العودة   ملتقى طالبات العلم > . ~ . أقسام العلوم الشرعية . ~ . > روضة التزكية وآداب الطلب > روضة التزكية والرقائق

الملاحظات


 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-12, 08:02 PM   #1
لآلئ الدعوة
جُهدٌ لا يُنسى
Icon54 ما هي أسباب اكتساب حسن الخلق ؟؟



أسباب اكتساب حسن الخلق
(منقول للفائدة)
لا ريب أن أثقل ما على الطبيعة البشرية تغير الأخلاق التي طبعت عليها النفس، إلا أن ذلك ليس متعذرا ولا مستحيلا ـ كما مر.
بل إن هناك أسبابا عديدة، ووسائل متنوعة يستطيع الإنسان من خلالها أن يكتسب حسن الخلق.
1ـ سلامة العقيدة:
فشأن العقيدة عظيم، وأمرها جلل؛ فالسلوك ـ في الغالب ـ ثمرة لما يحمله الإنسان من فكر، وما يعتقده من معتقد، وما يدين به من دين.
والانحراف في السلوك إنما هو ناتج عن خلل في المعتقد.
ثم إن العقيدة هي الإيمان، وأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا؛ فإذا صحت العقيدة حسنت الأخلاق تبعا لذلك؛ فالعقيدة الصحيحة تحمل صاحبها على مكارم الأخلاق من صدق، وكرم، وحلم، وشجاعة، ونحو ذلك.
كما أنها تردعه وتزمه عن مساوئ الأخلاق من كذب، وشح، وطيش، وجهل ونحوها.
قال الغزالي ـ رحمه الله ـ:" آداب الظواهر عنوان آداب البواطن، وحركات الجوارح ثمرات الخواطر، والأعمال نتيجة الأخلاق، والآداب رشح المعارف، وسرائر القلوب هي مغارس الأفعال ومنابعها، وأنوار السرائر هي التي تشرق على الظواهر فتزينها، وتجليها، وتبدل بالمحاسن مكارهها ومساويها.ومن لم يخشع قلبه لم تخشع جوارحه، ومن لم يكن صدره مشكاة الأنوار الإلهية لم يفض على ظاهره جمال الآداب النبوية " إحياء علوم الدين2/357.
فإذا كان الأمر كذلك فما أجدر المسلم أن يحرص كل الحرص على سلامة عقيدته وصفائها من كل شائبة تشوبها، وما أحرى بالمخلصين أن يقدموا أمر العقيدة على كل شيء؛ لأن الناس إذا صحت عقائدهم زكت نفوسهم، واستقامت أخلاقهم تبعا لذلك.
2ـ الدعاء:
فالدعاء باب عظيم، فإذا فتح للعبد تتابعت عليه الخيرات، وانهالت عليه البركات.
فمن رغب بالتحلي بمكارم الأخلاق، ورغب بالخلي من مساوئ الأخلاق ـ فليلجأ إلى ربه، وليرفع إليه أكف الضراعة؛ ليرزقه حسن الخلق، ويصرفه عنه سيئه ؛ فالدعاء مفيد في هذا الباب وغيره، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الضراعة إلى ربه يسأله أن يرزقه حسن الخلق، وكان يقول في دعاء الاستفتاح: "اللهم اهدني لأحسن الأخلاق؛ لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني
سيئها؛ لا يصرف عني سيئها إلا أنت" رواه مسلم1/535 771 من حديث علي ـ رضي الله عنه.
وكان من دعائه: " اللهم جنبني منكرات الأخلاق، والأهواء، والأعمال، والأدواء " أخرجه الحاكم1/532 من حديث عم زياد بن علاقة، وصححه، ووافقه الذهبي..
وكان يقول: " اللهم إني أعوذ بك من العجز، والكسل، والجبن، والهرم، والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات" رواه البخاري7/159، الدعوات، باب التعوذ من فتنة المحيا والممات، ومسلم 2706 الذكر والدعاء، باب التعوذ من العجز والكسل.
3ـ المجاهدة:
فالمجاهدة تنفع كثيرا في هذا الباب؛ ذلك أن الخلق الحسن نوع من الهداية يحصل عليه المرء بالمجاهدة.
قال ـ عز وجل ـ: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69] .
فمن جاهد نفسه على التحلي بالفضائل، وجاهدها على التخلي من الرذائل حصل له خير كثير، واندفع عنه شر مستطير؛ فالأخلاق ـ كما مر ـ منها ما هو غريزي فطري، ومنها ما هو اكتسابي يأتي بالدربة والممارسة.
والمجاهدة لا تعني أن يجاهد المرء نفسه مرة أو مرتين أو أكثر،
بل تعني أن يجاهد نفسه حتى يموت؛ ذلك أن المجاهدة عبادة،
والله ـ تبارك وتعالى ـ يقول: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}[الحجر99] .
4ـ المحاسبة:
وذلك بنقد النفس إذا ارتكبت أخلاقا ذميمة، وحملها على ألا تعود إلى تلك الأخلاق مرة أخرى، مع أخذها بمبدأ الثواب إذا أحسنت، وأخذها بمبدأ العقاب إذا توانت وقصرت.
فإذا أحسنت أراحها، وأجمها، وأرسلها على سجيتها بعض الوقت في المباح.
وإذا أساءت وقصرت أخذها بالحزم والجد، وحرمها من بعض ما تريد.
على أنه لا يحسن المبالغة في محاسبة النفس؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى انقباضها وانكماشها.
قال ابن المقفع: "ليحسن تعاهدك نفسك بما تكون به للخير أهلا؛ فإنك إن فعلت ذلك أتاك الخير يطلبك كما يطلب الماء السيل إلى الحدورة"... الحدورة: المنخفض من الأرض.
5ـ التفكير في الآثار المترتبة على حسن الخلق:
فإن معرفة ثمرات الأشياء، واستحضار حسن عواقبها ـ من أكبر الدواعي إلى فعلها، وتمثلها، والسعي إليها.
فكلما تصعبت النفس فذكرها تلك الآثار، وما تجني بالصبر من جميل الثمار؛ فإنها حينئذ تلين، وتنقاد طائعة منشرحة؛ فإن المرء إذا رغب في مكارم الأخلاق، وأدرك أنها أولى ما اكتسبته النفوس، وأجل غنيمة غنمها الموفقون ـ سهل عليه نيلها واكتسابها.
6ـ النظر في عواقب سوء الخلق:
وذلك بتأمل ما يجلبه سوء الخلق من الأسف الدائم، والهم الملازم، والحسرة والندامة، والبغضة في قلوب الخلق؛ فذلك يدعو المرء إلى أن يقصر عن مساوئ الأخلاق، وينبعث إلى محاسنها.
من كتاب: سوء الخلق (مظاهره – أسبابه – علاجه )
المؤلف: محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد

ويتبع بقية الأسباب إن شاء الله تعالى ...
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق؛ لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها ؛ لا يصرف عنا سيئها إلا أنت ...










توقيع لآلئ الدعوة
[sor2]http://vb.jro7i.net/storeimg/girls-top.net_1338687781_970.jpg[/sor2]
لآلئ الدعوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(View-All Members who have read this thread in the last 30 days : 0
There are no names to display.

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل حسن الخلق عبادة ؟؟ !! أم أســامة روضة التزكية والرقائق 3 03-08-14 01:09 AM
سوء خلق الداعية عقبة في طريق الدعوة ... رقية مبارك بوداني كوني داعية 1 28-10-13 07:51 PM
كن حسن الخلق تكن صانعا للحياة دلال خواطر دعوية 4 18-07-07 12:20 AM


الساعة الآن 08:56 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .