عرض مشاركة واحدة
قديم 23-05-12, 04:13 PM   #1
سها أحمد
|مسئولة الشئون الإدارية|
معلمة بمعهد خديجة
c4 ســـــــــارة ... ورمضـــان



ســــــــــارة








سارة.. زميلتي في الجامعة..






جميلة كجمال الأطفال..هادئة ورقيقة كوردة بيضاء..






لا تفارق الابتسامة الهادئة ثغرها الصغير..




حتى صوتها هادئ ورقيق..






لتكتمل الصورة الرقيقة الهشة التي تخاف أن تسلم عليها بقوة




لئلا تنكسر..








لقطاتها في ذاكرتي قليلة ولكنها لا تُنسى..








مرة أراها في مسجد الجامعة ساجدة سجدة طويلة تدعو وتناجي



وكأنه ليس معها أحد..








مرة أراها تقوم بتعديل نقابها أمام المرآة بعد أن أنهت صلاتها



حتى لا يحدد النقاب عيناها ويظهرها أجمل..







مرات مع مصحفها الصغير منهمكة في المراجعة..










مرة جئت لها بعد أن أنهت صلاتها لأسلم عليها فوجدت عيناها





تتلألأ بالدموع فاستحييت وسلمت سريعا وبعدت ..







سارة ..وواهٍ للقطات سارة ..







.






.






.








تخرجت سارة وكانت تكبرني بعام .. وقلت أخبارها جدا..








إلى أن جاء يوم وحدثتني إحدى الأخوات بالهاتف لتنقل لي خبرا



ماكان بالحسبان..








وكعادتنا لا نتوقع الموت قريبا من أعمارنا.. فسألتها مكذبة



أذني..








توفيت والدة سارة؟؟








ردت:" لا.. توفيت.. سارة



كانت مريضة بسرطان العظام ولم يعلم احد فقد تكتمت الأمر عن


الجميع..






تذكرت مرة كانت معي في حاجة لي ولكنها طلبت مني أن أتمهل



قليلا في السير لأن رجلها تؤلمها قليلا.."









قليلا..!!







.






.






.








ذهبنا للصلاة عليها ..







وهناك وسط البكاء والدعاء..








كانت آخر لقطة في ذاكرتي لسارة.. ولكني لم أرها فيها..







فقط كنت أعلم أنها هي التي بداخل هذا النعش..







هي المحمولة على هذه الأكتاف..











ماتت سارة..






.






.






.








وتمر الأيام وننسى..






.






.






.








وتمرُّالشهورسريعا..







ليأتينا زائرنا الحبيب رمضان ..







وفي رمضان نتعبد راجين من الله القبول..






وتكبر أمانينا أن يجعلنا الله من عتقاءه من النار.. وأن يغفر لنا





ماتقدم من ذنوبنا وما تأخر..







ونبتهل بالدعاء راجين من الله إجابته في لياليه المباركة..








ولكن ..







هناك من انقطع عمله.. وطويت صحائفه..






ولا يمكنه حتى الدعاء لنفسه..






فأرسل باكية رسالة للأخوات..







لا تنسوا الدعاء لـ ((..سارة..))






.






.






.







وتمر السنون ..







وهذا سادس رمضان يستقبلنا.. ولا تستقبله سارة ..







سارة لا تستعد لرمضان.. سارة لا يمكنها أن تستعد لرمضان..







لأنها ليست ممن فوق الأرض.. ولكنها في عداد الأموات.








فيانفسي.. لم لا تستعدي لرمضان ؟







ما الذي يمنعك ؟؟






نعم أنت فوق الأرض





ولكن هل أنت من الأحياء ؟؟









فالأحياء فقط هم من يستعدّون لرمضان.










اللهم ارزقنا حياة القلوب..






وتغمد سارة برحمتك..





واجعلها من أهل الفردوس الأعلى وألحقنا بها هناك ياكريم.



التعديل الأخير تم بواسطة سها أحمد ; 23-05-12 الساعة 04:36 PM
سها أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس