عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-14, 04:20 PM   #3
فاطمة أم معاذ
|مسئولة الأقسام العلمية|
افتراضي


وإذا كان كل هذا الإضلال قد وقع في المشرق العربي فإن المغرب العربي قد نال حظه الوافر من حرب على اللغة العربية وعلومها وعلى من بلَّغ قرآنها ودينها

وجاء في تقرير أعدته لجنة العمل المغاربية الفرنسية:
- إنَّ أول واجبٍ في هذه السبيل هو التقليل من أهمية اللغة العربية، وصرف الناس عنها، بإحياء اللهجات المحلية واللغات العامية في شمال إفريقية.

ولم تكن الدول الخليجية بعيدة عن المستعمرين وأذنابهم في حربهم على اللغة العربية؛ إذ سلطوا عليها اللغات الأجنبية، ومكنوا لها لتزاحم العربية في المدارس والمعاهد والجامعات ...

ولن يكل أهل الباطل عن الدعوة إلى باطلهم، ومحاولة دحض الحق به، ولكن الله تعالى مبطل كيدهم، ومحبط عملهم، ومظهر دينه على الدين كله ولو كره الكافرون. فاستمسكوا -عباد الله- بدينكم، واعرفوا مكانة لغتكم، وأعلموا أنها باب من أبواب عزكم، فإياكم إياكم أن تفرطوا فيها؛ فإنكم مسئولون يوم القيامة عنها {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} [الزُّخرف:43-44].

إن للغة تأثيرا كبيرا في ترسيخ الولاء، وتكريس الانتماء، والواحد من الناس يألف من يتكلم بلسانه، ويقترب منه أكثر من غيره، ومن تتبع أحوال المسافرين في محطات سفرهم ثبتت له تلك الحقيقة. والمغتربون للدراسة أو للعمل أو للعلاج تؤلفهم اللغة، وتجمعهم بلدانهم، فكل أهل بلد لهم رابطة توحدهم، ومستقرٌ يجمعهم، وأقوى دافع لهم في ذلك كون لهجاتهم واحدة.

وكل دولة غربية نراها تستميت في نشر لغاتها في أدغال أفريقية، وفي البلدان الفقيرة، وتبذل أموالا طائلة في هذا السبيل، والسباق بين الدول الغربية على أشده في هذا المضمار... ينشدون ولاءهم، ويطلبون انتماءهم، ويدركون أن تبديل ألسن هذه الشعوب إلى لسانهم يكرس تبعيتهم لهم، والدول المستعمرة من أول ما تقوم به إذا احتلت بلدا أن تضع للغتها موضع قدم فيه.

يقول الرافعي رحمه الله رحمه الله تعالى: ما ذلّت لغة شعبٍ إلاّ ذلّ، ولا انحطّت إلاّ كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ، ومن هذا يفرض الأجنبيّ المستعمر لغته فرضاً على الأمّة المستعمَرة، ويركبهم بها، ويُشعرهم عظمته فيها، ويستلحِقهم من ناحيتها، فيحكم عليهم أحكاماً ثلاثةً في عملٍ واحدٍ: أمّا الأول: فحَبْس لغتهم في لغته سجناً مؤبّداً، وأمّا الثاني: فالحكم على ماضيهم بالقتل محواً ونسياناً، وأمّا الثالث: فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها، فأمرُهم من بعدها لأمره تَبَعٌ. أهـ وحي القلم 3/33-34


ومن تعلم منذ صغره لغة حتى أضحت لغته الأولى فلا بد أن يتعلم جذورها وثقافتها وتاريخ أهلها، فينتمي إليهم ولو لم يكن من بلادهم، وكثير ممن نشئوا من أبناء المسلمين على ألسن الغرب ولغاتهم كان ولاؤهم إليهم أكثر من ولائهم لأمتهم وبلدانهم.
ألا فاتقوا الله ربكم، واعرفوا فضل لغتكم، ومكانتها من دينكم، وقوموا بها ألسن أولادكم؛ فإنها لغة القرآن ولغة الصلاة والعبادة، وكان السلف يعتنون بها، ويؤدبون أولادهم على اللحن فيها، قال الإمام مالك رحمه الله تعالى: (مَنْ تكلّم في مسجدنا بغير العربية أُخرِجَ منه).
وصلوا وسلموا على نبيكم كما أمركم بذلك ربكم...

منقول من موقع الألوكة بتصرف لأجل الإختصار
ومن أراد الاستزادة فليرجع للأصل



توقيع فاطمة أم معاذ

من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق
فاطمة أم معاذ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس