[لبنى أحمد]

الحمد لله والصلاو والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ : إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) رواه مسلم (1631) .

وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ ) رواه ابن ماجه (242) وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه.



ما أجمل أن ينتقل العبد إلى ربه.. ويرتحل إلى مولاه .. وقد خلف وراء ظهره من الحسنات الباقيات ما يدخره ليوم الحساب ..

من صدقات جاريه تنفعه في قبره ، وهو في أمس الحاجة إليها وأفقر الحال لها .....


طوبى لمن كان مفتاحاً للخير .. مغلاقاً للشر .. تجري على يده مصالح الخلق .. ومنافع العباد ..

قال تعالى (( إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيءٍ أحصيناه في إمام مبين ))

يقول الشيخ بن سعدي رحمه الله :(( وآثارهم )) وهي آثار الخير وآثار الشر ، التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد وفاتهم ،

وتلك الأعمال التي نشأت من أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، فكل خير عمل به أحد من الناس ، بسبب علم العبد وتعليمه ونصحه ، أو أمره بالمعروف أو نهيه عن المنكر ،

أو علم أودعه عند المتعلمين ، أو في كتب ينتفع بها في حياته أو بعد موته ، أو عمل خيراً ، من صلاة أو زكاة أو صدقة أو إحسان فاقتدى به غيره ،
أو عمل مسجداً ، أو محلا من المحال التي يرتفق بها الناس ، وما أشبه ذلك ، فإنها من آثاره التي تكتب له ، وكذلك عمل الشر



ومن هذا الباب نفتح صفحة مشروع علم ينتفع به ...
اترك أثرًا...فمن أعظم الأعمال الصالحة نفعاً، تلك التي يأتيك أجرها وأنت في قبرك وحيداً فريداً.
وصدق الله في قوله: ( وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا )


بعد استئذان إدارة معهد العلوم الشرعية ، نفتح بابًا للمتطوعات من الراغبات في نشر الخير وترك أثر وصدقة جارية من علم ينتفع به ...
المشروع هو تفريغ دروس الفقه للشيخة عبير عزمي حفظها الله ورعاها ، لتسهيل طلب العلم على الطالبات حيث نوفر لهن مرجعًا للمادة يعينهن بعد الله عز وجل في إكمال مسيرة الطلب والتحصيل.
وسيتم مراجعة التفريغات وتعتمد من قبل الشيخة في المادة لجميع طالبات في الملتقى وغيره.


وكانت هذه الفكرة ، لتوفير المادة للطالبات لكن اليد الواحدة لا تصفق..وقد تم استشارة الشيخة وأخذ إذنها في ذلك .
فمن ترغب من عاليات الهمم والراغبات في الخير فلتعقب على الصفحة ، وسيتم وضع خطة نسير عليها ونتمنى من الله أن يكون عدد المتطوعات كثير ، لأنه كلما كثر العدد اختصرنا الوقت والجهد .
والدعوة مفتوحة لجميع عضوات الملتقى الراغبات في نشر الخير .