عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-13, 01:54 PM   #39
ريّـانة
طالبة دورة أزاهير رَسم الحرف
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا أختي أم حفصة الأثرية على إثراء الصفحة بأسئلة قيمة، وبارك الله في الأخوات جميعا
بقي سؤال واحد لم يجب عليه وهو:



4- ما هي أمراض القلوب ؟ و هل يمكنها ان تفسد عمل العبد و إن كان صالحا
؟


الإجابة:
قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان: مرض القلب نوعان: نوع لا يتألم به صاحبه فى الحال، وهو النوع المتقدم، كمرض الجهل، ومرض الشبهات والشكوك، ومرض الشهوات. وهذا النوع هو أعظم النوعين ألما، ولكن لفساد القلب لا يحس بالألم، ولأن سكرة الجهل والهوى تحول بينه وبين إدراك الألم، وإلا فألمه حاضر فيه حاصل له، وهو متوار عنه باشتغاله بضده، وهذا أخطر المرضين وأصعبهما. وعلاجه إلى الرسل وأتباعهم، فهم أطباء هذا المرض.
والنوع الثانى: مرض مؤلم له فى الحال، كالهم والغم والحزن والغيظ، وهذا المرض قد يزول بأدوية طبيعية، كإزالة أسبابه، أو بالمداواة بما يضاد تلك الأسباب، ويدفع موجبها مع قيامها، وهذا كما أن القلب قد يتألم بما يتألم به البدن ويشقى بما يشقى به البدن فكذلك البدن يتألم كثيرا بما يتألم به القلب، ويشقيه ما يشقيه.

القلب السليم هو قلب المؤمن الذي امتلأ بطاعة الله جل وعلا وابتعد عن المعاصي جملة وتفصيلا، والإنسان قد يعتريه مرض القلب بارتكاب بعض المعاصي أو اقتراف بعض الذنوب فيصيبه من المرض بقدر إصابته للمعاصي والذنوب، فتجد القلب فيه شيء من الحياة وفيه شيء من الموت، وكلما زاد الإنسان من أعمال الطاعة وابتعد عن المعاصي حيا قلبه وتحققت له الحياة، وأما من أدمن المعاصي ولم يشتغل بالطاعة فلا شك أن قلبه سيكون ميتا.. فالكافر مثلا، قلبه قلب ميت خرب، لأنه لم يشتغل بطاعة الله جل وعلا. وأمراض القلوب من شأنها أن تفسد عمل العبد كالرياء مثلا، فطاعة الله عز وجل لها شرطان أساسيات لا يقبل العمل بدونهما، وهما: شرط الإخلاص ، وشرط متابعة النبي صلى الله عليه وسلم. ملخص من المحاضرة الثانية بتصرف بسيط



والله ولي التوفيق



توقيع ريّـانة
اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف و الغنى

التعديل الأخير تم بواسطة ريّـانة ; 05-10-13 الساعة 02:00 PM
ريّـانة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس