عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-10, 08:00 PM   #2
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

تابع كتاب التوحيد

تأليف فضيلة الشيخ صالح الفوزان


الفصل الثالث

الكفر: تعريفه ـ أنواعه

اـ تعريفه

الكفر في اللغة التغطية والستر- والكفر شرعا: ضد الإيمان، فان الكفر عدم الإيمان

بالله ورسله- سواء كان معه تكذيب أو لم يكن معه تكذيب، بل شك وريب أو إعراض أو حسد أو كبر أو اتباع لبعض الأهواء الصادة عن اتباع الرسالة. وان كان المكذب أعظم كفرا. وكذلك الجاحد المكذب حسدا مع استيقان صدق الرسل.

ب- أنواعه:

الكفر نوعان:

النوع الأول- كفر أكبر يخرج من الملة وهو خمسة أقسام.

القسم الأول: كفر التكذيب- والدليل قوله تعالى: ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين)

القسم الثاني :كفر الإباء والاستكبار مع التصديق- والدليل قوله تعالى: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )

القسم الثالث : كفر الشك- وهو كفر الظن - والدليل قوله تعالى: (ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا. وما أظن الساعة قائمه ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا. قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا. لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا).

القسم الرابع : كفر الإعراض - والدليل قوله تعالى: (والذين كفروا عما أنذروا معرضون).

القسم الخامس : كفر النفاق- والدليل قوله تعالى: (ذلك بأنهم أمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون).

النوع الثاني: كفر أصغر لا يخرج من الملة وهو الكفر العملي- وهو الذنوب التي وردت تسميتها في الكتاب والسنة كفرا وهي لا تصل إلى حد الكفر الأكبر- مثل كفر النعمة المذكور في قوله تعالى: (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله)

ومثل قتال الملم المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر". وفي قوله صلى الله عليه وسلم: "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض).

ومثل الحلف بغير الله، قال صلى الله عليه وسلم: "من حلف بغير الله كفر أو أشرك ". فقد جعل الله مرتكب الكبيرة مؤمنا قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى) فلم يخرج القاتل من الذين آمنوا وجعله أخا لولي القصاص فقال: (فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بمعروف وأداء إليه بإحسان) والمراد أخوة الدين، بلا ريب. وقال تعالي: (

انتهى من شرخ الطحاوية .

وملخص الفروق بين الكفر الأكبر والكفر الأصغر

1- أن الكفر الأكبر يخرج من الملة ويحبط الأعمال، والكفر الأصغر لا يخرج من الملة ولا يحبط الأعمال لكن ينقصها بحسبه ويعم في صاحبها للوعيد.

2- أن الكفر الأكبر يخلد صاحبه في النار، والكفر الأصغر إذا دخل صاحبه النار فانه لا يخلد فيها. وقد يتوب الله على صاحبه فلا يدخله النار أصلا.

3- أن الكفر الأكبر يبيح الدم والمال والكفر الأصغر لا يبيح الدم والمال.

4- أن الكفر الأكبر يوجب العداوة الخالصة بين صاحبه وبين المؤمنين فلا يجوز للمؤمنين محبته وموالاته ولو كان أقرب قريب. وأما الكفر الأصغر فانه لا يمنع الموالاة مطلقا بل صاحبه يحب ويوالي بقدر ما فيه من الإيمان ويبغض ويعادى بقدر ما فيه من العصيان.


---------------------------------------------------------------------------

الفصل الرابع

النفاق: تعريفه. أنواعه

أ- تعريفه:

النفاق لغة- مصدر: نافق، يقال: نافق ينافق نفاقا ومنافقة وهو مأخوذ من النافقاء: أحد مخارج اليربوع من جحره فانه إذا طلب من واحد هرب إلى الآخر وخرج منه. وقيل هو من النفق وهو السرب الذي يستتر فيه. (النهاية لابن الأثير (5/ 98) بمعناه).

وأما النفاق في الشرع فمعناه إظهار الإسلام والخير وإبطان الكفر والشر. سمي بذلك لأنه يدخل في الشرع من باب ويخرج منه من باب آخر. وعلى ذلك نبه الله تعالى بقوله: (إن المنافقين هم الفاسقون)

أي الخارجون من الشرع. وجعل الله المنافقين شرا من الكافرين فقال:

(إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) وقال تعالى: (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم)

يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون . في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون)

ب- أنواع النفاق

النفاق نوعان- النوع الأول: النفاق الاعتقادي وهو النفاق الأكبر الذي يظهر صاحبه الإسلام ويبطن الكفر- وهذا النوع مخرج من الدين بالكلية وصاحبه في الدرك الأسفل من النار- وقد وصف الله أهله بصفات الشر كلها: من الكفر وعدم الإيمان والاستهزاء بالدين وأهله والسخرية منهم والميل بالكلية إلى أعداء الدين لمشاركتهم لهم في عداوة الإسلام- وهؤلاء موجودون في كل زمان. ولا سيما عندما تظهر قوة الإسلام ولا يستطيعون مقاومته في الظاهر فانهم يظهرون الدخول فيه لأجل الكيد له ولأهله في الباطن. ولأجل أن يعيشوا مع المسلمين ويأمنوا على دمائهم وأموالهم. فيظهر المنافق إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله مكذب به، لا يؤمن بالله، وأن الله تكلم بكلام أنزله على بشر جعله رسولا للناس يهديهم بإذنه وينذرهم بأسه ويخوفهم عقابه. وقد هتك الله أستار هؤلاء المنافقين وكشف أسرارهم في القرآن الكريم وجلى لعباده أمورهم ليكونوا منها ومن أهلها على حذر. وذكر طوائف العالم الثلاثة في أول البقرة. المؤمنين والكفار والمنافقين. فذكر في المؤمنين أربع آيات. وفي الكفار آيتين. وفي المنافقين ثلاث عشرة آية. لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم وشدة فتنتهم على الإسلام وأهله. فان بلية الإسلام بهم شديدة جدا. لأنهم منسوبون إليه وإلى نصرته وموالاته وهم أعداؤه في الحقيقة. يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وإصلاح وهو غاية الجهل والإفساد.(من رسالة ابن القيم في بيان صفات المنافقين)

وهذا النفاق ستة أنواع

ا- تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم.

2- تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.

3- بغض الرسول صلى الله عليه وسلم.

4- بغض بعض ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.

5- المسرة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم.

6- الكراهية لانتصار دين الرسول صلى الله عليه وسلم.

النوع الثاني: النفاق العملي، وهو عمل شيء من أعمال المنافقين مع بقاء الإيمان في القلب وهذا لا يخرج من الملة- لكنه وسيلة إلى ذلك. وصاحبه يكون فيه إيمان ونفاق وإذا كثر صار بسببه منافقا خالصا والدليل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا. ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها. إذا أؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر" فمن اجتمعت فيه هذه الخصال الأربع فقد اجتمع فيه الشر وخلصت فيه نعوت المنافقين. ومن كانت فيه واحدة منها صار فيه خصلة من النفاق- فانه قد يجتمع في البعد خصال خير وخصال شر وخصال إيمان وخصال كفر ونفاق. ويستحق من الثواب والعقاب بحسب ما قام به من موجبات ذلك، ومنه التكاسل عن الصلاة مع الجماعة في المسجد فانه من صفات المنافقين. فالنفاق شر وخطير جدا وكان الصحابة يتخوفون من الوقوع فيه. قال ابن أبي مليكه: أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه.

الفرق بين النفاق الأكبر والنفاق الأصغر

ا- أن النفاق الأكبر يخرج من الملة والنفاق الأصغر لا يخرج من الملة.

2- أن النفاق الأكبر اختلاف السر والعلانية في الاعتقاد. والنفاق الأصغر اختلاف السر والعلانية في الأعمال دون الاعتقاد.

3- أن النفاق الأكبر لا يصدر من مؤمن وأما النفاق الأصغر فقد يصدر من المؤمن.

4- أن النفاق الأكبر في الغالب لا يتوب صاحبه ولو تاب فقد اختلف في قبول توبته عند الحاكم. بخلاف النفاق الأصغر فان صاحبه قد يتوب إلى الله فيتوب الله عليه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية (الإيمان ص238): (وكثيرا ما تعرض للمؤمن شعبة من شعب النفاق ثم يتوب الله عليه. وقد يرد على قلبه بعض ما يوجب النفاق ويدفعه الله عنه. والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان وبوساوس الكفر التي يضيق بها صدره. كما قال الصحابة يا رسول الله: إن أحدنا ليجد في نفسه ما لئن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به فقال: ذلك صريح الإيمان) (رواه مسلم وأحمد). وفي رواية: ما يتعاظم أن يتكلم به قال الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة)- أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة ودفعه عن القلب هو من صريح الإيمان- انتهى.

أما أهل النفاق الأكبر فقد قال الله فيهم (صم بكم عمي فهم لا يرجعون) أي إلى الإسلام في الباطن. وقال تعالى فيهم: ( أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وقد اختلف العلماء في قبول توبتهم في الظاهر لكون ذلك لا يعلم إذا هم دائما يظهرون الإسلام). (انظر مجموع الفتاوى 2/434-435).


يتبع ان شاء الله





توقيع لآلئ الدعوة
[sor2]http://vb.jro7i.net/storeimg/girls-top.net_1338687781_970.jpg[/sor2]
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس