عرض مشاركة واحدة
قديم 16-04-14, 11:57 PM   #1
سهام محمد
طالبة دورة أزاهير رَسم الحرف
 
تاريخ التسجيل: 19-05-2012
المشاركات: 62
سهام محمد is on a distinguished road
افتراضي دورة تجديد وتجويد الصلاة للأستاذة بدور السعيد



دورة : ~ تجديد وتجويد الصلاة ~
لعام 1434 هجرية
قال - صلى الله علية و سلم-:"صلوا كما رأيتموني أصلي".
للشيخة بدور السعيد حفظها الله.


~ الدرس الأول ~

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلاة على أشرف خلق الله محمد وعلى آله وصحبه آجمعين

الأيام أسرع ما تكون وتقذف بنا إلى هذه المواسم ولربما فاتتنا وأنت في الخطوة الأولى للاستعداد لها.
أسأل الله أن تكون هذه الخطوة خطوة قوية للاستعداد لرمضان, وأن تكون عدة مناسبة لهذه المواسم التجارية الربحية التي تكون فيها الأجور مضاعفة, لذلك هذه المواسم وكسائر العبوديات سماها الله بالتجارية وسماها بالبيع والشراء وهذا إنما يبين ضرورة الإستفداة من هذه الممواسم .
كلنا ما عندنا وعد أن نكون موجودين في الموسم المقبل وربما تكون المنية قبل الموسم بأسبوع واحد أو يوم واحد وكثيرا ما يحدث هذا .
هنا فائدة : نستفيد أنا وأنت بــأن نبادر بالاستعداد, انظري لمن يستعد لمواسم الحج , يستعد بكل الأمور وسبحان الله يقدر له ألا يكون من حجاج ذلك الموسم فقد ينتفع بذلك الإستعداد.
كذلك من يهمون بدخول الحرم ثم يتعرضون لحادث أو مرض. فهذه النية والاستعداد القبلي يُضم إلى رصيدهم.
وهذه الدورات العلمية لا تأتي في باب دغدغة المشاعر فقط والهمم , إنما هي في حد ذاتها إذا جددت النية وأخلصتها تعتبر لك عملا صالحا, وأعظم الاستعدادات هي العدة العلمية للآيات والأحاديث وغيرها
هذا الاستعددا احتسبيه عملا صالحا تتقربين به إلى الله عزوجل ,لماذا تحضرين الدروس ولماذا تقرأين ولماذا تكتبين؟
ليس فقط تضييعًا للوقت, أو فقط نتلهف لسماع كلمة رمضان بل هذه المجالس لنتعلم منها وأن نستفيد من العلم ونتدرب على العمل, بل وإننا نأخذ استعدادات عملية قبل الموسم وقبل العمل الصالح حتى إذا ما جاء الموعد ورزقنا الله عزوجل وإياكم الدخول فى الموسم وجدنا لذة العبادة.
لذة العبادة ولذة الإيمان ولذة التقرب إلى الله عزوجل ولذة حفظ الوقت, الشعور بأن الوقت محفوظ, متى أتوقف ومتى أبدأ ومتى أنام ومتى أستقيظ إلى آخره من الفوائد.

والفائدة المهمة : الحرص على الفريضة وأن يُعتنى بأمرها أكثر من النافلة, ومنها الحرص على النوافل فى رمضان.
حفظ اللسان, والوقت, والعمل, والمبادرة فى عبودية الليل والنهار والتفريط فى الفضائل والأولويات, والتقرب إلى الله عزوجل ما استطعت, وهذا هو التفسير الصحيح لقول الله تعالى : ( اتقوا الله ما استطعتم )
هذه الإستطاعة تفسر عند البعض بتفسير خاطئ وتحتمل معنيين :
1- أي ما يتيسر إليك فقط, وهذا تفسير خاطئ وهو منتشر بين الناس .
2- أما التفسير الصحيح هو : جميع ما يتيسر لكِ بكل ما تستطيعين, أي أن تستنفذي القدرة والقوة قدر ما تستطيعين.
أجر كبير فى وقت قصير , أيام معدودات تعُدينها على الأصابع وتخرجين منها إما بالربح وإما بالخسارة.
لذلك يقول بعض العلماء : " من لم تُظهر لله عزوجل في هذه المواسم قمة استطاعتها وقمة التقرب والترتيب والتلذذ بكلام الله عزوجل والعطاء والإحسان والجود , من لم تستطع فى هذا الموسم أن تستخرج هذا من نفسها فعليها أن تعلم أن الأمر غير متاح لها وأنها محرومة."
لأن الحرمان الحقيقى أن يرتفع مستوى الأجور ويقل العمل.

الدورة الأولى التي عقدناها في السنة الماضية وقبلها كان يوجد فيها لقائات اعتنت بمقدمات مهمة جدا - لمن أرادت أن تستفيد من الدورات سواء هذه أو المقبلة بإذن الله عزوجل-, ارتكزت الدورة على قواعد ولا تستطيع طالبة العلم أن تتفاعل مع المعلومات والأطروحات التي أذكرها لكم إلا إذا ارتكزت على القاعدة , لذلك سنراجع الآن بعض العناوين المهمة.
بإذن الله عزوجل الدرس القادم سيكون من عند الاستعداد قبل الأذان , وهو من ضمن مجموعة الاستعدادات , والاستعدادات كانت قوية جدا.
ندخل في الصلاة بثلاثة أمور, وأيضا ندخل في الموسم بثلاثة أمور:
1- الإعتقاد.
2- [color="darkslategray"]القول
3- العمل.
بمعني أن لا تدخلي الصلاة باللسان فقط , تقرأين الفاتحة والتكبير والتسبيح وتسلمين ثم تقومين هذا خطأ , أيضا لا تدخلي الصلاة وأنت مخلة بركن العمل.
كيف تقفين بين يدي الله والمدة المتاحة للقيام والركوع والسجود, وصفة الصلاة التي ذكرها وبينها أنس رضي الله عنه , وسبب اختيارنا أنس حيث أنه خادم النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعد وفاة النبي كان من المعمرين أيضا؛ فلذلك أنس رضي الله عنه من ضمن الصحابة الذين عاصروا النبي وشهدوا الصلاة التي كان يصليها, ثم بعد ذلك عاصروا القرن الذي بعده وشهدوا التغيير الذي طرأ في الصلاة.

مقدمة مهمة في ضرورة هذا الموسم المبارك :
سأختصر لكم نقاط, وبمجرد كتابتك لهذه النقاط ستعرفين لماذا اخترنا موضوع الصلاة كعبودية. خصوصا أننا نستعد بها لرمضان مع أن هناك عبوديات كثيرة نتعبد بها إلى الله عزوجل في رمضان.

1- لأن الصلاة شعيرة من شعائر الله .
قال الله عزوجل : (ذَٰلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج32] , فإن الصلاة شعيرة من شعائر الله لمن كان في قلبها تقوى بدليل أنها خرجت على هيئة تعظيم؛ فعلامة التقوى في القلب (التعظيــــــــــــــم لشعائر الله عزوجل).
كيف سنستخرج الربط بين هذا والموسم؟؟
قال تعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".[ البقرة 183].
بكل بساطة الموضوع كأن الصيام كتب فقط لتحقيق تقواه.

2- أن الصلاة ركن من أركان الإسلام.
لأن من اشتغلت فيها علما وعملا فإنها تعزز ركن من أركان الإسلام. لما أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام؛ إنما هذا السؤال كان تعليل من الموقف الموجود للصحابة الجالسين حول النبي صلى الله عليه وسلم.
ما الإسلام وما الإيمان وما الإحسان؟
ثلاث أسئلة تبين لنا مراتب الدين بالتالي تعلمين أن أول سؤال كان ما الإسلام, ومن أركان الإسلام الصلاة بعد الشهادتين وبالتالي تعلمين خطورة هذا الحكم وأهميته وأنه بعث فيه ملك حتى يبين النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة أن الإسلام والإيمان والإحسان مراتب الدين , بالتالي فمهما انشغلت في تحقيقه فلن توفينه حقه.

3- هذا الركن وهذه العبودية وردت في الكتاب والسنة.
فى الكتاب لا تجدين آية واحدة تقول صلي أو قدمي الصلاة ؛ إنما الآيات متصدرة بالإقامة " أقيـــموا".
والإقامة لها معنى خاص يختلف عن أي صلاة وأي أداء وأي فعل تقومين به.
إقامة : كإقامة الرأس على الجسد.
قال تعالى : " قم الليل" , قال تعالى :" وقرءان الفجر" , وقال تعالى :" واركعو مع الراكعين " وقال تعالى : "الساجدين" , وقال تعالى :" لا تلهيهم تجارة ولا لهو عن ذكر الله".
كل هذه مسميات للصلاة سماها الله عزوجل قياما, وهو ركن من أركانها وسماها الله عزوجل القراءة وهو ركن من أركانها وخصوصا قرءاة الفاتحة.
لماذا عددالله عزوجل أسماء الصلاة؟
لدينا قاعدة عن علماء الأصول : " الأمر كلما عظم تعددت أسمائه" ومنها أسماء الله الحسنى , ولله المثل الأعلى تأملي أسماء الله, أسماء الجنة والنار تعددت , وأسماء يوم القيامة.
كلما عظم الأمر تعددت أسمائه , لذلك من عظمة الفاتحة أنها أيضا تعددت أسمائها ( أم القرءان- الشافية – الرقية – الفاتحة...).
ومنها أيضا الصلاة ففي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول :" الصلاة نور وبرهان ونجاة من يوم القيامة".
كلمات مختصرة مجودة :" نور , وبرهان, ونجاة ".
الصلاة : هي نور لنا في الطريق إلى الله عز وجل وفي الدنيا لتخرجي من الفتن وترين الحق حقا , وفي الآخرة يهديك بها الله عز وجل الصراط على أرض المحشر.
الصلاة : هي برهان ودلالة واضحة على الإيمان في القلب.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "هي ممحاة للخطايا ورفعة للدرجات ".
هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم , فإذا أردنا أن تُمحى الخطايا التي صدرت منا علمنا بها أو لم نعلم , تعمدناها أو كانت على جهالة , فعلينا بتصحيح العمل في هذا الموسم.

4- أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أنها أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.
أول موضوع تقفين عليه فى أرض المحشر , والناس فيها خائفون الصلاة فإذا صلحت صلح كل شيء ,لكن إذا نقصت نقصت الحسنات.
وهناك من يزيد الاجتهاد في العبادات الأخرى وينسى الحرص على الصلاة وإقامتها, وهو أول ذنب ستحاسبين عليه يوم القيامة.

5- هي صلة بين العبد وربه.
بينت الأحاديث النبوية في تفسير الفاتحة أن العبد يقول والله عزوجل يرد عليه في المقابل.
هل جاءت هذه الأحاديث فقط لكي نفرح أم جاءت لكي تعزز فينا قضية أننا نقف أمام الله عزوجل وأن الله عزوجل يكتب الحركات والإعتقاداتنا , وأنه ينظر إلينا ويسمع كلامنا وخبير بما في صدرونا؟ موقف الصلاة هو أحد الموقفين اللذان يقفهما العبد بين يدي ربه فإذا صلح الأول صلح الثاني.
الموقف الأول : موقفك في الصلاة أمام الله عزوجل.
الموقف الثاني : موقفك في أرض المحشر أمام الله عزوجل.
فى كل وقفة نطلب من الله عزوجل المغفرة حتى يرضى الله عزوجل عنا, وحتى يكتبنا في الدرجات العالية عنده.

6- الصلاة من أعمال اليوم والليلة.
أنت وقت الفجر لك صلاة , وقت الظهر, والعصر, والمغرب, والعشاء.
إذن فهي العبودية التي لا تنفكين عنها إلا بعذر شرعي, ولا تسقط الصلاة إذا سقطت الطهارة.
المبتلون بالأمراض - شفانا الله وإياكم -, كالإستحاضة وهو ليس دمًا فاسد تصلي المرأة به, ولا تتوقف الصلاة لأنك مسافرة, أو نائمة, أو مشغولة, أو مريضة, بل تصلين حتى بالحركات أو جالسة أو على الفراش, فلا تتوقف هذه العبادة إلا عند عذر شرعي, وهذا أيضا يعد لنا أهمية الموضوع.

7- الصلاة وصيّة النبي صلى الله عليه وسلم قبل الممات.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:" الصلاة الصلاة قبل أن تغرغر", لأنها عبودية لها من المقدار ما يتبين لك كلما قرأت فى النصوص.
أيضا أثنى الله عزوجل على إبراهيم عليه السلام ثناء مبينًا فى آيات القرءان, الدعوة التي دعى بها إبراهيم الله عزوجل قال :" رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ " ذكر هذا الدعاء في القرءان دلالة على أنه دعاء فاضل.
هل تظنيـــن أن إبراهيم عليه السلام لا يصلي أو يخالف الصلاة أو يؤخرها وهو الملة؟ بل من حرصهم على الصلاة وصلتهم بالله عزوجل, ولما لها من أهمية عظيمة كانوا يدعون الله عزوجل.
هل فكرت يا طالبة العلم أن تشغلي الوقت بهذا الدعاء ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ ) ؟! نعترف بتقصيرنا وفتورنا لذلك نحرص على هذا الدعاء.


~ العقبات المانعة من تجويدها ~

العقبة الأولى : أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام قال :" بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء".
كيف بدأ الإسلام؟ بدأ الإسلام غريبا.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم وسيعود غريبا.
بدأ الناس ما يعرفون الصلاة, ولا الصيام, ولا الزكاة , يعرفون الصلاة ولكن صلاة مخالفة, ويعرفون الصيام ولكن صيام مخالف.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم فطوبى لمن؟؟ للغرباء.
في هذا الزمان الناس يصلون صلاة مخالفة, في زمن الفتن والانشغال ويقبل الموسم وشغل الناس في الطعام والشراب واللباس والفرح, فليكن شغلك أنت الصلاة , " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء".

غريبة التي تحافظ على الصلاة وتنتظر الصلاة الأخرى بعد الصلاة الحالية, وغريبة التي تلبس الحجاب الشرعي وغريب من تمسك في دين الله...!

التعديل الأخير تم بواسطة أروى آل قشلان ; 20-04-14 الساعة 07:31 PM سبب آخر: دمج الموضوعات وتعديل العنوان
سهام محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس