عرض مشاركة واحدة
قديم 29-09-18, 11:41 PM   #66
حسناء محمد
ما كان لله يبقى
| المديرة العامة |
افتراضي

تغسيل الميت, وتكفينه, والصَّلاة عليه, ودفنه*
(8-1)


السُّنة عند الفراغ من دفن الميت: أن يستغفر المشيِّعون للميت عند القبر, ويدعوا له بالتثبيت.
فيأمر أحدهم الحاضرين بذلك؛ لحديث عثمان -رضي الله عنهم- قال: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ, وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ, وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ, فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ»(1).


ماذا يحدث للميت إذا انصرف عنه دافنوه؟
إذا دُفِن الميِّت, وانصرف عنه أصحابه, سمع قرع نعالهم وهم منصرفون, وهنا مفارقة عظيمة من حالين: بين حال من سيخرج من المقبرة؛ ليكمل مسيرته في حياته الدنيا بعد دفن ميته, فيخالط أهله, والناس كما هو معتاد, وبين ذلك الذي في حفرة القبر, وهو يسمع قرع نعال أولئك الأحياء الذين انصرفوا, وحاله مقبل على حياة أخروية برزخية, فلا أهل يخالطهم, ولا مال, ولا صاحب, ولا أنيس, ولا جليس, وحيدًا فريدا، نسأل الله -تعالى- السلامة من فتنة تلك الحفرة.
ويدلّ على ذلك: حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِـعَ فِي قَبْرِهِ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ، إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ, يَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَـذَا الرَّجُلِ؟...»(2).


* فـائدة: (البرزخ) في كلام العرب هو: الحاجز بين الشيئين, قال تعالى: {وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً}[الفرقان: 53], أي: حاجزًا, و(البرزخ) في الشريعة هو: الدار التي بعد الموت, وقبل البعث, قال تعالى: {وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}[المؤمنون: 100 ], قال مجاهد -رحمه الله-: "هو ما بين الموت والبعث".
وقيل للشعبي -رحمه الله-: مات فلان, قال: "ليس هو في دار الدنيا, ولا في الآخرة"(3).



-------
(1) رواه أبو داود برقم (3221), وجوَّد إسناده النووي (في المجموع 292/54).
(2) رواه البخاري برقم (1338), رواه مسلم برقم (2870).
(3) انظر: التذكرة للقرطبي (ص 177).


[hr]#960387[/hr]
*باختصار يسير من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
[hr]#960387[/hr]

سؤال الدرس:
ما هو البرزخ؟



توقيع حسناء محمد
عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عِصمةُ أمري، وأصلح لي دُنياي التي فيها مَعاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها مَعادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموتَ راحةً لي من كل شر). صحيح مسلم 2720
حسناء محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس