عرض مشاركة واحدة
قديم 13-03-11, 04:29 AM   #1
أم حسين عبد الله وزينب
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في مستوى متقدم |
Icon169 صفحة ملخصات دروس أصول الفقه للشيخ عادل باريان - حفظه الله -

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزاتي لتكن هذه صفحتنا لنضع فيها ملخصات لدرس أصول الفقه و نسأل الله التوفيق و السداد

الملخص الأول في مادة أصول الفقه
للشيخ / عادل باريان – حفظه الله –
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله نبينا محمد بن عبد الله و على أله و صحبه و من ولاه وبعد :
المادة التي سوف نبدأ بها بإذن الله سبحانه و تعالى مادة أصول الفقه .
و أصول الفقه من أهم العلوم التي ينبغي لطالب العلم أن يلم به و يضبط أصوله و قواعده .
الكتاب الذي سوف نعلق عليه بإذن الله هو كتاب خلاصة الأصول لفضيلة الشيخ عبد الله ابن صالح الفوزان و هذا الكتاب امتاز بعدة مميزات :


1-أنه كتاب واضح ابتعد عن التعقيد في الأسلوب و في الألفاظ .
2-وكذلك امتاز هذا الكتاب بأنه يوافق الطالب المبتدأ بهذا الفن و في هذا العلم .
3-أنه مشى على عدم ذكر الخلاف في المسائل الأصولية و انتقى من أقوال جماهير أهل الأصول و علماء الأصول فهو كتاب واضح بعيد عن الخلاف الأصولي كما هو عادة من كتب في هذا الفن و في هذا العلم .

سوف يكون الحديث على هيئة مسائل و ذلك لتوضيحها و فصلها عما يميزها عن غيرها من المسائل و هذا أضبط للفهم :
نقول بحول الله سبحانه و تعالى مستعينين به


السألة الأولى : نشأة علم أصول الفقه :
أصول الفقه لم يكن مدونا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم و ذلك أن هذا العلم لم يظهر بشكل له تصنيفه و تأليفه و جمعه إلا في أخر القرن الثاني كا سوف يأتي بيانه.
أما في عهده صلى الله عليه و سلم و عهد الصحابة و أوائل عهد التابعين لم يكن هذا العلم علما مستقلا متميزا عن باقي العلوم الشرعية .
و لكن قواعده العامة كانت موجودة منذ عهده صلى الله عليه و سلم و ذلك لأن أهم موضوعات علم أصول الفقه هو موضوع الأدلة الشرعية كانت معلومة في زمنه صلى الله عليه و سلم و ذلك أنه في عهده صلى الله عليه و سلم كان يتنزل الوحي .
و كان النبي صلى الله عليه و سلم يعلم أصحابه بكتاب الله و يعلمهم بسنته و كان كذلك يجتهد صلى الله عليه و سلم كما هو قول جمهور أهل الأصول .
و كذلك كان القياس حاصلا في عهده صلى الله عليه و سلم و دلالة الكتاب و السنة كانت معلومة للصحابة بحكم علمهم بلغة العرب التي نزل بها كتاب الله و تكلم بها النبي صلى الله عليه و سلم .
فهم سادة الناس في الفصاحة و البيان و هم صحابته صلى الله عليه و سلم أعلم الناس بمعاني اللغة من حقيقة و مجاز و اطلاق و تقيد و عموم و خصوص و منطوق و ملفوظ .
لذلك لم يكن هنالك حاجة لوضع قواعد تبين طرق الدلالة و الإستدلال و أنواعها .
كان الصحابة إذا حدثت لهم حا دثة أو حدث لهم شيء أتو النبي صلى الله عليه و سلم و كان يجيبهم بما في كتاب الله و با جاءه الوحي من سنته صلى الله عليه و سلم و إذا لم يأتيه شيء من الكتاب و لا من السنة كان صلى الله عليه و سلم يجتهد كما هو ثابت عنه .

أما في زمن الصحابة فقد كانوا بعد و فاته صلى الله عليه و سلم كانوا يجتهدون في فهم هذه النصوص في نصوص كتاب الله و سنته صلى الله عليه و سلم .
ثم أنهم كانوا يسألون بعضهم يعضا فيها خفي عليهم و كانوا يقيسون المسائل فيما يشبهها .
فكانوا يستدلون بالكتاب و السنة و يجتهدون و يقيسون المسائل بأشباهها م نظرائها .
إلى جانب أن لغتهم كانت جيدة و تلقيهم العلم من صلى الله عليه و سلم لذلك لم يكونوا رضوان الله عليهم بحاجة لوضع قواعد تضبط لهم لإستدلال و ذلك لأن هذه القواعد موجودة في أذهانهم.
و في عهد كبار التابعين كان هو الحال كما كان عليه الصحابة كانت اللغة سليمة و كان الفهم و لإستدلال بكتاب الله وبسنته صلى الله عليه و سلم و كانةا يقيسون و يجتهدون و كانوا بحاجة لوضع قواعد تضبط لهم الإستدلال .
أما في أخر عهد التابعين : اتسعت المدارس الفقهية و بدأت تظهر و تنتشر :
فبرز في العراق مثلا : مدرسة أهل الرأي وفي المدينة مدرسة أهل الحديث . وكان طلاب الفتوي و طلاب العلم يجيئون إلى العلماء بين هذا الإتجاه أو ذلك الإتجاه و كانوا يسألون كبار الفقهاء و التابعين عند حدوث النوازل و كانوا يستدلون بكتاب الله و بسنته و اكن في كل بلد من البلدان في ذلك الوقت و في كل مدينة و حاضرة من حواضر الإسلام كان هناك علماء يرجع الناس إليهم في الفتيا و القضاء و كان هؤلاء العلماء كان لهم طلابا أخذوا منهم العلم و منهجهم و اقتفو أثارهم التي أخذوها منهم .
فالتقى هؤلاء الطلاب و تباحثوا المسائل التي أخذوها عن علمائهم و هم كبار التابعين فحصلت المناظرات بسبب الإختلاف في الأقوال و حصل من بعض طلاب كبار التابعين في ذلك الزمان التفاخر و التعالي كل يتباهى بأستاذه الذي يأخذ منه العلم بل ربما حصل الإنتقاص من الشيخ الأخر الذ لم يتتلمذ عليه هذا التلميذ .
ثم حدث ما يعرف بإسم التعصب فأصبح كل تلميذ يتعصب لشيخه حتى أدى ذلك التعصب و الإعجاب إلى الطغيان .
فأصبح كل طالب يتعصب لشيخه حتى و لو كان الرأي الأخر متمسكا بكتاب الله و سنته صلى الله عليه و سلم .
و في هذه الحال لم يكن هنالك قواعد يُرجع إليها لوزن الأقوال و معرفة القول الصحيح من الضعيف .
زيادة على هذا التعصب و على هذا الخلاف في ذلك الوقت ضعفت اللغة التي بها يُفهم مقصوده سبحانه و تعالى و بها يُفهم مقصود النبي صلى الله عليه و سلم و هذا بسب إختلاط العجم بالعرب بسبب كثرة الفتوحات فدخل الوضع و الكذب عنه صلى الله عليه و سلم في الحديث .
و كان من أسباب الوضع في ذلك الوقت : هو أن يأتي المعجب بقول شيخه فيضع حديثا عن النبي صلى الله عليه و سلم في مدح شيخه و يضع حديثا في ذم الشيخ الذي يخالف شيخه و يذهب للقول الذي يخالف شيخه .
في هذه الحال إحتاج الناس لتفسير كتاب الله سبحانه و تعالى و احتاجت السنة لعلماء يميزون الصحيح من الضعيف لذلك و فق الله الإمام الشافي – رحمهالله – في وضع قواعد تضبط الإستدلال و تبين ما يصح دليلا من الأدلة و ما لا يصح دليلا.
وبين عمل تعامل الفقيه عند تعارض الأدلة عنده لأن الفقيه حينما يأتي للنصوص و و إلى الأدلة من كتاب الله و من سنته صلى الله عليه وسلم قد يجد نوعا من التعارض أو التناقض في فهمه لأنه في الأصل ليس في كلام الله وبعضه ببعض و لا في كلامه صلى الله عليه وسلم بعضه ببعض و لا في كلام الله سبحانه و تعالى وفي كلامه صلى الله عليه و سلم تعارض و لا تناقض إنما هو في فهم الفقيه .
لذلك و ضع الإمام الشافعي التي من شأنها ضبط الإستلال و تبين الأدلة التي يستدل به الفقيه و بين كذلك الإمام الشافعي ما يفعله الفقيه عند تعارض الأدلة فألف كتابه " الرسالة " .
و هذا الكتاب من أوائل الكتب التي صُنفت في علم أصول الفقه .
و لقد تم ذكر الداعي الذي بسببه قام الإمام الشافعي لتأليف كتابه " الرسالة " .
لذلك قال الإمام أحمد ابن حنبل – رحمه الله – ماأحد من أصحاب الحديث حمل محبرة إلا و للشافعي عليه منة فقال أصحاب الإمام أحمد يا أبا عبد الله كيف ذلك قال فإن أصحاب الرأي كانوا يهزؤن بأصحاب الحديث حتى علمهم الشافعي و أقام عليهم الحجة .
...يتبع



توقيع أم حسين عبد الله وزينب
أم حسين عبد الله وزينب غير متواجد حالياً