عرض مشاركة واحدة
قديم 16-10-06, 08:15 PM   #2
طـريق الشـروق
~مستجدة~
 
تاريخ التسجيل: 13-06-2006
المشاركات: 21
طـريق الشـروق is on a distinguished road
افتراضي

الكلام على أسباب النزول
إن القرآن الكريم نزل لهداية البشر، وإرشادهم إلى الطريق المستقيم في العقائد والأحكام ومكارم الأخلاق، وأكثر القرآن نزل إلى هذه الأغراض النبيلة من غير سبب، وبعضه نزل مرتبطًا بأسباب خاصة.
فالصحابة رضي الله عنهم الذين عاشروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاشوا معه حياتهم قد تقع منهم حادثة تحتاج إلى بيان حكم الله فيها، وقد يسألون عن أشياء فينزل القرآن لذلك.
فسبب النزول هو ما نزلت الآية أو الآيات أيام وقوعه متحدثة عنه مبينة حكمه والمعنى أن حادثة وقعت أو سؤالًا وجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنزل الوحي ببيان ما يتصل بتلك الحادثة مثل حادثة خولة التي ظاهر منها زوجها فأنزل الله تعالى { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا } ( المجادلة:1). واعلم أنه لا طريق لمعرفة سبب النزول إلا بالنقل الصحيح عن الصحابة رضي الله عنهم. قال الواحدي في أسباب النزول "لا يحل القول في أسباب النزول إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب ".

بعض فوائد أسباب النزول باختصار
ـــــــــ
( 1 ) الاستعانة على فهم الآية وإزالة الإشكال عنها: قال الواحدي "لا يمكن معرفة الآية دون الوقوف على قصتها ". وقال ابن دقيق العيد :معرفة سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن. وقال شيخ الإسلام بن تيميه في رسالته أصول التفسير (1) "معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث معرفة المسبب " ولذلك أمثلة كثيرة منها:-
أ - أن عروة بن الزبير رضي الله عنهما أشكل عليه فرضية السعي بين الصفا والمروة من قول الله عز وجل { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا } فقال: إن الله نفى الجناح ونفي الجناح يدل على نفي الوجوب فسأل خالته عائشة رضي الله عنها، فقالت له "إن سبب النزول أنه كان قبل الإسلام على الصفا صنم يقال إساف وعلى المروة صنم يقال له نائلة فلما جاء الإسلام تحرج المسلمون من السعي بينهما فأنزل الله الآية رفعًا للحرج (2) .
_________
(1) لباب النقول في أسباب النزول للسيوطي 1 / 17، أصول التفسير 1 / 59
صحيح البخاري مع شرحه فتح الباري 3 / 392

ب - قوله تعالى { وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ } فقد أشكل معنى هذا الشرط على بعض الأئمة حتى نقل عن الظاهرية أن الآيسة لا عدة عليها إذا لم تَرتَب وقد أزال هذا الإشكال سبب النزول، وذلك أنه لما نزلت الآية التي في البقرة في عدد النساء قال الناس بقي عدد من النساء لم تذكر عدتها، فحينئذ أنزل الله الآية فعلم منها أن حكم عدة اليائسة والصغيرة ثلاثة أشهر، إن أشكل عليكم حكمهن وجهلتم عدتهن (1) .
ج - - قوله تعالى { وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ } فلو تركت على ظاهرها لفهم منها أن المصلي لا يجب عليه استقبال القبلة فلما علم أنها نازلة في صلاة النافلة، أو في من عميت عليه القبلة فصلى باجتهاده وبان له الخطأ بعد ذلك زال الإشكال عنه.
_________
(1) مناهل العرفان 1 / المدخل في علوم القرآن 1 / 138، الإتقان في علوم القرآن 1 / 45 فما بعدها، مباحث في علوم القرآن 1 / 79 فما بعدها

د - ومن ذلك ما روي في الصحيح عن مروان بن الحكم أنه أشكل عليه قوله تعالى { لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (آل عمران: 188) قال مروان : لئن كان كل أحد فرح بما أوتى وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذبا لنعذبن أجمعون، حتى سأل ابن عباس عن ذلك فقال له ابن عباس : إن هذه الآية نزلت في اليهود سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه وأروه أنهم أجابوه واستحمدوه لذلك (1) .
_________
(1) صحيح البخاري 3



توقيع طـريق الشـروق
[url=http://www.kshcool.com][img]http://www.kshcool.com/Agif/image/021.gif[/img][/url]

[url=http://www.sa66.com/alshorok][img]http://127.0.0.1:6666/1A0764B294E2EA2F0AB32786F8D9FB92F8143385/توقيع%20الشروق.bmp[/img][/url]
طـريق الشـروق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس