عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-12, 06:03 AM   #5
غـسـق
|علم وعمل، صبر ودعوة|
 
تاريخ التسجيل: 23-02-2010
الدولة: حيث الأمل ..
المشاركات: 883
غـسـق is on a distinguished road
افتراضي

أيضاً من الصفات:

4. يعاشر كرام الناس:هي من الصفات التي لابد أن يحرص عليها المسلم حتى يرتقي بإيمانياته وأخلاقياته، من أخلاق المسلم حتى يرتقي أن يكون متصلا بالصالحين متقربا إليهم؛ ليبلغ معهم علو المنزلة، قال الله عز وجل: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا) فعشرة الصالحين أو مرافقة أهل الصلاح والتقى يعني سبحان الله أثرهم ملحوظ، له فوائد عديدة عشرة الصالحين، والحرص على مخالطتهم محثوث عليه من قبل الشارع بدلالة هذا النص، وعندنا نصوص أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: "إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا ممتنة" هذا يبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم سبحان الله تأثير الجليس الصالح التقي، وتأثير جليس السوء، حامل المسك كأنه يحمل المسك الطيب الذي يفوح بالرائحة الطيبة، فانظري ما فائدته؟ كيف شبه النبي صلى الله عليه وسلم الأمر؟ قال: "إما أن يحذيك" يعني: يهديك هو أصلا، يبادر بإسداء النفع والخير لك، والكلمة الطيبة، والحث على تقوى الله عز وجل والبعد عن المعصية، هو يبادر من بنفسه بحديثه أن يهديك ذلك ويبادر بنفسه لأعظم نصح، "وإما أن تبتاع منه" يعني: أنت تطلب منه النصيحة أو تطلب منه المشورة فيخلص معك في ذلك إلى مرضاة الله عز وجل، "وإما أن تجد منه ريحا طيبة" أي: لابد أن يكون له تأثير ولو بسيط جدا في المسجد، حيث أنه لو التزم الجليس الصالح بسمت حث عليه الشارع أنت تقتدي به وتلمح ذلك وإن لم يتكلم، وقد يكون له أثر في تطبيق هذا الأمر، "ونافخ الكير" الكير هذا الذي يكون فيه سبحان الله يخرج رائحة مفسدة وأيضاً يكون كالغبار أو ما يوسخ أو يعني يلوث الملابس، "إما أن يحرق ثيابك" فهذا تأثير جليس السوء؛ لأنه بكلامه وحثه على المعصية وعدم ترغيبه بالطاعة وجر الإنسان إلى سبحان الله ما يغضب الله عز وجل هذا حرق لثياب المرء، يعني حرق لأخلاقه ولدينه، "وإما أن تجد منه ريحا ممتنة" يعني: إلا تأتيك شبهة من خلفه، حتى وإن لم يكن الأمر بشكل مباشر، فالصاحب كما قال أهل العلم كالساحب فعلا يسحب صاحبه مهما بلغ الإنسان من التقى صدقوني والإيمان العالي لا يأمن على نفسه أن يجلس في مجتمعات متدنية دينيا إلا ويكون من أثر ويصبغ عليه ولو شيئا يسيرا فلذا لابد أن يحرص المرء على زيارة أهل الخير والاندماج معهم وحضور مجالسهم حتى تكون الفائدة، والفائدة والثمرة في ذلك من عشرتهم تكون منفعتها في الدنيا والآخرة، في الدنيا تزيد إيمانيات المرء ويزيد تقواه في القول والعمل؛ لأنه ينشط فيرعى هذه الأمور ويحثه فينشط في ذلك ولا ينسى، أيضا يزيد المرء فقها في الدين؛ لأنه يتعلم منه هذه الأمور، ويزيده إقبالا على الحق؛ لما يرى من هذا السمت كما قال الشاعر:
بعشرتك الكرام تعد منهم *** فلا ترين لغيرهم الوفاء
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل"، أيضا من فوائد ذلك يعني لاحظي فوائد عديدة أيضا بقي منها: أنه تصفو روح المسلم بخلطته بهؤلاء، إنهم يعلمونه النقاء، يعلمونه الصدق، يعلمونه حسن الظن، يعلمونه البعد عن الغيبة، فتصفو الروح وينجلي القلب كل هذا من فوائد عشرة الصالحين، وتزكو النفس، ويصبح الخير بين المجتمع أعلى، ويؤدي إلى تقوية أواصر المجتمع وشيوع المحبة هذا كله مما يهدف إليه الإسلام في مخاطبة الناس، سواء على مستوى أفراد أو مجتمعات، هذه فوائد عشرة الصالحين في الدنيا، وربما أيضا ينالك دعائهم ودعاء الصالح أو الولي مستجاب، الصالح والتقي يدعو لأخيه في الدنيا فهذا أيضا من المنفعة في الدنيا وفي الآخرة كما قال الله عز وجل: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) يعني: العداوة تكون بين الجميع واستثنى الله عز وجل المتقون فقط، الصالحين الذين تكون بينهم المودة ولا تكون العداوة، كل يلوم بعضه بعضا إن لم يكن صالحا في الآخرة، أنت من تسببت في جري لهذه المعصية، أنت من ألهيتني عن الطاعة وهكذا، غير أنه في الدنيا جره إلى هذا الانتكاس في الآخرة كل منهم يلقي بتبعة ذلك على الآخر، ولكن الإنسان المؤمن في الدنيا يزيدك صلاحا وفقها وإيمانا وإقبالا على الحق وتعليما لأمور الشرع ودعاء لك وصفاء الروح وانجلاء القلب وزكاة النفس، ومع ذلك أيضا في الآخرة يكون لك صديقا وفيا وخليلا مقربا، ولا يتبرأ منك، نسأل الله أن نكون ممن سبحان الله يعاشر كرام الناس ويحرص عليهم، والإنسان أدرى بنفسه في ذلك، المجلس الذي تجلسين فيه مع صحبتك كيف تعرفين بأن هذه صحبة طيبة وهذه صحبة فاسدة؟ انظري إلى نفسك بعد هذا المجلس وهذا الجلوس ومعاشرة هذه الفئة هل أنت تزدادي قربا من الله عز وجل أم تزدادي بعدا؟ هل تزدادي طاعة وبعدا عن المعصية أم تزدادي ابتعادا عن الطاعة وقربا من المعصية؟ هنا تستطيعي أن تقيمي هؤلاء الجلساء هل تستمر مخالطتهم؟ أم يحد من شأنهم؟ ولا يكثر الإنسان معهم إلا بحدود حقوق المسلم الظاهرة، نسأل الله السلامة، أيضا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الناس معادن كمعادن الذهب والفضة - كيف الذهب يختلف والفضة تختلف؟ - فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" يعني من كانت خيريته في الجاهلية تكون خيريته في الإسلام لكن ما هو الضابط؟ شوفي الضابط الدقيق جدا وهو الفقه العلم بشرع الله عز وجل فكلما كان الإنسان أكثر أمنا لهذا الشرع وأكثر تطبيقا كلما كان رقيه وخيريته، "والأرواح جنود مجندة فما تعارف من ائتلف وما تنافر منها اختلف" الإنسان ما ينسجم سبحان الله ولا تنتقي روحه إلا من هو على شاكلته، شوفي ذلك لا يقرب إلا من هو على شاكلته، يعني العرب سبحان الله عندما وجدوا يعني في بعض الآفاق بأن الغراب يمشي بجانب سبحان الله يعني أحد الدواب والله غيب عني اسمه فتعجبوا بمصادقة ذلك فلما تتبعوهم وشأنهم فماذا وجدوا؟ أن كلاهما فيه عرج، فهذا وجه الربط بينهما، هذا يؤكد لك على مستوى الأفراد أن ما يساير إنسان إنسان آخر صدقوني وينسجم معه كل انسجام ويحبه مجالسته إلا أن يكون على شاكلته، مستحيل إذا وجدت انسجام كامل بين شخصين تأكدي أن هناك نقاط التقاء كثيرة بينهم، وإذا وجدت النفرة مما يعني أنهما كلاهما لا يناسب سمته سمت الآخر، وانظري سبحان الله إلى يعني زيارة أهل الخير قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما وأرضاهما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهينا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ قالت: ما أبكي لأني لا أكون اعلم أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم -يعني ما يبكيها خوفها على النبي صلى الله عليه وسلم فهو بين يدي الله عز وجل وأكيد الخير والنعيم في الجنة عنده أعلى من حياته- ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها . هذه أم أيمن يعني لما زارها أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وأرضاهما، هي كانت حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادمته في طفولته، أعتقها النبي صلى الله عليه وسلم حين كبر وزوجها زيد بن حارثة، وكان يكرمها ويبرها ويقول: "أم أيمن أمي" .


يتبع بإذن الله .................



توقيع غـسـق

رائعـة هي الكَلمـات ؛
[ كسر ، فتح ، ضم ، سكون ]
حين تكسر آلروح فينآ ~
يفتح باب السمآء ....!
ليضم ما في القلب من دعاء لتهدأ باليقين أرواحنآ ,,
فنسكــن

غـسـق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس