[ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَاهَبْ لَنَا ]
العبد المؤمن لابد أن يكون على يقين
بأن الله تعالى هو الوهاب
فلا يرفع حوائجه إلا إليه
ولا يتوكل على أحد إلا عليه
{ أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ }(ص:9)
والهبات من الله تدر منه سبحانه على عباده
في دنياهم وأخراهم بلا انقطاع ولا نفاد ،
لذلك فالعبد لا بد أن يسأل الله أن يهبه خيري الدنيا والآخرة .
والهبة : الإعطاء تفضلا وابتداء من غير استحقاق .
فالله سبحانه يهب ما يشاء لمن يشاء .
وليجعل إيمانه بأن الرب هو الأكرم والأرحم يطغى على هذا الشعور، فالله سبحانه هو الوهاب ،
فقل يا عبد يا رب هب لنا
فأنت تدعو من خزائنه لا تفنى
وإن حثته نفسه على طلب الأسباب ، فاليذكر مسبب الأسباب ،
فلا يعصي الله بارتكاب محرم ، ولا يهين نفسه ، فالوهاب هو الله تعالى .
وإن كانت معجزات الأنبياء لا تعود .
فكرامات الأولياء ما زلنا نسمع عنها .
وما شيء على الله ببعيد أو عزيز ،
وكل ما في الكون يشهد على ذلك
وأما من ظن بأن الغاية تبرر الوسيلة ، فظلم المؤمن إخوته في الدين ، ولم يعف عن أعراض الناس ، ومن ثم تزوج عن هذا الطريق ، أو خطب على خطبة أخيه ، أو خبب زوجة على زوجها ، أو سرق ليتزوج أو يصرف على أولاده ، فلا يظن وإن ظفر بما يريد أن الله غافل ، والحياة تشهد على عاقبة هؤلاء في الدنيا قبل الآخرة ، والتي تظن أنها ستحصل على زوج بمعصية الله وذرية ، فلتبشر أيضا بما لا يسرها ، فكم من أخت ظلمت أختها لتحصل على رزقها ، لكن ظهر بعد ذلك ما لم يكن في الحسبان ، فسبحان الديان ، فأنت يا مؤمن عندما تسأل الوهاب وتمشي على الصراط المستقيم يعطيك نعم العطاء فهو الذي خلق الموهوب ويعلم السر وأخفى وما هو أصلح لك ، فلا تحزن على رزق لم يكتب لك ، فكم حمد الله أهل الإيمان والعقل بعدما ظهرت لهم حقائق الأمور متى ما أراد المولى ذلك .
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ومن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط.
والحمد لله تعالى . والصلاة والسلام على نبينا محمد .
ـــــــــــــــــ،،ـــــــــــــــــــ
[ ينظر تفسير ابن كثير ، أسماء الله الحسنى ، لشمس الدين الدمشقي ، الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ، للقرطبي ،اشتقاق أسماء الله للزجاجي .]