عرض مشاركة واحدة
قديم 29-01-08, 12:13 AM   #18
ناديا علي
~ عابرة سبيل ~
افتراضي

فكرت في الموضوع ملياً.. فلم أجد غير ما ذكرتن من أسباب..
عدم الإخلاص- الفوضوية- عدم تعظيم شأن العلم..وأزيد "إضاعة الوقت بشكل مختلف" ومن ثم الشعور بالقلق والاكتئاب فهذا له أثر على القلوب الضعيفة..

النية عبارة عن جوهرة ثمينة تحتاج إلى حارس "مثبت" .. الكثير منا ما أن يعرف معنى الإخلاص الإجمالي يظن بنفسه خيرا..حتى تغشاه الغفلة .. مما يسبب الإهمال والاغترار وفوات الأجور مع بقاء المشقة.

أما الفوضوية فهي مصيبة كبيرة لكن علاجها ليس مستحيلا على من عزم.. فمن الخطأ : الحماس الزائد المؤدي لتحمل النفس أكثر مما تطيق.. مثلا نسجل في دورات خشية أن لا تضيع الفرصة.. فإما يحصل الانقطاع .. أو عدم الشعور بالإنجاز لكثرة الواجبات وعدم رسم الأهداف بوضوح فيكون في دوامة لا يعرف متى يتفرغ قليلا! فلا بد للمقبل أن يعرف الكم والكيف قبل أن يدفن نفسه بين الحلقات والكتب.

ومن جهة أخرى إذا لم يكن لدى الطالب جدول فهذا سبب رئيسي لضياع الوقت والشعور بالقلق الدائم والهزيمة ..
أما من تنتقل من الفوضوية إلى التنظيم فجأة تشعر في بداية الأمر بصعوبة .. فمثلا إن لم تكمل واجباتها الصباحية تقول "ضاع يومي كله" أو تفتر فلا تعمل بقية اليوم.. أو لا تجعل مجالا للـ "مفاجآت" فيسبب لها غضب وفوضوية.

وبالنسبة لعدم تعظيم شأن العلم أشعر بأنها مشكلة لأن عامة المسلمين في واد بعيد عن الدين والعلم.. يشعر الطالب بأنه حقاً غريب.. يعرف شأن العلم لكن ليس كالذي يعيش بين عائلة همها الدين.. فليس هناك تنافس مما يجعلها يزحف في العلم وأحيانا يظن بأن شأنه عظيم لأنه أعلم بكثير عن غيره! تارة يتكاسل لعدم التشجيع وأحيانا ينكرون عليه إقباله على الدين والعلم..
فعلى الطالب أن يستشعر عظمة الله .. ومعيته سبحانه.. وقربه من منزلة الصالحين ..ويتذكر دوماً شأن العلم.. ولا يحزن لما يفوته من متاع ضئيل لأنه لا يساوي شيئا مما أعده الله له.

أما النقطة الأخيرة .. فأراها عند طلاب العلم أكثر من غيرهم. فعندما يتعود الطالب أن يكون يومه مليء بالمحاضرات والمدارسة .. يحصل له يأس إذا تقلبت الأمور وتكاسل مدة عن العلم.. يكون في حالة عدم توازن: إما يثقل على نفسه حتى يملّ.. وإما أن يفرط في "الترفيه" فيستصعب العودة إلى جده لأنه يخشى التقصير مجدداً.. يقول في نفسه "لا يجب أن أكون طالب علم.. ساعة و ساعة..يكفي أن أستمع لبعض الدروس" وهذا يحدث كثيرا أمام العين.

أحيانا عندما يبتلى المرء - وهي سنة لا بد منها - يشعر الإنسان بالتعب والتوتر وعدم استقرار الحال وهذا له تأثير كبير في الطلب.. خصوصا إن لم يتسلع بأعمال القلوب فلا بد أن يتفقه الطالب في هذا الشأن حتى يقدر على الاستمرار في الطلب وتكون وسيلة للتخفيف فلا يشعر أنه أمر شاق. حينها سيدرك أن العلم شأنه عظيم ووطريقه طويل وشاق ولن يستمتع إلا من وفقه الله وصبر.. فالمقبلين كثر لكن المداومون قلة.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يقال لهم {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}..

ملاحظة: ربما كان حديثي مكرر ..ولعل هذا جزء من المشكلة إذ أننا ندندن ونكرر ونشكوا ولا ننتقل إلى مرحلة التفكير الإجابي والحلول بسرعة! أعاننا الله وأصلح شأننا

أطلت فاعذريني يا عطاء الخير.. لا حرمنا الله إضاءاتك ونصحك ، جزيتِ خيرا



توقيع ناديا علي
إن كنتِ تصلين بجسدك، لا بقلبك، فهذه هديتي "أسرار الصلاة"
..طـُوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرا..

التعديل الأخير تم بواسطة ناديا علي ; 29-01-08 الساعة 12:20 AM
ناديا علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس