عرض مشاركة واحدة
قديم 20-05-15, 07:36 AM   #2
أروى آل قشلان
|تواصي بالحق والصبر|
افتراضي

أما الدين الإسلامي فقد أخرج الخلق من ظلمات الجهل والكفر والظلم والعدوان وأصناف الشرور إلى نور العلم والإيمان واليقين والعدل والرحمة وجميع الخيرات
{ لَقَد مَنَّ اللَّـهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلوا عَلَيهِم ءايـٰتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتـٰبَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفى ضَلـٰلٍ مُبينٍ} . [ سورة آل عمران : الآية 164 ]
{ إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} . [ سورة النحل : الآية 90 ]
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} . [ سورة المائدة : الآية 3 ]
{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} . [ سورة الأنعام : الآية 115 ]
أي كلماته الدينية التي شرع بها الشرائع , وسن الأحكام .
وقد جعلها الله تامة من جميع الوجوه , لا نقص فيها بوجه من الوجوه , صدقا في إخبارها عن الله وعن توحيده وجزائه وصدق رسله في أمور الغيب , عدلا في أحكامها ,
أوامرها كلها عدل وإحسان وخيرات وصلاح وإصلاح , ونواهيها كلها في غاية الحكمة , تنهى عن الظلم والعدوان والأضرار المتنوعة :
{ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } . [ سورة المائدة : الآية 50 ]
وهذا استفهام بمعنى النفي المتقرر الذي تقرر حدوثه في العقول والفطر .
فما أمر بشيء فقال العقل : ليته نهى عنه .
ولا نهى عن شيء فقال العقل : ليته أمر به .
لقد أباح هذا الدين كل طيب نافع , وحرم كل خبيث ضار .
{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [ سورة الأعراف : الآية 157 ]
....

فهو الدين الذي يوجه العباد إلى كل أمر نافع لهم في دينهم ودنياهم , ويحذرهم عن كل أمر ضار في دينهم ومعاشهم , ويأمرهم عند اشتباه المصالح والمفاسد والمنافع والمضار بالمشاورة في استخراج ما ترجح مصلحته , ودفع ما ترجح مفسدته .


وهو الدين العظيم الشامل , الذي أمر بالإيمان بكل كتاب أنزله الله , وبكل رسول أرسله الله
{فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّـهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّـهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [ سورة الشورى : الآية 15 ]


وهو الدين العظيم الذي شهد الرب العظيم بصحته وكماله , وشهد بذلك الكمل من الخلق وخلاصتهم .
{ شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّـهِ الْإِسْلَامُ} [ سورة آل عمران : الآيتان 18 , 19 ]

وهو الدين الذي من اتصف به جمع الله له جمال الظاهر والباطن , وكمال الأخلاق والأعمال :
{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ } [ سورة النساء : الآية 125 ]
فلا أحسن ممن هو مخلص لله , محسن إلى عباد الله , مخلص لله متبع لشريعة الله التي هي أحسن الشرائع وأعدل المناهج , فانصبغ قلبه بالإخلاص والتوحيد , واستقامت أخلاقه وأعماله على الهداية والتسديد :
{ صِبْغَةَ اللَّـهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ } [ سورة البقرة : الآية 138 ]

وهو الدين الذي فتح أهله , القائمون به , المتصفون بإرشاداته وتعاليمه , القلوب بالعلم والإيمان , والأقطار بالعدل والرحمة والنصح لنوع الإنسان .

وهو الدين الذي أصلح الله به العقائد والأخلاق , وأصلح به الحياة الدنيا والآخرة , وألف به القلوب المتشتتة , والأهواء المتفرقة .
وهو الدين العظيم المحكم غاية الإحكام في أخباره كلها , وفي أحكامه , فما أخبر إلا بالصدق والحق , ولا حكم إلا بالحق والعدل , فلم يأت علم صحيح ينقض شيئا من أخباره , ولا حكم أحسن من أحكامه .
أصوله وقواعده وأسسه تساير الزمان السابق واللاحق , فحيثما طبقت المعاملات المتنوعة بين الأفراد والجماعات في كل زمان ومكان على أصوله تم بها القسط والعدل , والرحمة والخير والإحسان , لأنها تنزيل من حكيم حميد :
{ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } [ سورة هود : الآية 1 ]
{ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [ سورة فصلت : الآية 42 ]
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [ سورة الحجر : الآية 9 ]
حافظون لألفاظه عن الزيادة والنقص والتغيير , وحافظون لأحكامه عن الانحراف والنقص , بل هي في أعلى ما يكون من العدل والاستقامة والتيسير .

وهو الدين العظيم الذي يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم , الصدق شعاره , والعدل مداره , والحق قوامه , والرحمة روحه وغايته , والخير قرينه , والصلاح والإصلاح جماله وأعماله , والهدى والرشد زاده .

وهو الدين الذي جمع بين مطالب الروح والقلب والجسد , أمر الله به المؤمنين بما أمر المرسلين , بعبادته والعمل الصالح الذي يرضيه , وبالأكل من الطيبات , واستخراج ما سخر الله لعباده في هذه الحياة ,
فدفع القائمين به حقيقة إلى كل علو ورقي وتقدم صحيح , من عرف شيئا من أوصاف هذا الدين عرف عظيم منة الله به على الخلق , وأن من نبذه وقع في الباطل والضلال والخيبة والخسران ,
لأن الأديان التي تخالفه ما بين خرافات ووثنيات , وما بين إلحاد وماديات , تجعل قلوب أهلها وأعمالهم كالبهائم بل هم أضل سبيلا ,
لأن الدين إذا ترحل من القلوب ترخلت الأخلاق الجميلة , وحل محلها الأخلاق الرذيلة
فهبطت بأهلها إلى أسفل الدركات , وصار أكبر همهم ومبلغ علمهم التمتع بعاجل الحياة !

والحمد لله رب العالمين .



توقيع أروى آل قشلان
إن نفترق فقلوبنـا سيضمها *** بيت على سحب الإخاء كبير
وإذا المشاغل كممت أفواهنا *** فسكوتنا بين القلوب سفير
بالود نختصر المسـافة بيننا *** فالدرب بين الخافقين قصير
والبعـد حين نحب لامعنى له *** والكون حين نحب جد صغير
أروى آل قشلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس