عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-13, 05:28 PM   #15
عبير بجاش
|علم وعمل، صبر ودعوة|
| طالبة في المستوى الثاني 3 |
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الأسئلة العلمية في مادة فقه الصيام أجابت عليها المعلمة عبير عزمي - حفظها الله -
جزاها الله خيرًا ونفع بها


السؤال

اقتباس:

وعندي استفسار لو تكرمتم بالنسبة لاختلاف الأهلة ، ذكرتم أن القول الراجح هو أن لكل بلد مطلعها إلا في شهر ذو الحجة فإن مطلعه واحد ، ألا تعتبر هذه النقطة الأخيرة دليلا قويًا على توحد المطالع ؛ لأنّ كل شهور السنة واحدة فمثل ذو الحجة مثل رمضان مثل شوال، وإن تميز شهر ذو الحجة بالحج فبالنظر هذا لا يعتبر دليلًا على أن يكون مطلعه موحدًا عن باقي الشهور ، والدول تختلف في كل الشهور ولا يستثنون منها شيء. فمن التناقض بحسب نظري القاصر أن نعتبر باختلاف الأهلة في يوم الصوم ويوم عيد الفطر ولا نعتبر بها في الأضحى !!

فإن تميز ذو الحجة بالحج فقد تميز رمضان أيضًا بالصوم وكلاهما ركن من أركان الإسلام ، وبنظري القاصر يمكن أن أقول إن كان المسلمون جمعهم في ذو الحجة مكان واحد وصيام عرفة واحدة فلزم أن يجمعهم زمان واحد في كل الشهور والله أعلم .
الجواب
لايدل أن الصيام ركن من أركان الصيام على ضرورة اتحاد المطالع وأن يكون لكلٍ بلد مطلعها ، لأن الحج الوحيد الذي قلنا أنه لابد من توحد الأمر فيه ، ليس لأنه فريضة حجّ ، ولكن لأنه لا يحجّ إلا في مكة وعند الكعبة ، والكعبة واحدة في أراضي المسلمين ، بينما يصح أن يصوم الانسان في أي بلد وأرض ، فالعبرة أن هذا المكان موحد ولا يجوز أن تأتي كل بلد تؤدي فريضة الحج وحدها وإن كان بثبوت الشهر لأنه متعلق بأداء فريضة في هذا المكان .
اقتباس:
وأما حديث كريب الذي يحتج به على اختلاف المطالع فقد حمله العلماء حسب مابحثت على أن رؤية معاوية لا يعتد بها لانقضاء اليوم الأول من الشهر قبل العلم بها ، وقد نهى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن صوم يوم الشك.
أما أن رؤية معاوية لا يعتد بها لانقضاء اليوم الأول من الشهر قبل العلم بها فهذا الكلام غير صحيح ولا يوجد ما يثبت ذلك مجرد اجتهاد ولا دليل عليه ، وعندنا أصل الحديث صحيح وواضح .
اقتباس:
وقد ثبت في حديث صححه الألباني أن النبي لم يعتد باختلاف المطالع عن أبي عمير بن أنس قال :"غُمَّ علينا هلالُ شوالٍ فأصبحنا صيامًا ، فجاء ركبٌ من آخرِ النهارِ . فشهدوا عندَ رسولِ اللهِ أنهم رأوا الهلالَ بالأمسِ ، فأمر الناسَ أن يُفطروا من يومِهم ، وأن يخرجوا لعيدِهم من الغدِ"
لا اشكال فيه حتى لو كان آخر النهار فيحتمل أن يكونوا تأخروا لأمر ما فلا ننستطيع الجزم أنهم طالموا جاؤوا أخر النهار يعني أن بلدهم في مسافة بعيدة وأن مطلعهم يختلف عن مطلعنا حتى لو نصف ساعة، فقد تكون البلاد المتجاورة لها نفس المطلع ، وقد تكون هذه المسافة لم تختلف فيها أصلًا رؤية الهلال، فلا يعني أنها بلد أخرى فقطعًا تختلف الرؤية فقد تكون المدينة قريبة
ولها نفس المطلع ليس بأنهم أخذوا بمطلع أخرين ، فالدليل يحتمل وهو غير قوي في الاستدلال ويكفينا حديث كريب وهو أقوى ، ودائمًا الحديث المقطوع به والمحكم يقدّم على المحتمل وجميع هذا الاشكالات التي أثيرت تعتبر احتمالات أدخلت في الأمر وليست أمور محكمة والله أعلم .

وأيضًا مسألة تعدد ليلة القدر فقد تكون ليلة واحدة في هذا البلد ليلة الحادي والعشرين وفي أخرى الثالث والعشرين وفي الثالث الخامس والعشرين فمالمانع ولايوجد تعارض أن تكون ليلة واحدة إلا أن التاريخ يختلف من بلد لبلد لكن هي الليلة ثابتة والله أرادها فيها .
ويظل الأمر خلاف معتبر اجتهد فيه أهل العلم




توقيع عبير بجاش
~ كن لله كما يريد يكن لك فوق ماتريد ~

عبير بجاش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس