مشروع يحمل همه الجميع....جيل يحب الله

[نفحات بنت محمد الصياد]

حمدا لله وصلاة وسلاما على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فمستعينا بالله عز وجل ، طالبا منه المدد أبدأ معكن أخواتي في صناعة جيل التمكين
وأقول : إن الخطوة الأولى لتربية هذا الجيل هي أن تعلمي أختاه أن الله هو رب العالمين ، وهو وحده سبحانه من بيده هداية التوفبق ، وهو وحده من بيده قلوب العباد ، فلا تغفل الأخت سواء كانت أما أو معلمة أو مربية عن هذه الحقيقة العظيمة ؛ وهي أنك مهما قدمت وبذلت ، ومها كانت لديك من خبرات وتجارب في حقل التربية فإنك بغير الله وتوفيقه وإعانته لن تحققي شيئا ، فأول ما أنصح به أخواتي لنبدأ بداية صحيحة أن ننكسر ونذل لله ، ونقر له بضعفنا وقلة حيلتنا وانعدام حولنا وقوتنا ، ولن تصل الأخت لما تريد من أهداف عظيمة إلا إذا سلمت أمرها وأمر ولدها للرب العليم الحكيم الحفيظ ، وداومت على الدعاء في ليلها ونهارها وسجودها وقبل العمل وأثناء العمل وبعد العمل أن يوفقها لما يرضيه وأن يشرح صدور وعقول الأولاد لها وأن يتولى سبحانه تربيتهم وحفظهم .
وكثيرا ما ذكرت أخواتي القائمات على هذا الثغر العظيم بهذا المعنى لعلمي أنه الأساس المتين الذي يبنى عليه هذا العمل وأي عمل ، فبالإقرار والاعتراف بالعجز والاحتياج الدائم لله تعالى تصلين إلى ما لا تتخيلينه من نتائج مبهرة
أختاه الزمي طرق باب الملك وثقي أن الكريم سيفتح لك مالا حصر له من خير وفضل
هذا المعنى أخواتي لابد أن ننشره في قلوب المربين جميعا ، بل قلوب العالمين ، فوالله ما ضعفنا وما تخلفنا إلا لما اعتمد كل واحد على نفسه ونسي ربه ، ولا يخفى على إحداكن ما حدث للمسلمين في حنين لما أعجبوا بكثرتهم ... أنزل الله ( وما النصر إلا من عند الله ) ليعلم الخلق أجمعين أنه ليس بقدراتهم وعلمهم وإمكانياتهم ووسائلهم يصلون للهدف المطلوب ، بل لم ولن يصل من يصل إلا بذله واعتماد قلبه على ربه مع الأخذ بالأسباب كاملة .
أخواتي .. الدعاء الدعاء الدعاء ، فلتداوم الأخت على الدعاء لنفسها وولدها وكل من هي مسؤولة عنه من أطفال أو فتيات أو حتى عجائز ، وتداوم على تذكيرهم جميعا بالدعاء مهما صغروا أو كبروا ، ففي كل يوم ترفع المعلمة المربية يدها بالدعاء وتأمر من تحتها أن يرفع يده لله ، لتسألنه جميعا التوفيق والسداد والمدد والعون .
الخطوة الثانية : الاختيار الدقيق الجيد لمن يقوم على صناعة هذا الجيل ، فلو تكلمنا عن أولادنا فإنه لابد للأخت أن تختار زوجا صالحا خلوقا محافظا على فرض الله معظما لشرعه ، فكم من أولاد تاهوا وضاعوا لما وجدوا من تناقض في التربية ؛ فما تقوله الأم لا يقول به الأب بل قد ينقضه ، وما يدعو إليه الأب عكس ما تدعو إليه الأم ، وما يبنيه الأبوان يهدمه الجدان أو الأقارب ، لذا على الأخت أن تختار أبو الولد وجده وعمه وعمته ، ولا تتهاون في الاختيار ، ولا تستمعي أختاه لمن يقول لك : سوف ألتزم ، أنا أحب الالتزام ..ولم تجدي بينة واضحة على كلامه هذا ، أما عن أهله فيكفي في اختيارهم أن يكونوا على الأقل على الحياد ، قلا يكونوا مؤثرين بالسلب على ابنك . فإنك لن تستطيعي منع ولدك من الذهاب لعمه وعمته وجده وجدته ، وهؤلاء لاشك مؤثرين في الطفل من صغره إن كان يختلط بهم كثيرا في صغره وخاصة إن كان أبو الولد ( زوجك ) ضعيف الشخصية ، ضعيف الالتزام .
أما من تزوجت فنصيحتي لها أن تحاول جاهدة أن تهيئ زوجها كما تهيئ نفسها لهذه المسؤولية العظيمة ، ففاقد الشيء لا يعطيه ، فأنا لابد أن أتربى قبل أن أربي ، ولابد أن أتعلم قبل أن أعلم ، وهذا يتطلب أن تتعلم الأخت فن التربية من خلال الكتب والدورات والدروس التي تتكلم عن هذا الأمر ، ولكن يراعى هنا اختيار مربين صالحين وتقديم العالم بالدين عن غيره ، وعلى الأخت كذلك أن تحصل العلوم الواجبة كالقرآن والعقيدة وفقه العبادات وغير ذلك مما لا يجوز لمسلم أن يجهله .
هذا عن أولادنا ، وهو نفسه ما نقوله في حديثنا عن دور الحضانة والتحفيظ فأولاد المسلمين هم أولادنا ، فلابد من إقامة دورات إعداد للمعلمة دينيا وتربويا وعمليا ، ولعله يأتي الحديث عن تلك النقطة لاحقا إن شاء الله
أختى الفاضلة ابدئي بنفسك فقوميها وربيها وأبعديها عن مساوئ الأخلاق والتقصير في الطاعات ... وللحديث بقية إن شاء الله
الخطوة القادمة : كيف تبدأ التربية من بداية الحمل ؟؟