عرض مشاركة واحدة
قديم 23-12-13, 10:42 PM   #4
أسماء حموا الطاهر علي
| طالبة في المستوى الثاني1 |
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

ملخص الدرس الرابع :
ثانيا : " كيفية الطلب والتلقي ومراتبه":
من لم يتقن الأصول حرم الوصول، بمعنى أن طالب العلم إن لم يكن مؤصلا في كل فن يطلبه فإنه لن يحصل شيئا لا يسمى طالب العلم ،وإنما سيسمى طالبا مثقفا أومتذوقا، لكن طالب العلم في كل فن يؤصل نفسه بمعني يأخذ مبادئ العلم، ثم يتلقى بها إلى مرحلة متوسطة ، ثم يتلقى بها إلى مرحلة منتهية، فيكون عنده مختصرات في العلم يضبطها جيدا يضبط ألفاظها في كل فن.
فلا بد لطالب العلم من التأصيل ،والتأسيس لكل فن تطلبه بضبط أصله، ومختصره على شيخ متقن، لا بالتحصيل الذاتي وحده، وآخذا الطلبات بالتدرج
ولذلك علامة حرمان طالب العلم أنه لا يتقن الأصول ولا يعتني بها فلا شك أن هذا الطالب يحرم الوصول، فينقطع به الطريق." ومن رام العلم جملة ذهب عنه جملة"بعض طلاب العلم يظن أن الأمر يؤخذ في جلسة واحدة، أو في دورة واحدة لكن العلم لا يأخذ مرة واحدة ولا جملة واحدة و إنما يأخذ على مر الأيام و الليالي. وهذا يناسب ذهن المتلقي في أنه يأتيه العلم شيئا فشيئا، فيبنى ويرسخ في فؤاده ويستقر هذا العلم في فؤاده لكن لما يأخذه مرة واحدة لا يحصل شيئا.
طالب العلم إلى أن يؤصل نفسه، ولذلك عبر عن العبارة الجميلة:" ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم" يعني لو سمع هذه المحاضرة وهذا الدرس. أدعى إلى أنه يضل في الفهم يعني كله سيدخل على بعضه لذلك يحتاج طالب العلم إلى سُنة التدرج وهي سُنة كونية أصلا، والله عز وجل قال في شأن في العلم الأكبر الذي هو القرآن، يعني أسس العلوم هو القرآن. قال:"وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا". مانزل القرءان جملة واحدة ،وإنما نزل منجم و مفرق،وهذا شكل من الله حكمة. وحتى يتلقاه الناس ويفهمون ويتعلمون مافي هذه الآيات ويعقلون خطاب الله ويعملون ويطبقون. فإذن هذه الأمور مهمة جدا في قضية التدرج، ولذلك العلماء راعوا مثل هذه القضية، فكانوا في المجالس العلمية يجعلون جلوس الطلاب إليهم على مراحل ،بل ويجعلون للفنون كتب لكل مرحلة وهذا سار عليه العلماء.
يقول:" وبضبط أصله وعليه فلابد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه بضبط أصله ومختصره على شيخ متقن لا بالتحصيل الذاتي وحده ،آخذا الطلب بالتدرج. الآن هو أشار إلى نقطة التأصيل والتأسيس وأشار لنقطة ثانية ومهمة جدا وهي قضية التدرج
أضيف إلى هذه الأمور التي نبه إليها أن هذه الأصول أو هذه الفنون الذي يريد أن يدرسها لابد إنه يضبطها باختيار مختصر لأي فن مثلا أراد أن يدرس في النحو بدأ بالأجرومية أو مثلا أخذ الحديث فبدأ بالنووية أو أخذ العقيدة فبدأ بثلاثة الأصول مثلا أو كتاب التوحيد أو إي كتاب من كتب العقيدة في المرحلة الابتدائية يأخذ هذا الكتاب إلي هو مختصر العلم(علم العقيدة أو علم المصطلح أو علم الحديث) ويذهب إلى شيخ متقن هو محتاج إلى شيخ متقن حتى سبحان الله العظيم يختصر له الطريق , شيخ متقن لهذا العلم حتى يستطيع إيصال هذا العلم له وإنما يؤخذ العلم بالمشافهة والجلوس على أيدي العلماء.
فوائد الجلوس عند الشيخ :
-الشيخ يختصر علينا مدة الدراسة في الكتب.لان بعض الكتب صعبة الكلمات، فيبقى الطالب ساعات و ساعات ليفهم ما كُتب لكنه لو جلس لشيخ لفهم ربما كلام المؤلف في مدة قصيرة.
- قلة التكلف : طالب العلم يجد كلفة و تعباً عند قراءته للكتب لكن العالم يعطي الخلاصة و الفوائد لطالب العلم بدون تعب كثير
-الشيخ يعطيك خلاصة العلم الذي استوعبه في المسألة.
الفهم الصحيح : يشرح الشيخ ما قد يستشكل على طالب العلم في فهم الكتب و يبين لك الاحاديث الصحيحة من الضعيفة
-الجلوس عند العلماء يعلمنا الأدب
فإذن الفهم الصحيح ,اختصار الوقت ,قلة التكلف ,يعطيك خلاصة العلم غير إن جلوسك مع الشيخ تتعلمين الأدب وكيف تطبيقه للسنة وكيف هديه وكيف تصرفه مع طلابه كيف خشوعه وانكساره بين يدي الله عز وجل وكيف أدبه وكيف حفاظه على السنة وحفاظه على العبادة والأذكار كل هذا يشاهده ويرى كيف تعامله مع طلابه مع المحسن والمسيء كل هذه الأمور تشاهد من قبل الشيخ فيصبح قدوة وأسوة لطلاب العلم اللذين يجلسون معه بعكس الكتاب.
أخطاء التعلم من الكتب :
-من قرأ من الكتب معرض للخطأ و التصحيف و اللحن، يمكن يكون مؤلف الكتاب عنده أخطاء في العقيدة و كل هذا طالب العلم لا يعرفه إلا إذا علمه طالب العلم.و من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه

*إذن نبه الشيخ إلى ثلاثة أمور ,مسألة التأصيل والتأسيس في كل الفن ,وهذا أنه يضبط مختصر بكل فن يدرسه على شيخ.
*المسألة الثانية: قضية التدرج في العلم يعني المرحلية في العلم لا يروم العلم جملة واحدة وأن يتدرج في أخذ العلم حتى يستطيع أن يفهمه ويبنى في ذهنه.
*ثم الجلوس على شيخ وهذه كلها ذكرها في الوصايا ونعيدها يقول
(( لا بد أيها الطالب من مراعاة الأمور الآتية في كل فن تطلبه
وذكر ست وصايا وان شاء الله نطبقها في طريقنا العلمي :

*لكي يأصل و يأسس طالب العلم في كل فن، يجب عليه أن يحفظ مختصراً في كل فن ة يضبطه على شيخ متقن.
هناك أشياء تسمى علوم أصلية وأشياء تسمى علوم آلة أو علوم مساعدة
العلوم الأصلية : كعلوم العقيدة وعلم التفسير علم الفقه وعلم الحديث
العلوم المساعدة التي تساعد في فهم العلم الأصلي ولا يستغنى عنها أبداً تفك رموزه والعبارات التي لا تفهم وتساعد على الوصول للفهم الصحيح : كعلم النحو وعلم المصطلح وعلم أصول الفقه والبلاغة وما شابه من هذه العلوم وأيضاً علوم القرآن وعلوم التفسير أو ما يسمى بأصول التفسير أو قواعد التفسير كل هذه علوم مساعدة تعين على فهم العلوم الأصلية.
في العقيدةمرحلة للمبتدئين : الأصول الثلاثة،و القواعد الأربع
الأربعون النووية في الحديث
الآجرومية في النحو
*عدم الإشتغال بالمطولات لأنها تصرف همة طالب العلم، و تشتته.
*عدم الإنتقال من مختصر لآخر لان هذا من باب الضجر :و ينقطع به الطريق و لا يحصل علما و ما يثبت في العلم .
ضررالانتقال من مختصر إلى مختصر على طالب العلم:
1- ينقطع به الطريق و لا يُحصل علماً.
2- ما يثبت في العلم وما يرسخ ويكون كالمتذوق فلا يستفيد شيء.
3- لا ينجز ما بين يديه وسيبقى هكذا.
*اقتناص الفوائد و الضوابط العلمية و كتابة الفوائد التي استفادها من الشيخ و كما قيل العلم صيد و الكتابة قيده...
*جمع النفس و الهمة على قصية الطلب و الإبتعاد عن المفرقات و المشوشات لطالب العلم
الأمر يحتاج إلى أن الإنسان يجمع نفسه أي يُقبل بكليته على العلم فلا يكون طالب العلم مشتتاً أو الضياع إنما يُقبل بكليته يختار أنسب الأوقات ويُبعد الشوارد ويُحاول أن يتفرغ وأي أمور مُشغلة يُبعدها ، وأي أمور تأخذ من أوقاته وتُقصر وقت طلب العلم يُبعدها فهنا تجتمع النفس.
فينصحنا الشيخ هنا أن نجتهد أن يكون العلم أكبر همنا الذي هو أعظم مطلوب ويوصلنا إلى معرفة الله عز وجل ومعرفة رسوله-صلى الله عليه وسلم-ومعرفة دين الإسلام والعمل بالعلم هذا العلم تجتمع النفس عليه.
*خلاصــــة المســألـة*
نبّه إلى ثلاثة أمور :
1- قضية التأسيس والتأصيل.
2- قضية مراعاة التدرج.
3- الوصايا التي ذكرها وهي تبني طالب العلم وهي ستة :
1- حفظ مختصر في كل فن يطلبه.
2- ضبط المختصر على شيخ مُتقن.
3- يبتعد عن الاشتغال بالمطولات حتى لا تفرق همته ولا تزيد حيرته وتشوش عليه.
4- لا ينتقل من مختصر إلى مختصر عليه أن يواصل حتى يُنهى الكتاب.
5- كُل ما حصّل فائدة أو ضابط علمي أو قاعدة سواء كانت في الفقه أو العقيدة أو التفسير.
من شيخه أو الكتاب الذي يقرأ فيه دوّنها وأطال النظر وأعاد حتى تُضبط وترسخ.
6-جمع النفس والهمة على قضية الطلب والابتعاد عن المفرقات والمشوشات لطالب العلم.
ثم قال (( واعلم أن المقدم على هذا كله حفظ القرآن ودوام مراجعته حتى يثبت أما الخلط في التعليم بين علمين فأكثره فهذا يختلف باختلاف المتعلمين في الفهم والنشاط ))
لا شك أن أول ما يبدأ به طالب العلم هو حفظ القران : الإنسان لما يكون حافظ للقران و ينتقل إلى علم آخر يصير أسهل عليه
ثم تكلم عن قضية أخرى و هي الخلط بين علمين فالطلاب قدراتهم تختلف ليس كل الطلاب علي درجه واحدة بعض الطلاب لا يحب أن يجمع فن مع فن يعني إذا درس علي شيخ يريد أن ينتهي من هذا الكتاب تماما ثم ينتقل إلى الكتاب الذي بعده
والنقطة الثانية قضية الجمع بين علم و علم آخر أو فن و فن آخر هذه أيضاً تختلف باختلاف القرائح أو الفهم يعني من عقل إنسان إلى عقل إنسان آخر يعني هذه القضية ما نحجر عليها لكن بعض الطلاب يستطيع أن يجمع بين علمين وبعضهم يتفرد بعلم واحد
الكتاتيب سارت علي مسالة المرحلية فقسموا مراحل طلب العلم إلى ثلاث مراحل :
1:مرحلة للمبتدئين .
2:مرحلة للمتوسطين .
3: ومرحلة للمتمكنين .
هنا الشيخ ذكر ما كانوا يدرسونه انأ سأقرئه لكم سريعا و أنت ممكن تعودين له ((ففي التوحيد ثلاثة أصول و أدلتها)) .
((و القواعد الأربع)) . ثم ((كشف الشبهات )) . ثم ((كتاب التوحيد )) أربعتها إلي الشيخ محمد ابن عبد الوهاب _رحمه الله هذا في توحيد العبادة .
وفي توحيد الأسماء والصفات (( العقيدة الواسطية )) ثم ((الحموية )) ثم التدمرية ))ثلاثتها لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ف((الطحاوية)) مع شرحها
وفي النحو ((الاجرومية ))ثم(( ملحة الإعراب ))للحريري ثم ((قطر الندى))لأبن هشام ثم ((ألفية ابن مالك)) مع شرحها
للمرحلة المبتدئة مثل الثلاث أصول والقواعد الأربع وكشف الشبهات وكتاب التوحيد
المرحلة الثانية ممكن يكون العقيدة الواسطية الحموية ثم التدمرية والطحاوية. وفي النحو بالاجرومية ثم ملحة الأعراب ثم ينتهي بألفية ابن مالك .
وفي الحديث الأربعين النووية ثم عمدة الأحكام ثم بلوغ المرام ثم المنتقى للمجد لابن تيمية

ثم ذكر في المصطلح نخبة الفكر ثم ألفية العراقي .وفي الفقه ذكر آداب المشي إلى الصلاة ثم زاد المستقنع طبعا هذه كلها مناهج لا نستطيع أن نقول انه كلهم اتفقوا عليها لكنها من باب التمثيل وإذا استشار طالب العلم عالم لاشك انه يستطيع أن يعطيه منهج يناسبه
قلنا أن طالب العلم يبتعد عن المطولات لكن إذا انتهى أو توسط فبإمكانه إن يجرد المطولات كتب التاريخ والأدب والسيرة والأشياء هذه التي تتكلم عنها تكون مجلدات كبيرة تذكر لك أشياء يستفيد منها طالب العلم .
وحتى في فنون أخرى يستطيع أن يقرأ تاريخ ابن جرير وابن كثير وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وهذه لا تأتي في المرحلة الابتدائية وإنما تأتي في المرحلة المتقدمة
2.1 : تلقي العلم عن الأشياخ :
طريقة التلقين والتلقي من الأسانيد والأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف وبطون الكتب هي الأصل في الطلب وقد قيل(( من دخل في العلم وحده خرج وحده)) إذا العلم صنعه وكل صنعه تحتاج إلى صانع فلابد إذا لتعلمها من معلمها الحاذق.
والدليل على ذلك ألاف السير والتراجم على مدار التاريخ مشحونة بتسمية الشيوخ والتلاميذ ومستقل من ذلك ومستكثر
هنا يريد أن ينبه الشيخ على قضية ذكرها في الآداب أو الأمور التي يجب مراعاتها في إثناء الطلب وتأسيس وتأصيل العلم وهي الأخذ عن شيخ متقن قال تلقي العلم عن الأشياخ كما قلت لكم لا نأخذ العلم عن كتاب وان كنا لا نستغني عن الكتاب لكن نحتاج إلى تلقي العلم عن الأشياخ.
منهج التلقي عن الأشياخ : و هذا يكون مشافهة كما تلقى النبي صلى الله عليه و آله وسلم العلم عن جبريل عليه السلام و تلقاه الصحابة رضوان الله عليهم عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم و تلقاه كذلك التابعون عن الصحابة رضوان الله عليهم..
وهكذا يطلب العلم في أن يتلقى العلم مشافهة عن الأشياخ ويقول من أفواه الرجال لذلك كانوا يرحلون إليهم ويطلبون الأسانيد العالية في الرحيل إلى الشيخ واخذ العلم عنه
وحده وهنا ينبه إلى قضية مهمة جدا وهي أن طالب العلم لابد أن يأخذ العلم عن شيخ لأنه إذا اخذ العلم وحده وتلقاه فرديا من كتبه خرج وحده وربما أتى بالأعاجيب وذكر عن أشخاص كثير جلسوا وطلبوا العلم وحدهم دون شيخ فأتوا بأشياء لم يسبق أن أتى بها احد يعني ابتدعوا أمور واتوا بأمور سبحان الله ربما غالوا في بعض الأمور وربما فهموا النصوص بطريقة عجيبة
وكل هذا بسبب غياب الشيخ الذي يصحح ويبين ويوضح فكم من الأمور تفهمها بطريقة خاطئة لكننا إذا سمعنا عالما أزال هذا الإشكال وردنا إلى صوابنا
وكأنه يثني على وجود الشيخ فيقول انظر الدليل على أهمية المشايخ انظر إلى الكتب التي الفت في الأشياخ وتسمية المشايخ وتلاميذهم كل هذا يدل على أن الشيخ له مكانه وله فضل ويقصد ويرحل إليه وتثنى الركب عنده لأنه مسهل للعلم ميسر له وهذه سنة من سبق من إسلافنا .



توقيع أسماء حموا الطاهر علي
قال ابنُ المبارك لأَِصْحَابِ الحَدِيثِ:«أَنْتُمْ إلى قَلِيلٍ مِن الأَدَبِ أَحْوَجُ مِنْكُمْ إِلَى كثيرٍ مِنَ العِلْمِ»«تاريخ دمشق»(32/445)
أسماء حموا الطاهر علي غير متواجد حالياً