عرض مشاركة واحدة
قديم 15-10-09, 10:10 AM   #10
مروة عاشور
|نتعلم لنعمل|
افتراضي

طلب الدعاء ل.................................


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نتطرق للحديث عن مسألة تظهر عند جلّ الناس ، وقد تكلم فيها أهل العلم رحمهم الله ، وحفظ من بقي منهم ،كـثيراً ..

وهـي الدعــاء ، أو بالأحــرى طلب الدعــاء ..

ولأهميتها حاولنا جمع كلام العلماء مع الاختصار.. نسأل الله أن ينفعنا وإياكم ..

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: (
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿60﴾
) سورة غافر.

قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: هذا من لطفه بعباده، ونعمته العظيمة، حيث دعاهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وأمرهم بدعائه، دعاء العبادة، ودعاء المسألة، ووعدهم أن يستجيب لهم، وتوعد من استكبر عنها فقال: { إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
} أي: ذليلين حقيرين، يجتمع عليهم العذاب والإهانة، جزاء على استكبارهم. (1)
فالدعـاء : عـبادة، كما صح عن النبي صلى اله عليه وسلم قال: (
الدعاء هو العبادة
) .

فما حكم طلب الدعاء من الآخرين؟
_ ليس حراماً، لكنه منقص لكمال التوحيد.
ولا نقول أنه منقص للتوحيد الواجب .

وقال العثيمين رحمه الله تعالى
: والإنسان إذا دعا ربه بنفسه فإنه ينال أجر العبادة ثم يعتمد على الله عز وجل في حصول المنفعة ودفع المضرة، بخلاف ما إذا طلب من غيره أن يدعو الله له فإنه يعتمد على ذلك الغير وربما يكون تعلقه بهذا الغير أكثر من تعلقه
وهذا الأمر فيه خطورة
وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله
: " إذا طلب الإنسان من شخص أن يدعو له فإن هذا من المسألة المذمومة "
فينبغي للإنسان إذا طلب من شخص أن يدعو له أن ينوي بذلك نفع ذلك الغير بدعائه له، فإنه يؤجر على هذا وربما ينال ما جاء به الحديث أن الرجل إذا دعا لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : آمين ولك بمثلها. (2)
وقال :
و أرى أن يسأل الإنسان بنفسه دون أن يجعل له واسطة بينه وبين ربه ،
وأن هذا أقوى في الرجاء وأقرب من الخشية . (3)

علة كون طلب الدعاء منقصة للتوحيد:

•لأنه نوع من أنواع الطلب، والأصل في الطلب المنع.
•لأن الدعاء هو العبادة، كما صح الحديث، فالعبد يتعبد الله بالدعاء، ويتذلل في عبادته ، كما قال (
يارب
) يكون تلذذ بدعائه وليس بتحصيل المراد.
•افرض أنك طلبت الدعاء وحقق الله لك مرادك، هنا يُخشى على قلبك من التعلق بمن دعا لك.
_ وهذا أمر خطير جداً ، فإذا حدث لك أمر آخر يتوجـه القلب إلى ذلك الشخص الذي دعا لك، إذاً مال القلب، (
والله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم
) .
•الخوف على المطلوب منه، أن يكون طلبك سبباً لإعجابه بنفسه ، أو جره إلى الرياء ، وهذا سيضره ولن ينفعه.
•تحول هذه العبادة العظيمة إلى عادة، مثل قول: دعواتكم بعد انتهاء المحادثة بالهاتف.
•وأن فيه ذل للسـائل.
•وأن الداعي يستثقل طلب السائل، في مقابل أن صاحب الحاجة لو دعا سيكون أكثر طلباً وإلحاحا . ( 4)


لمـاذا تحرم نفـسك من ..؟!!

•التذلل ، العبد أشد ما يكون متذللاً حال دعاءه.
•جلسة التعبد وحال السائل >> هذا لب العـبادة.
•عبادة خفض الصوت الذي أمرنا به، يقول عليه الصلاة والسلام: (
اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصماً ولا غائباً
).
•تحري مضان إجابة الدعاء >عبادة.
مثل : مابين الأذان والإقامة. (5)



فماذا إذا طلب منك الدعــاء :

إذا كان شخصاً لا تعرفه ، ولا تدري هل هو مكمل للوصوفات الأصلية أو لا ، ادعــوا له (
وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ
) .
أما إذا علمت أنه طالب للعلم ومكمل للوصوفات الأصلية ، أو من الأقارب : تـرد عليه بلطـف ، وتوضيح له المسألة ،
وقول : صوتك أقوى من صوتـي ، وأنت من تشعر بالكرب ، وتعبد الله بالدعـاء ، ولا تحرم نفسك هذه العبادة .

•والله قـدر أن يجعل لك مراداً > من أجل أن تلتجئ إليه ، ويسمع صوتك .


والحـمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
والله تعالى أجل وأعلم . .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



توقيع مروة عاشور

إذا انحدرت في مستنقع التنازلات في دينك
فلا تتهجم على الثابتين بأنهم متشددون . .
بل أبصر موضع قدميك
لتعرف أنك تخوض في الوحل
مروة عاشور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس