عرض مشاركة واحدة
قديم 06-12-18, 11:58 PM   #78
حسناء محمد
ما كان لله يبقى
| المديرة العامة |
افتراضي

فصل في: القبر*
(1-3)


عذاب القبر, ونعيمه ثابت بالكتاب, والسُّنَّة, والإجماع.

فمِنْ الكتاب: قوله تعالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ{45}النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: ٤٥ – ٤٦ ]، قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: "هذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السُّنة على عذاب البرزخ في القبور".
ومن السُّنة أحاديث كثيرة منها حديث البراء -رضي الله عنه- -وقد تقدَّم- ومنهـا:
أ- حديث أنس -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ, وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ», قَالَ:«يَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ», قَالَ: «فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ», قَالَ: «فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الْجَنَّةِ». قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا»...، وأما الكافر أو المنافق فيقول: «لَا أَدْرِي، كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ, فَيُقَالُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ, ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ, فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَّا الثَّقَلَيـْنِ»(1).

ب- وحديث عائشة -رضي الله عنها- في الصحيحين أنَّ النَّبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال لها: «عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ»(2).

جـ - وأجمع السلف -رحمهم الله- على إثبات عذاب القبر.




عذاب القبر يسمعه كل شيء إلا الجنّ, والإنس.
ويدلّ على ذلك: ما تقدم من حديث أنس -رضي الله عنه- المتفق عليه, وفيه قال النَّبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ, فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَّا الثَّقَلَيـْنِ»(3)

فإن قيل: لماذا أخفى الله -عزَّ وجل- عذاب القبر؟
فالجواب -رعاك الله-: أنَّ الله -تعالى- أخفى عذاب القبر؛ لعدة حِكَم منها:
1- رحمته جلَّ وعلا بعباده، إذ لو كشف العذاب لهم؛ لتنكد عيشهم, وتواصلت أحزانهم.
2- أنَّ في كشف العذاب فضيحة للميت.
3- أنَّ في كشف العذاب عدم تَدَاُفن الناس بعضهم لبعض، فلو كُشِفَ العذاب لَمَا دفن أحدٌ ميتًا؛ خوفًا من سوء العاقبة، كما قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «فَلَوْلاَ أَنْ لاَ تَدَافَنُوا؛ لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»(4).




-------
(1) رواه البخاري برقم (1338), رواه مسلم برقم (2870).
(2) رواه البخاري برقم (1372), رواه مسلم برقم (584)، رواه النسائي برقم (1309).
(3) رواه البخاري برقم (1338), رواه مسلم برقم (2870).
(4) رواه مسلم برقم (2867) من حديث أنس -رضي الله عنه-.

[hr]#960387[/hr]
*باختصار من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
[hr]#960387[/hr]

طالبة العلم :
ما معنى: ( لا دريت ولا تليت ) التي قرأتيها في الحديث؟



توقيع حسناء محمد
عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عِصمةُ أمري، وأصلح لي دُنياي التي فيها مَعاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها مَعادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموتَ راحةً لي من كل شر). صحيح مسلم 2720
حسناء محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس