عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-18, 07:55 PM   #62
حسناء محمد
ما كان لله يبقى
| المديرة العامة |
افتراضي

تغسيل الميت, وتكفينه, والصَّلاة عليه, ودفنه*
(7-1)

من الذي يتولَّى دفن الميت؟

إن كان له وصي فإنه هو الأولى بذلك,كأن يوصي الميت بأن يدفنه فلان فيُقدَّم الوصي, ثم الأقارب إن كانوا يُحسِنون الدفن, فإن لم يكونوا كذلك أو لا يريدون النزول للقبر, فيدفنه أي واحد من الناس, وإذا كان الميت امرأة فلا يُشترط أن يدخلها القبر أحد محارمها, بل يجوز أن ينزلها أي شخص, ولو كان أجنبيًا.
ويدل على ذلك: حديث أنس -رضي الله عنه- قال: شَهِدْنَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ, فَقَالَ: «هَلْ فِيكُمْ مِنْ أَحَدٍ لَمْ يُقَارِفْ اللَّيْلَةَ؟», فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ:أَنَـا. قَالَ: «فَانْزِلْ فِي قَبْرِهَا» فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا فَقَبَرَهَا(1).

وقلنا بتقديم الأقارب في الدفن على غيرهم إن لم يكن هناك وصيٌّ؛ لأن الذين تولوا دفن النَّبيَّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أقاربه العباس, وعلي, والفضل, وصالح مولى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-, -رضي الله عنهم-؛ ولأنَّ الأقارب أولى به, وأستر لأحواله.

ثمَّ ينصب على الميِّت اللَّبن؛ وهو: المضروب من طين, فإذا وُضع الميت نُصب عليه اللَّبن, ويُسد بالطين حتى لا يقع عليه التراب؛ لحديث سعد -رضي الله عنه- الذي تقدّم: "الْحَدُوا لِي لَحْدًا, وَانْصِبُوا عَلَيَّ اللَّبِنَ نَصْبًا, كَمَا صُنِعَ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-"(2).

* فـائدة: جاء في استحباب المشاركة في دفن الميت بأن يحثوا المسلم على القبر حثيات, آثار كثيرة عن الصحابة -رضي الله عنهم– والتابعين -رحمهم الله- فيُسَن أن يشارك المسلم في ذلك من غير مزاحمة ومضايقة, فالأظهر سنية الحثو مطلقًا، وأمَّا تقييده بثلاث ففيه خلاف في صحته, ولا يصحُّ أي ذكر أثناء حثو التراب, وكل ما ورد فهو ضعيف.


يُسَنّ أن يرفع القبر قدر شِبْر مسنَّمًا.
والشِّبْر: هو ما بين طرفي الأصبعين: الخنصر, والإبهام, عند التفريج المعتاد(3).
ومسنَّمًا: أن يُجْعَل كالسنام, بحيث يكون وسطه بارزًا على أطرافه، وضد المسنَّم: المسطَّح, وهو المبسوط في أعلاه كالسطح.

وفي هذه المسألة ثلاث سُنَن:
1- سنية رفع القبر كيلا يساوي الأرض, حتى يعرف أنه قبر, فيُترَّحم على صاحبه, ولا يهان, وسيأتي دليل رفع القبر، منها: رفع قبر النَّبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- مسنَّمًا، ولمجيء آثار كثيرة عن الصحابة -رضي الله عنهم- تبيِّن أنَّ العمل عندهم رفع القبر.
2- سنيَّة أن يكون هذا الرفع مقدار شبر تقريبًا.
ويستدل لذلك؛ بالنَّهي عن أن يكون القبر مرتفعًا ارتفاعًا ظاهرًا, بحديث علي -رضي الله عنه- أنه قال لأبي الهياج الأسدي: "أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ -وفي رواية: وَلَا صُورَةً إِلَّا طَمَسْتَهَا- وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ"(4).
3- سنية أن يكون القبر مُسَنَّماً .
ويدلّ على ذلك: ما رواه سفيان التمَّار: "أَنَّهُ رَأَى قَبْرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُسَنَّمًا"(5).


-------
(1) رواه البخاري برقم (1342), "لم يقارف": أي: لم يجامع.
(2) رواه مسلم برقم (966).
(3) انظر: القاموس المحيط (2/631).
(4) رواه مسلم برقم (969).
(5) رواه البخاري برقم (1390).



[hr]#960387[/hr]
*باختصار يسير من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
[hr]#960387[/hr]

سؤال الدرس:
مما استفدتيه من الدرس:
يُسن رفع القبر قدر ........، .........



توقيع حسناء محمد
عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عِصمةُ أمري، وأصلح لي دُنياي التي فيها مَعاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها مَعادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموتَ راحةً لي من كل شر). صحيح مسلم 2720
حسناء محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس