العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة العلوم الشرعية العامة > روضة القرآن وعلومه

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-01-09, 03:42 PM   #5
أم رشدي
~مستجدة~
افتراضي

بسم الله الرحمــن الرحيــم
جزاكم الله خيرا فضيلة الدكتور و في الحقيقة بحثت في هذا الموضوع و وجدت جوابا للشطر الأول من السؤال مقالا لفضيلة الدكتور علي جمعة تحت عنوان (الفلسفة اللغوية) اتشرف بنقله في هذا المنتدى المبارك:

الفلسـفة اللغـوية
كتبت بتاريخ أبريل 16, 2007 بواسطة marmad

بقلم‏:‏د‏.‏ علي جمعة
مفتي الديار المصرية

تلعب الفلسفة اللغوية دورا مهما جدا في فهم التراث‏,‏ بعد فهم التصور الكلي الذي سيطر علي الأذهان تلقيا وأداء وفهما للكون والإنسان والحياة‏,‏ فاللغة موروث وليست مخترعا‏,‏ أي إن وضع الألفاظ بإزاء المعاني أمر يرثه الإنسان ولا يصطنعه‏,‏ ومن أجل ذلك كان لابد عليه أن يدرك ذلك الوضع‏,‏ فيفهم دلالات الألفاظ‏,‏ وقد اهتم المسلمون القدماء جدا بهذه القضية‏:‏ قضية دلالات الألفاظ‏. ودلالات الألفاظ جعلتهم يتكلمون عن قضية الجذور اللغوية التي هي موجودة في المعاجم‏,‏ لبناء النظام الصرفي الذي يخرج من هذه الجذور الفعل الماضي‏,‏ والمضارع والأمر‏,‏ واسم الفاعل واسم المفعول‏,‏ والمصدر‏,‏ والصفة المشبهة‏,‏ واسمي المكان والزمان‏…‏ وسائر أنواع التصاريف اللغوية التي تستعمل في مواطن شتي‏,‏ وهذا درسوه بتفصيل كبير جدا‏,‏ وكشفوا من خلال هذه الدراسات أشياء كثيرة‏,‏ نسميها الفلسفة اللغوية‏. والحقيقة أن دراسة هذه الفلسفة اللغوية بمثل هذه الخطوات التي سوف نتعرض لها يجعل الإنسان أكثر فهما سواء للنصوص الشرعية أو للكتابات التراثية‏.‏ ولنبدأ من المكون الأساس للكلمة وهو الحرف‏.‏ والحرف له نوعان‏:‏ حروف المباني‏,‏ وحروف المعاني‏.‏

حروف المباني‏:‏

حروف المباني ثمانية وعشرون حرفا في لغة العرب‏,‏ وكانت قديما مصوغة في صورة تسمي الأبجدية‏,‏ لأنها كانت تبدأ بكلمة أبجد‏:(‏ أبجد هوز حطي كلمن‏,‏ سعفص قرشت ثخذ ضظغ‏),‏ ثم تم تطويرها فيما بعد‏,‏ حتي وصلنا إلي نظام يسمي النظام الهجائي أو الألفبائي‏,‏ وهو النظام الذي تعلمنا عليه حديثا‏(‏ أ‏,‏ ب‏,‏ ت‏,‏ هــ‏,‏ و‏,‏ ي‏),‏ وسمي الهجائي لأنها الحروف التي نتهجي الكلمة بها‏..‏ هذه الحروف تسمي حروف المباني‏,‏ وهي لا معني لها‏,‏ فالألف وحدها لا معني لها في اللغة العربية‏!‏ وبالمناسبة‏,‏ تشترك اللغات السامية في اثنين وعشرين حرفا‏,‏ وتنفرد العربية عن بعض اللغات السامية في ستة حروف‏.‏ والأبجدية أيضا كانت تشير إلي هذا فمن‏(‏ أبجد‏)‏ حتي‏(‏ قرشت‏)‏ هذه هي الاثنان والعشرون حرفا التي تشترك فيها العربية مع العبرية والآرامية والسريانية والحبشية وهكذا‏.‏ أما‏(‏ ثخذ ضظغ‏)‏ فتنفرد بها العربية عن اللغات الأخري‏.‏ ولذلك يسمون هذه الحروف الستة بـ الحروف الروادف‏,‏ لأنها مردفة أي ملحقة‏,‏ وهذه الاثنان والعشرون حرفا المشتركة ـ تقريبا ـ هي الحروف اللاتينية أيضا‏,‏ مع إسقاط الحاء وإضافة الثاء‏.‏

فهذه حروف المباني التي يهتم بها الذين يدرسون الأداء الصوتي ودارسو التجويد‏.‏ وقد صنفها القدماء واستنبطوا لها صفات ومخارج‏,‏ وحقا ومستحقا‏:‏ الحق يعني إخراج الحرف من مخرجه الخاص به‏:‏ من الحلق ومن وسط اللسان‏,‏ ومن طرف اللسان‏,‏ ومن مجموعة الأسنان‏,‏ ومن الشفتين‏,‏ ومن الخيشوم أو الأنف‏.‏ والمستحق مراعاة موضع الحرف من الحروف المجاورة له وأثر نطق الحروف علي بعضها بعضا ولهذا‏,‏ فإن من الإعجاز أن القرآن الكريم ورد إلينا بالأداء الصوتي نفسه الذي تركه لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم‏,‏ أي بالطريقة الصوتية المعينة التي تجعل كل حرف له اعتبار‏,‏ وهناك جدول يحفظه رجال التجويد‏,‏ وله أداءات مفردة‏,‏ وأداءات مركبة‏,‏ ثم يتراكب ثم نتعلم علم التجويد في أحكام التنوين والنون الساكنة وأحكام الميم والراء واللام‏,‏ وحروف المد‏..‏ وغير ذلك‏.‏

فحروف المباني ـ وإن لم تكن لها معان في ذاتها ـ فإن الأداء الصوتي الصحيح لها هو من الضرورة بمكان في ثقافة أمية اعتادت علي نقل تراثها مشافهة‏,‏ ونقلت بهذه الطريقة كتاب الله عز وجل وحديث رسوله صلي الله عليه وسلم‏,‏ وقد ارتبطت بذلك فنون الفصاحة والخطابة والبيان في التراث الإسلامي‏,‏ وهي فنون لاتزال لها مكانتها‏,‏ بل وتعد من المهارات الاجتماعية والسياسية التي تدرس ويعني بها في الحضارات المختلفة‏.‏

حروف المعانى:

وهى الحروف التى يؤدى كل واحد منها معنى معينا، وهى فى اللغة العربية تسعون حرفا، على خمسة أقسام:


منها ما هو حرف واحد مثل‏:‏ الواو‏,‏ الباء‏,‏ الكاف‏,‏ الفاء‏,‏ اللام‏,‏ ومنها ما هو حرفان مثل‏:‏ من‏,‏ في‏,‏ عن‏,‏ لن‏,‏ إن‏,‏ ومنها ما هو مكون من ثلاثة حروف مثل‏:‏ إلي‏,‏ علي‏,‏ ثم‏,‏ إن‏,‏ ومنها المكون من أربعة مثل‏:‏ لعل‏,‏ كأن‏,‏ ومنها ما هو من خمسة مثل‏:‏ لكن‏(‏ وهي تنطق‏:‏ لاكن بألف مد‏,‏ لا تكتب‏,‏ وبشدة علي النون‏).‏ وليس هناك ما هو مكون من أكثر من خمسة أحرف‏.‏ وهذه التسعون حرفا إما أن لها عملا أو ليس لها عمل‏,‏ أي إما أن تؤثر فيما بعدها‏,‏ أو لا تؤثر‏,‏ فبعضها يجر‏,‏ وبعضها ينصب‏,‏ وبعضها يجزم‏,‏ وبعضها لا عمل له ولا أثر‏,‏ لكن الأثر شيء والمعني شيء آخر‏,‏ فهذه الحروف تستعمل في ستة وخمسين معني‏,‏ والمعاني الستة والخمسون منها‏:‏ الابتداء‏,‏ والغاية‏,‏ الانتهاء‏,‏ والتبعيض‏,‏ والظرفية‏,‏ والاستعلام‏,‏ والاستفهام‏,‏ والقسم‏,‏ والتحضيض‏,‏ والتمني‏,‏ والترجي‏,‏ والتأكيد‏,‏ وهكذا‏.‏

وعندما نرسم جدولا فيه الحروف التسعون بصورة رأسية تقابلها الوظائف الست والخمسون بصورة أفقية‏,‏ نجد أن الحرف الواحد قد يدل علي معني أو اثنين أو حتي قد يدل علي نحو خمسة عشر معني‏!‏ فمثلا الباء تدل علي أشياء كثيرة منها‏:‏ المصاحبة‏,‏ الملابسة‏,‏ الابتداء‏,‏ الظرفية‏,‏ السببية‏.

الأهرام -الأثنين 16 أبريل 2007

التعديل الأخير تم بواسطة أم رشدي ; 01-01-09 الساعة 03:47 PM
أم رشدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التوحيد أولاً يادعاة الإسلام أم خولة روضة العقيدة 2 14-02-15 10:05 PM


الساعة الآن 06:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .