بسم الله الرحمن الرحيم
محتوى الشريط :
تابع شرح الآية :
-( فاجتنبوه لعلكم تفلحون )- [المائدة/90]
ترتيب القرآن
مراحل جمع القرآن
الفرق بين جمع ابوبكر وعثمان رضي الله عنهما
- التفسير
- الواجب على المسلم في التفسير
- المرجع في التفسير : كلام الله تعالى
تابع شرح الآية :
-( فاجتنبوه لعلكم تفلحون )- [المائدة/90]
هل الشيطان يصدنا عن الصلاة ؟
نعم كثيرا , اذا أذن والانسان يعمل شيئا يقول سانهي عملي بسرعة واذا به تفوته الصلاة , وهذا واقع كثيرا , ثم اذا قدر ان الانسان دحر الشيطان وذهب يصلي , صده من جهة اخرى وهي الوسوسة
ولهذا شكى رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الوسوسة , فقال له : ذلك شيطان يقال له خنزة .(علم هذا الاسم بالوحي ) فاذا احسست به فاتفل عن يسارك ثلاثا واستعذ بالله منه , ففعل الرجل , يقول : فذهب عني ما اجد ,.
لماذا ؟ لانه فعل ذلك عن ايمان , وتصديق فصار الدواء ناجعا , اما الواحد من الناس فقد يتفل عن يساره ثلاثا ويستعذ بالله من الشيطان الرجيم لكن من حين ما يذهب الى الصلاة يأتيه , لان الايمان بهذا الدواء ضعيف .
ولهذا من أهم ما يكون ان يصدق الانسان بالدواء
ثم قال عز وجل :
-( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين )- [التغابن/12]
ويقول عز وجل :
-( وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون )- [آل عمران/132]
لكن في بعض الاماكن يحتاج الى ذكر الطاعة للرسول بخصوص , كلما كان الامر اهم ذكرت طاعة الله ورسوله ,
يقول عزوجل :
-( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين )- [المائدة/92]
احذروا : اي احذروا مخالفتها , فان توليتم : ولم تحذروا المخالفة , فاعلموا انما على رسولنا البلاغ المبين : هذه تنبيه عظيم اي اعلموا ان الرسول لا ينفع , وانه ليس مسؤول عنكم , وهذا فيه حصر , اداته (انما ) يعني ما عليه الا البلاغ , اذا بلغ برأت ذمته , وقوله المبين :يعني البيّن , او المبين اي : الموضح , وبلاغ الرسول عليه الصلاة والسلام جامع بين الامرين , فهو بيّن لنفسه ومبين لمن يسمعه . ومن ورث الرسول عليه الصلاة والسلام من العلماء ماذا عليه ؟ ما عليه الا البلاغ المبين , يقول تعالى :
-( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وأنتم لا تظلمون )- [البقرة/272]
ولهذا ينبغي لطلبة العلم اذا وعظوا ونصحوا والناس لم ينصاعوا , عليهم الا يثوروا على الناس وان يقولوا :انتم بهائم ما تعرفون , لانهم اذا قالوا هذا أوغروا القلوب عليهم ولم يقبل احد منهم شيئا , وعليه ان يصبر ويقتدي بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول :/ اذا كان رسولي ليس عليه الا البلاغ فانا من باب اولى .
فكان في هذه الآيات المنع من الخمر منعا باتا , في جميع الاوقات بعد ان هيأت النفوس ومرنت على المنع منه في بعض الاوقات , والله أعلم .
سؤال : حديث : ما أسكر كثيره فقليله حرام , لكن هل يقام عليه الحد ؟
جواب الشيخ : لا , اذا كان قليله حراما فلا يقام عليه الحد , ما يقام الحد الا على من سكر .
من سكر وقتل انسان , هل يقام عليه الحد ؟
جواب الشيخ : نحن نتكلم عن حد من حدود الله , قتل القاتل عمدا ليس حدا وانما هو قصاص , ولهذا لو ان السكران أحرق دكان انسان مثلا لضمنه لان هذا حق آدمي , ولاكلام على حق الله , على ان عثمان رضي الله عنه أحد الخلفاء الراشدين , قال : لا طلاق على سكران , مما استدل ؟ طبعا هناك أدلة , لكن بقي ان نسأل ما حجة القائلين بوجوب وقوع الطلاق ؟ قالوا : زيادة في الردع , فنجيبهم : بأمرين :
اولا انكم تقولون ان عقوبة الخمر هي حد , والحدلا يزاد عليه . ثانيا : ان ايقاع طلاقه ليس عقوبة عليه وحده , بل وعلى امرأته وأولاده , كيف نعاقبهم ؟ فالقول بان على السكران حد ضعيف جدا .
الصواب انه لا طلاق عليه , لكن ما يتعلق بحقوق الآدميين فانه يجب استيفاؤه , لكن هل يقتل فيما اذا قتل عمدا , او نقول ان هذه لا عقل له فلا حد له ؟ قول كثير من العلماء انه يقتل , وبعضهم قال لا يقتل الا اذا علمنا انه شرب الخمر ليقتل عمدا . لو كان فقيها وقال ما اريد ان اقتل عمدا ولكن يشرب خمرا لكي يسكر ويقتل , فهذا يقتل لان الحيل لا تبطل الاحكام الشرعية .
نتابع فوائد والحكمة من نزول القرآن مفرقا :
تنشيط الهمم , لقبول ما نزل من القرآن وتنفيذه , حيث يتشوق الناس اليها , فتنزل وهم أشد ما يكونون لها شوقا , ومعلوم اذا أتى الانسان على شئ بتلهف فانه يمكث في ذهنه ويرسخ ويجد له لذة وحلاوة ,
وقد تقدم الكلام عن الافك , وهمت في مسألة الذين خاضوا في الافك , وقلت انهما رجلان وامرأة , الرجلان هما مسطح وحسان بن ثابت مع انه كان يقول في وصف عائشة :
حصان رزان ما تشان بريبة,
والمرأة هي حمنة بنت جحش , أخت زينب بنت جحش زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومع انها ضرة عائشة لكن حماها الله تعالى في الخوض في هذا.
المتن :
ترتيب القران :
ترتيب القرآن : تلاوته تاليا بعضه بعضا حسبما هو مكتوب في المصاحف ومحفوظ في الصدور .
وهو ثلاثة أنواع :
النوع الأول : ترتيب الكلمات بحيث تكون كل كلمة في موضعها من الآية ، وهذا ثابت بالنص والإجماع ، ولا نعلم مخالفا في وجوبه وتحريم مخالفته ، فلا يجوز أن يقرأ : لله الحمد رب العالمين بدلا من (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2)
النوع الثاني :ترتيب الآيات بحيث تكون كل آية في موضعها من السورة ، وهذا ثابت بالنص والإجماع ، وهو واجب على القول الراجح ، وتحرم مخالفته ولا يجوز أن يقرأ : مالك يوم الدين الرحمن الرحيم بدلا من : (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:3) (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة:4) ففي صحيح البخاري (14)أن عبد الله بن الزبير قال لعثمان بن عفان رضي الله عنهم في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ )(البقرة: الآية 240) قد نسختها الآية الأخرى يعني قوله تعالى: ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً )(البقرة: الآية 234) وهذه قبلها في التلاوة قال : فلم تكتبها ؟ فقال عثمان رضي الله عنه : يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه .
وروي الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي من حديث عثمان رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل عليه السور ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء ، دعا بعض من كان يكتب،فيقول ، ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا (15)
النوع الثالث : ترتيب السور بحيث تكون كل سورة في موضعها من المصحف ، وهذا ثابت بالاجتهاد فلا يكون واجبا وفي " صحيح مسلم " (16)عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : أنه صلّى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم البقرة ، ثم النساء ، ثم آل عمران ، وروى البخاري (17)تعليقا عن الأحنف : أنه قرأ في الأولى بالكهف ، وفي الثانية بيوسف أو يونس، وذكر أن صلى مع عمر بن الخطاب الصبح بهما .
قال شيخ الإسلام ابن تيميه : " تجور قراءة هذه قبل هذه ، وكذا في الكتابة . ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة رضي الله عنهم في كتابتها ، لكن لما اتفقوا على المصحف في زمن عثمان رضي الله عنه ، صار هذا مما سنه الخلفاء الراشدون ، وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب أتباعها " أهـ .
شرح الشيخ :
القرآن لا شك انه مرتب في السور والآيات والكلمات والحروف , و ترتيب القرآن : تلاوته تاليا بعضه بعضا حسبما هو مكتوب في المصاحف ومحفوظ في الصدور .
والترتيب معناه جعل الشئ بعد الشئ , فترتيب القرآن بالنسبة للانسان هو ان يتلوه كما ورد , مرتبا في آياته وكلماته وسوره
يقول هو ثلاثة أنواع :
النوع الأول : ترتيب الكلمات بحيث تكون كل كلمة في موضعها من الآية ، وهذا ثابت بالنص والإجماع ، ولا نعلم مخالفا في وجوبه وتحريم مخالفته , ومثال ذلك :
-( الحمد لله رب العالمين )- [الفاتحة/2]
هل يجوز ان يقول : لله الحمد رب العالمين ؟ لا يجوز مع لله فيها حصر ومع ذلك نقول لا يجوز , لانه خلاف ترتيب القرآن . والله تبارك وتعالى تكلم به على هذا الترتيب , فلا يحل لاحد ان يقدم كلمة على كلمة وهذا محل اجماع لا خلاف فيه
الثاني :
ترتيب الآيات بحيث تكون كل آية في موضعها من السورة ، وهذا ثابت بالنص والإجماع ، وهو واجب على القول الراجح ، وتحرم مخالفته ولا يجوز أن يقرأ : مالك يوم الدين الرحمن الرحيم بدلا من : (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:3) (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة:4)
وهو أقل من المخالفة في ترتيب الكلمات , لان هذا غايته ان يقدم آية على آية لكن ترتيب الكلمات في الآية حسبما جاء في القرآن ومع ذلك هو حرام لا تجوز مخالفته , وترتيب الآيات هو ترتيب توقيفي ,ففي صحيح البخاري (14)أن عبد الله بن الزبير قال لعثمان بن عفان رضي الله عنهم في قوله تعالى :
(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ )(البقرة: الآية 240) يعني اذا توفى الانسان فانه يجب عليه ان ينصف لزوجته ان تبقى بالبيت , لمدة حول كامل , لا تخرج و لكن ان خرجت فلا بأس , انما على الورثة أن يبقوها بالبيت حولا كاملا , بوصية من زوجها المتوفى ,
يقول قد نسختها الآية الأخرى قوله تعالى :
( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً )(البقرة: الآية 234)
وأيهما الاولى بالترتيب ؟ الثانية , مع انها ناسخة , قال : فلم تكتبها ؟ فقال عثمان رضي الله عنه : يا ابن أخي لا أغير شيئا منه من مكانه .
وهذا دليل على ان ترتيب الآيات توقيفي , ليس على حسب النزول ولا على حسب المعنى , انما هو توقيفي من عند الله عز وجل .
وروي الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي 0من حديث عثمان رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل عليه السور ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء ، دعا بعض من كان يكتب،فيقول ، ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا
فلا يجوز ان يبدأ بآية قبل أخرى اذا كانت بعدها في التلاوة .
النوع الثالث : ترتيب السور بحيث تكون كل سورة في موضعها من المصحف ، وهذا ثابت بالاجتهاد, ممن ؟ من الصحابة رضي الله عنهم .
وبعضه ثابت بالتوقيف كما سيذكر , فلا يكون واجبا.
وفي " صحيح مسلم " (16)عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : أنه صلّى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم البقرة ، ثم النساء ، ثم آل عمران ، وروى البخاري (17)تعليقا عن الأحنف : أنه قرأ في الأولى بالكهف ، وفي الثانية بيوسف أو يونس، وذكر أن صلى مع عمر بن الخطاب الصبح بهما .
وهذا مخالف في ترتيب المصحف , لكنه لا بأس به لانه من باب الاجتهاد
لكن بعضه توقيفي فانها توقيفية , فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ : قل أعوذ برب الفلق , قبل قل أعوذ برب الناس
كذلك : سبح والغاشية , فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما في الجمعة ويبدأ بسبح .
كذلك الجمعة والمنافقون فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ بهما في الجمعة ويبدأ بالحمعة .
بمثل هذا نعرف انه توقيفي .
اذا قال قائل كيف خالف الصحابة رضي الله عنهم في تقديم آل عمران على النساء ؟
الجواب من وجهين :
الاول : ان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بينهما في الفرض , اي بين البقرة وآل عمران , كما في قوله : اقرؤوا الزهراوين فانهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان او فرقان من طير صافّ , يظللان صاحبهما يوم القيامة ., فجمع بينهما
الوجه الثاني : لعل العرضة الاخيرة التي عرض فيها الرسول صلى الله عليه وسلم على جبريل , لعل الترتيب تغير بعد ان سمعه حذيفة .
وحينئذ يزول الاشكال .
قال شيخ الإسلام ابن تيميه : " تجور قراءة هذه قبل هذه ، وكذا في الكتابة . ولهذا تنوعت مصاحف الصحابة رضي الله عنهم في كتابتها ، لكن لما اتفقوا على المصحف في زمن عثمان رضي الله عنه ، صار هذا مما سنه الخلفاء الراشدون ، وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب أتباعها "
لكن استثنى بعض اهل العلم ما اذا كان ذلك للتعليم .فانه لا بأس ان يقدم السورة المتأخرة لأن ذلك أيسر وأهون , وهذا هو المعمول به الآن , وأظنه من قديم الزمان , الصبيان في المدارس , يتعلمون من آخر القرآن فيقرأون الناس قبل سورة الفلق , وهكذا .
فيكون مخالفة الترتيب من أجل الحاجة الى تفهيم الصبيان .
يتبع .......