عرض مشاركة واحدة
قديم 24-08-06, 11:32 AM   #3
أم هشام
نفع الله بك الأمة
افتراضي تابع : أنواع التوحيد في القرآن

- أنواع التوحيد في سورة الزمر‏:‏
سورة الزمر من أولها إلى آخرها تدور على التوحيد بأنواعه الثلاثة‏:‏ توحد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات‏.‏ وأنت إذا تأملت السورة من أولها إلى آخرها وجدتها كذلك‏.‏

فقوله‏:‏ ‏﴿‏تَنزِيلُ الكِتَابِ مِنَ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ‏.‏ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ‏.‏ أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الخَالِصُ‏﴾‏ ‏[‏الزمر‏:‏ 1-3‏]‏ وقوله‏:‏ ‏﴿‏قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ‏.‏ وأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَولَ المُسْلِمِينَ‏.‏ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَومٍ عَظِيمٍ‏.‏ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي‏﴾‏‏[‏11-14‏]‏ هذا ونحوه في توحيد الألوهية، فالسورة كلها تضمنت أنواع التوحيد الثلاثة‏.‏

وكذلك غيرها من سور القرآن وآياته متضمنة أنواع التوحيد الثلاثة فلا تكاد تجد سورة من القرآن تخلو من ذكر التوحيد، وبعض السور خالصة في نوع واحد أو أكثر من أنواع التوحيد‏.‏ وأكثر السور المكية في بيان التوحيد، والدعوة إليه‏.‏

وهذا يدل على أهمية التوحيد ومكانته من الدين، وأنه يجب على المسلمين العناية به تعلمًا وتعليمًا وعملاً؛ قال تعالى‏:‏ ‏﴿‏فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ واسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ولِلْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ‏﴾‏ ‏[‏محمد‏:‏ 19‏]‏ وهذا خطاب لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكل واحد من أمته، أمرهم بالتعلم قبل العمل، تعلم العلم، ولا سيما علم التوحيد؛ لأن العمل إذا لم يؤسس على علم ‏!‏ فإنه لا يكون صحيحًا‏.‏

فلا بد أن يتعلم الإنسان أولاً ثم يعمل، ولا يعمل بدون علم‏.‏

ولذا قال سبحانه‏:‏ ‏﴿‏إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وهُمْ يَعْلَمُونَ‏﴾‏ ‏[‏الزخرف‏:‏ 86‏]‏ ‏﴿‏شَهِدَ بِالْحَقِّ‏﴾‏ يعني‏:‏ نطق بلسانه وقال‏:‏ لا إله إلا الله،‏﴿‏وهُمْ يَعْلَمُونَ‏﴾‏ ما يشهدون به من معنى هذه الكلمة ومقتضاها وما تدل عليه، ويعملون بها بعد العلم والمعرفة‏.‏

فلا بد من ثلاثة أمور‏:‏ النطق بلا إله إلا الله وإعلان ذلك ومعرفة معناها، والعمل بمقتضاها ظاهرًا وباطنًا‏.‏

فالقرآن إذن كله في التوحيد وأنواعه، وحقوقه ومكملاته، وجزاء من عمل به وجزاء من أعرض عنه، كله يدور على هذه المعاني‏.‏

هذا هو التوحيد الذي يجب على المسلمين أن يهتموا به قبل كل شيء؛ حتى يتحقق لهم النصر والعز والتمكين في الأرض، فهذه الأمور لا تتحقق إلا بتحقيق التوحيد الذي خلق الله الخلق من أجله وأمرهم به من أولهم إلى آخرهم‏.‏

فكيف يهون من شأن التوحيد‏؟‏‏!‏ فيقال‏:‏ الناس الآن في مشكلات‏!‏ المسلمون في ضيق وفي مضايقة من الأعداء‏!‏

يجب أن يعلم أن أعظم قضايا المسلمين هو الإتيان بالتوحيد، فتجب العناية به قبل كل شيء، وأن نخلص الناس من الجهل بالتوحيد، ونخلصهم من الشرك، والبدع والخرافات؛ حتى يتحقق لهم النصر كما تحقق لمن كان قبلهم من قرون هذه الأمة الذين حققوا التوحيد قولاً وعلمًا وعملاً، فمكن الله لهم في الأرض، كما في قوله تعالى‏:‏ ‏﴿‏وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ولَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ولَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوفِهِمْ أَمْناً‏﴾‏ لكن بشرط‏:‏ ‏﴿‏يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً‏﴾‏ ‏﴿‏ومَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ‏﴾‏ ‏[‏النور‏:‏ 55‏]‏ أي‏:‏ الخارجون عن طاعة الله عز وجل‏.‏

هذا هو التوحيد، وهذه أنواعه، وهذه أهميته، وهذه دلالة القرآن الكريم عليه‏.‏

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل التوحيد المتمسكين بالكتاب والسنة، الداعين إلى الله على بصيرة، بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن‏.‏

ونسأله أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويصلح ولاة أمور المسلمين وعلماءهم‏.‏

________________________________________
(1) ‏[مدارج السالكين: 468/3 بتصرف]
(2) [‏كما في حديث الإسراء المتواتر، ومن آحاده الحديث المتفق عليه عن أنس‏:‏ البخاري‏:‏ كتاب التوحيد، باب ‏(‏37‏)‏، رقم ‏(‏7517‏)‏، ‏[‏13/583‏]‏‏.‏ ومسلم‏:‏ كتاب الإيمان، باب ‏(‏74‏)‏، رقم ‏(‏162‏)‏‏.‏‏]‏ ‏
(3) ‏[‏أخرجه البخاري ‏(‏رقم 2946‏)‏، ومسلم ‏(‏رقم 21‏)‏‏.‏‏]‏ ‏
(4) [أخرجه ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم في تفسيرهم]
(5) ‏[‏متفق عليه من حديث عائشة‏:‏ البخاري‏:‏ كتاب التوحيد، باب ‏(‏1‏)‏ رقم ‏(‏7375‏)‏، ‏[‏13/425‏]‏ ومسلم‏:‏ كتاب صلاة المسافرين، رقم ‏(‏813‏)‏‏.‏‏]‏ ‏

من موقع الشيخ فوزان
http://www.alfuzan.net/islamLib/view...D=352&CID=2#s1



توقيع أم هشام
من العجائب ، أن البركات التي تنزل على العلم ، تنزل على المجتهد حتى الذي اجتهد في تقليب صفحات الكتاب !!

******************************************
إذا حدّثت ففتش ، وإذا كتبت فقمِّش
******************************************
أم هشام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس