عرض مشاركة واحدة
قديم 31-05-13, 07:15 PM   #2
رقية مبارك بوداني
|تواصي بالحق والصبر|
مسؤولة الأقسـام العامة
افتراضي

الهمّ الحقيقي ..

اشتدّ بأخيتي المرض -رحمها الله- قبل وفاتها بعدة أسابيع، فلم يكن هناك بُدّ من التنويم في المَشفى، ورغم اشتداد المرض وجثُومه إلا أنّ التجلّد والصبر لديها لم يتزعزع ..!

كنتُ أسألها كلّما أتيتُ لزيارتها : (بشّري يا نورة.. عساك تاكلين؟! .. عساك تنامين زين؟!! )، فتُجيب: (الحمدلله آكل.. الحمدلله أنام.. أنا طيبة طيبة) علماً أن الأكل كان يتعبها، بسبب ما تركه العلاج الإشعاعي من تقرّحات داخلية في البلعوم والمريء، وكانت لا تستطيع الاستلقاء على ظهرها لأن الورم اكتسح الرئة، وصار يضغط على القفص الصدري والأحبال الصوتية و الرقبة، فكانت في أيامها الأخيرة لا تستطيع النوم إلا جالسة، والرقبة مائلة، كان منظرها تتقطّع له نياط القلب ..!

قالت لي قبل رحيلها بأيام عبارات عجيبة، لازالت -والله- تقرع أذني قرعاً : ( أنا لا أحمل همّ المرضفهو أمر مُقدّر ومكتوب، أنا -ولله الحمد- وضعي أحسن من وضع غيري بكثير،ولا أحمل همّ أولادي، قد استودعتهم الله، سيحفظهم لي سبحانه، عليه توكلت، أنا ما بين عيونييا أخيتيإلا شي واحد، همّه أكل قلبي). قلت: (ما هو ؟).. قالت: (القبر ووحشته، وكيف سأقبل على الله وأنا ما قدَّمت أعمال صالحة تليق بلقاء الله –سبحانه-، لا يؤرّق عيني يا أخيتي إلا هذا الهمّ ! ).

يااااه .. يا أخية !..رُغم البلاء والمرض الذي نحت جسمكِ نحتاً، وهدّك هدّاً، برغم كل هذا الصبر والرضا كنتِ تخشين لقاء الله-سبحانه-بدون عمل، فلم يُداخلها -رحمها الله- عُجب بما كانت عليه، بل كانت لا ترى ذلك شيئاً..

رحمكِ الله يا أخيّة، وجعلك ممّن كُفِي هذا الهم، وأبدلكِ الله به فرحةً وسروراً ، وجعلكِ ممّن يُبشّر بالجنان ، والرّوح والريحان ، ورضا الرحمن.. !

امتحان لنا جميعاً ..

من أصعب المواقف التي مرّت علينا كان يوم الجمعة الذي سبق وفاتها رحمها الله- بثلاثة أيام، كان يوماً لا يُنسى، في ذلك اليوم مرّت أخيتي بكُربة شديدة، وقف الطبّ عاجزاً أن يُقدّم لها سوى المُسكنات التي لم تعد تُجدي نفعاً، فمساحات الألم كانت تزيد، والتنفّس يضيق، وقلوبنا من حولها تتفطّر، كان ملاذنا هو كتاب الله والدعاء، فهذا يتلو وذاك يرقي والآخر يدعو، كانت تطلب الوضوء فنحضر لها الماء تحقيقاً لرغبتها، فتتوضأ في سريرها، كان قلبها رحمها الله مُعلّقاً بالصلاة..!

كان الوضع يشتدّ تأزماً، في ذلك اليوم لم نستطع إخفاء مشاعرنا، فالخطب جَلل، وحالها كان يفتّ الفؤاد فتّا، كانت دموعنا تجري أمامها، فتُشير لنا بيدها، فتُٰغني الإشارة عن العبارة، إشارتها تعني: (أنا طيبة، اطمئنوا)، ثم تُشير أن استمروا بالقراءة، فيستمر من كان حاضراً عندها..!

كنّا نعرف توجُّعها بانقباض ملامح الوجه، وصعوبة التنفس، لا تشكي ولا تبكي..

كانت حاضرة القَلب برغم الألم ، لن أنسى ذلك الموقف الدافئ الذي لازال محفوراً في قلبي وعقلي ووجداني، عندما كان أخي (عبدالعزيز) وزوجته (أروى) يرقيانها، جلستُ إلى جانب سريرها، ويدها في يدي وأخذت أقبِّلها، ظننتُ أنّها لا تشعر بي، فإذا بها تجرّ يدي وتدخلها من تحت الكمامة وتُقبّلها ..!

وما إن حلَّ المساء حتى ازداد الألم وبدأت تفقد التركيز والشعور بمن حولها، كان الوضع حرجاً للغاية، كان الزوج الصالح والإخوة البررة والأم الرؤوم حولها، يتألمون ويتوجَّعون لتوجُّعها، لم أشهد هذه اللحظات لكنهم وصفوها بالأليمة، ناشد زوجها الأطباء قدّموا لها ما يُخفف الألم ويجعلها تنام ولو قليلاً ..

لله أنت يا أبا بدر .. لله أنتِ يا أم خالد ..أكاد أجزم أن الألم لديكما كان يومها مُضاعفاً !

في تلك الليلة، وبعد رحلة الألم المريرة، فقدت-رحمها الله- الوعي، ولعله من تأثير المسكنات القوية، وبقيت على هذا الحال ثلاثة أيام، بقدر حزننا عليها، بقدر ارتياحنا بأن هذا الوضع أكثر راحة لها..!

وقفة.. هذا الموقف رغم رهبته، وشدّة وطأته على قلوبنا جميعاً، كان زاخراً بالدروس الإيمانية العميقة، فكلّما عصف بنا القلق والهلع ذكرنا الله جلّ وعلا- فاطمأنّت قلوبنا، حتى التدبّر يومها للآيات كان مُختلفاً، كُنّا نقرأ آيات الرحمة والقدرة والتوكل والصبر وكأنّها نُزّلت علينا السّاعة ..

بداية البشائر ..

بدأت البشائر تلوح لنا مع مطلع (يوم الأحد)، حيث بدأ الوجه يُشرق، والتنفس يهدأ، فرحنا لدرجة أننا بدأنا نُؤمّل بالشفاء رغم يأس الأطباء، كُثّفت القراءة عليها من الجميع، فكان القرآن يُتلى عليها آناء الليل وأطراف النهار دون توقف، كان الجميع يتناوب القراءة عليها، بعضهم يبدأ السورة ويكملها غيره، والآخر استهل القراءة من الفاتحة وختمه بين يديها ودعا لها، كان رباطاً من نوعٍ خاصّ..!

وفي اليوم الثالث ( الأثنين) كان الناظر إليها لا يُخطئه تبدُّل الحال، لدرجة أنَنا كنا نتباشر ويْهنّئ بعضنا البعض، مُتفائلون بقُرب العافية، وفي الوقت ذاته مُفوضون أمرها إلى العزيز الحكيم، على يقين أنّ الله لن يختار إلا ما فيه الخير لها..!



رحلة الوداع ..

وبحلول مساء الاثنين، الثالث من رجب من عام: 1434 هـ ، وخلال قراءة أخي (خالد) عليها، والأم الحنون مُمسكة بيمين ابنتها، بردت الأطراف، وضعُف النفس شيئاً فشيئاً، توقّف أخي عن القراءة، وبدأ يتلمس نبضات قلبها، رفعت الأم سبابة ابنتها، تحلّقنا حولها، وبدأ التهليل من حولها والدعاء، في تلك اللحظات قُبضت الرُّوح، كان الوضع أشبه بالنوم، بعضنا لم يُصدِّق أنها تُوفّيت، حضر الطبيب ونعاها لنا ..!

رغم إدراكنا لحقيقة الأمر وأبعاده إلا أن النفس تضعف في مثل هذه اللحظات، فكان يُثبِّت بعضنا البعض، حضر بقية أخوتي، وحضر الزوج الصالح الذي عاش مع أختي تفاصيل مرضها الأول والثاني، والذي نعلم جميعاً حجم معاناته، فقد كانت تحكي لي -رحمها الله- عن شدة تأثره لحالها وقلقه الدّائم عليها، لكنه قابل ذلك الموقف بصبرٍ ورضا استصغرتُ نفسي أمامه ..!

لن أنسى تلك السجدة الطويلة إلى جوار زوجته الشهيدة بإذن الله..كان المشهد من أبلغ المواعظ ..!

لن أنسى ثبات الأم التي أرهقها السّهاد وكابد قلبها الحزن، وهي تحتسب فلذة كبدها عند ربها ..!

لن أنسى كلمة أخي علي التي قالها لنا مُواسياً : ( الحمدلله .. راحت على خير، حنا اللي على خطر ) .. في الأعماق يا أبا سديم .. !

ودّعنا أخيتي، وانصرفنا قافلين إلى منزل الوالد -حفظه الله-، سبحان من أنزل علينا السكينة، وسكب في قُلوبنا الطمأنينة، كانت العينُ تدمع، واللّسان يلهج بالدّعاء، لحلاوة الإيمان طُعمٌ آخر عند نزول المصائب، يعرفه أهل البَلاء، فما أخطأك لم يُكن ليصيبك، وما أصابك لم يُكن ليُخطئك..!

أخبرت الأم الصابرة المحتسبة زوجها بأن الوديعة رُدّت إلى صاحبها، وأن الله اختارها إلى جواره، خرج والدي إلينا، تحلّقنا حوله، قبلنا رأسه ويديه، وعزّيناه في فقيدتنا..!

كان الموقف مهيباً، خيم علينا السكون، ومع اقتراب الفجر وصلتنا الوصية ..!

وصية مودّع ..

كتبت (نورة) -رحمها الله- وصيّتها بخط يدها قبل وفاتها بأربعٍ وأربعين يوماً، لم نقرأها إلا بعد الوفاة،احتفظ بها الزوج الصالح، فلما أسلمت الشهيدة الروح لم يشغله مُصابه عن تبليغها لنا في الحال، قرأناها يومها بقلوبنا لا بعيوننا ..!

كنّا نقرأ السطور وننتظر أن توصينا بأبنائها لاسيما الصغار منهم (ريّان) ابن العشر سنوات، (الجوهرة) ابنة السبع سنوات، لكنها لم تفعل، في هذه اللحظات تذكّرت كلمتها: (..ولا أحمل همّ أولادي، قد استودعتهم الله، سيحفظهم لي سبحانه، عليه توكلت ..)، بل على العكس، أوصت أولادها بأن يُعين القوي منهم الضعيف، وأن لا تُفرّقهم مشاغل الدنيا عن بعضهم..

أوصت من تركت من أهلها ومن قرأ وصيتها بتقوى الله وأن لا تغرّهم الحياة الدنيا .. لله درّها ..!

أوصت من حضر وفاتها بأن يُلقنها الشهادة، وأوصت بتكثير المصلين عليها، والدعاء لها بقلب خاشع في أول ليلة لها في القبر، بأن يُثبتها الله عند السؤال، وأن يُؤنّس وحشتها، وأنّ يهوّن عليها الحساب، وأن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة، هنا تذكرت كلامها لي، والهمَ الذي أرّق مضجعها، عندما قالت: (ما بين عيوني إلا القبر ) .. رحمكِ الله يا أم البدر وأسكنكِ فسيح جنّاته .. !

أصداء الوصية ..

اقترح أخونا الموفق أبو بدر أن ننشر الوصية في الحال لما في مضامينها من العِبر، فينال أخيتي أجرها، ولعلها تصل إلى أكبر قدر من النّاس ليشهدوا الصلاة عليها، كما نصّت على ذلك في وصيّتها رحمها الله !

وبالفعل ما إن نزلت الوصية حتى شقّت طريقها بأمر الله، وطارت في الآفاق، وصارت تعود إلينا مُرسلة من جهات عدة تحمل عنوان (نداء لأهل الرياض) - (وصية امرأة صالحة) -.. ، وتستحث الناس على حضور الصلاة عليها، ثم تُدرج الوصية، كان أمراً عجيباً عجيباً عجيباً ..!





وكان ممّن تأثّر بوفاتها ووصيتها شيخنا ووالدنا العلامة الشيخ عبدالرحمن البراك -حفظه الله-، الذي حضر الصلاة عليها والدفن، تقول حفيدته : ( يحدّثني والدي أنه عندما أخبر جدي الشيخ عبدالرحمن البراك قبل صلاة الفجر بوفاتها جلس يدعو لها دعاءً طويلاً حتى تكبيرة الإحرام وهو متأثر جداً، ثم كبَّر لصلاة الفجر وقرأ سورة مريم، وتأثَّر وبكى ) ..أنتم شهود الله في أرضه .. !

يقول زوجها : ( لما ذهبت إلي إدارة المغسلة لتسليمهم ورقة الدفن قبل الصلاة عليها -كما جرت العادة في مثل هذه الاجراءات - قال لي الموظف بعد أن قرأ اسمها: هل هذه هي المرأة التي انتشرت وصيتها ؟! ) ..




طبتِ أخيتي حيّةً وميّتة ..!

في مغسلة الأموات، الساعة الثامنة من صباح الثلاثاء، كنا في انتظارها أنا وأختاي وابنتها نهلة، اشترطت المغسلة أن يُشاركها التغسيل اثنتان فقط، وبعد تشاور دخلتُ أنا وأختي الكبرى، ولمّا كشفت المغسلة عن وجهها-رحمها الله- رأينا ما أدهشنا، رأينا ابتسامة (نورة) المعهودة أيام العافية، هنا كبّرت المغسلة وهللّت، وقالت: (كيف ماتت؟ ومتى؟ وهل كانت مريضة؟ وهل هي متزوجة؟ ...)، كنا نُجيب وهي تهلّل وتُهلّل، لم تكن مجرّد ابتسامة، كانت -والله- أقرب إلى الضّحك، كانت بادية النواجذ، مُشرقة الوجه، بهيّة نضرة، عروسٌ تُزف إلى الجنان ..!

رحم الله أخيتي .. تذكرتُ وأنا انظر إلى ابتسامتها وإشراقة وجهها ذلك الهمّ الذي أرّقها، فحمدتُ الله -جل وعلا- أن أرانا من علامات حسن خاتمتها ما تهنأ به نفوسنا ويجبر كسر قلوبنا، من جعل الآخرة همّه كفاه الله ما أهمّه، ومن صدق الله صدقه الله، طبتِ أخيتي حية وميتة ..!




وتتوالى البشائر ..

اكتظّ الجامع بالمصلين -رغم سعته-، رجالاً ونساءً، وكثيرٌ منهم لا نعرفهم، كان مشهداً مَهيباً، أذكر أن إحداهن ربتت على كتفي وقالت: (أنتم الأحيدب ؟!) قلت : (نعم) قالت : (أتيتُ من المزاحمية، والله يا بنتي أني ما أعرفكم، ولم يأتِ بي إلى هنا إلا وصية بنتكم، أتيت وأحضرت معي أبنائي كلهم) والعجيب أنّ أصداء الوصية تخطّت الحدود الجغرافية، فصُلِّي عليها كما بلغنا- صلاة الغائب في المركز الإسلامي بـ (دنفر) عاصمة ولاية (كولورادو) الأمريكية ..

في المقبرة كانت الجنازة مشهودة، حتى ظنّ بعضهم أن الميت شخص مشهور، عالم أو داعية كبير، حتى أن الدفن تأخّر بسبب كثرة المشيعين الذين يرغبون المشاركة في الحثو بأيديهم، إنه الصدق مع الله وبركته إذا نزلت بساحة العبد، فسبحان من وضع لأخيتي القبول في الأرض..!

يقول أخي عبدالعزيز : ( أثناء الدفن وبينما كنت واقفاً على شفير القبر وجموع المشيعين حولنا سمعت شخصاً ينادي من خلفهم: هل هذا قبر الداعية ؟! ) ..

وقفة.. سبحان الله .. لم تُقِم أخيتي - رحمها الله- محاضرة واحدة في حياتها، ولم تكُن معلمة–كما تناقله النّاس بعد ذلك-، وليس لها مشاركات في المواقع والمنتديات وشبكات التواصل الاجتماعية.. كانت أخيتي مُجرّد دارسة، ورُبّما أُسند لها التدريس في الدّار عند غياب إحدى المعلمات، لكنّها كانت معلمة في حياتها بسُلوكها العملي، وصارت داعية بعد مماتها بوصيّة أغنت عن ألف محاضرة ..!!

لم ينته الأمر عند ذلك، فلا زالت أصداء الوصية نلمس أثرها إلى وقت كتابتي لهذه السطور، يقول أبو بدر: (لا أحصي –والله-عدد الاتصالات التي وردتني من أشخاص لا أعرفهم، وكذلك الرسائل ما بين مُعز ومُتأثّر، وما بين داعٍ لها، وما بين مُستشير وطالبٍ للنصيحة، وما بين تائب، ناهيك عن الصدقات التي أُخرجت لها، والأوقاف التي وضعت لها من أناس لا نعرفهم)..

رحم الله أم البدر وأسكنها فسيح جناته، كم في حياتك يا أخيتي من أحداثٍ حملت عِبراً،كنتُ أتأمّل ذلك الهم الذي حملته، ثم انظر إلى آثار رحمة الله -جل وعلا بنا وبها، فألهج لله شاكرة حامدة ..!

خاتمة حسنة، ولسان صدق في العالمين، من كان يأسى لحالك يا أخيتي بالأمس أضحى يتمنى مكانك اليوم، فلله الحمد من قبل ومن بعد !

وكانت في حياتك لي عظاتٌ *** وأنت اليوم أوعظ منك حيّا

بخ بخ .. ربح البيع يا نورة ..!

ذهبنا إلى منزل (نورة) بعد رحيلها بأيّام لجمع متاعها، فما وجدنا غير ملابس يسيرة، بالكاد ملأت ثلاث حقائب، هي كسوة الشّتاء والصيف، كانت من أهل الآخرة وهي تعيش بيننا ..!

لفت انتباهي وأنّا أطوي ثيابها رحمها الله- حرصها على ستر نفسها، فكانت تُعمل فكرها في ابتكار الطّرق والوسائل التي تُكمّل بها ملابسها حتى تظهر ساترة وأنيقة، اسأل الله العليّ العظيم أن يجعل يا أخيتي سترك لنفسك في الدنيا حجاباً لك عن النّار يوم القيامة، وأن يُلبسك من حُلل الجنة ..!

أما مالها وحُليّها .. فقد خرجت (نورة) منها جميعاً،باعت كل ما تملك من حُليّ، وقالت لزوجها: (تصدَّق به)، والله ما علمنا بهذا إلا بعد الوفاة، بخ بخ .. ربح البيع يا نورة ..!

لم تترك خلفها من متاع الدنيا سوى الساعة الثمينة التي ارتدتها يوم زفاف ابنتها، كانت غالية على قلبها لغلاء مُهديها،لبستها تلك الليلة، فكانت الأولى والأخيرة !



نورة أخرى ..

مُنذ رحلت (نورة) وفي كلّ يوم تطالعنا بُشرى جديدة، ومع كل بشارة ينجلي حُزن، وتتكفكف دمعة، وآخر البشائر ولادة ابنتنا (نهلة)، حيث وضعت مولودة اسمتها (نورة)، جعلها الله خير خلف لخير سلف..!

أخذ الله منّا (نورة ) وعوّضنا بـ (نورتين)، فلله الحمد في الأولى، ولله الحمد في الآخرة !






كتبته : مريم بنت أحمد بن محمد الأحيدب


مشرفة تربوية وباحثة أكاديمية




صورة ضوئية لمخطوط وصية الفقيدة -رحمها الله- (نسخة واضحة)





قرأت المقال بدموع قلبي فأين نحن من مثل هؤلاء؟
اللهم ارحمني إذا صرت إلى ماصارت إليه
اللهم اغفر تقصيري وزللي



توقيع رقية مبارك بوداني

الحمد لله أن رزقتني عمرة هذا العام ،فاللهم ارزقني حجة ، اللهم لا تحرمني فضلك ، وارزقني من حيث لا أحتسب ..


رقية مبارك بوداني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس