عرض مشاركة واحدة
قديم 19-02-09, 12:06 AM   #22
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon62 تابع تفريغ الشريط السادس ........

المتن :


وللقسم فائدتان :


إحداهما : بيان عظمة المقسم به .


والثانية : بيان أهمية المقسم عليه ، وإرادة توكيده ، ولذا لا يحسن القسم إلا في الأحوال التالية :


الأولى : أن يكون المقسم عليه ذا أهمية .


الثانية : أن يكون المخاطب مترددا في شأنه .


الثالثة : أن يكون المخاطب منكرا له .




شرح الشيخ :



الفائدة الاولى : بيان عظمة المقسم به , لاننا ذكرنا ان تعريف القسم هو تاكيد الشئ بذكر المعظم , فاذا اقسم الانسان بشئ علمنا انه عظيم عنده ,


الثاني : بيان اهمية المقسم عليه , وارادة توكيده ولهذا لا يحسن القسم الا في الاحوال التالية :


1"- ان يكون المقسم عليه ذا اهمية


2" - ان يكون المخاطب مترددا في شأنه ,


3" - ان يكون المخاطب منكرا له ,



اذا كان الشئ ذا اهمية فأكده بالقسم , حتى عند من يقر به , وذلك ليعرف المخاطب ان هذا الشئ ذو اهمية , ولذلك أُقسم عليه


اذا كان المخاطب متردد في شأنه , وهذا قال اهل البلاغة انه يحسن التوكيد ولا يجب , لان المتردد قد يأتيه الخبر مجرد ,


ان يكون المخاطب منكرا له , هنا يتعين ان تحلف حتى يكون المخاطب مطمئنا ,


مثلا الذين زعموا ان لن يبعثوا , قال الله تعالى لنبيه :


-( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير )- [التغابن/7]


فان قال قائل : كلامك هذا منقوض بقوله تعالى


-( ثم إنكم بعد ذلك لميتون )- [المؤمنون/15]


هنا مؤكد من غير قسم مع انه لا احد ينكره , أجاب اهل البلاغة عن هذا , نزِّل المخاطب منزلة المنكر لانه لم يعلم بهذا اليوم الذي هو يوم موته , ولهذا يحسن ان نقرأ البلاغة .





المتن :



القصص



القصص والقص لغة : تتبع الأثر .


وفي الاصطلاح : الإخبار عن قضية ذات مراحل ، يتبع بعضها بعضا .


وقصص القرآن أصدق القصص ؛ لقوله تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً)(النساء: الآية87) وذلك لتمام مطابقتها على الواقع وأحسن القصص لقوله تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآن) (يوسف: الآية 3) وذلك لاشتمالها على أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى .


وأنفع القصص ، لقوله تعالى : (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَاب)(يوسف: الآية 111) . وذلك لقوة تأثيرها في إصلاح القلوب والأعمال والأخلاق .





شرح الشيخ :


القص : لغة : تتبع الأثر , كما قال تعالى عن موسى وفتاه :


-( قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا )- [الكهف/64]


يعني يتتبعان الأثر .


وفي الاصطلاح : الاخبار عن قضية ذات مراحل يتبع بعضها بعضا ,


الاخبار عن قضية لها مراحل يتبع بعضها بعضا , وعلى هذا لو قلت جاء زيد ,


تكون قصة ؟ لو كل واحد من الناس قص عليك قصة سيشرد ويظن انها صفحات , لو قلنا : قام زيد , تكون قصة ؟ ما هي قضية وليس لها مراحل .


وقصص القرآن أصدق القصص , الدليل قوله تعالى :


-( الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ومن أصدق من الله حديثا )- [النساء/87]



وذلك لتمام مطابقتها للواقع , والله ان ما اخبر الله به اوكد عندنا مما شاهدناه بأعيينا , لان ما اخبر الله به لا يعتريه لبس , وما شاهدناه بأعيينا قد يعتريه لبس , قد يرى الانسان الشئ المتحرك ساكنا او بالعكس , فلا احد أصدق من الله حديثا , اذا القصص الوارد بالقرآن حق وصدق ليس بها كذب بوجه من الوجوه , واحس القصص في اسلوبها وفي سياقها وفي آثارها وفي لذة قراءتها , قال الله تعالى :


-( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين )- [يوسف/3]



وذلك لاشتمالها على أعلى درجات الكمال في البلاغة وجلال المعنى , وانفع القصص كقوله تعالى :



-( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب [يوسف/111]



فهذا أثر عظيم ان يعتبر الانسان بقصص هؤلاءالحسن


اذن القصص اشتملت على ثلاثة اوصاف :


الصدق


النفع والتأثير


ولذلك يحسن الواحد منا ان يأخذ قصة من القصص , يتتبعها بتفسيرها ومعنها الاجمالي وفوائدها وما تتضمنه من احكام وحكم ,وذلك لقوة تأثيرها في اصلاح القلوب والاخلاق , انظر خطاب ابراهيم عليه السلام لابيه , قال ابراهيم لابيه : يا أبت اني قد جاءني من العلم ما لم يأتيك , معنى العبارة انك جاهل وانا اعلم منك ولكنه تحاشى ان يقول هذه العبارة لانها شديدة على الاب , وربما تنفره , والتفنن في الاسلوب ومراعاة الحال هذا له وزنه , ذكر ان احد الخلفاء رأى رؤية ان اسنانه قد انقلعت , فقال إيتوني بعابر , فأتوا له بعابر ,قال : ما تقول في هذه الرؤية التي أرقتني , قال : أقول ان حاشيتك ستموت كلها , ففزع الملك وقال اضربوه , هاتوا عابر آخر , وقال : ما تقول ؟ قال : اقول ان الملك سيكون اطول من حاشيته عمرا . فاعطاه جائزة , مع ان المعنى واحد .




المتن :



وهي ثلاثة أقسام :


*- قسم عن الأنبياء والرسل ، وما جرى لهم مع المؤمنين بهم والكافرين .


* - وقسم عن أفراد وطوائف ، جرى لهم ما فيه عبرة ، فنقلة الله تعالى عنهم ، كقصة مريم ، ولقمان ، والذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها ، وذي القرنين ، وقارون ، وأصحاب الكهف ، وأصحاب الفيل ، وأصحاب الأخدود وغير ذلك .


*- وقسم عن حوادث وأقوام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، كقصة غزوة بدر ، وأحد ، والأحزاب ، وبني قريظة ، وبني النضير ، وزيد بن حارثة ، وأبي لهب ، وغير ذلك .



شرح الشيخ :



اذن القصص ثلاث أقسام :


قسم عن الانبياء والرسل وما جرى لهم مع المؤمنين والكافرين , وهذا كثير , وقد جاء في القرآن مبسوطا وجاء مختصرا , ومن اشده اختصارا وأعظمه تأثيرا ما جاء في سورة القمر , ذكر الله عز وجل مجمل قصص الانبياء ,المذكورين في الآية , لكنه على وجه مختصر الا انه مؤثر جدا جدا وقوي وصعب ,


2" قسم عن أفراد وطوائف ، جرى لهم ما فيه عبرة ، فنقلة الله تعالى عنهم ، كقصة مريم , قصة مريم جاءت مطولة ومختصرة ,في سورة مريم جاءت مطولة , وفي آل عمران , وقصة لقمان , ذكرت في سورة لقمان , وعلم ان لقمان ليس بنبي , وهو كذلك , والذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها , اشجارها ميتة , فقال لنفسه : أنى يحيي الله هذه بعد موتها ؟ فأراه الله آية , اماته الله مئة سنة وكان معه حمار وطعام قابل للتغير كعنب او تين او غيره , ثم بعثه , فرأى عجبا , راى الطعام لم يتغير والحمار ميت تلوح عظامه , وسأله الله كم لبثت , قال يوما او بعض يوم , والظاهر انه لم حماره , لانه لو راى الحمار ما قال هذا , فأراه الله الحمار والطعام , واذا الطعام لم يتغير مع انه بقي مئة سنة , كانه الآن , قوال له الله انظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما , فرأى العظام يجتمع بعضها مع بعض وينشزها الله عز وجل , ثم كسها لحما , ثم قام الحمار , أحياه الله بعد موته وأحيا حماره امام عينه , فلما تبين له قال : اعلم ان الله على كل شئ قدير , سبحان الله , وفي البقرة خمس قصص , كلها فيها احياء الموتى .


ايضا قصة ذي القرنين , ليست بعيدة عنا , صاحب القرنين او ذي القرنين اي انه ملك المشرق والمغرب . وقارون صاحب المال الخبيث الذي لم يشكر الله على نعمه , قال : انما أوتيته على علم عندي اي بالتجارة او الصناعة وغيرها , وليس من فضل الله , فخسف الله به وبداره الارض فهو يتجلجل فيها الى يوم القيامة , والعياذ بالله , من اي قوم هو ؟ من قوم موسى .


واصحاب الكهف وقصتهم ليست بعيدة منا , لبثوا نياما ثلاثمئة سنة وتسع سنوات , لم يحتجوا لاكل ولا لشرب ولا لباس ولا يقظة , يقلبهم الله ذات اليمين وذات الشمال لئلا تستقر الدماء في جانب واحد فيهلكوا .


اصحاب الفيل وما ادراك ما اصحاب الفيل , نزلت بهم سورة كاملة , جاؤوا بفيلهم وجنودهم يريدون ان يهدموا الكعبة , بيت الله , لئن بعض العرب ذهب الى اليمن وكان ملك اليمن قد بنى بيتا وقال انه كعبة يمنية , وطلب من الناس ان يحجوا اليها ليقطع الرزق عن قريش , فغضب رجل من العرب وذهب الى اليمن وقال : لأقذرن هذا البيت , فذهب الى هذا البيت وقضى حاجته فيه , الغرض اهانة البيت وبانيه , فأقسم ملك اليمن ان يهدم الكعبة , فجاء بفيل عظيم مع جنوده يريد هدم الكعبة الشريفة , ولكن الله تعالى حبسه في مكان يقال له المغمس , ارسل الله عليهم طيرا ابابيل , اي جماعات متفرقة وقيل ابابيل لمناسبة آخر الايات , اصحاب الفيل جعل كيدهم في تضليل, ترميهم بحجارة من سجيل ..


وابابيل : تكون امتحانا للعبد , اذا سمع ابابيل ما هي ابابيل ...


هذه الابابيل كل طير في منقاره حجر قوي جدا اشد من رصاصة , يقولون انها تضرب الواحد على راسه فتخرج من دبره , وجعلهم كعصف مأكول , والعجيب سبحان الله ان الفيل اذا أقاموه ووجهوه الى الكعبة ترك وأبى ان يمشي , فإذا أقاموه ووجهوه الى اليمن هرب وأسرع .


ووقع لناقة النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك في غزوة الحديبية , اذا وجهوا الناقة للكعبة تركت وأبت , واذا وجهوها للمدينة مشت , فقال الصحابة رضي الله عنهم : خلئت القصواء , اي حرنت , فتاب عنها النبي صلى الله عليه وسلم , تاب عنها وهي بهيمة لان الرسول عليه الصلاة والسلام لا يقر على الكذب , قال : والله ما خلئت وليس ذلك لها بخلق , وانما حبسها حابس .


قصة أصحاب الأخدود , فعلوا بالمؤمنين أفاعيل , شقوا الأخدود بالارض(سواقي عميقة وملئوها حطب ) وعرضوها على المؤمنين ومن بقي على ايمانه ألقوه في النار , وصبر المؤمنين في النار لانهم يعلمون انهم اذا احترقت اجسامهم تنعمت ارواحهم .


ومع ذلك قلوبهم أحجار والعياذ بالله , هم على النار قعود مترفين متنعمين , وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود , وما نقموا منهم الا ما يوجب الثناء والمدح الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد . ومع هذا يقول الله عز وجل وهو ارحم الراحمين :


-( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق )- [البروج/10]



سبحان الله , يفتنون عباده ويحرقونهم بالنار ثم يعرض عليهم التوبة , أتجدون ارحم من هذا , لا والله ,


اذن القصص ينبغي للانسان ان يتأملها , ويستخرج منها فوائد وحكما وأحكاما .



القسم الثالث عن حوادث وأقوام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , وهذا ايضا كثير , كقصة


غزوة بدر وأحد وبني قريظة وبنو نضير وزيد بن حارثة وابو لهب ..




يتبع <<<<<<<<<<<
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً