إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم
قال الله تعالى
{{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }}
من أحب تصفية الأحوال ، فليجتهد في تصفية الأعمال . قال تعالى : ( و أن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً ). ( الجن 16 ) .
و قال أبو سليمان الداراني: (من صفى صفي له ، و من كدر كدر عليه ، و من أحسن في ليله كوفىء في نهاره ، و من أحسن في نهاره كوفىء في ليله ) . و كان شيخ يدور في المجالس ، و يقول : من سره أن تدوم له العافية ، فليتق الله عز وجل . و كان الفضيل بن عياض ، يقول : ( إني لأعصي الله ، فأعرف ذلك في خلق دابتي ، و جاريتي ) .
اعلم ـ وفقك الله ـ أنه لا يحس بضربة مبنج ، و إنما يعرف الزيادة من النقصان المحاسب لنفسه و متى رأيت تكديراً في حال فاذكر نعمة ما شكرت ، أو زلة قد فعلت ، و احذر من نفار النعم ، و مفاجأة النقم ، و لا تغتر بسعة بساط الحلم ، فربما عجل انقباضه . و قد قال الله عز وجل: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} .( الرعد 11 ) وكان أبو علي الروذباري يقول : ( من الاغترار أن تسىء ، فيحسن إليك ، فتترك التوبة ، توهما أنك تسامح في العقوبات) . من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي ص 16 .
م ن ق و ل