عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-15, 06:14 PM   #8
صوفيا محمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
|طالبة في المستوى الثاني 1 |
افتراضي

[frame="10 10"]
الـــدرس الســابع ✿

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين.. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلىآله وصحبه أجمعين..
أما بعد..
يقول المصنف رحمه الله تعالى:
رابعا: آدابالزمالة، الزميل بمعنى الرديف والصاحب المرافق.
وسيتكلم المصنف هنا على مسألةمهمة ينبغي لنا جميعا أن نتأملها ومن أهمية هذه المسألة نص الشارع عليها في نصوصكثيرة.
قال رحمه الله:"احذر قرين السوء" يعني صاحب السوء، قال:"إن الطبيعةنقالةٌ والطباع سراقة والصاحب ساحب" الطبيعة نقالة يعني كثيرة الانتقال، والطباعسراقة والصاحب ساحبٌ يعني يسحبك إلى طبعه وإلى خلقه.
ثم قال:"والناس مجبولون علىتشبه بعضهم ببعض" والناس مجبولون يعني مخلوقون على تشبه بعضهم ببعض هكذا خُلِقواوهكذا فُطِروا، قال على تشبه بعضهم ببعض هذه المعاني التي ذكرها المؤلف جاءت فينصوص الشرع قال تعالى:" وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْبِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ"، وقال تعالى:" الْأَخِلَّاءُيَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ" وجاء في الصحيح أنالنبي صلى الله عليه وسلم قال:"مثَل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخالكير، فحامل المسك إما أن يحذِيَك –يعني يعطيك- وإما أن تبتاع منه –يعني تشتريمنه- وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منهريحا مُنْتِنَة" وجاء كذلك في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا تصاحب إلامؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقيٌّ" لان أكل الطعام كناية عن طول الصحبة فمن يصاحبكصحبة طويلة ويكون معك من الأخلاء يشاركك في طعامك، وكذلك جاء في السنن حديث النبيصلى الله عليه وسلم قال:"المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" تأملوا قوله "على دين" المرء على دين خليله هذا يدل على أن التأثير فيه شيء من القهر والجبربسبب طبيعة الانسان في الصحبة، وفي ذلك يقول الحكيم: عن المرء لا تسأل وسل عن قرينهفكل قرين بالمقارن مقتدي.
ثم قال رحمه الله:"عليه فتخير من يعينك على مطلبك" ماهو مطلبك أيها المسلم؟ مطلبك الحصول على رضي الله وتتعلمالعلم لتعمل به هذا هومطلوبك، قال:"ويقربك إلى ربك ويوافقك على شريف غرضك ومقصدك فإن الصديق أقسام: صديقمنفعة وصديق لذة وصديق فضيلة فالأولان –يعني صديق المنفعة واللذة- منقطعان بانقطاعموجبهما"يعني صديق المنفعة ينقطع بانقطاع موجب صداقته وهي المنفعة فإذا انقطع نفعكله انقطعك وتركك قد تكون هذه المنفعة مالاً او جاهاً يستفيده بصداقته لك إلى غيرذلك من النافع الدنيوية الزائلة، وصديق اللذة يعني بها صديق الشهوة يصاحبك ماداميتلذذ بالحصول على شهواته ورغباته سواء كانت هذه الشهوات من المحرمات أو منالمكروهات قد يجد لذته معك في الحديث يحادثك عن بعض الامور التي يتحدث بها أهلالدنيا من سفاسف الامور التي لا تعود بالنفع عليه ولاعليك ولا على أحد من المسلمينهذا إن سلِم من الاثم، هذان الصنفان –صديق المنفعة وصديق اللذة- يقطعونك بمجردانقطاع المنفعة واللذة، والاهم من انقطاعهم ليس المقصود في عدم صحبتهم ليس المقصودفقط انقطاع صحبتهم بانقطاع موجبها –لا- هناك شيء أكبر وهو مضرتهم ضررهم عليك صحبتهمإن لم تُنقِص إيمانك لم تزدك إيماناً ولم تقربك من ربك ولا من مقصدك الشريف ولا منغرضك الذي اتخذته لك هدفاً.
ثم قال رحمه الله:"أما الثالث فالتعويل عليه"يعنيبالثالث صديق الفضيلة التعويل عليه يعني الاعتماد عليه فالمؤلف يقول الاعتماد فيالصحبة على الثالث على صديق الفضيلة، قال:"وهو الذي باعث صداقته تبادل الاعتقاد فيرسوخ الفضائل لدى كل منهما" كل واحد منهم يعطي الاخر رسوخا في التحلي بالفضائل وفياعتقادها واهميتها ونِعْم الصحبة هذه، ثم قال:"هذا النوع عملة صعبة يعز الحصولعليها" لكن بحمدالله موجودة هذا النوع موجود، وليس المقصود أن تتحصل على الكامل-لاهذا صعب- حتى أنت أنا وأنت ناقص انا ناقص وانت ناقص لكن نبحث عن الافضل وكلمااقتربت هذه الصفات من درجة الكمال والعلو كلما كان ذاك الصاحب هو الأوْلى وينبغي أننكون عليه أحرص.
ثم قال رحمه الله:"وفي ذلك يقول هشام بن عبدالملك: مابقي منلذّات الدنيا شيء إلا أخٌ ارفع مؤونة التحفظ يني وبينه".
خلاصة هذا الفصل أنالانسان بحسب من يصاحب، فمن جلس مع أهل الغيبة وانتقاد أهل العلم أشغلوه حتما عنالعلم النافع وأشغلوه عن ذكر الله وأشغلوه عن نفع نفسه ونفع أمته وهكذا، ومن صاحبأهل الايمان زادوه إيماناً، فاختر لنفسك ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:"فلينظرأحدكم" الامر مهم يحتاج إلى تأمل "فلينظر" يحتاج إلى اختيار "فلينظر أحدكم منيخالل".
ثم قال رحمه الله:
خامساً: آداب الطالب في حياته العلمية: هذا الفصلمن أهم فصول الكتاب وهو الذي يغفل عنه كثير من الطلبة ويفتقده كثير منا وهي كمايقولون مربط الفرس.
قال رحمه الله:"كِبَر الهمة في العلم" الهمة الباعث والدافععلى الفعل، والمقصود من قوله كِبَر الهمة يعني به علو الهمة، يقول العلماء علوالهمة: أن تستصغر النهاية من معالي الامور فمثلا العلم عالي الهمة يرى الوصول إلىأعلى درجات العلم ويرى مادون ذلك صغيرا فيسلك كل طريق يوصله إلى ذلك لايريد فقط أنيكون طالب علم مثقف –لا- يريد أن يكون إماما في الفقه وإماما في الحديث وإماما فيالتفسير وهذا إذا سلك الطالب السبل الموصلة إلى العلم تحصل على خير عظيم، وكثير منالعلماء بدأوا في سن متأخر ولكن بعزيمة وعلو همة فبلغوا مابلغوا، الامام أبوحنيفةكلكم تعرفونه- بدأ في طلب العلم متأخرا، ابن حزم –وكلكم تعرفونه- بدأ متأخرا وكثيرمن أهل العلم بدأ متأخرا في العلم وبلغ ما بلغ بسبب علو الهمة وسلوك السبلالموصلة.
قال رحمه الله:"ارسم لنفسك كبر الهمة لترقى إلىدرجات الكمال" صاحبالهمة هو الذي يترقى ومن رضي بالدون توقف، قال:"فيجري في عروقك دم الشهامة والركضفي ميدان العلم والعمل" يريد أن يكون كالائمة الكبار، الهمة مرغّب فيها بل جعلالشارع ورتب عليها أجرا وجاء في الحديث:"من هم بحسنة ولم يعملها كتبها الله عندهحسنة كاملة" فالانسان يكون لديه الهمة كل واحد منا لابد أن تكون همته أن يصل الغايةفي العلم والعمل، يكون عالما عابدا تقيا ورعا لايرضى إلا بجنة الفردوس الأعلى معالانبياء والشهداء.
قال رحمه الله:"فلا يراك الناس إلا واقفا على أبواب الفضائلولا باسطا يديك إلا لمهمات الامور" هكذا ينبغي أن يكون المسلم لايتشوّف ولاينظر إلىسفاسف الامور ولا إلى حطام الدنيا الزائل ولغو المجالس وتحليلات أهل الظنونوالاخبار الكاذبة ويتلقّف كلام وسائل الاعلام المزورة والمغشوش منها وتذهب أوقاتهلا علما تعلم ولا أمة نفع، الذي يتعلم العلم ويدرس الناس العلم هذا هو الذي انشغلباحوال المسلمين أما الذي يتتبع الاخبار والظنون الكاذبة وهذا يكذب على هذا وهذايحلل وهذا يظن ثم يقول انا مهتم باحواله هو لم يهتم ولم ينفع المسلمين بشيء.
قالرحمه الله:"وردد مقولة امام اهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله من المحبرة إلىالمقبرة"-الله أكبر- انظروا إلى همة الامام احمد، الامام احمد رحمه الله بلغ مابلغحتى صار امام اهل زمانه في جميع الفنون كان رحمه الله كما قال الشافعي كان اماما فيثمانية أمور –يقول الامام الشافعي يقول عن الامام احمد- اماما في الزهد اماما فيالورع اماما في العلم وهكذا بدأ يعدد، فالامام احمد رحمه الله حاز جميع الفنونالفقه والحديث وكان اماما في اللغة بشهادة الامام الشافعي ومع ها لم يفكر الامامأحمد في الاكتفاء ولم يتوقف عن التحصيل بل يقول من المحبرة وهي آلة الحبر الىالمقبرة يعني سيستمر في التعلم وفي طلب العلم إلى أن يدخل المقبرة ويموت ومما كانيقوله رحمه الله عن المحابر كان الامام احمد يقول: هذه سُرُج الاسلام يعني بالعلميظهر الاسلام ويشع نوره.
ثم قال رحمه الله:"ولا تغلط فتخلط بين كِبَر الهمةوالكِبْر فان بينهما من الفرق مابين السماء ذات الرجع والارض ذات الصدع" يقولون بينكبر الهمة والكبر فرق كبير كما ان هناك فرقا بين السماء والارض، وقوله السماء ذاتالرجع يعني ذات المطر والارض ذات الصدع يعني الشقوق والتصدعات، ثم قال: "فالاولحلية ورثة الانبياء والثاني داء المرضى بعلة الجبابرة البؤساء" –نعم صحيح- كبرالهمة تدفع الانسان لمزيد من العلم والعمل والحفاظ على الوقت يريد ان يكون اماما فيالدين مطيعا لربه ينفع نفسه وامته اما المتكبر فنظره الى نفسه ويزدري الناس –بينهمافرق كبير-.
ثم قال رحمه الله:"النَّهْمة في الطلب" اي الولوع في طلب العلموالتعلق به يقولون هذا منهوم بالعلم يعني لا يشبع من العلم شهوته ولذته متعلقةبالعلم، قال رحمه الله:"عليك بالاستكثار من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم" ماهوميراث النبي صلى الله عليه وسلم؟ ميراثه العلم، "الانبياء لم يورثوا ديناراولادرهما وإنماورّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر"، قال رحمه الله:"وابذل الوسع فيالطلب والتحصيل والتدقيق" تطلب وتحصل حفظا وفهما وتدقق لمعرفة الصواب من الخطأ، ثمقال:"ومهمابلغت في العلم فتذكر قول القائل كم ترك الأول للاخر" يعني اذا خالجتكنفسك وغرتك بانك وصلت وبلغت مرتبة عالية وحزت على علم غزير فتذكر قول القائل كم تركالاول للاخر ترك علما كثيرا أليس كذلك؟ فكذلك انت تركت علما كثيرا وفاتك علم كثير "وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا "وقال تعالى:" وَفَوْقَ كُلِّذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ "، ثم قال: "وقول الشافعي -يعني تذكر قول الشافعي رحمهالله-كلما ازددت علما زادني علما بجهلي" هكذا الانسان كلما اطلع على العلم وعرف سعةالعلم وعرف عمقه وعرف كثرة فنونه وفروعه احس بالقصور والجهل وعلم ان العلم واسعوانه لم يحط به وكلما قل علمه احس بالكمال لانه لايعرف الا القليل فيظن ان العلومهذه فقط ويظن نفسه عالما.
ثم قال رحمه الله:"الرحلة للطلب" هذه من آداب الطالبفي حياته العلمية يعني الارتحال وقصد أماكن العلم، قال:"إذا أردت أيها الطالب أنتتأهل في العلم فلابد من رحلة الى اهل العلم لان هؤلاء العلماء الذين مضى وقت فيتعلمهم وتعليمهم والتلقي عنهم لديهم من التحريرات والضبط والنكات العلمية والتجاربمايعز الوقوف عليه وعلى نظائره في بطون الاسفار" –هذا صحيح- وقد تكلم العلماء علىالرحلة لاجل طلب العلم كلاما كثيرا لكن الخلاصة هذه الاشرطة والاتصالات الحديثةتؤدي جزءا كبيرا من مهمة الرحلة لاتحل محله لكن تمتاز الرحلة بالتفرغ والبعد عنالملهيات وكذلك تمتاز الرحلة بالمشاهدة تعلم السمت وغير ذلك لكن عموما هذهالاتصالات الحديثة سدت مسدّا كبيرا ومن استغلها مع توجيه صحيح من طالب علم متقدمعليه في الطلب اقول يكاد يبلغ الغاية المرجوّة من الرحلة وقوله في بطون الاسفارالاسفار جمع سفر يعني الكتاب الكبير.
قال:"واحذر القعود عن هذا على مسلكالمتصوفة البطالين الذين يفضلون علم الخِرق على علم الورق"يعني علم التصوف والتربيةوالعبادة التي تؤخذ عندهم بالاجازة بالخرق كما سيأتي الاشارة إليه، وعلم الورق يعنيبه العلم الشرعي كتابا وسنة، قال:"فإنهم لا للاسلام نصروا ولا للكفر كسروا بل فيهممن كان بأسا وبلاءً على الاسلام" هناك فرقة تسمى الصوفية وهذا الاسم يطلق تارة يرادبه فئة من أهل الحق وتارة يراد به فئة من أهل الضلال وغالب من يسمون بالصوفية فيهذا العصر والزمن من أهل الضلال غالبهم، انحرفت عن مفهومها عند السلف وفسدت وعلى كلحال وباختصار عندهم مقامات ودرجات يكون البلوغ إليها بأخذ خرقة يدعون أنها من عليرضي الله عنه وأن النبي صلى الله عليه وسلم لما علم عليا أعطاه هذه الخرقة فصاروايتوارثونها وهي بمرتبة الاجازة عند أهل العلم يعني اجازة في التربية والتزكيةوالسلوك وهم طبقات الصوفية طبقات وفرق وأنواع لكن أكثر كلامهم خرافات لاصحة له وقدأضروا بالاسلام كثيرا والان كثير منهم في الفضائيات يحلل ويحرم تارة ويفسر أحلاماتارة اخرى ويتعبدون لله بما لم يشرعه بل وقعوا في كفريات وشركيات، والخلاصة لايوجدعبادة بغير علم أهل الجهل لا يؤخذ منهم دين ولاحكم تجدهم يقولون أنتم تأخذون منالاموات تدرسون على أيدي البر والبشر يموتون " إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْمَيِّتُونَ" ونحن نأخذ العلم من الحي الذي لايموت نتلقاه من رب العزة والجلالمباشرة الكلام على هذه الخرافات والضلالات يطول والله المستعان، لونشر أهل العلمالعلم لقل هذا الشر لكن التقصير في الحقيقة من جانب طلبة العلم قلة من العلماءانظروا كم عدد الامة وكم عدد العلماء فيها قلة، لذلك من اوجب الواجبات في هذا الزمنتعلم العلم ونشر العلم يتعلمه ويعلمو هكذا كان الصحابة رضي الله عنهم كانوامايتعلمونه في النهار يعلمونه في اخر النهار.
قال رحمه الله:"حفظ العلم كتابة،اعلم ان تقييد العلم بالكتابة امان من الضياع وقصر لمسافة البحث عند الاحتياج" الذيلايكتب ولايدون المسائل ترتيبا وتلخيصا يفوته العلم هذا امر مجرب، قال:"لاسيمامسائل العلم التي تكون في غير مظانها" يعني في غير اماكنها مثلا قد تجد كلاما دقيقافي علم الحديث فائدة في علم المصطلح يذكرها ابن مصلح في الاداب الشرعية دوِّن هذاعلى طرة كتابك، وانت تقرا في تفسير الحيان في تفسير القران قد تمر عليك فائدة تتعلقبعلم الصرف او بعلم النحو دوِّنها وانقلها في الدفتر المخصص لفوائد النحو وانت تقرامثلا في شرح ابن رجب على البخاري قد تمر عليك قائدة في المذهب في الفقه خذها ودونهافي موضعها في المتن الفقهي وهكذا.
يقول رحمه الله:"ومن أجلّ فوائده أنه عند كبرالسن وضعف القوى يكون لديه مادة تأخذ منها مادة تكتب فيها بلا عناء في البحثوالتقصي ويكون ذلك بأمرين-يعني يكون تقييد الفوائد على طريقتين-"يعني يدون الفوائدفاذا كبر في السن وأراد أن يبحث أو يكتب وجد عنده من الفوائد واللطائف مايستحق انيدوّن جمعها على طرة كتبه على طرة كتابه، قال:"يكون ذلك بأمرين: الاول اجعل لكمذكرة مذكرة تقييم الفوائد –يمكن هنا فيه خطأ مطبعي- مذكرة لتقييم الفوائد والفرائدوالابحاث المنثورة في غير مظانها، الثاني استعمال غلاف الكتاب لتقييد مافيه من ذلكثم تنقل مايجتمع لك في مذكرة مرتبا على الموضوعات مقيدا اسم المسألة واسم الكتابورقم الصفحة والمجلد واكتب على ماقيدته نُقِلَ حتى لايختلط مع غير مانقل" لماذاتكتب بعد النقل نُقِل؟ لانك احيانا قد تكتب استدراكا او تعليقا من عندك أو تأملاظهر لك فاذا لم تكتب بعد المنقول نُقِل سيختلط عليك حينئذ ماكان من تعليقك وماكانمنقولا من عند غيرك، قال:"قال الشعبي اذا سمعت شيئا فاكتبه ولو في الحائط" اذن ذكرطريقتين الاولى ان تجعل في جيبك –هذا عندما قال اكتبه ولو في الحائط من بابالمبالغة يعني من باب الحرص على عدم ترك اي فائدة.
هذا الفصل ذكر فيه المصنفطريقتين الاولى ان تجعل في جيبك مذكرة تكتب فيها مايعترضك من الفوائد والطريقةالثانية على غلاف الكتاب ثم تنقله على مذكرة مرتبة على اقسام العلوم هناك طريقةثالثة بعضهم يكتب الفوائد على غلاف او في غلاف كل كتاب يقرأه، اذا قرأ مثلا في كتابمدارج السالكين مثلا او قرأ في شرح الحلية كتب على أول صفحة في الحلية صفحة 45 قيدمهم في تعريف العدالة او يكتب صفحة 70 تصوير لمسألة التورق ونحو ذلك هذا معروف منالقديم إلى زماننا هذا، حتى الشيخ ابن العثيمين له كتاب كان يقيد فيه الفوائد اسمهافوائد الفرائد او شيء من هذا القبيل والشيخ الرجحي له كتاب في تقييد الفوائد والشيخالعباد له كتاب في تقييد حتى المعاصرين هذه طريقة مسلوكة ومعروفة.
قال رحمهالله:"حفظ الرعاية" يعني حفظ اهتمام وملاحظة واداء حقوق، قال:"اجعل حفظك للعلم حفظرعاية لا حفظ رواية" حفظٌ مع أداء الحق من العمل والتصديق والتبليغ لافقط رواية دونفقه وعمل هذا ليس مقصودا، قال:"فان رواة العلوم كثير ورعاتها قليل" هذا صحيح فمنيعطي العلم حقه قليل والله المستعان-اللهم اجعلنا من اهل العلم العاملين- قال رحمهالله:"ولايكون ذلك الا بالعمل والاتباع"يعني كيف تعطي العلم حقه؟ كيف تحفظه حفظرعاية؟ قال: "بالعمل والاتباع و والبعد عن المفاخرة والمباهاة به والا يكون القصدفي ذلك نيل الرئاسة واتخاذ الاتباع وعقد الجمالس" عقد المجالس يعني بها اقامةالمجالس ليجلسوا حوله ويعظمونه ويعظموه ويظهر علمه وليقصده الناس لاجل هذه المقاصدالسيئة، قال:"وسبيلا إلى نيل الاغراض واخذ الاعواض" الاعواض جمع عوض المقصود به هناالمعنى العام قد يكون عوضا ماديا او معنويا مقابل علمه كأن يتحصل على جاه أو علىمنصب و نحو ذلك، قال:"فالاخلاص الاخلاص في الطلب وحسبك به" يعني حسبك وكافيك انتطلب العلم بالاخلاص، لمن؟ لرب العزة والجلال.
وللواحد منا ان يتأمل لنفرض انجميع البشرية بل جميع المخلوقات من انس وجن وملائكة وجميع ماخلق الله لو كلهم رضواعنك واثنوا عليك لكن رب العزة والجلال لم يرض عنك وكنت عنده مذموما، هل استفدناشيئا؟ لم نستفد شيئا فان البشر لايملكون لانفسهم نفعا ولاضرا فضلا عن ان يملكوالغيرهم، ولو ان البشر كلهم لم يعرفوا مقدارك ولم يعطوك حقك ولكن رب العزة والجلاليثني عليك في الملا الاعلى تعرفك الملائكة ويعرفك ملك الملوك، هل خسرت ولا ربحت؟ لاربحنا ربحا عظيما وقد تكلمنا عن شيء من هذا في اول الكتاب.
قال رحمه الله:"تعاهدالمحفوظات" يعني ماتحفظه من النصوص والمتون، قال:"تعاهد علمك من وقت الى اخر" يعنيراجعه وكرره وتعاهد المحفوظات يختلف من محفوظ لاخر بعضها بقراءته يعني كمراجعةالصحيحين مثلا او البلوغ وبعضه بتكراره كبعض المواضع التي فيها ضعف في الحفظ وبعضهابالنظر للتلخيص كبعض مسائل الفقه وبعضها بسرد المحفوظ غيبا كبعض المنظومات وكمراجعةالقران الكريم وهكذا، وللناس في ذلك طرائق فمنهم من يراجع يوميا بمقدار ساعة اوساعتين فقط للمحفوظات والباقي للدراسة ومنهم من يجعلها كل اسبوع فيسرد يوم الجمعةصباحا مثلا محفوظاته وينظر فيها اربع ساعات ومنهم من يجعلها يومين في الاسبوع لكليوم ساعتان الى آخره منهم من يسجلها بصوتع ويسمعها في طريقه عندما يقود سيارتهواثناء مهنته في البيت او اثناء الطبخ وهكذا.
قال رحمه الله:"فان عدم التعاهدعنوان الذهاب مهما كان" هذا صحيح من كان فقط يحفظ ويستمر في الحفظ ويذهب دون مراجعةلم يستفد ولهذا كانوا يقولون اجعل الوقت قسمين قسم للمراجعة وقسم للجديد،قال:"وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم انما مثل صاحب القران كمثل صاحب الابل المعقلةان عاهد عليها امسكها وان اطلقها ذهبت" هذا الحديث في الصحيحين هذا حديث ابن عمررضي الله عنه، وصاحب القران اي الحافظ له عن ظهر قلب شبهه النبي صلى الله عليه وسلمبصاحب ابل مربوطة بالعقال العقال الحبل الذي تربط به الابل، وجه الشبه بينهما هو فيالتعاهد فصاحب الابل اذا تعاهدها بالربط امسكها وبقيت عنده وانتفع بها وان اطلقهاوفك عقلها انفلتت منه وذهبت فكذلك صاحب القران ان تعاهد القرءان وراجع القرءان ثبتالقرءان وكان عنده وامسك به واستفاد منه تاملا وتدبرا وقياما بالليل ومراجعة فياوقات الانتظار ونحو ذلك وان اهمله تفلت منه القرءان وصارت القراءة فيها مشقة عليهتصعب عليه فان احتاجه لم يستطعه.
قال رحمه الله:"فاذا كان القرءان الميسر يذهباذا لم يتعاهد فما ظنك بغيره من العلوم المعهودة" القرءان ميسر ومحفوظ قالتعالى:""يسرناالقرءان للذكر سهلناه للحفظ وللاداء عمل تجد الملايين من العجم ممنلايعرف كلمة واحدة من كلام العرب ولايفهم كلام العرب تجده يحفظ القران من الفاتحةالى سورة الناس لايخلو منه حرفا مع هذا اوصى المصطفى صلى الله عليه وسلم بمعاهدتهفكيف بغيره من العلوم التي فيها شيء من الصعوبة.
قال رحمه الله:"وخير العلومماضبط اصله واستذكر فرعه وقاد الى الله تعالى ودل على مايرضاه" هذه الجملة لابنعبدالبر رحمه الله ذكر ثلاثة صفات الاولى ضبط الاصل بالحفظ والتقسيم بخرائط ذهنيةوتلخيص مثلا فرائض الوضوء ستة يحفظها ويكتبها ويجعلها في خريطة ذهنية هذه اول خطوةثم يستذكر الفرع ماهي ادلته هذه الفرائض وماهو خلاف العلماء فيها، اذا كان ضابطاللفرائض في الاصل سيسهل عليه البناء واذا لم يضبط الاصل لم يستذكر الفرع ثم قالوقاد الى الله ودل على مايرضاه-الله اكبر- هذا الذي لايقرب الى الله ليس بخيرالعلوم، العلم ماقرب الى الله عملا فمثلا بعدما عرفت فرائض الوضوء وصفة الوضوءالكاملة اذا لم تفعل ولم تطبق ماتعلمته مالفائدة؟ واذا تعلمت ان سنن الوضوء كذاوكذا فقمت وعملت بها وعلمت احكام الصلاة فصليت، كنا قديما اذا راينا طالب العلم منبين الناس نعرف انه طالب علم من خلال سمته وصلاته وخشوعه لايترك شيئا من السنناقباله على الله عنده المراقبة يعرف عظمة الله ويعرف علم الله وحلمه وحفظه لهذهالشريعة واذا تعلم احكام العفو والصفح قام بها واذا احكام النصوص والايات التيتتكلم عن التهجد وقيام الليل قام بها هذا هو خير العلوم ماضبط اصله ةاستذكر فرعهوقاد الى تعالى ودل على مايرضاه المولى جل وعلا.
ثم قال رحمه الله:"التفقهبتخريج الفروع على الاصول" المقصود بتخريج الفروع على الاصول عرض الاصول والقواعدبعد ضبطها وتفريع المسائل عليها يذكر تحت كل قاعدة مايتفرع عنها من مسائل سواء كانذلك على اكثر من مذهب اوعلى مذهب واحد، قد الفت كتب كثيرة في ذلك منها مفتاح الوصولللتلمسان المالكي منها التمهيد في تخريج الفروع للاسنوي الشافعي ومنها القواعدوالفوائد الاصولية لابن اللحام الحنبلي وغيرها، وهذا الفن لا يقرا الا بعد المرورعلى متن فقهي يتصور فيه الطالب الفروع الفقهية ومن ولج في هذا الفن تخريج الفروععلى الاصول قبل دراسة الفقه بالتصوير والتقرير والتدليل وقع حينئذ في تناقضاتوشذوذات، هذا العلم مع اهميته وجلالته الا انه يحتاج لحصيلة علمية جيدة من النصوصومن اقوال العلماء وتصرفاتهم ومن اكبر واعظم اسباب الفتاوى الشاذة في هذا الزمن هوولوج واقتحام صغار طلبة العلم لهذا الفن دون ان يتهيأوا له هذا العلم زبدة وخلاصةعلم اصول الفقه وهو تطبيق عملي لعلم اصول الفقه.
ثم قال رحمه الله:"تحلى بالنظروالتفكر والفقه والتفقه" يعني الكلام على هذا يطول لكن يجمعها تأمل الكلام ثم النظرفي كلام اهل العلم ثم المقارنة بينها بالتقليب والتبصر فيه، قال رحمه الله:"لتصلباذن الله الى مايسميه الفقهاء فقيه النفس وهو الذي يعلق الاحكام بمداركها الشرعية" فقيه النفس يعنون به الاستعداد الفطري للفهم يعني له قوة وتبصر في الجمع بينالنظيرونظيره والتفريق والترتيب ومن احسن ماعرّف به-يعني فقيه النفس- قول الغزاليرحمه الله: اذا تكلم فقيه النفس اذا تكلم في مسألة لم يسمع بها من قبل فكلامه فيهاككلامه في مسألة درسها من قبل، يجري بها على قواعد اهل العلم، قال:"فعليك بتخريجالفروع على الاصول وتمام العيانة بالقواعد العامة" هذا العلم هو الفقه حقيقة لكنكما قلت يتجاسر عليه الطالب في بداية علمه فيقع في اشكالات كثيرة فيضر نفسه ويضرغيره، لذلك لايتجاسر عليه الطالب الا بعد مايحصل جملة من العلوم ومانراه الان عندبعض الطلاب يسمى فوضى، يفتي في مسائل فيها نصوص من الشرع نص الشارع عليها حلا اوحرمة فيفتي بخلاف النص وبخلاف كلام اهل العلم ويأتي بمسالك وبعلل لم يسلكها اهلالعلم الكبار بسبب قلة تحصيله لم ينتبه للفروق ولم يعرف مقصود الشارع.
قال رحمهالله:"واجمع للنظر في فرع مابين تتبعه وافراغه في قالب الشريعة العام من قواعدهاواصولها المطردة" هذه القراعد والضوابط تجعل الطالب مطردا غير متناقص يجري في مضمارالفقهاء، قال:"كقواعد المصالح ودفع الضرر والمشقة وجلب التيسير وسد باب الحيل وسدالذرائع فان هذا يسعفك في مواطن المضائق" الكلام على هذا يأتي في مرحلة متقدمة بعددراسة شيء من المختصرات شرح هذه المصطلحات يصعب في هذا الموضع لكن الخلاصة العلملايقتصر على دراسة فروع الفقه واصول الفقه النظري بل هذه قاعدة واساس ينطلق منهاالطالب بعدها لضبط هذه القواعد واستنباط الاحكام من نصوص الشرع بواسطتها واذا تعرضتله نازلة عرض النازلة على نصوص الشرع وعلى هذه القواعد وعلى مقاصد الشريعة حينئذيتحصل على نتيجة صحيحة سليمة على طريقة الفقهاء هذا في الحقيقة مستوى عالي.
قالرحمه الله:"فالفقيه هو من تعرض له النازلة لانص فيها فيقتبس لها حكما" هذا مايسمونه بالنازلة والنوازل تحتاج الى فقهاء، قال:"ولشيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذهابن القيم رحمهما الله فصول مهمة في ذلك من نظر في كتب هذين الامامين سلك به النظرالى التفقه طريقا مستقيما" صدق رحمه الله ابن تيمية افقه بكثير من ابن القيم كلاهافقيه لايشق له غبار، قال رحمه الله:"اللجوء الى الله في الطلب والتحصيل" هذا اولالاصول في اداب الطلب والتحصيل هذا هو الاول وهذا الذي نغفل عنه كثيرا ومن ولج منهسبق غيره وقد تأثرت من قصة لتلميذ للامام احمد يقولون لما مرض الامام احمد ودنااجله التف حوله تلامذته وقالوا يااما من نسأل بعدك؟ فقال اسألوا عبدالوهاب بنالوراّق فقالوا له: ياامام يعني هذا الرجل ليس باعلمنا، كانهم تقالّوا علمه فقاللهم الامام احمد كلة عظيمة قال رحمه الله: انه رجل صالح مثله يوفق لاصابة الحق،اترككم مع هذه الجملة لتأملها انه رجل صالح ليس باعلمهم لكن رجل صالح مثله يوفقلاصابة الحق، هذا باب نغفل عنه.
قال رحمه الله:"لا تفزع او تكترث اذا لم يفتح لكفي علم من العلوم" يعني اذا لم تتقن علما من العلوم وتسهل عليك طرقه قال:"فقد تعاصتبعض العلوم على بعض الاعلام المشاهير" هذا مشهورجدا كانوا يصرحون بهذا، قال:"فضاعفالرغبة"يعني العزيمة قال:"وافزع الى الله في الدعاء واللجوء اليه والانكسار بينيديه" فمن الذي عنده علم كل شي؟ ومن الذي بيده كل شيء؟ رب العزة والجلال، فاذاسألته اعطاك ولذلك قال الله لنبيه:" وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا "
ونكتفي بهذاالقدر.. والله تعالى أعلم.. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعينوالحمدلله رب العالمين
[/frame]



توقيع صوفيا محمد
اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة
صوفيا محمد غير متواجد حالياً