مقرر اليوم التاسع: 21 شعبان 1436
(21)
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رضي الله عنهما -قَـالَ : قَـالَ رَسُـولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (( إنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إلَى اللَّهِ صِيَـامُ دَاوُد ، وَأَحَبَّ الصَّـلاةِ إلَى اللَّهِ صَلاةُ دَاوُد : كَـانَ يَنَـامُ نِصْفَ اللَّيْلِ , وَيَقُومُ ثُلُثَهُ ، وَيَنَـامُ سُدُسَهُ . وَكَـانَ يَصُومُ يَوْماً وَيُفْطِرُ يَوْمـاً )) .
|موضوع الحديث: أحب التطوع بالصيام والصلاة إلى الله تعالى|
شرح الكلمات:
-أَحَبَّ: أشده حبًّا.
- الصِّيَامِ: أي صيام التطوع.
- الصَّـلاةِ: أي صلاة التطوع.
- صِيَـامُ دَاوُد- صَلاةُ دَاوُد: نسبهما إليه؛ لأنه أول من سَنَّهما.
- اللَّيْلِ: المراد به هنا من غروب الشمس إلى طلوع الفجر.
بعض فوائد الحديث:
1- أن الأعمال تتفاوت في محبة الله تعالى لها، وكل ما كان أحبَّ إليه فهو أفضل.
2- أن المحبة من صفات الله تعالى الثابتة له على الوجه اللائق به سبحانه.
3- أن تفاوت الأعمال بحسب حسنها وموافقتها للشرع.
4- أن محبة الله تتفاوت.
5- أن أفضل صيام التطوع أن يصوم يوما ويفطر يوما، وهذا محل الاستشهاد بالحديث.
6- أن أفضل صلاة التطوع أن ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه.
7- قوة نبي الله داود - عليه السلام - في العبادة وحسن تدبيره فيها.
___________________
(22)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه - قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي- صلى الله عليه وسلم - بِثَلاثٍ: صِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ, وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى, وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ.
|موضوع الحديث: ( أنسبه للباب) صيام ثلاثة أيام من كل شهر|
شرح الكلمات:
- أَوْصَانِي: عهد إليّ باهتمام.
- خَلِيلِي: من بلغت محبته خلال قلبي. أي: باطن قلبي. والمراد به: النبي- صلى الله عليه وسلم- .
- بِثَلاثٍ: أي: ثلاث وصايا.
- مِنْ كُلِّ شَهْرٍ: أي شهر قمري.
- رَكْعَتَيْ الضُّحَى: أي الركعتين اللتين تُصليَان في الضحى . وهو : ما بعد ارتفاع الشمس إلى قبيل الزوال.
- أُوتِرَ: أصلي الوتر. وهو ركعة فأكثر من الأوتار إلى إحدى عشر ركعة أختم بها صلاة الليل.
بعض فوائد الحديث:
1- حسن معاشرة النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه وتعاهده إياهم بما ينفعهم
2- فضل صيام ثلاثة أيام من كل شهر والأفضل: أن تكون أيام البيض: ثلاثة عشر، وأربعة عشر، وخمسة عشر.
3- فضل ركعتي الضحى.
4- فضل الوتر قبل النوم، لكن هذا فيمن يخشى ألا يقوم في آخر الليل.
5- أهمية هذه الأعمال الثلاث؛ لوصية النبي - صلى الله عليه وسلم - بها عددا من أصحابه.
6- جواز اتخاذ النبي- صلى الله عليه وسلم - خليلا.
___________________
(23)
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبّـَادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَـالَ: سَأَلْتُ جَـابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ- رضي الله عنهما-: أَنَهَى النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم - عَنْ صَوْمِ يَـوْمِ الْجُمُعَةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ .
* وَزَادَ مُسْلِمٌ : وَرَبِّ الْكَعْبَةِ .
|موضوع الحديث: حكم صوم يوم الجمعة|
شرح الكلمات:
- أَنَهَى: الهمزة للاستفهام والنهي طلب الترك ممن دون الطالب.
- عَنْ صَوْمِ يَـوْمِ الْجُمُعَةِ: أي عن إفراده بالصوم.
نَعَمْ: حرف جواب ؛ لتقرير المسؤول عنه.
- وَرَبِّ الْكَعْبَةِ: خالقها ومعظمها، والواو : للقسم.
بعض فوائد الحديث:
1- النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصيام، والنهي هنا: للكراهة عند جمهور العلماء.
2- جواز الحلف على الفُتيا للمصلحة ولو لم يُستحلَف.
3- حرص السلف على العلم تعلمًا وتعليمًا.
___________________
(24)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه - قَـالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم - يَقُـولُ: (( لا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ, إلاَّ أَنْ يَصُومَ يَوْماً قَبْلَهُ, أَوْ يَوْماً بَعْدَهُ ))
|موضوع الحديث: حكم إفراد يوم الجمعة بالصوم|
شرح الكلمات:
- لا يَصُومَنَّ: لا ناهية. والفعل مبني على الفتح في محل جزم لاتصاله بنون التوكيد.
- يَوْماً قَبْلَهُ: أي مواليًا له.
- يَوْماً بَعْدَهُ: أي مواليًا له.
بعض فوائد الحديث:
1- النهي عن صوم يوم الجمعة إلا أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده مواليًا له.
2- الحكمة التشريع الإسلامي؛ حيث فرَّق بين صوم يومي العيدين ويوم الجمعة.
|تتمة|
*يجوز إفراد يوم الجمعة بالصوم إذا صادف عادة؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: (( لا تخصُّوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصُّوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم )) رواه مسلم