجر على بطنه من الجوع وينفق






المال , وحث على قلة الطعام والشراب , فقال حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه , فان كان لا






محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه , نسال الله ان يعيننا على هذا , اكثر الناس الآن






اذا جلس للاكل يحتاج الى احد يعمده حتى يقوم من كثرة الاكل , الا من شاء الله ,





ولذلك كثرت الامراض :الضغط والسكري والكسل , لو اننا مشينا على الحديث , لبقينا






أصحاء. والعجب ان غيرنا يطبق هذا , حدثني اناس كثيرون الغرب لا يشبعون عندما






يأكلون , ياكل الواحد قليلا ثم يقوم للعمل واذا جاع رجع واكل , وهكذا , اما نحن ما شاء الله ,






صحيح ينطبق علينا رغبة البطون , نسال الله ان يعيننا على قلة الاكل , وان نقتصر على






الاكل النافع , ))





، ولا أكذب ألسنا ،(( قاتلهم الله ,والله ما في الدنيا أكذب من المنافقين , )) ولا أجبن عند






اللقاء (( الله اكبر , من أحق الناس بهذه الاوصاف ؟ هم المنافقون هم الذين لا يريدون الا






الدنيا وشبع البطون وشهوة الفروج والرئاسة المذمومة , لكن محمدا صلى الله عليه وسلم






وأصحابه لا يريدون هذاوان ارادوه فتكون الارادة الثانوية لان الامر عندهم اعظم من هذا ,






يريدون الحياة الآخرة )) , ، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فبلغ ذلك






رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من أخبره ؟ الله سبحانه وتعالى , ونزل القرآن فجاء الرجل






يعتذر النبي صلى الله عليه وسلم فيجيبه





-( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون )- [






التوبة/65]





فمن استهزأ بالله أو بآياته او رسوله فهو كافر , لقوله :





-( لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين






)- [التوبة/66]






فمن استهزأ بالله فهو كافر حلال الدم والمال ولا ينبغي ان نقتصر على حبسه ثم نحابي الأمة






في إطلاقه . أبدا .





يجب ان نقتله . وهل تقبل توبته ؟ اختلف العلماء في ذلك , منهم من قال : لا تقبل لعظم ردته






والعياذ بالله .





ومنهم من قال : تقبل , وهو الصحيح , لقوله تعالى





-( لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين






)- [التوبة/66]





ولعموم قوله تعالى :





-( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا






إنه هو الغفور الرحيم )- [الزمر/53]





ولكن التوبة هنا توبة مغلظة , لا بد ان يظهر من هذا الرجل الثناء على الله وآياته ورسوله ,






والا فهو كافر ما تاب








ج- أو فعل واقع يحتاج إلى معرفة حكمه مثل





:(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ






سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (المجادلة:1)





ما سببه ؟





هو ظهار اوس بن الصامت لزوجته ,





الظهار في الجاهلية طلاق بائن , فإذا قال الرجل منهم لزوجته : انت علي كظهر أمي , طلقت






منه طلاقا بائنا , بلا رجوع .





لما ظاهر أوس زوجته , جاءت تشتكي رسول الله صلى الله عليه وسلم , تقول :





لقد ظاهر مني بعد ان تقاسمني ورق عظمي وكبر ولدي ...





والنبي صلى الله عليه وسلم لم يجبها , بل في بعض الروايات انه قال : ما أرى الا زوجك قد






طلقك ,





فأنزل الله الآية في بيان حكم هذه الواقعة , التي أشكلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم .






حتى انزلها الله في آياته .

التعديل الأخير تم بواسطة إيمان مصطفى عمر ; 01-02-09 الساعة 05:18 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً