عرض مشاركة واحدة
قديم 23-07-09, 10:59 PM   #41
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي من أدوات الإعراب (إن)

من أدوات الإعراب (إن)

الأداة قبل الأخيرة (إن)، إن أنواع: شرطية نحو (إن تقم أقم)، الثانية (نافية) نحو إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا .
إن أنواع: شرطية نحو (إن تقم أقم) إن حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب (تقم) فعل مضارع مجزوم؛ لأنه فعل الشرط (والفاعل) ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنت) (أقم) فعل مضارع مجزوم؛ لأنه جواب الشرط والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنا) والجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
الثانية (نافية) نحو إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا إن النافية في لغة جمهور العرب ليس لها عمل ما تعمل، ولو وقع بعدها جملة اسمية ففي هذه الآية الكريمة إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا المعنى والله أعلم (ما عندكم من سلطان) يعني من حجة، فإن هنا نافية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب. (عند) ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم. وهو مضاف (والكاف) مضاف إليه ضمير متصل مبني على الضم في محل جر. (والميم) علامة الجمع. إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ مِن: حرف زائد إعرابا مؤكد معنى. سلطان مبتدأ مؤخر.
طيب من يكمل لي هذا الإعراب . أنا أعطيتكم القاعدة بإعراب حرف الجر الزائد . ها نعم ............. أحسنت . يقول سلطان مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة منعا من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف جر الزائد. إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا (الباء) حرف جر (وها) حرف تنبيه و(ذا) اسم إشارة مبني على السكون في محل جر (والجار والمجرور) متعلق بمحذوف صفة لسلطان. (صفة لسلطان) لأنه مر علينا إن الجار والمجرور إذا وقع بعد نكرة يصير صفة.
هذه هي (إن) النافية. ما حكمها؟ لا تعمل في لغة. نعم - في لغة جمهور العرب. إلا أهل العالية على الخلاف في المراد بهم. قيل إن أهل العالية قبائل في عوالي المدينة يرفعون بها الاسم وينصبون بها الخبر. ومما أثر عنهم من نثرهم أنهم قالوا (إن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية) (إن أحد خيرا) لما قالوا خيرا دليل على أنها رفعت الاسم (أحد) ونصبت الخبر (خيرا) (إن أحد خيرا من أحد إلا بالعافية).
المعنى الثالث (لإن) زائدة نحو (ما إن زيد قائم) زائدة لإيه؟ لتوكيد النفي. لأن أصل (ما) نافية. إذ إن لتوكيد النفي فتقول (ما) نافية مهملة. ما العمل هنا ما؟ والذي أبطل عمله مجيء (إن) بعدها يبطل عملها كما قال (ابن مالك): إعمــال ما إعمــال ليــس
أعملــــــت مـــا دون إن
يعني إذا جاءت (إن) أبطلت عمل (ما). إذن (ما) هنا مالها عمل.
فتقول (ما) حرف نفي مهمل (إن) زائدة للتوكيد. (زيد) مبتدأ (قائم) خبر قائم خبر. متى زيدت هنا (إن) قبل ما ولا بعدها؟ بعدها. طيب قد تزاد قبله وإذ زيدت قبلها يعني إذا جاءت (إن) قبل (ما) قصدي تصير (إن) شرطية (وما) هي الزائدة . تنعكس المسألة. كما في قول الله تعالى وَإِمَّا تَخَافَنَّ أصلها (وإن ما) أين الزائدة الآن؟ (ما) وعلى هذا نأخذ قاعدة.
إذا اجتمعت (إن وما) فإن تقدمت (إن) فالزائد ها - (ما) وإن تقدمت ما فالزائد (إن) ومخففة من الثقيلة نحو وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ ونحو إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ "إن كل نفس لمَا عليها حافظ" في قراءة من خفف الميم.
هنا تلاحظون أن (ابن هشام) مع أن الرسالة مختصرة مثل (لإن) المخففة بمثالين. وهذا يمكن ماله نظير بالرسالة. لماذا مثل لـ (إن) المخففة بمثالين. والجواب أن (إن) في الآية الأولى عاملة وفي الثانية غير عاملة. (إن) المخففة. أنتم تعرفون (إن) تنصب الاسم وترفع الخبر فتخفف ومعنى التخفيف أنه يزال تشديدها ويؤتى بدله بالسكون. فبدل ما تصير إن. بدل ما هي (إن) تصير (إن).
إذا خففت ما الذي يحدث لها؟ يبطل عملها. يصير الذي بعدها مبتدأ مرفوعا وخبرا مرفوعا . ما العمل؟ مثل لو قلت (إن زيد لقائم) فإن مخففة من الثقيلة مهملة (زيد) مبتدأ (اللام) فارقة. (قائم) خبر.
وقد تعمل تنصب الاسم كما في الآية الثانية التي ساقها ابن هشام ولكن عملها إيش؟ قليل. يقول (ابن مالك) ............................
وخففت (إن) فقل العمل

طيب الآية الأولى التي ساقها ابن هشام وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ هنا القراءة المشهورة عندنا إن الآية في سورة هود (وإن كلا) إذن على القراءة المشهورة ليس في الآية شاهد لبحثنا . لأن بحثنا فيه إن المخففة. وقراءتنا هذه قراءة (حفص عن عاصم) هذه مشددة المثقلة. هذه ما لنا فيها بحث.
إنما البحث على قراءة التخفيف وهي قراءة (نافع المدني - وابن كثير المكي - وأبي بكر) فقرأ ثلاثة من السبعة قرأوها بالتخفيف يعني بالتسكين. فقالوا (وإن كلا) الإعراب (إن) مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر لأنها عاملة (كلا) اسمها منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والجملة بعدها هي الخبر.
في قوله تعالى (إن كل نفس لمَا عليها حافظ) ابن هشام يقول في قراءة من خفف الميم. من خفف الميم. (عاصم وحمزة وابن عامر) قرءوا بالتثقيل إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ لما لكن على قراءة من عدى هؤلاء وهم بقية السبعة (إن كل نفس لمَا).
الإعراب على كلامهم: (إن) مخففة من الثقيلة مهملة (كل) مبتدأ مرفوع بالضمة (كل) مضاف. (ونفس) مضاف إليه. (لمَا) بالتخفيف مثل ابن هشام (لما) (اللام) صلة للتوكيد. يعني ما أقصد يا إخوان وأقول لام (اللام) للتوكيد (وما) التي بعد (اللام) صلة للتوكيد (عليها حافظ) (عليها) خبر مقدم (وحافظ) مبتدأ مؤخر والجملة في محل رفع إيش؟ خبر المبتدأ لأنه لو قلنا (إن) هنا غير عاملة. خبر المبتدأ الذي هو (كل). يقولون والتقدير (إن كل نفس لعليها حافظ) لعليها . ليه نقول لعليها؛ لأنهم قالوا إن ما - إنها صلة للتوكيد - هذه على قراءة من خفف وهي التي يتم بها الاستدلال على أن (إن) مخففة من الثقيلة. ومهملة وهذا غرض ابن هشام من الآية.
أما على قراءة عاصم وحمزة وابن عامر فليس في الآية شاهد لماذا؟ لأن (إن) نافية. إن نافية ما مر علينا قبل قليل أن (إن) تجيء نافية؟ هذا نافية على قراءة التثقيل. تثقيل (لما) والإعراب (إن) نافية حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (كل) مبتدأ (نفس) مضاف إليه (لما) بمعنى (إلا) يعني حرف إثبات بمعنى (إلا) (وعليها حافظ) خبر المبتدأ.
إذن ما في فرق بين القراءتين إلا هل (إن) نافية أو أنها مخففة من الثقيلة، والذي على كلا القراءتين (كل) مبتدأ وعلى كلا القراءتين جملة (عليها حافظ) خبر المبتدأ هذا معنى كلام ابن هشام.



توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس