عرض مشاركة واحدة
قديم 19-03-16, 07:01 PM   #1
مليكة محمد
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 11-01-2015
الدولة: Maroc
المشاركات: 37
مليكة محمد is on a distinguished road
افتراضي الطريق إلى قبول الأعمال ( 1إلى8)

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم


كثيرا منا يؤدون العبادات والطاعات ويأملون فى الله الخير ..لكن الشيطان لعنه الله ..قد يلبس على البعض منا العبادات ..ويبن له أنه قد أدى واجبه على أكمل وجه ..وقد زين له الشر وسط الخير دون أن يدرى ..وسنبدأ بإذن الله تعالى بعض المقالات فى تنقية النفوس ..من الشوائب وما يعلق بها من مبطلات الأعمال ..وبالله التوفيق...
وسنبدأ ببيان شروط قبول العمل:

لايقبل الله عز وجل عملا من الأعمال حتى يتوفر فيه شرطان .
الأول :الإخلاص ( وهو شرط الباطن) ...يقول الله فى محكم كتابه: {وَمَآ أُمِرُوَاْ إِلاّ لِيَعْبُدُواْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصّلاَةَ وَيُؤْتُواْ الزّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيّمَةِ}(5) البينة ...
فهنا يجب تجريد العمل وإفراد الطاعات لله عز وجل .

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغى وجهه ) رواة النسائي وحسنه الألباني
وعن أبى سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( نضر الله أمرءا سمع مقالتي فوعاها .فرب حامل فقه ليس بفقيه .ثلاث لا يغل عليهن قلب امرىء مؤمن : إخلاص العمل لله ,..والمناصحة لأئمة المسلمين.. ولزوم جماعتهم ) رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.

ولا يتخلص العبد من الشيطان وألاعيبه وتلبيسه .. إلا بالإخلاص..
وقال الفضيل بن عياض ( إن العمل وإن كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل .ولإن كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل )

فالإخلاص تنقية القلب من الشوائب كلها قليلها وكثيرها ..ولا يبقى فيه إلا حب الله وحب الآخرة ..
ومن اكتسب حب الدنيا ومافيها من جاه ومال ورياسة فلا تسلم له عبادة من صوم وصلاة وغير ذلك إلا نادرا ..لما للدنيا من فتنة وسطوة قد يصعب على البعض مقاومة إغراءاتها..حفظنا الله منها..

فكم من الأعمال يظن الإنسان أنها خالصة لوجه الله ..وفيها شبهه الغرور ..فمنهم الذي يحرص على الصف الأول فى الصلاة ويحزن إن رآه الناس فى الصف الثاني...وفيهم قال الله عز وجل ({قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُم بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً}(103) {الّذِينَ ضَلّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}(104) الكهف... فهنا عمل فى طاعة ..لكن شابه الرياء ..

ولذلك قال الفضيل ( ترك العمل من أجل الناس رياء – والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما )

وعلاج الإخلاص كسر شهوة النفس وقطع الطمع عن الدنيا والتجرد للآخرة بحيث يغلب ذلك على القلب..فيكون العمل خالصا لوجه الله

وقال سيدنا عمر رضى الله عنه : (أفضل الأعمال أداء ما افترض الله تعالى – والورع عما حرم الله _وصدق النية فيما عند الله تعالى )....سبحان الله كلمات يعجز الإنسان أن يشرحها أو يفندها غنية بكل ما هو طيب ..حقا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفوا الله فعبدوه حق عبادته ..

وقال بعض السلف فى النية..( رب عمل صغير تعظمة النية – ورب عمل كبير تصغره النية ..وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :الأعمال بالنيات....

والثانى: هو الإقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو( شرط الظاهر) .

فمتابعة السنة هو شرط لقبول العمل لحديث ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها قالت قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) رواه مسلم والرد هو المردود أو الباطل.
وهو إشارة إلى أن كل عمل يجب أن يكون نابع من الشريعة التي شرعها الله سبحانه وتعالى في قرآنه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لقوله عز وجل { وَمَآ آتَاكُمُ الرّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}(7)الحشر
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلّ ضَلاَلاً مّبِيناً}(36)الأحزاب

وجعل الله تعالى علامة محبته إتباع سنة رسوله فقال عز من قائل : {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبّونَ اللّهَ فَاتّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رّحِيمٌ}(31)آل عمران

وكما أوصى صلوات الله عليه بالتمسك بسنته..
عن العرباض بن سارية قال :صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة) رواه أحمد – ابن ماجة والترمذي وقال حسن صحيح .
وقال سفيان الثوري رضي الله عنه : ( لا يقبل قول إلا بعمل- ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية -ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بإتباع السنة) ..

قإذا نوينا قلنا – وإذا قلنا فعلنا -وإذا فعلنا تحرينا الشرع والسنة ..وجعلنا عملنا خالصا لوجه الله ولا نشرك مع الله أحد ..وبذلك يكون العمل إن شاء الله مقبولا ..

تقبل الله منا ومنكم وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..
اللهم تقبل منا وإقبلنا ..وتجاوز عن ما جهلنا فأنت أرحم الراحمين ..ولا تجعل للشيطان علينا سبيلا ..وإجعل كل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم ..لا رياء ولا زيف ..وحصنها بشرعك.. وسنة نبيك الكريم ..واجعلنا من الحنفاء المخلصين ..واجمعنا فى جنة الخلد أجمعين .. اللهم تقبل ..اللهم آمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه فضيلة الشيخ نشأت حسن رحمه الله و أسكنه فسيح جناته

يتبع إن شاء الله



توقيع مليكة محمد
اللهم إرحم أبتي الشيخ نشأت وأسكنه فسيح جناتك و بدله خيرا مما ترك ..القلب يحزن والعين تدمع وإني لفراقكم يا أبتي لمحزونة و مكروبة ..وإنا لله وإنا إليه راجعون
مليكة محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس