عرض مشاركة واحدة
قديم 18-12-14, 10:48 PM   #1
أروى آل قشلان
|تواصي بالحق والصبر|
Note وصية في الحثِّ على طلب العلم / للشيخ السعدي - رحمه الله -

أيها الناس ، اتقوا الله تعالى ، واعلموا أن التقوى لا تتم لكم إلا بمعرفة ما يتقى من الكفر والفسوق والعصيان ،
ولا تستقيم لكم إلا بقيامكم بأصول الإيمان وشرائع الإسلام وحقائق الإحسان .
فطلب العلم إذن من أفرض الفرائض وأوجب الواجبات ، فإن عليه المدار في قيام الطاعات وترك المخالفات .
فمن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ، ومن لم يرد به خيرا أعرض عن طلب العلم وسماعه ، فكان من الهالكين الجاهلين .
فما بالكم معرضين عن العلم ، وهو من الفروض الواجبة ؟!
وما لكم مقبلين على ما يضركم تاركين ما ينفعكم ، راضين بالصفقة الخاسرة ؟!
قال صلى الله عليه وسلم : « إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ، قالوا: وما رياض الجنة ؟ قال: حلق الذكر »
فهذه الرياض البهيجة فيها من العلوم من كل زوج كريم ، فيها يعرف الله ويهتدي إلى الصراط المستقيم ،
وفيها يعرف الحلال من الحرام والصلاح من الفساد ، وفيها يعرف سبيل الغي والضلال ، وسبيل الهدى والرشاد ،
فكيف تعتاضون عنها بمجالس اللهو وتضييع الأوقات ، أو مجالس الشر والفساد .
أما إن طلب العلم قربة وثواب عند رب العالمين ، والإعراض عنه شر وخسران مبين .
فيا أيها المعرضون عن طلب العلم ما هو عذركم عند الله ،
وأنتم في العافية تتمتعون؟ وماذا يمنعكم منه وأنتم في أرزاق ربكم ترتعون ؟
أتختارون الهوى على الهدى والقلوب منكم ساهية هائمة؟
أتسلكون طرق الجهل وهي الطرق الواهية ،
وتدعون سبل الهدى وهي السبل الواضحة النافعة ؟
أترضى إذا قيل لك: من ربك وما دينك ومن نبيك لم تحر الجواب !
وإذا قيل: كيف تصلي وتتعبد أجبت بغير الصواب!
وكيف تبيع وتشتري وتعامل وأنت لم تعرف الحلال من الحرام !


فكونوا- رحمكم الله- متعلمين ، فإن لم تفعلوا فاحضروا مجالس العلم مستمعين ومستفيدين ، واسألوا أهل العلم مسترشدين متبصرين ،
فإن لم تفعلوا وأعرضتم عن العلم بالكلية فقد هلكتم ، وكنتم من الخاسرين ،
أما علمتم أن الاشتغال بالعلم من أجل العبادات وأفضل الطاعات والقربات ، وموجب لرضى رب الأرض والسماوات ،
ومجلس علم تجلسه خير لك من الدنيا وما فيها ،
وفائدة تستفيدها وتنتفع بها لا شيء يزنها ويساويها ؟ فاتقوا الله عباد الله ، واشتغلوا بما خلقتم له من معرفة الله وعبادته ،
وسلوا ربكم أن يمدكم بتوفيقه ولطفه وإعانته.
{ أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ } .


خطبة في الحث على طلب العلم
للعلّامة عبد الرحمن السعدي - رحمه الله -
المصدر : كتاب : [ الفواكه الشهية في الخطب المنبرية ] : ( رقم : 66 )



توقيع أروى آل قشلان
إن نفترق فقلوبنـا سيضمها *** بيت على سحب الإخاء كبير
وإذا المشاغل كممت أفواهنا *** فسكوتنا بين القلوب سفير
بالود نختصر المسـافة بيننا *** فالدرب بين الخافقين قصير
والبعـد حين نحب لامعنى له *** والكون حين نحب جد صغير

التعديل الأخير تم بواسطة أروى آل قشلان ; 18-12-14 الساعة 10:51 PM
أروى آل قشلان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس