العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . الأقسام الدعوية والاجتماعية . ~ . > روضة الروابط الاجتماعية > روضة الأسـرة الصالحة

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-05-09, 07:36 AM   #15
أمــــ هـــانـــئ
نفع الله بك الأمة
 
تاريخ التسجيل: 18-04-2009
المشاركات: 230
أمــــ هـــانـــئ is on a distinguished road
افتراضي

باسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعـــــد :-

6- تــــــأمـــــــلاتُ أمٍّــــ ****************************************

**نتابع أخواتي الكريمات ما مرّ بي من بعض التأملات عسى الله أن ينفع بها.
أبدأ مستعينة بالله سائلته التوفيق والسداد :-

من منّا لم يمنِّ النفس بحفظ كتاب الله الكريم ؟ بل ويحدو كل منا الرجاء مشفوعًا بكثير من الدعاء أن يحفظ أولاده كتاب الله من الصغر ، وكلنا يبادر إلى الأخذ بالأسباب والعمل ؛ لتحقيق هذا الأمل ، واضعا نصب عينيه مقولة الأسلاف : ((التعليم في الصغر كالنقش على الحجر )) .
ولأني كالجميع ، بادرت الولد فور تمكنه من الكلام ، فأرسلته إلى دار ليحفظ القرآن ؛ شافعةً رجائي بالعمل
وكانت الدار عن الجوار بعيدة ، والشقة في الذهاب والإياب إليها ومنها شديدة ، فاستعنت بالله ، وسألته التيسير
فتقبل الدعاء ، وسَهُلتْ لنا الصعاب.
وانتظم الولد في تلكم الدار ، وبدأ يحفظ من الكتاب الكريم ، وزاد حفظه من صحيح السنة المطهرة ، وكذا القليل من الشعر ، و الأذكار- ما شاء الله لا قوة إلا بالله – ....
**وذات يوم ألفت الولد يردد الحديث التالي :-
عن أبي هريرة -رضى الله عنه - قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم – :-
(( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ ِ جاره )) متفق عليه.
/ صحيح البخاري - رقم : 5185.
وكان يقرن الترديد بالقفز الشديد من الفراش على أرض الحجرة ، وفعل ذلك ليس مرة ، يردد ويقفز ...وهـــكذا ، فعَجِلْتُ إليه ؛ أنهره وأزجره على شنيع فعله ، فقال : وماذا فعلتُ ؟!
أجبته ألا تفهم ما تقول ؟! إنك بفعلك تؤذي الجيران ؛ وهذا ينقص من حسناتك في الميزان .
قال متعجبا حيران : أي ميزان ؟!
فصمتُّ أتفكَّر، وهو إليّ ينظر ،فأخذت نفسا عميقا، وشرعت أبين له ما جنت يديه :
- يا بني : ألم تقل في الحديث أبي هريرة - وكان يحفظ الراوي - : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ) وهذا يعني : أن تصدق أن الله موجود ، وهو إلهك الذي خلقك وكل ما حولك ، و لأنه خلق ويرزق جميع الخلق فهو الذي له الحق أن يأمرنا فنطيعه، أليس كذلك حبيبي ؟! أومأ برأسه أن بلى .
- (واليوم الآخر) أي : يوم القيامة نصدق أننا بعد أن نموت جميعا يحينا الله ؛ ليحاسبنا على ما عملناه : فمن أطاع أوامرالله ، وفعل الخير ؛ أعطاه من الحسنات الكثير وأدخله الجنة في الأخير.
ومن لم يطع أوامر الله ، وفعل الشر ، وجد الكثير من السيئات ، وأدخله الله النار بعد الممات.
فمن كان مصدقا قلبه بالله و اليوم الآخر : لن يفعل السوء والشر ؛ لأنه يخاف أن يدخل النار-نعوذ بالله- أليس كذلك يا بني ؟! أومأ برأسه أن بلى .
- إذن من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فـــلا ...... مـــــــاذا يا بني ؟
قال : (فلا يؤذِّ جاره )
قلت : وأنت عندما أخذت تقفز بشدة آذيت الجيران ، لأن صوت القفز مزعج
فهل هذا ما جاء في الحديث الذي تقول وما أمر به الرسول ؟! أومأ أن لا .فختمت معه الحديث بالدعاء ، وعلى فهمه الذي أبدا بالثناء.

** ومر يوم ويوم و أيام ، وعاد ليردد حديثا جديدا :-
عن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم – :- (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه )) صحيح البخاري / رقم : 6484
واصطحبته مساء ذلك اليوم إلى بيت الأقارب ، وهناك وجد أطفال
يلعبون فانطلق يخوض فيما فيه يخوضون ، وما هي إلا برهة يسيرة ، وإذا بالصراخ يعلو ، والجميع من ولدي يشكو : فمِن قائلا : ضربني ، ومِن قائلا : ظلمني ، ومن قائلة : نهرني ..جذبني...،فنظرت إليه عاتبة ، تخرج من عينين سهام له مؤنبة ، و أجلسته بجواري حتى انقلبنا إلى الدار ، وحال ولوجنا ، اتخذ ركنا بالجدار ،
فأخذت نفسا عميقا وكان هذا الحوار :
- شرع يدافع عن نفسه ، ويقول : إن السبب فيما حدث أقرانه ....
فأقبلت بكليتي إليه وأنا ناظرة إلى عميق عينيه ، فسكت في الحال ، وترك لي المقال فسألته :
- ألا تعقل ما تقول ؟! ألم تردد قبل خروجنا من الدار قول الرسول : (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )) المسلم الذي يرضى الله عنه المسلم الذي سيدخل الجنة الذي يسلم المسلمون من( لسانه ): فلا يسبهم ولا يغيظهم بقوله ،(و يده ) : فلا يعتدي عليهم بالضرب أو الدفع أو الجذب ....
هل هذا الذي فعلت فعل مسلم يرضى الله عنه ؟!
. فغض الطرف وقال : أن لا .
فجتزأت بذلك ، ومر هذا كالسابق .

** ومرت أيام.... وأيام... وجاءت لزيارتنا خالته ومعها بنت في سن الفطام ، فأخذها ؛ ليريها ما عنده من لعب ولم يمر من الزمن غير اليسير ، وإذا بمعركة بينهما تصير ، وبكؤهما كأنه النفير ؟ ! فهرعنا إليهما فأمرته : أن يكف في الحال ، فرفض وأكمل كأنه محال : لن تأخذ لعبتي ، فأمسكته وقد دميت يداه ، وفاضت بالدمع عيناه !
وأمسكت أختي الصغيرة وقد تركت أصابعه آثارا وحدّا ، قد أشتد منها إحمرار الخدّ !
وعندما نامت الصغيرة ، وهدأ ابني قليلا شرعت أحاوره : أتضرب ضيفة ؟! ألم يقل رسول الله - –صلى الله عليه وسلم – :- (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت .)) صحيح البخاري / رقم : 6136
فإذا به يكمل لي الحديث : عن أبي هريرة -رضى الله عنه -قال .......
قلت : اللهم لا حول ولا قوة إلا بالله ، إذن تحفظ الحديث ! قال : نعم ، فتنفست بعمق وقلت له : فلماذا لم تعطها اللعبة وهي ضيفتنا ؟ أليس هذا من إكرام الضيف؟! فسكت هنيهة ثم برقت عينيه وقال : لا هي صغيرة !!! فقلت له الضيف يطلق على الكبير والصغير.
-ألم تأخذ في الدار حديث أنس بن مالك -رضى الله عنه - قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم – :-
(( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، و يوقر كبيرنا )) صححه الألباني بمجموع طرقه في : السلسلة الصحيحة / رقم: 2196؟ أومأ أن بلى .
فسألته ما معنى يرحم صغيرنا ؟ هي صغيرة ، وأنت كبير يجب أن ترحمها وتعطي لها ما تريد ولا تضربها ..ففتح فاه ليقول عضتني ... فأسكته وقلت : وإن عضتك هي صغيرة ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – :-
(ليس منا من ..) أي : ليس مثله ولا مثل أصحابه لأنهم يرحمون الصغير ، ويوقرون الكبير وأنا كبيرة قلت لك :
كفّ عنها فلم توقرني ولم تستجب لأمري ، ألا تخشى ألا تكون مثل الرسول وأصحابه وأن تحرم صحبتهم في الجنة؟!
فنكس رأسه وبكى ولم يحر جوابا .

فختمت الكلام بالدعاء : (( هداك الله ، هداك الله ، هداك الله)).

** ومرت الأيام وجاءني بمحفوظات مادة السلوك والآداب ، وكان عليه حفظ ا لآيات من سورة لقمان :-

{ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ *وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحا * إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَال ٍ فَخُور *واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}آية : 17-19.
فكان يرددها صارخا ؛ معللا ذلك أنه يقلد طريقة قراءتها في الدار ، الله المستعان الله المستعان الله المستعان
لن أعلق على ذلك الموقف وسأترك لخيالكنَّ العنان .

*** الحق أنني لم أقصص كل المواقف ، ولكني ضربت بعض الأمثال ، لتكون شاهدا لكنَّ عن الحال.
والحق أن الأطفال ليس بها العيب ، فقد ألفت الكبار يفصلون بين ما يفعلون وما يقولون بله يحفظون
وبدأت ألحظ ما كنت عنه غافلة ، من أفعالي وأفعال كل غريب ، بله من العاقلة ،
وأصبحت من تلك المواقف أتحسس ، ووالله ما على خلق الله أتجسس ،فهي لكل ذي مسكة من عقل ظاهرة ؛ شاهدة على غفلتنا السافرة .
وما -والله- أفتري فهاكم مثلا واحدا على ما أدعي:
صلى إمام المسجد- حافظ القرآن ذو الصوت الفتّان في مسجد من أكبر مساجد العاصمة في رمضان - صلاة القيام فأطاله حتى أذان الفجر ،ولم يعطِ لأحد من المأمومين خلفه من وقت للسحور ، راغبا بفعله عن سنة الرسول ؛ راغبا في إطالة القيام ، مضيعا لحق كثير من الأنام ، ولعل قاله حال قيامه كان :
((وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) الحشر : آية : 7
لله الأمر من قبل ومن بعدُ ، إلى الله المشتكى .
{ يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون *كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } سورة الصف / الآية : 2-3

- سؤلت عائشة -رضي الله عنها - عن أخلاق الرسول -عليه الصلاة والسلام - فقالت :
(( كان خلقه القرآن ))
صححه الألباني في : صحيح الجامع / رقم: 4811


** وفي الأخير عدَّلت من رجائي وألححت بدعائي :
((اللهم اجمع القرآن في صدر أولادي ، وارزقهم العمل به آمين ))
وأولادكن وأولاد المسلمــين أجمعــــــين .

التعديل الأخير تم بواسطة أمــــ هـــانـــئ ; 19-05-09 الساعة 07:40 AM
أمــــ هـــانـــئ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تأملات في النخلة رضاك والجنة روضة التزكية والرقائق 7 04-01-14 01:06 AM
تأملات في أسئلة الصحابيات حديث (لَقَدْ سَبَّحْتِ بِهَذِهِ ! أَلاَ أُعَلِّمُكِ بِأَكْثَرَ ..) حسناء محمد روضة السنة وعلومها 0 28-11-13 08:01 AM
صفحة الشيخ صالح بن عواد المغامسي / تأملات قرآنية عدن روضة القرآن وعلومه 3 19-04-09 01:07 PM
دروس تأملات وفؤائد من سورة الكهف( يحدث كل جمعة بإذن الله ) الطالبة روضة القرآن وعلومه 12 11-01-08 01:36 AM
تأملات قرآنية فى سورة الفاتحة مسلمة لله روضة القرآن وعلومه 0 16-12-06 06:29 PM


الساعة الآن 04:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .