أختي الفاضلة :
( المؤمنون أشد بلوى ) أنا أقدر مدى صدمتك بابنتك ، وأدرك مدى حزنك لتصرفاتها وسعيك للتواصل معها للاطمئنان عنها ، ومعلوم أنه لا يفعل مثل هذا إلا الأم بحكم عاطفتها ، إلا أن الأمر أصبح يؤثر على حياتك وصحتك ، والأمر بيديك للخروج من هذا الحال .
أصلح الله لابنتك زوجها وأصلحها ، إن أهم شيء بعد التوحيد إرضاء الوالدين ، ولا أدري كيف غابت عنهم هذه المعلومة .
وحتى تجتازي هذه المرحلة أختي الكريمة بأقل ضرر حاولي أن تنسي أمرها ، وإن أراد الله لها النجاة أعادها إلى رشدها معتذرة طالبة رضى والديها .
القلوب إن قست أصبحت كالحجارة ، وهذا حال ابنتك ، تتصرف بلا قلب وبلا فكر ، منساقة لما يبثه زوجها في ذهنها تجاه أهلها ، وكان الأولى بها ألا تستجيب له فيما يؤذيكم ، وأعجب شيء أن ترفع قضية عليكم ، ولست أدري إن سمع القاضي منك ما تفعله ابنتك أظن أنه سيحكم عليها بالعقوق .
أختي الكريمة تغلبي على الحال الذي أنت فيه بعقلك لا بعاطفتك ، فكم من مصدوم من أحبته خرج من حاله المحزن بأن نسي هذا المحبوب وشطبه من حياته فاستعاد توازنه النفسي ، ولام نفسه على الانسياق العاطفي تجاهه ، نعم ينسى المرء أغلى أحبته إن جاروا عليه .
المطلوب ممن نحبهم أن يبادلونا المحبة وما ينضوي تحتها من احترام وحرص على المشاعر وتواصل ، وإلا فنسيانهم أولى .مع الاحتفاظ بالقاعدة التي تقول ( وإن تعودوا نعد ) إذ علينا أن نتحلى بروح التسامح .
ادعي أختي لابنتك بالصلاح ولا تدعي عليها لعل الله يصلح حالها وينظر إليها بعين الرحمة قبل أن تبحث عنكم فلا تجدكم ولات حين مندم ، أو أن تنقطع عن الدنيا وهي على هذا الحال ، وهذا حال الدنيا يودع الناس بعضهم بعضاً إلى دار الخلود والسعيد من خرج منها سالماً من عثراتها .
|