عرض مشاركة واحدة
قديم 14-11-09, 06:06 PM   #31
شموخ الهمه
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

الفصل الثالث

الشريط 04 - الوجه الثاني محتوى الشريط المادة الصوتية
- الفصل الثالث" اداب الطالب مع شيخه ..."
- حرمة الشيخ : وبيان كيفية محافظة الطالب عليها .
- تنبيه مهم...
تحميل المادة



¯`.¸¸.´¯المـتـــــن ¯`.¸¸.´¯

الفصل الثالث
الامر الثامن عشر
¤ [[ أدب الطالب مع شيخه]] ¤
¤ [[ رعاية حرمة الشيخ:
بما أن العلم لا يؤخذ ابتداء من الكتب بل لا بد من شيخ تتقن عليه مفاتيح الطلب، لتأمن من العثار والزلل، فعليك إذاً بالتحلي برعاية حرمته، فإن ذلك عنوان النجاح والفلاح والتحصيل والتوفيق، فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف، فخذ بمجامع الآداب مع شيخك في جلوسك معه، والتحدث إليه، وحسن السؤال والاستماع، وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ومع الكتاب، وترك التطاول والمماراة أمامه، وعدم التقدم عليه بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده، أو مداخلته في حديثه ودرسه بكلام منك، أو الإلحاح عليه في جواب، متجنباً الإكثار من السؤال، ولا سيما مع شهود الملأ، فإن هذا يوجب لك الغرور وله الملل.]] ¤




..҉الشرح ҉..
وهذه من اهم الآداب لطالب العلم , ان يعتبر شيخه معلما ومربيا , معلما يلقي اليه العلم ومربيا يلقي اليه الآداب .

والتلميذ اذا لم يثق في شيخه في هذين الامرين فانه لن يستفيد منه الفائدة المرجوة ..

مثلا اذا كان عنده شك في علمه , كيف ينتفع ؟ ان اي مسالة ترد على لسان الشيخ سوف لا يقبلها حتى يسال ويبحث , وهذا خطأ في التقدير من وجه وخطأ بالتصرف من وجه آخر , اما كونه خطا في التقدير فان الشيخ المفروض فيه انه لن يجلس للتعليم الا وانه يرى انه أهل لذلك , وان التلميذ لم يأتي الى هذا الشيخ الا ويعتقد انه أهل .
اما في المنهج فلأن الطالب اذا سار هذا المسير وسلك هذا المنهج , سوف يبني علمه على شفا جرف هار .
لان نفسه قلقة ليس واثقا كل الثقة من هذا الشيخ فلذلك يضيع عليه الوقت ويضيع عليه التحصيل .
وقول الشيخ ان العلم لا يؤخذ ابتداء من الكتب سبق الكلام عليه بان لابد له من القراءة على شيخ , بل لا بد من شيخ تتقن عليه مفاتيح الطلب لتامن الاعثار والزلل , فعليك اذن بالتحلي برعاية حرمته , فان ذلك عنوان النجاح والفلاح والتحصيل والتوفيق فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف وهذا صحيح , فهل نحن عملنا بذلك ؟ لكن اذا كان الطالب يمر بشيخه ولا يسلم , هل هذا بأدب ؟ لا , بل ان هذا شيخه مرّ مرور السحاب ... السلام الذي أمر الرسول الكريم بإفشاءه , حتى الطلبة مع بعضهم , ينبغي لطالب العلم ان يكون ولا سيما مع أقرانه ان يكون على أحسن الآداب .
يقول ايضا خذ بمجامع الادب مع شيخك في جلوسك معه , وهذا صحيح , اجلس جلسة المتأدب , يعني مثلا لا يمد يديه ورجليه , ولا يجلس متكأ , لا سيما في مكان الطلب , كذلك في التحدث اليه , لا تتحدث الى شيخك وكأنما تتحدث الى قرينك , تحدث اليه تحدث الابن الى ابيه , باحترام وتواضع .
وايضا حسن السؤال والاستماع ,بهدوء ورفق ,وحسن الاستماع بحيث يكون قلبك وقالبك متجه الى محدثك معلمك , لا تكن جالسا ببدنك سائرا بقلبك , في غير الدرس , وهل من علامات حضور القلب تشخيص العين ؟ لا .
ايضا حسن الادب في تصفح الكتاب امامه ومع الكتاب , يكون التصفح برفق تأدبا مع الشيخ ورفقا بالكتاب لكيلا يتمزق .
ترك التطاول المماراة امامه , والتطاول في الواقع ليس امرا محسوسا مدركا بالحس الظاهر , لكن النفس تشعر بان هذا السائل متطاول , فقد يكون هذا لسوء ظن وقد يكون فراسة , لكن التطاول معروف . كذلك المماراة اي المجادلة , يعني يسألك عن مسألة من المسائل تجيبه ثم ياتيك بفرضية فاجيب انت على هذا الفرض , ثم يأتي بفرضية أضيق من الاولى فتجيب عليها .... هذه مماراة .
كذلك عدم التقدم عليه بكلام او مسير , الله المستعان , لاينبغي للطالب ان يتقدم بين يدي الشيخ بكلام او مسير , ومن ذلك انه اذا تقدم الشيخ ليخرج من المسجد وكان حذاء الطالب عن يمين الشيخ والطالب عن يساره خطا من امام الشيخ ليأخذ الحذاء , هذا تقدم بالمسير واعاقة لسير الشيخ , وهذا ليس من الادب .
اكثار الكلام عند الشيخ فيه مسالة , اذا كان مكان طلب علم فلا يكثر من الكلام لان فيه الجد , اما اذا كان مكان نزهة فلا بأس ان يوسع صدر الشيخ والحاضرين .
او مداخلة حديثه او درسه بكلام منك , المداخلة يعني الشيخ مستمرا في كلامه فتأتي انت وتدخل في كلامه , لتقطع الكلام , هذا لا يصح لا في الدرس ولا في خارج الدرس , لانه من سوء الأدب . او الالحاح عليه في الجواب , فاذا سال الشيخ وقال له الشيخ انتظر , اعاد السؤال فيقول له انتظر .... بل ربما بعض الناس يقول للشيخ : جاوب , والشيخ يقول له انتظر ... وهذا من سوء الأدب , فعليك ان تنتظر ولا تلح على الشيخ .
كذلك تجنب الاكثار من السؤال , وقد يكون في غير موضع الدرس فيقول الشيخ لا تكثر , ولا سيما مع وجود الملأ فان هذا يوجب لك الغرور وله الملل , مثلا في مجلس كبير انت تسأل وتسأل , بل بعض الناس حتى اذا جلسوا على المائدة أكثروا من الأسئلة على الشيخ , فيخرج الشيخ لم يأكل الطعام , وهؤلاء مستريحين .





¯`.¸¸.´¯المـتـــــن ¯`.¸¸.´¯
¤ [[ ولا تناديه باسمه مجرداً، أو مع لقبه كقولك: يا شيخ فلان! بل قل: يا شيخى! أو يا شيخنا! فلا تسمه، فإنه أرفع في الأدب، ولا تخاطبه بتاء الخطاب، أو تناديه من بعد من غير اضطرار.]] ¤


..҉الشرح ҉..
سبحان الله , هذه آداب عامة , لا تناديه باسمه ,بل حتى ولا بلقبه , لا تقول يا شيخ . قل أحسن الله اليك او ما أشبه ذلك او قل يا شيخي او يا شيخنا , فانه ارفع في الأدب

طيب وهل يقال مثل ذلك بالنسبة لمناداة الأب ؟
يعني لا تناديه باسمه , وهل تخبر عنه باسمه , يعني تقول قال فلان ؟
وقع عن الصحابة انهم يسمون آباءهم , ورد عن ابن عمر انه يقول : قال عمر , وما اشبه ذلك
فيقال ان الخبر اهون من النداء , لانك لو تنادي أباك وتقول : يا فلان , صار من سوء الأدب
ولكن لو قلت : قال فلان , وهو مشهور بعلم , او امارة او ما اشبه ذلك , فانه لا يعد ذلك سوءا , لكل مقام مقال .

[[ وباب الطلب أشد في الاحترام ]]

يقول : ولا تخاطبه بتاء الخطاب , اذا ما يقول ؟
يعني لا تقول : انت قلت في الدرس الماضي كذا وكذا ... , لان هذه فيها اشعار بانك لم ترضى قوله , اذا ما ذا نقول ؟
قل : قلنا في الدرس الماضي كذا وكذا , او مر علينا في الدرس الماضي كذا وكذا ...
او تناديه من بعد من غير اضطرار , كأن يكون الشيخ في آخر الشارع فتناديه , اسرع اليه لتصل اليه ثم خاطبه , اما لضرورة كأن يكون عليه خطر هو كأن يكون امامه حفرة او ما اشبه ذلك , ان انت مضطر له تطلب مساعدته .




¯`.¸¸.´¯المـتـــــن ¯`.¸¸.´¯
¤ [[ وانظر ما ذكره الله تعالى من الدلالة على الأدب مع معلم الناس الخير صلى الله عليه وسلم في قوله: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً .....) الآية.]] ¤


..҉الشرح ҉..
هذه الآية , للعلماء في تفسيرها قولان :

القول الاول :

لا تنادوه باسمه , كما ينادي بعضكم بعضا , وهذا ما ساقه المؤلف ابو بكر من أجله
والقول الثاني :
لا تجعلوا دعاؤه اياكم كدعاء بعضكم بعضا بل عليكم ان تجيبوه , وان تمتثلوا امره وتجتنبوا نهيه , بخلاف غيره , فغيره اذا دعاك ان شئت أجب وإن شئت لا تجب .
ولهذا قال العلماء ان اذا النبي صلى الله عليه وسلم دعا الانسان وهو في صلاة , وجب عليه ان يجيبه ولو قطع الصلاة .

فعلى القول الاول تكون دعاء مضافة الى الفاعل ام الى المفعول ؟
الى المفعول , يعني لا تجعلوا دعاؤكم الرسول كدعاء بعضكم بعضا
واذا قلنا دعاء الرسول يعني اذا دعاكم الرسول فأجيبوه , تكون مضافة الى الفاعل ,
يعني لا تجعلوا دعاء الرسول اياكم كدعاء بعضكم بعضا ,
بناء على القاعدة التفسيرية ان الآية اذا كانت تحتمل معنيان لا منافاة بينهما فان الآية تحمل على المعنيان ,
هل الآية تحمل المعنيان ؟ نعم ممكن ان نحملها على المعنيان .



¯`.¸¸.´¯المـتـــــن ¯`.¸¸.´¯

¤ [[ وكما لا يليق أن تقول لوالدك ذي الأبوة الطينية: "يا فلان" أو: "يا والدي فلان" فلا يجمل بك مع شيخك.]] ¤


..҉الشرح ҉..
الابوة الطينية : اي ابوك في النسب لا تقل له يا فلان . كذلك ابوك في العلم لا تقل يا فلان .

وهو لم يقل الشيخ ابو بكر الابوة ذي النسب اشارة الى حقارة بالنسبة الى اب العلم , للمعلم .



¯`.¸¸.´¯المـتـــــن ¯`.¸¸.´¯
¤ [[ والتزم توقير المجلس، وإظهار السرور من الدرس والإفادة به.]] ¤


..҉الشرح ҉..
هذا مهم , ان تبدي السرور من الدرس , والافادة به , وام ترتقبه بفارغ الصبر , اما ان تتململ , مرة تقلب الكتاب ومرة تخطط بالارض ومرة تطلع المسواك , وما اشبه ذلك هذا معناه الملل , ينبغي للانسان يفرح انه نزل في رياض يجني ثماره .




¯`.¸¸.´¯المـتـــــن ¯`.¸¸.´¯
¤ [[ وإذا بدا لك خطأ من الشيخ، أو وهم فلا يسقطه ذلك من عينك، فإنه سبب لحرمانك من علمه، ومن ذا الذي ينجو من الخطأ سالماً؟]] ¤




..҉الشرح ҉..
ولكن اذا بدا وهم او خطأ من الشيخ , هل تسكت او تنبهه ؟ واذا نبهته فهل تنبهه في مكان الدرس ؟ او في مكان آخر ؟

هذا يجب الالتزام فيه .
نقول : لا يجوز ان تسكت على الخطأ لان هذا ضرر عليك وعلى شيخك , فانك اذا نبهته على الخطأ وانتبه أصلح الخطأ .
كذلك الوهم , قد يتوهم او يصدق الانسان الى كلمة لا يريدها فلا بد من التنبيه , ولكن يبقى اين انبهه ؟
قد تقتضي الحال ان تنبهه في الدرس , فاذا لم يصلح العلم في حينه نشر هذا العلم على خطأ , فلا بد من النتبيه , اما لو كان المسألة ليس يسمع هذا الخطأ الا الصلاب , فان من الأليق ان لا تنبه الشيخ في مكان الدرس , بل اذا خرج تلتزم الادب معه وتمشي معه وتقول : سمعت كذا وكذا فلا ادري اوهمت انا في السمع ام ان الشيخ أخطأ ؟
اذن التنبيه على الخطأ والوهم واجب ولا بد منه لان السكوت اضرار بالطالب واضرار بالمعلم .
لكن مكان التنبيه يكون حسب ما تقتضيه الحال .
وعلى كل حال لا ينبغي للانسان ان يسقط الشيخ من عينه لاجل خطأ من الف إصابة , اما لو كان كثير الخطأ فهنا لا ينبغي شيخا بل ينبغي ان يكون متعلما .


¯`.¸¸.´¯المـتـــــن ¯`.¸¸.´¯
¤ [[ واحذر أن تمارس معه ما يضجره، ومنه ما يسميه المولدون: "حرب الأعصاب" ، بمعنى: امتحان الشيخ على القدرة العلمية والتحمل.]] ¤




..҉الشرح ҉..
هذا صحيح , بعض الناس يقصد امتحان الشيخ , فيأتي بأسئلة معضلة ويراوغ فيها ويضع احتمالات كثيرة ليرى اجوبة الشيخ , ليرى هل يضجر او يمل او يغضب , فاذا غضب الشيخ في هذه الحال , هل معه حق ؟

نعم .




¯`.¸¸.´¯المـتـــــن ¯`.¸¸.´¯
¤ [[ وإذا بدا لك الانتقال إلى شيخ آخر، فاستأذنه بذلك؛ فإنه أدعى لحرمته، وأملك لقلبه في محبتك والعطف عليك ......]] ¤


..҉الشرح ҉..

ايضا اذا ان تتعلم من شيخ آخر , فانه من الأدب أن تستأذن لانه ادعى لحرمته واملك لقلبه في محبتك والعطف عليك , ثم انه قد يعلم عن هذا الشيخ الذي انت تريد الذهاب اليه ما لا تعلمه انت , فينصحك, لان كثيرا من الشباب الصغار قد يغترون بأسلوب احد من الناس وبيانه وفصاحته فيظنونه ذاك الرجل العظيم لكنه قد يكون على خطأ , فلهذا استأذان الشيخ له فوائد .

كذلك اذا اراد الانسان ان يسافر ويعرف من شيخه ان يتفقد الطلاب , وانه ينشغل قلبه اذا فقد احدا ولا سيما اذا كان من الحريصين , فينبغي ان تؤذنه , وتقول له انك ستسافر . حتى لا يتهمك بالخمول والكسل وما أشبه ذلك .





¯`.¸¸.´¯المـتـــــن ¯`.¸¸.´¯
¤ [[ إلى آخر جملة من الأدب يعرفها بالطبع كل موفق مبارك وفاء لحق شيخك في "أبوته الدينية"، أو ما تسميه بعض القوانين باسم "الرضاع الأدبى :،

وتسمية بعض العلماء له "الأبوة الدينية" أليق، وتركه أنسب.
واعلم أنه بقدر رعاية حرمته يكون النجاح والفلاح، وبقدر الفوت يكون من علامات الإخفاق.]] ¤



..҉الشرح ҉..
[ [ اعيذك بالله ... ] ]

هذه الجملة يريد التحذير من هذا , صنيع الاعاجم والطرقية والمبتدعة الخلفية من الخضوع الخارج عن آداب الشرع , من لحس الأيدي , او تقبيل الأيدي او الأكتاف هذا لا بأس به ما لم يخرج الى حد الإفراط , هذا ليس مذموما على كل حال ولا محمودا على كل حال , عندما يأتي الانسان من سفر مقلا فلا بأس ان يقبل جبهته وهامته وكذلك أكتافه , الا اذا اقتضى ذلك انحناءه .
القبض على اليمين باليمين والشمال بالشمال عند السلام , هذا لا نرى فيه بأسا فان ابن مسعود رضي الله عنه , قال : علمني رسول الله صلى الله عليه سولم التشهد وكفي بين كفيه .
وهذا يدل على انه يجوز ان يقبض الكف بين كفيك , واذا اعتاد الناس ان يفعلوا ذلك عند السلام فلا حرج , لانه ليس فيه نهي , صحيح ان المصافحة باليد مع اليد فقط , لكن هذا من باب اظهار الشفقة والاكرام .
الانحناء عند السلام هذا خلق ذميم لانه ورد النهي عن ذلك .


يتبع الشريط الخامس

التعديل الأخير تم بواسطة أم بسملة المصرية ; 07-12-09 الساعة 06:28 PM
شموخ الهمه غير متواجد حالياً