عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-09, 05:31 PM   #9
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
c8 تفريغ الشريط الثالث ...............

بسم الله الرحمن الرحيم


محتوى الشريط :




تابع شرح الآية :


-( فاجتنبوه لعلكم تفلحون )- [المائدة/90]



ترتيب القرآن


مراحل جمع القرآن


الفرق بين جمع ابوبكر وعثمان رضي الله عنهما


- التفسير


- الواجب على المسلم في التفسير


- المرجع في التفسير : كلام الله تعالى




تابع شرح الآية :


-( فاجتنبوه لعلكم تفلحون )- [المائدة/90]






هل الشيطان يصدنا عن الصلاة ؟


نعم كثيرا , اذا أذن والانسان يعمل شيئا يقول سانهي عملي بسرعة واذا به تفوته الصلاة , وهذا واقع كثيرا , ثم اذا قدر ان الانسان دحر الشيطان وذهب يصلي , صده من جهة اخرى وهي الوسوسة


ولهذا شكى رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الوسوسة , فقال له : ذلك شيطان يقال له خنزة .(علم هذا الاسم بالوحي ) فاذا احسست به فاتفل عن يسارك ثلاثا واستعذ بالله منه , ففعل الرجل , يقول : فذهب عني ما اجد ,.


لماذا ؟ لانه فعل ذلك عن ايمان , وتصديق فصار الدواء ناجعا , اما الواحد من الناس فقد يتفل عن يساره ثلاثا ويستعذ بالله من الشيطان الرجيم لكن من حين ما يذهب الى الصلاة يأتيه , لان الايمان بهذا الدواء ضعيف .


ولهذا من أهم ما يكون ان يصدق الانسان بالدواء


ثم قال عز وجل :


-( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين )- [التغابن/12]


ويقول عز وجل :


-( وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون )- [آل عمران/132]


لكن في بعض الاماكن يحتاج الى ذكر الطاعة للرسول بخصوص , كلما كان الامر اهم ذكرت طاعة الله ورسوله ,


يقول عزوجل :


-( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين )- [المائدة/92]


احذروا : اي احذروا مخالفتها , فان توليتم : ولم تحذروا المخالفة , فاعلموا انما على رسولنا البلاغ المبين : هذه تنبيه عظيم اي اعلموا ان الرسول لا ينفع , وانه ليس مسؤول عنكم , وهذا فيه حصر , اداته (انما ) يعني ما عليه الا البلاغ , اذا بلغ برأت ذمته , وقوله المبين :يعني البيّن , او المبين اي : الموضح , وبلاغ الرسول عليه الصلاة والسلام جامع بين الامرين , فهو بيّن لنفسه ومبين لمن يسمعه . ومن ورث الرسول عليه الصلاة والسلام من العلماء ماذا عليه ؟ ما عليه الا البلاغ المبين , يقول تعالى :


-( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وأنتم لا تظلمون )- [البقرة/272]


ولهذا ينبغي لطلبة العلم اذا وعظوا ونصحوا والناس لم ينصاعوا , عليهم الا يثوروا على الناس وان يقولوا :انتم بهائم ما تعرفون , لانهم اذا قالوا هذا أوغروا القلوب عليهم ولم يقبل احد منهم شيئا , وعليه ان يصبر ويقتدي بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول :/ اذا كان رسولي ليس عليه الا البلاغ فانا من باب اولى .


فكان في هذه الآيات المنع من الخمر منعا باتا , في جميع الاوقات بعد ان هيأت النفوس ومرنت على المنع منه في بعض الاوقات , والله أعلم .


سؤال : حديث : ما أسكر كثيره فقليله حرام , لكن هل يقام عليه الحد ؟


جواب الشيخ : لا , اذا كان قليله حراما فلا يقام عليه الحد , ما يقام الحد الا على من سكر .



من سكر وقتل انسان , هل يقام عليه الحد ؟


جواب الشيخ : نحن نتكلم عن حد من حدود الله , قتل القاتل عمدا ليس حدا وانما هو قصاص , ولهذا لو ان السكران أحرق دكان انسان مثلا لضمنه لان هذا حق آدمي , ولاكلام على حق الله , على ان عثمان رضي الله عنه أحد الخلفاء الراشدين , قال : لا طلاق على سكران , مما استدل ؟ طبعا هناك أدلة , لكن بقي ان نسأل ما حجة القائلين بوجوب وقوع الطلاق ؟ قالوا : زيادة في الردع , فنجيبهم : بأمرين :


اولا انكم تقولون ان عقوبة الخمر هي حد , والحدلا يزاد عليه . ثانيا : ان ايقاع طلاقه ليس عقوبة عليه وحده , بل وعلى امرأته وأولاده , كيف نعاقبهم ؟ فالقول بان على السكران حد ضعيف جدا .


الصواب انه لا طلاق عليه , لكن ما يتعلق بحقوق الآدميين فانه يجب استيفاؤه , لكن هل يقتل فيما اذا قتل عمدا , او نقول ان هذه لا عقل له فلا حد له ؟ قول كثير من العلماء انه يقتل , وبعضهم قال لا يقتل الا اذا علمنا انه شرب الخمر ليقتل عمدا . لو كان فقيها وقال ما اريد ان اقتل عمدا ولكن يشرب خمرا لكي يسكر ويقتل , فهذا يقتل لان الحيل لا تبطل الاحكام الشرعية .



نتابع فوائد والحكمة من نزول القرآن مفرقا :


تنشيط الهمم , لقبول ما نزل من القرآن وتنفيذه , حيث يتشوق الناس اليها , فتنزل وهم أشد ما يكونون لها شوقا , ومعلوم اذا أتى الانسان على شئ بتلهف فانه يمكث في ذهنه ويرسخ ويجد له لذة وحلاوة ,


وقد تقدم الكلام عن الافك , وهمت في مسألة الذين خاضوا في الافك , وقلت انهما رجلان وامرأة , الرجلان هما مسطح وحسان بن ثابت مع انه كان يقول في وصف عائشة :


حصان رزان ما تشان بريبة,


والمرأة هي حمنة بنت جحش , أخت زينب بنت جحش زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومع انها ضرة عائشة لكن حماها الله تعالى في الخوض في هذا.




المتن :


ترتيب القران :


ترتيب القرآن : تلاوته تاليا بعضه بعضا حسبما هو مكتوب في المصاحف ومحفوظ في الصدور .


وهو ثلاثة أنواع :


النوع الأول : ترتيب الكلمات بحيث تكون كل كلمة في موضعها من الآية ، وهذا ثابت بالنص والإجماع ، ولا نعلم مخالفا في وجوبه وتحريم مخالفته ، فلا يجوز أن يقرأ : لله الحمد رب العالمين بدلا من (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2)


النوع الثاني :ترتيب الآيات بحيث تكون كل آية في موضعها من السورة ، وهذا ثابت بالنص والإجماع ، وهو واجب على القول الراجح ، وتحرم مخالفته ولا يجوز أن يقرأ : مالك يوم الدين الرحمن الرحيم بدلا من : (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:3) (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة:4) ففي صحيح البخاري (14)أن عبد الله بن الزبير قال لعثمان بن عفان رضي الله عنهم في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ )(البقرة: الآية 240) قد نسختها الآية الأخرى يعني قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً )(البقرة: الآية 234) وهذه قبلها في التلاوة قال : فلم تكتبها ؟ فقال عثمان رضي الله عنه : يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه .


وروي الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي من حديث عثمان رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل عليه السور ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء ، دعا بعض من كان يكتب،فيقول ، ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا (15)


النوع الثالث : ترتيب السور بحيث تكون كل سورة في موضعها من المصحف ، وهذا ثابت بالاجتهاد فلا يكون واجبا وفي " صحيح مسلم " (16)عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : أنه صلّى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم البقرة ، ثم النساء ، ثم آل عمران ، وروى البخاري (17)تعليقا عن الأحنف : أنه قرأ في الأولى بالكهف ، وفي الثانية بيوسف أو يونس، وذكر أن صلى مع عمر بن الخطاب الصبح بهما .


قال شيخ الإسلام ابن تيميه : " تجور قراءة هذه قبل هذه ، وكذا في الكتابة . ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة رضي الله عنهم في كتابتها ، لكن لما اتفقوا على المصحف في زمن عثمان رضي الله عنه ، صار هذا مما سنه الخلفاء الراشدون ، وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب أتباعها " أهـ .



شرح الشيخ :



القرآن لا شك انه مرتب في السور والآيات والكلمات والحروف , و ترتيب القرآن : تلاوته تاليا بعضه بعضا حسبما هو مكتوب في المصاحف ومحفوظ في الصدور .


والترتيب معناه جعل الشئ بعد الشئ , فترتيب القرآن بالنسبة للانسان هو ان يتلوه كما ورد , مرتبا في آياته وكلماته وسوره


يقول هو ثلاثة أنواع :


النوع الأول : ترتيب الكلمات بحيث تكون كل كلمة في موضعها من الآية ، وهذا ثابت بالنص والإجماع ، ولا نعلم مخالفا في وجوبه وتحريم مخالفته , ومثال ذلك :


-( الحمد لله رب العالمين )- [الفاتحة/2]


هل يجوز ان يقول : لله الحمد رب العالمين ؟ لا يجوز مع لله فيها حصر ومع ذلك نقول لا يجوز , لانه خلاف ترتيب القرآن . والله تبارك وتعالى تكلم به على هذا الترتيب , فلا يحل لاحد ان يقدم كلمة على كلمة وهذا محل اجماع لا خلاف فيه



الثاني :


ترتيب الآيات بحيث تكون كل آية في موضعها من السورة ، وهذا ثابت بالنص والإجماع ، وهو واجب على القول الراجح ، وتحرم مخالفته ولا يجوز أن يقرأ : مالك يوم الدين الرحمن الرحيم بدلا من : (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:3) (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة:4)


وهو أقل من المخالفة في ترتيب الكلمات , لان هذا غايته ان يقدم آية على آية لكن ترتيب الكلمات في الآية حسبما جاء في القرآن ومع ذلك هو حرام لا تجوز مخالفته , وترتيب الآيات هو ترتيب توقيفي ,ففي صحيح البخاري (14)أن عبد الله بن الزبير قال لعثمان بن عفان رضي الله عنهم في قوله تعالى :


(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ )(البقرة: الآية 240) يعني اذا توفى الانسان فانه يجب عليه ان ينصف لزوجته ان تبقى بالبيت , لمدة حول كامل , لا تخرج و لكن ان خرجت فلا بأس , انما على الورثة أن يبقوها بالبيت حولا كاملا , بوصية من زوجها المتوفى ,


يقول قد نسختها الآية الأخرى قوله تعالى :


( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً )(البقرة: الآية 234)



وأيهما الاولى بالترتيب ؟ الثانية , مع انها ناسخة , قال : فلم تكتبها ؟ فقال عثمان رضي الله عنه : يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه .


وهذا دليل على ان ترتيب الآيات توقيفي , ليس على حسب النزول ولا على حسب المعنى , انما هو توقيفي من عند الله عز وجل .


وروي الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي 0من حديث عثمان رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل عليه السور ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء ، دعا بعض من كان يكتب،فيقول ، ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا


فلا يجوز ان يبدأ بآية قبل أخرى اذا كانت بعدها في التلاوة .


النوع الثالث : ترتيب السور بحيث تكون كل سورة في موضعها من المصحف ، وهذا ثابت بالاجتهاد, ممن ؟ من الصحابة رضي الله عنهم .


وبعضه ثابت بالتوقيف كما سيذكر , فلا يكون واجبا.


وفي " صحيح مسلم " (16)عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : أنه صلّى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم البقرة ، ثم النساء ، ثم آل عمران ، وروى البخاري (17)تعليقا عن الأحنف : أنه قرأ في الأولى بالكهف ، وفي الثانية بيوسف أو يونس، وذكر أن صلى مع عمر بن الخطاب الصبح بهما .


وهذا مخالف في ترتيب المصحف , لكنه لا بأس به لانه من باب الاجتهاد


لكن بعضه توقيفي فانها توقيفية , فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ : قل أعوذ برب الفلق , قبل قل أعوذ برب الناس


كذلك : سبح والغاشية , فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في الجمعة ويبدأ بسبح .


كذلك الجمعة والمنافقون فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ بهما في الجمعة ويبدأ بالحمعة .


بمثل هذا نعرف انه توقيفي .


اذا قال قائل كيف خالف الصحابة رضي الله عنهم في تقديم آل عمران على النساء ؟


الجواب من وجهين :


الاول : ان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بينهما في الفرض , اي بين البقرة وآل عمران , كما في قوله : اقرؤوا الزهراوين فانهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان او فرقان من طير صافّ , يظللان صاحبهما يوم القيامة ., فجمع بينهما


الوجه الثاني : لعل العرضة الاخيرة التي عرض فيها الرسول صلى الله عليه وسلم على جبريل , لعل الترتيب تغير بعد ان سمعه حذيفة .


وحينئذ يزول الاشكال .


قال شيخ الإسلام ابن تيميه : " تجور قراءة هذه قبل هذه ، وكذا في الكتابة . ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة رضي الله عنهم في كتابتها ، لكن لما اتفقوا على المصحف في زمن عثمان رضي الله عنه ، صار هذا مما سنه الخلفاء الراشدون ، وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب أتباعها "


لكن استثنى بعض اهل العلم ما اذا كان ذلك للتعليم .فانه لا بأس ان يقدم السورة المتأخرة لأن ذلك أيسر وأهون , وهذا هو المعمول به الآن , وأظنه من قديم الزمان , الصبيان في المدارس , يتعلمون من آخر القرآن فيقرأون الناس قبل سورة الفلق , وهكذا .


فيكون مخالفة الترتيب من أجل الحاجة الى تفهيم الصبيان .




يتبع .......

التعديل الأخير تم بواسطة أم أسماء ; 03-11-09 الساعة 01:33 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً