عرض مشاركة واحدة
قديم 28-07-08, 02:29 PM   #6
أم زبير
جُهدٌ لا يُنسى
Icon169 الاجابة على الأسئلة المطروحة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالبة التوحيد مشاهدة المشاركة
[

-ما معنى :"سباب المسلم فسوق"في الحديث(48)؟
2-مامعنى"قتاله كفر" في نفس الحديث السابق؟
3-ما معنى :"تلاحى رجلان"في الحديث(49)؟
4- معنى :"التسع،والسبع،والخمس"في نفس الحديث السابق؟


بسم الله الرحمن الرحيم

_______________________

1- ما معنى :"سباب المسلم فسوق"في الحديث(48)؟

الحديث:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ زُبَيْدٍ قَالَ‏:‏ سَأَلْتُ أَبَا وَائِلٍ عَنْ الْمُرْجِئَةِ فَقَالَ‏:‏ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ‏:‏ ‏"‏ سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ‏"

جاء في كتاب ( فتح الباري شرح صحيح البخاري) في معنى حديث " سباب المسلم فسوق " كالآتي:


قوله‏:‏ ‏(‏سباب‏)‏ هو بكسر السين وتخفيف الموحدة، وهو مصدر يقال‏:‏ سب يسب سبا وسبابا‏.‏

وقال إبراهيم الحربي‏:‏ السباب أشد من السب، وهو أن يقول الرجل ما فيه وما ليس فيه يريد بذلك عيبه‏.‏

وقال غيره‏:‏ السباب هنا مثل القتال فيقتضي المفاعلة، وقد تقدم بأوضح من هذا في باب المعاصي من أمر الجاهلية‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏المسلم‏)‏ كذا في معظم الروايات، ولأحمد عن غندر عن شعبة ‏"‏ المؤمن‏"‏، فكأنه رواه بالمعنى‏.‏

قوله‏:‏ ‏(‏فسوق‏)‏ الفسق في اللغة‏:‏ الخروج‏.‏

وفي الشرع‏:‏ الخروج عن طاعة الله ورسوله، وهو في عرف الشرع أشد من العصيان، قال الله تعالى‏:‏ ‏(‏وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان‏)‏ ، ففي الحديث تعظيم حق المسلم والحكم على من سبه بغير حق بالفسق، ومقتضاه الرد على المرجئة‏.‏

وعرف من هذا مطابقة جواب أبي وائل للسؤال عنهم كأنه قال‏:‏ كيف تكون مقالتهم حقا والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول هذا‏.

_______________________

2- مامعنى"قتاله كفر" في نفس الحديث السابق؟



قوله‏:‏ ‏(‏وقتاله كفر‏)‏ إن قيل‏:‏ هذا وإن تضمن الرد على المرجئة لكن ظاهره يقوي مذهب الخوارج الذين يكفرون بالمعاصي‏.‏

فالجواب‏:‏ إن المبالغة في الرد على المبتدع اقتضت ذلك، ولا متمسك للخوارج فيه، لأن ظاهره غير مراد، لكن لما كان القتال أشد من السباب - لأنه مفض إلى إزهاق الروح - عبر عنه بلفظ أشد من لفظ الفسق وهو الكفر، ولم يرد حقيقة الكفر التي هي الخروج عن الملة، بل أطلق عليه الكفر مبالغة في التحذير، معتمدا على ما تقرر من القواعد أن مثل ذلك لا يخرج عن الملة، مثل حديث الشفاعة، ومثل قوله تعالى‏:‏ ‏(‏إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء‏)‏ ، وقد أشرنا إلى ذلك في باب المعاصي من أمر الجاهلية‏.‏

أو أطلق عليه الكفر لشبهه به، لأن قتال المؤمن من شأن الكافر‏.‏

وقيل‏:‏ المراد هنا الكفر اللغوي وهو التغطية، لأن حق المسلم على المسلم أن يعينه وينصره ويكف عنه أذاه، فلما قاتله كان كأنه غطى على هذا الحق، والأولان أليق بمراد المصنف وأولى بالمقصود من التحذير من فعل ذلك والزجر عنه بخلاف الثالث‏.‏

وقيل‏:‏ أراد بقوله كفر أي‏:‏ قد يؤول هذا الفعل بشؤمه إلى الكفر، وهذا بعيد، وأبعد منه حمله على المستحل لذلك لأنه لا يطابق الترجمة، ولو كان مرادا لم يحصل التفريق بين السباب والقتال، فإن مستحل لعن المسلم بغير تأويل يكفر أيضا‏.‏

ثم ذلك محمول على من فعله بغير تأويل‏.‏

وقد بوب عليه المصنف في كتاب المحاربين كما سيأتي إن شاء الله تعالى‏.‏

ومثل هذا الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم -‏:‏ ‏"‏ لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ‏"‏ ففيه هذه الأجوبة، وسيأتي في كتاب الفتن، ونظيره قوله تعالى‏:‏ ‏(‏أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض‏)‏ بعد قوله‏:‏ ‏(‏ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم‏)‏ الآية‏.‏

فدل على أن بعض الأعمال يطلق عليه الكفر تغليظا‏.‏

وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه مسلم‏:‏ ‏"‏ لعن المسلم كقتله ‏"‏ فلا يخالف هذا الحديث، لأن المشبه به فوق المشبه، والقدر الذي اشتركا فيه بلوغ الغاية في التأثير‏:‏ هذا في العرض، وهذا في النفس‏.‏

والله أعلم‏. ( فتح الباري)

_______________________

3-ما معنى :"تلاحى رجلان"في الحديث(49)؟

الحديث:

أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ حُمَيْدٍ عن أَنَسُ قَالَ‏:‏ أَخْبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ‏:‏

‏"‏ إِنِّي خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ‏"

معنى " تلاحى رجلان" :


قوله‏:‏ ‏(‏فتلاحى‏)‏ بفتح الحاء المهملة مشتق من التلاحي بكسرها وهو التنازع والمخاصمة، والرجلان أفاد ابن دحية أنهما عبد الله بن أبي حدرد - بحاء مفتوحة ودال ساكنة مهملتين، ثم راء مفتوحة ودال مهملة أيضا - وكعب بن مالك‏. (فتح الباري)

_______________________


4- معنى :"التسع،والسبع،والخمس"في نفس الحديث السابق؟

‏" الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ‏" أي ليلة القدر


قوله‏:‏ ‏(‏في السبع والتسع‏)‏ كذا في معظم الروايات بتقديم السبع التي أولها السين على التسع، ففيه إشارة إلى أن رجاءها في السبع أقوى للاهتمام بتقديمه‏.‏

ووقع عند أبي نعيم في المستخرج بتقديم التسع على ترتيب التدلي‏.‏

واختلف في المراد بالتسع وغيرها فقيل‏:‏ لتسع يمضين من العشر وقيل‏:‏ لتسع يبقين من الشهر. (فتح الباري)

قلتً: اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر لاختلاف الأحاديث التي دلّت عليها.
والحكمة من إخفاء ليلة القدر تنشيط المسلم في العشر الأواخر كلها على مزيد النشاط والبذل في العبادة والذكر تحرّيا والتماسا لهذه الليلة العظيمة .
والله تعالى أعلم






توقيع أم زبير

أم زبير غير متواجد حالياً