عرض مشاركة واحدة
قديم 19-02-09, 12:18 AM   #24
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon62 تابع التفريغ للشريط السادس .........

المتن :


الإسرائيليات


الإسرائيليات : الأخبار المنقولة عن بني إسرائيل من اليهود وهو الأكثر ، أو من النصارى . وتنقسم هذه الأخبار إلى ثلاثة أنواع :

الأولى : ما أقره الإسلام ، وشهد بصده فهو حق .

مثاله : ما رواه البخاري وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع ، وسائر الخلائق على إصبع فيقول : أنا الملك ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الزمر:67) (1)

الثاني : ما أنكره الإسلام وشهد بكذبه فهو باطل مثاله ما رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها ، جاء الولد أحول ؛ فنزلت : (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ )(البقرة: الآية 223) (2)

الثالث : ما لم يقره الإسلام ، ولم ينكره ، فيجب التوقف فيه ، لما رواه البخاري (3) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ، وقولوا: ( آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ)(العنكبوت: الآية 46) الآية ، ولكن التحدث بهذا النوع جائز ، إذا لم يخش محذور ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده م النار " رواه البخاري (4) .

وغالب ما يروى عنهم من ذلك ليس بذي فائدة في الدين كتعيين لون كلب أصحاب الكهف ونحوه .

وأما سؤال أهل الكتاب عن شئ من أمور الدين ، فإنه حرام لما رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ ؛ فإنهم لن يهدوكم ، وقد ضلوا ، فإنكم إما أن تصدقوا بباطل ، أو تكذبوا بحق ، وإنه لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني " (5).

وروى البخاري (6) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال : يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شئ ، وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله محضا ، لم يشب ، وقد حدثكم أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتاب الله ، وغيروا ، فكتبوا بأيدهم ، قالوا : هو من عند الله ؛ ليشتروا بذلك ثمنا قليلا أو لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ؟ فلا والله رأينا رجلا منهم يسألكم عن الذي أنزل إليكم.

شرح الشيخ :

الاسرائيليات منسوبة الى اسرائيل وهو احد الانبياء عليهم الصلاة والسلام , لكن سمي ما ينقله بنو اسرائيل بانه اسرائيليا , من باب النسبة الى المضاف اليه لا الى المضاف , وذكر علماء النحو ان النسبة الى المضاف اليه تكون اما لهما مركبين واما الاول اذا كان اشهر واما للثاني .


الاسرائيليات منقولة عن بنو اسرائيل من اليهود ام من النصارى ؟

لقوله تعالى

-( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين )- [الصف/6]
فالنصارى هم من بنو اسرائيل , فما نقل عن بنو اسرائيل هو اسرائيلي

تنقسم الاسرائيليات الى ثلاثة اقسام :

1" ما أقره الاسلام وشهد بصدقه فهو حق , مثاله:
مثاله : ما رواه البخاري وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع ، وسائر الخلائق على إصبع فيقول : أنا الملك ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)

اذا النبي ضحك سرورا بما قال الحبر وتصديقا لقوله , هذا النوع من قصص بني اسرائيل حق ومقبول بشهادة السنة

2" ما انكره الاسلام وشهد بكذبه , فهذا مردود , مثاله :
ما رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: كانت اليهود تقول إذا جامعها من ورائها ، جاء الولد أحول ؛ فنزلت : (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ )(البقرة: الآية 223)

في هذه الآية اشارة الى ان المأذون فيه لا يمكن ان يحدث شرا , وهذا نشير الى الحديث الموضوع المكذوب عن الرسول عليه الصلاة والسلام ,ان لحم البقر داء , ولبنها شفاء

لايمكن ان يكون لحمها داء وقد احله الله تعالى , كيف يحله الله وهو يجلب الامراض ؟

3" ما لم يقره الاسلام ولم ينكره , مثاله :

رواه البخاري (3) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم ،

وقولوا: ( آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ)(العنكبوت: الآية 46)

قوله يقرؤون التوراة بالعبرية ويفسرونها بالعربية دليل على ان الترجمة هي التفسير

وقوله : لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم , لانه لو صدقتموهم قد تصدقوهم بباطل , وان كذبتموهم فقد تكذبوهم بحق , ولكن قولوا :

-( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون )- [العنكبوت/46]

ولكن التحدث بهذا النوع جائز اذا لم يخش المحذور , لقول النبي صلى الله عليه وسلم : بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار

الآن ما موقفنا مما يتحدث به بنو اسرائيل ولم يقره القرآن ولم ينكره ؟

التوقف , نتوقف فيه , لكن لا بأس ان نتحدث به بدون ان نعتقد مدلوله , لانه قد يكون فيع عبر وقصص قد تنفعنا
وغالب ما يروى عنهم ليس فيه فائدة بالدين , مثاله :
تعيين لون كلب اصحاب الكهف ونحوه ..

اذن هذه اخبار لا نصدقها ولا نكذبها . واما سؤال اهل الكتاب عن شئ في الدين فانه حرام , فان قيل اليس بعض الناس يذهب الى امريكا ليأخذ شهادة الدكتوراه في الفقه , عجيب , متى كانت امريكا تعرف الفقه الاسلامي حتى يؤخذ منها ,؟ يقولون ان فيها علماء مسلمين ساكنون هناك , يعلمون الناس الفقه , فان صح هذا فاننا لم نسأل بني اسرائيل وانما اخذنا عن رجل من امة محمد عليه الصلاة والسلام

لما رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ ؛ فإنهم لن يهدوكم ، وقد ضلوا ، فإنكم إما أن تصدقوا بباطل ، أو تكذبوا بحق ، وإنه لو كان موسى حيا بين أظهركم ما حل له إلا أن يتبعني

اي لو كان موسى حيا فانه حرم عليه ان يخالف النبي صلى الله عليه وسلم

وروى البخاري (6) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال : يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شئ ، وكتابكم الذي أنزل الله على نبيكم صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله محضا ، لم يشب ،( لماذا هو احدث الاخبار ؟ لانه آخر ما نزل ) ( خالص ما فيه زيادة وتشويه ولا نقص )

وقد حدثكم أن أهل الكتاب قد بدلوا من كتاب الله ، وغيروا ، فكتبوا بأيدهم ، قالوا : هو من عند الله ؛ ليشتروا بذلك ثمنا قليلا أو لا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم ؟ فلا والله رأينا رجلا منهم يسألكم عن الذي أنزل إليكم.

هذا كلام عظيم , فيه التحذير وفيه الاغراء , هم ما يسألونكم عما انزل اليكم فكيف تسألونهم , وفي هذا نعي لعقول من في عصرنا


يتبع الشريط السابع .

والحمد لله رب العالمين ....
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc الشريط 6.doc‏ (142.5 كيلوبايت, المشاهدات 929)

التعديل الأخير تم بواسطة إيمان مصطفى عمر ; 21-02-09 الساعة 02:26 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً